أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان بن عريبية - تعبدت عارية














المزيد.....

تعبدت عارية


حنان بن عريبية
كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 19:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعبدت عارية في خلوتي كان جسدي كفتيل فانوس يضيء أرجاء العتمة همست لي نفسي أنا حقيقة الحقيقة الآن فوجدتها تصغي جيدا كمن تريد أن لا يرتبك الإصغاء شعرت أني أنظر لنفسي من فوق أراها زاهدة بكل شيء فقط خفقان ونبض بتسارع شديد فكأنني محور حواء كلها نساء يحملان قسمات زفراتي لأرى جميع الأطر وجميع الوجع كنت جميعهن في ثانية كرسالة للمعبود السافرة والمتحجبة والفاسقة والمتنقبة والفاجرة والمغتصبة والشريدة والضائعة والسعيدة والمحزونة والمبتسمة والملكومة والمتحررة والمتزمتة والمناضلة والكسيرة والفقيرة والغنية والطفلة التي حملت لبيت زوجها دميتها وحياتها بعمر الجنين كنت جميعهن بلا استثناء بمحرابي غير أن أيادي دعاة التقوى تحوم حولي تفتك بسكينة إنسانتي وتقدم لي سوادا يتسرب كالاحتضار

كانت أهدابي مفزوعة ومرتبكة تطلب الخلاص لأجدد العهد مع حقيقة الحقيقة فكانت صور نساء العالم تمر بثانية كحقبات من السنون تروي حياة غير منصفة جعلت رأسي بين كتفاي واحتويت جسدي فهناك لهيب واقع يجتاح تعبدي وطمأنينتي قمت بتمرير أناملي على جسدي فوجدته قماشا روحيا من الثلج يجمع النصاعة والوضوح ثم تنال منه الشظايا ليصارع محاولا تمزيق السواد إربا يحاول أن يجعل من كل الاختلاجات التي تضخ الخوف مجرد لفحة هجير زائلة ويجعل أنفاسي تواقة لجرعة هواء أخرى يمدني بها ثباتي كنت باردة باردة جدا لكن أروع بديل من ذلك السواد الذي يحيط بي خارجا

كنت شاهدة لذاتي وهي تهوي كالصرح وتتشبث لتعلن دمار العتمة الذي يحقنون به أوردتي شاهدت كيف تفشى لصوص النور في طيات شغفي أن أكون ذاتي أنا ذلك الشروق الذي توجه اعتلاء الجرأة في أن أكون أنا براية التنوع وإزهاق من يريدون أن أكون براية القطيع أن يفعل بي ما يشاء ويقال عني ما يشاء وأزف للهزيمة تحت راية انه القدر ....شاهدت إنسانتي تصرخ مدافعة عن إنسانتيها نعم إني كلهن لما الخجل .....

لست أدري كم مكثت وأنا أتعبد أتضرع للكون لنفسي داعية لا مجال للاندثار ولا مجال لقدر خائن للقدر فالضوء لصيق بي كالحبل السري ولا يود قطيعة معي فهو يتغذى من ثباتي من صمودي من قسمات البقاء التي تزين نوافذ إرادتي
قلت هم يعاقبون جسدي لأنك يا أيها الإله من أمرتهم بذلك ها أنني عارية أمامك قلت له كيف يختنوني ويصمون وجعي وقهري بقولهم الله أكبر قلت لهم ألا يعلم إلهكم هذا ما سلبتموه مني قلت كيف تسجنوني بين قضبان العار والعورة وتختارون لي أشد الأصفاد أن جسدي مصدرا للخطايا والخطيئة أن خصلات شعري منبع للرذيلة كيف تتبرؤون مني وأنتم من تفتكون بحلمي كل ثانية تتلذذون بانكساري وإذلالي قلت كبف يجرأ مغتصبي أن يحدثكم عن الفضيلة وأنتم ترفعون أيادي الدعم أن المرأة هي السبب وتبرأ ذمته ليغتصب أخرى ....

يا مختون العقل ومختون السريرة هل خلقني ربك شماعة لفجورك وكل الفجور قلت أن أصلي فلا يبدو مني غير وجهي وكفاي فلماذا أجبر أن أجعلكم قداسة بحياتي بلباس التقوى هذا ها أنني عارية وأصلي كما أنجبتني أمي أمام من أمركم بحجبي عن الحياة هل ستغضب مني أيها الإله وأنا أشكو لك همّ وقلة حيلة خلقك من النساء هل ستغضب أو لست حواء التي مكثت بجنانك عارية أتغضب مني وتترك من انهال بغمده في جسدي ليزهق روحا منك أو لست من روحك وأنت من نفخها بأوردتي يوم بعثتني ....
يا عناوين العفة لماذا عفتكم هذه مقترنة بي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لماذا شرفكم بين فخذاي ألا تستطيعون البحث لكم عن عفة وشرف آخرين
يا جهبلوت القوم والدجل هل ربكم فخور بانتصاركم العظيم على جسدي أم أنه ليس لديكم ما تفخرون به

يا شيوخ أهوال القبور والسياط والرجم وأنصار الدين أين تعيشون لا أراكم بين أنات الجياع ولا أراكم بين أكوام جثث من بشر قتلوا بلا سبب ولا أراكم بين صرخات القهر والمظالم الكبرى ولا أراكم تتكلمون عن إثم سلاطينكم وحكامكم لا أراكم تصدرون فتاوى ضد الاستبداد والاستعباد

من تعبدون بحق قسمات الكون من ربكم الذي إليه تتضرعون هل كل مهمتكم هي ملاحقتي أين ما حللت ودماري أين ما نزعت عني أصفادكم شرفكم ودينكم ابحثوا عنه في رجولتكم في عقولكم في مواقفكم فيمن يدوسكم وتقبلون قدمه فيمن يركلكم وتقبلون يده فيمن شن على إخوانكم الدمار وسلب منكم بكارة الشهامة منذ عقود لا تبحثوا عن وجه لخذلانكم وخستكم لا في بكارتي ولا في جسدي ولا في شعري ولا في طريقة تعبدي فهذا لن يزيدكم رجولة ولا تقوى ولا عفاف بقدر ما يزيدكم ذلا واستخفافا

يا عبدة الجهل ها أني صليت عارية صلاة مجردة من كل شيء لم تفرض علي سورا ولا حفظا للقران لم تفرض علي شكلا من القيام والقعود صلاة أطلقتني لم تربكني ولم ترهبني ولم تقيدني كانت أسمى صلاة شعرت أني منفصلة تماما عن كل شكل متوارث وزادتني إيمانا أني حقيقة الحقيقة ولم يوسوس لي شيطانكم ليتمكن من خلخلة تعبدي أو لستم تقولون أن الشيطان يحضر بسجاد الصلاة ليربكها ويرج إيمانك ها أنه لم يقترب مني أم هو حينها في مهمة أخرى

يا تقاة طالما جعلكم ربكم أوصياء على الدين وأوصياء على المرأة ويتقبل منكم الدعاء فصلوا من أجلي بدل نبذي صلوا لهدايتي بدل قتلي ورجمي صلوا بدل التخريب والنقمة والتشفي والمظلمة
معذرة لقد تذكرت أن المرأة تفتنكم وتغويكم لارتكاب الخطيئة والمعصية وأن الشيطان يحضر بصلاتكم فيرج إيمانكم القويم ......فترتبكون وتدعون للخراب بدل الاعمار



#حنان_بن_عريبية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيمان الحفظ والتلقين سجن للنفس ودمار للعقل
- تحرير الدين من أجل فهم الدين
- داعشي وان كره المسلمون
- مِرساةُ الكون
- لنتحدث عن الله
- سوريا بين مطرقة الأسد و سندان الإرهاب
- حبيسة العشائر
- المرأة العربية لم تنطق بعد
- لا تحدثني عن شرف الأمة
- تونس و مشروع جرائم الشرف الذكورية
- أبحث عن ذكرى فى الذاكرة
- خطيئة على سريري
- الإرهاب صنيعة الدكتاتورية
- البناء العقلاني في معالجة التطرف
- مصر و الحسابات السياسوية
- ضيق المعتقد و رحابة الاعتقاد
- إشعار من جرم سماوي
- التعصب بين السلفي و الحداثي
- اكتفيت
- الكبت والسادومازوشية المتأسلمة


المزيد.....




- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر وخطوات التسجيل عبر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان بن عريبية - تعبدت عارية