أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيء ناصر - أعطني متحفاً وسوف أملؤه















المزيد.....

أعطني متحفاً وسوف أملؤه


فيء ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


عن معرض بيكاسو الأخير في متحف البرادو في مدريد

تُعير إدارة متحف كونست في مدينة بازل السويسرية بعض اللوحات والأعمال الفنية من محتوياته الى عدد من المتاحف الأُوربية بسبب التجديدات والتصليحات التي تجرى عليه وغلق أبوابه لمدة سنة كاملة. ومن اللوحات التي أُعيرتْ الى متحف برادو في مدريد، لوحات عشر لبيكاسو وهي من أهم مقتنيات متحف بازل.
المعرض الإستعادي المصغر المتكون من عشر لوحات لبيكاسو (1881- 1973) تعرض في القاعة الرئيسية لمتحف برادو للفترة من آذار الى سبتمبر من العام الحالي. تشكل هذ اللوحات نقاط مفصلية وتقلبات حاسمة في مسيرة بيكاسو الفنية والإنسانية مثل نهاية الفترة الزرقاء وبداية الفترة الوردية وإبتكاره للتكعيبية التركيبة وعودته الى التقليدية المحدثة وكذلك معاناته كإنسان وفنان خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وإستعادته وتجديده لبعض لوحاته القديمة في السنوات الأخيرة من حياته. عُلقت اللوحات على فواصل جدارية بيض توسطت اللوحات الكلاسيكية لأساتذة الرسم الأوربي في عصر النهضة والباروك مثل فيلاسكوز وتيتيان وغويا وروبنز وفان ديك ورغم التناقض الظاهري بين لوحات بيكاسو وأساليبه وألوانه وبين اللوحات التقليدية المعلقة في متحف البرادو، الى إن هذا التناقض يسلط الضوء على محفزات بيكاسو الإبداعية وكيف إستلهم أعمال الفنانين قبله. اللوحات العشر جعلت الزوار يقفون في طابور طويل لدخول المتحف ويتزاحمون حول كل لوحة. تجدد هذه اللوحات من جهة أخرى ذكرى بيكاسو في هذا المتحف الشهير حيث عمل مديراً فخرياً له خلال سنوات الحرب الاهلية (1936- 1939).
أول اللوحات هي لوحة (الأخوين) زيت على قماش التي أكملها عام 1906 وهي آخر سنة في مرحلته الوردية التي بدأت عام 1904 عقب إنتهاء المرحلة الزرقاء، حينما إستقر بيكاسو في حي المونمارتر الباريسي بين الشعراء والفنانين البوهيمين وإنتهت المرحلة الوردية عام 1906. تضج هذه الفترة بثيمات مبهجة نوعا ما قياساً بالفترة الزرقاء ويكثر فيها بيكاسو من رسم المهرجين وفناني الكرنفالات والإحتفالات الشعبية وممثلي البنتومايم. الألوان المسيطرة هي الأحمر والوردي والبرتقالي والألوان الترابية الأرضية. لوحة (الأخوين) تمثل ولد عار يمشي وهو يحمل أخاه الصغير على ظهره وإحدى يديه تمسك برجل أخيه المتدلية على خصره بينما اليد الأخرى تمسك بحنان بالغ يد أخيه التي تطوق عنقه كأنها حبل نجاته، كم ذكرتني هذه اللوحة وأنا أتأملها بالمشردين والنازحين في العراق وسوريا، الأخ الصغير بلا ملامح بينما الكبير بملامح أنثوية ونظرة منكسرة لكنها غير مكترثة.

اللوحة الثانية هي (رجل وإمرأة وطفل) 1906 زيت على قماش وهي من فترته الوردية أيضا يصور فيها بيكاسو نفسه ينظر الى إمرأة هي حبيبته الباريسية الأولى (فرناندا أوليفير)، الخطوط بسيطة والملامح كذلك، الرجل ينظر بإهتمام الى المرأة التي تبدو شاردة الذهن تماماً والطفل في حضنها ينظر الى الأمام.
اللوحة الثالثة (خبز وصحن فاكهة على مائدة) يعود تاريخ إنجازها بين عامي 1907- 1908. تبدو هذه اللوحة للوهلة الاولى ساكنة الحياة، لكن بتمعن قليل نكتشف إنها تضج بحركة لا هوداة فيه، بدءاً من الطاولة القابلة للطي الى خلفية اللوحة التي تشبه ستارة أو غطاء بطيات كثيرة، ساقان بشريتان تبدوان خلف أرجل الطاولة وربما إستحالت ذراعهما الى خبز طويل.. يوحي شكل صحن الفاكهة على الطاولة الى المرأة بينما يوحي شكل الخبز الطويل الى الرجل.
اللوحة الرابعة (الهاو) عام 1912 رسم بيكاسو هذه اللوحة بعد حضوره مصاعة للثيران في مدينة نيم الفرنسية الجنوبية وهي تصور مصارع للثيران بشاربه الكث وقبعته القرطبية يحمل عصاً لمصارعة الثيران بيد والغيتار باليد الأخرى، هذه اللوحة تكشف ميل بيكاسو نحو الأشكال الهندسية المبسطة وإبتعاده التدريجي عن التكعيبية.
اللوحة الخامسة (إمرأة مع غيتار) رسمها بين الأعوام 1911-1914. شيّدَ بيكاسو هذا الشكل الأنثوي من شبكة من خطوط سود على خلفية بيضاء. يحتل نهدا المرأة مركز اللوحة بينما تتدلى يداها التي تحمل أحدهما الغيتار الى الأسفل . إستعمل بيكاسو عدة ألوان مثل الوردي والأسود والأزرق لكي يميز أجزاء جسد المرأة، هذه اللوحة تعود الى مرحلة التكعيبية التركيبية.
اللوحة السادسة (المهرج الجالس) 1923 وهي اللوحة التي زَينتْ غلاف دليل المعرض. رسم بيكاسو صديقه الرسام جاسنتو سالفادو وهو مرتدٍ زي مهرج إستعاره من صديقهما المشترك الكاتب والممثل جان كوكتو. المهرج جالس بوجه يميل الى اليمين. تؤرخ هذه اللوحة لعودة بيكاسو الى الكلاكسكية المحدثة بين الاعوام (1917- 1924)، التفاصيل الكثيرة المشرقة لزي المهرج في هذه اللوحة جعلت الزائرين يتحلقون حولها طويلا.
اللوحة السابعة (إمراة ترتدي قبعة وتجلس على كرسي ذو مسندين) 1942 يصور بيكاسو عشيقته الفنانة دورا مار بوجاهة واضحة وخليط من الألوان، تجلس على كرسي حديدي ذو مسندين رأسها مقسوم، القسم العلوي بعين واحدة مفتوحة بإتساع وتركيز على المتلقي بينما الجزء السفلي تسيطر عليه شفتاها الحمراوان. رسم بيكاسو كل النساء في حياته وهن جالسات في 300 لوحة.
اللوحة الثامنة (نساء على ضفة نهر السين) 1950. يستعيد بيكاسو الرسام الفرنسي الواقعي (غوستاف كوربيه) وذلك بإعادة رسم واحدة من أشهر لوحاته (نساء على ضفة نهر السين 1857 ), إحتفظ بيكاسو بالعناصر الإيروتيكية الصادمة في هذه اللوحة مع إشارة خفية لعلاقة عاطفية بين المرأتين وذلك بإدخال ألوان زاهية متناقضة، الشكل الذي يحتل منتصف أرضية اللوحة له عين ساهرة ومراقبة كأنها عين العاشق وطبعه المتحفز.
اللوحة التاسعة (فينوس وكيوبيد) 1967. طفل عار ينظر الى أمه التي على وشك أن تحتضنه، ويبتسم. ربما إستلهم بيكاسو هذه اللوحة من لوحة تيتيان الشهيرة (فينوس وكيوبيد في المرآة) وهي واحدة من عدد كبير من اللوحات التي إستلهمها بيكاسو من كبار الفنانين الذين سبقوه أمثال فيلاسكوز وكراناش وديلاكروا ومانيه.
اللوحة العاشرة (الثنائي) 1967 . إمرأة ورجل يلفهما الأزرق المشرق، الرجل بزي جندي يحمل سلاحه والمرأة عارية الصدر تحمل في يدها كأساً على وشك أن يدلق ما يحتويه، يوحي بالطقس الإيروتيكي بينهما. يشير بيكاسو الى نفسه في هذه اللوحة التي أنجزها بعمر السادسة والثمانين، فهو المحارب القديم الذي يتهيأ لشرب كأس الحياة كاملة من يد المرأة.
بيكاسو أحد أهم فناني القرن العشرين والذي رحل عن عالمنا منذ ما يقارب الأربعة عقود قال ذات يوم بإن الفن بلا ماض ولا حاضر، قيمته في بقاءه خارج شرط الزمن. وقد كان محقاً فلوحاته لا تزال طازجة جداً ولها قدرة عجيبة أن تعيش كحاضر أبدي كلما تقدم الزمن.



#فيء_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن معرض الفنان علي جبار الأخير
- أرشيف فرجينا وولف وجماعة بلومزبري
- هل من عودة أيها السندباد ؟
- ميزان لموظفي الدولة
- سعداوي يُعيد بناء الحياة الجحيمية للعراقيين... سرداً.
- الفلم السينمائي كقصيدة، برايت ستار نموذجاً
- قمرٌ واحدٌ في كل القصائد
- ريح من لامكان _الشاعرة الأمريكية انتوني فلورنس


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيء ناصر - أعطني متحفاً وسوف أملؤه