أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوزان ابراهيم - تركيا المتأرجحة نحو السلطنة














المزيد.....

تركيا المتأرجحة نحو السلطنة


هوزان ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا المتأرجحة نحو السلطنة
مع اقتراب موعد الحسم في الانتخابات التركية تشتد المعركة بين الأحزاب المشاركة في هذا الاستحقاق، وقد أخذت في غالبها الطابع الإعلامي الجماهيري إلا أنها تحولت في بعض الأحيان لصدامات عنيفة بين مناصري هذه الأحزاب وتطورت أيضاً لتفجيرات طالت مقرات البعض منها كما حصل لحزب الشعوب الديمقراطية HDP، مما يدلنا على أهمية وحساسية هذه الانتخابات في تحديد مستقبل تركيا والتي باتت على مفترق طرق يعده الكثيرون الأهم منذ تأسيس الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك 1923.
أهمية هذه الانتخابات تكمن في الصراع على تحويل شكل حكم البلاد من البرلماني إلى الرئاسي و ذلك بمسعى من قبل رجب طيب أردوغان و من خلفه حزب العدالة و التنمية AKP, و هذه ليست بالمحاولة الأولى للتحول للنظام الرئاسي فقد سبقه كل أوزال و ديميرل من قبل إلا أنهم لم يقوموا بخطوات عملية كما قام بها أردوغان, الذي لم يكن باستطاعته الترشح لدورة برلمانية رابعة و بالتالي حرمانه من رئاسة الوزراء حتى لو فاز حزبه و لو بالأغلبية المطلقة, فبدأ أولى خطواته بإدخال تعديلات تسمح بانتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرةً عوضاً عن البرلمان كما جرت العادة لإكسابه الشرعية و صلاحيات تنفيذية أوسع و من ثم ترشح لانتخابات الرئاسة 2014 و فاز بها من الجولة الأولى ليصبح خلفاً لعبد الله غول و استلم من بعده رئاسة الوزراء و زعامة الحزب أحمد داود أوغلو الملقب بالأستاذ والذي يعد المنظر الأول لفكر "العدالة و التنمية", و لكن أردوغان أدخل البلاد نظرياً في أزمة حكم و ذلك بوجود رئيس جمهورية و رئيس وزراء منتخبين من قبل الشعب أي نظام نصف رئاسي, إلا أنه لم يحدث أي صراع لحد الآن نتيجة انتمائهما لنفس التيار السياسي و لم تتكرر التجربة الفرنسية في ذلك.
شكل النظام الذي يسعى أردوغان لإرسائه هو قريب نوعاً ما من النظام الأمريكي من حيث الاستغناء عن منصب رئيس الوزراء و ربط الوزراء مباشرةً بالرئيس إضافة لإمكانية ترشحه لدورتين متتاليتين وتنصيبه القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، إلا أنه يرى لا حاجة لمجلس الشيوخ كما في النظام الأميركي و الاكتفاء ببرلمان يقتصر دوره على الرقابة والتشريع، حيث أن أهم انتقاداته للنظام البرلماني هي التداخل بين السلطات التنفيذية والتشريعية المرتبطتين بالبرلمان.
كثرت الاعتراضات على هذه المساعي حتى من قبل رفاق الدرب و إن كان بشكل غير مباشر فعبد الله غول رفض نداء أردوغان له بالمشاركة في الحملة الانتخابية لحزب "العدالة و التنمية", و أوغلو رئيس الحكومة و الحزب فقد تأخر كثيراً في إعلان تأييده لهذا التحول مما أثار الكثير من التساؤلات حول وجود خلافات بينه و بين أردوغان الذي ما زال يتصرف كرئيس للحكومة و الحزب أيضاً, أما بالنسبة لباقي الأطراف السياسية فهي معترضة جملةً و تفصيلاً على ذلك.
بنظرة سريعة على الخارطة الانتخابية نرى بأنه هناك أربعة أحزاب رئيسية تتنافس على مقاعد البرلمان وحسب الاستطلاعات فإن نسبها بشكل تقريبي كالآتي: حزب العدالة والتنمية AKP الإٍسلامي المحافظ 39-42%، حزب الشعب الجمهوري CHP الأتاتوركي اليساري 25-27%، حزب الحركة القومية MHP القومي اليميني 16-17%، حزب الشعوب الديمقراطي HDP اليساري المكون أساسا من الكرد 9-10.5%، بينما باقي الأحزاب المشاركة والتي يبلغ عددها 16 حزب ليس لها حظوظ بدخول البرلمان وفقاً لقانون 10% "العتبة البرلمانية".
من خلال هذه النسب نرى بأن الفصل يكمن عند "الشعوب الديمقراطية" فقد عقد أردوغان عليه آمالاً كبيرة و أطلق عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني PKK, و لكنها توقفت إثر أحداث مدينة "كوباني" الكردية السورية و خذلان الحكومة التركية لأهالي المدينة و محاولاتها الحثيثة بشكل غير مباشر لإسقاط المدينة بيد تنظيم الدولة الإسلامية, و المشتبه بها أصلاً في تأمين السلاح و الذخيرة لمجموعات متطرفة تقاتل في سوريا من خلال قضية شاحنة الاستخبارات المتجهة نحو سوريا والتي أوقفتها أطراف من الشرطة موالية لجماعة "فتح الله غولان" المسماة بالكيان الموازي و كشفت عن وجود أسلحة و ذخيرة مخبأة بين الحمولة الأصلية للشاحنة و التي من المفروض أن تكون أدويةً, حيث رفض أوغلو التعليق على الحادثة بحجة عدم نشر أسرار الدولة.
يحاول "الشعوب الديمقراطية" الاستفادة قدر الإمكان من الخلاف الناجم بين حركة الخدمة "فتح الله غولان" و الحكومة و ذلك بكسب أصوات مؤيدي الحركة و الذين تبلغ كتلتهم التصويتية 2-3% و التي كانت من قبل لصالح "العدالة و التنمية", إضافة إلى أنه يحاول أن يكسب أصواتاً من الأقليات الدينية خاصة العلويين الذين يشكلون 15% من مجموع السكان و بعض العلمانيين و اليساريين المحسوبين على الكتلة التصويتية لحزب "الشعب الجمهوري", و دخل أيضاً في منافسة مع "العدالة و التنمية" على أصوات المقترعين في الخارج و الذين زاد عددهم عن المليون مقترع, حيث يتبنى "الشعوب الديمقراطية" برنامجاً انتخابياً اجتماعياً بمجمله و يركز فيه على المرأة بشكل خاص حيث خصص لها المقاعد و المناصب مناصفة مع الرجل و إضافة للتأكيد حقوق الأقليات الدينية و القومية و مفاهيم العدالة الاجتماعية.
في وقتٍ سابق صرح أردوغان بأن عدم حصول "العدالة و التنمية" على الأغلبية البرلمانية التي تؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده كما جرت العادة من قبل و بالتالي اضطراره لتشكيل حكومة ائتلافية يشبه الكابوس بالنسبة له, الأمر الذي سيضطره أيضاً إلى تحالف لتمرير التعديل الدستوري الخاص بالرئاسة, و من جهته أعلن زعيم "الشعوب الديمقراطية" صلاح الدين ديمرتاش بأنه حزبه سيحول دون التحول للنظام الرئاسي و سيكون كابوس السلطان مشيراً إلى أردوغان الذي بات لقب السلطان مرافقاً له دلالةً على تفرده و أنانيته و سعيه لإعادة إحياء أمجاد السلطنة العثمانية متربعاً كسلطانٍ على عرش الرئاسة في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023.

هوزان إبراهيم



#هوزان_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجلان في قلب الانتخابات التركية
- الحراك الشبابي الكردي
- كفرنبل ايقونة الثورة السورية


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوزان ابراهيم - تركيا المتأرجحة نحو السلطنة