أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-















المزيد.....

جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اطلق" مؤتمر اهل العراق" ميثاق تحريم" سفك الدم العراقي و سارعت جريدة الصباح بتبنيه بوصفه مشروعا "للتصدي للصراعات القومية و الطائفية ولحقن دماء العراقيين" ودأبت على دعوة العراقيين الى الالتزام به خلال هذه الايام .
ولكن ما هي الدوافع الكامنة وراء هذا الميثاق ؟ هل هو " ميثاق الشرف" الذي اطلق من قبل "مؤتمر اهل العراق" هو محاولة جادة منه لنبذ الولاءات الطائفية والقومية ام ان الكتلة نفسها تشكل جزءا من واقع تقسيم العراق الطائفي وطرف منه ؟! هل ان جريدة الصباح التي حملت مسؤولية تبني هذا الميثاق هي منبر حقيقي ومؤسسة صحفية مناهضة للإنقسامات الطائفية وغير مرتبطة بالجهات الحكومية والامريكية وسياساتها فعلا، ام انها ليست سوى بوقا للقوى المذكورة؟!
دعوني اتحدث عن طبيعة هذه الكتلة السياسية التي شكلت في بداية الشهر الحالي بوصفها أمتدادا ل" مؤتمراهل السنة" اوجدها تحرك المحيط العربي ودعوات جامعة الدول العربية الرجعية القومية لإضفاء الهوية القومية العربية على العراق وهضم حقوق الآخرين ، انها دعوة اشد التيارات الرجعية اطلاقا تستند على الطائفية والقومية و ترفض الاعتراف بسقوط حكمها وتعيش على حلم اعادة همينتها السياسية والتأريخية أبان حكمها الدموي خلال العقود السابقة.
هذا التيار القومي الرجعي يطرح نفسه، مرة بأسم " مجلس الحوار الوطني" وأخرى "المقاومة الشريفة" او"مؤتمراهل السنة" وثالثة " مؤتمر أهل العراق" الا ان النتيجة واحدة وان تغيرت الاسماء ، فهؤلاء من بقايا البعثيين المتحالفين مع الارهابيين الاسلاميين وشيوخ العشائر ورجال الدين الذين حركتهم الاصوات و الاتجاهات القومية العربية كأمتداد لنفوذهم بغية إحياء و بث روح الشوفينية القومية العربية مرة اخرى، بعدما تقلص نفوذهم جراء سقوط النظام البعثي الشوفيني الدموي. وهم من اشد اعداء الحريات السياسية والمدنية وكل القيم الانسانية ويقفون وراء سلسلة من الجرائم ضد المدنيين الأبرياء قل نظيرها في التأريخ المعاصر.
تشكل هذه الكتلة الطائفية ايضا العمود الفقري للمجموعات المسلحة الارهابية التي بدونها تعجز عن الاستمرار بحربها الارهابية و ادامتها وتحت تحت يافطة " المقاومة" وبحجة "مقاومة الاحتلال " فتحت ابواب معظم المدن والقصبات والقرى امام المسلحين الارهابيين لتحويلها الى ميدان لحربهم الارهابية .
واخيرا فأن هذه الكتلة الرجعية هي مظلة لإعادة الشوفينية العربية المقهورة وحكمها الاستبدادي في العراق و التي تتحرك وفق وصاية الرجعية العربية و في ظل التواطأ الامريكي ودعمه شبه المعلن بغية انقاذ نفسه من ازمته الخانقة المتمثلة بفشله في كسب تاييد جماهير العراق.
ادعائات هذه الكتلة الطائفية الرجعية ليست سوى محاولة اصابة عصفورين بحجر اي تقوية وإعادة الشوفينية القومية العربية الى الواجهة وطرحها بديلا سياسيا" قادرا على إنقاذ" الوضع السياسي في العراق، و تبرئة نفسها كذلك من كل الجرائم البشعة الذي نفذتها حتى الآن ضد الجماهيرواخيرا فأن هذه الادعائات هي محاولة يائسة لكسر عزلتها السياسية عن الجماهير بسبب ماضيها الدموي والذي حال دون تحويلها الى قوى جماهيرية واسعة رغم وجودها كحركة مسلحة ورغم الامكانات المادية والمالية الهائلة تحت تصرفها . ولذلك فان المهمة المطروحة على الجماهير وقواها الثورية عامة ، هي في الواقع، إزاحة هذا التيار وليس الانجرار خلف صيغه و شعاراته الملفقة والفارغة ذلك أن اي عملية او محاولة لأيقاف نزيف الدم العراقي وللم شمل الجماهيرتمرعبرالقضاء على هذه الجهات الطائفية الرجعية وليس عن طريقها كما تزعم.
اما بصدد جريدة الصباح التي رفعت راية "ميثاق الشرف" و حملتها الاعلامية التي نالت فوراعلانها رضى الامريكيين و حماس الطالباني والجعفري و تضامنهما. فانها إن دلت على شئ فانما تدل على انها ترجمة الوصاية الامريكية والحكومة الدمية من اجل ايجاد وتوفير ارضية مناسبة لعملية الاستفتاء على الدستوراولا( وخصوصا بعد ان هددت بعض الجماعات السياسية وبالذات "مؤتمر اهل العراق" بمقاطعة الاستفتاء ) وانقاذ عملية الدستور من ازمتها الخانقة ثانيا و الرضوخ لبعض مطالب القوميين ثالثا بعدما شعرت القوى المذكورة بإستحالة امكانية انقاذ عملية الدستور من المأزق الذي وقعت فيه والتي ادت الى تعميق الصراعات القومية والطائفية الى ابعد حد تسببت بحدوث موجة من اعمال العنف اجتاحت معظم المدن العراقية. أقول إنني لو لم اكن أعلم ما يكفي عن هذه الصحيفة منذ ولادتها في اعقاب سقوط النظام و بإشراف القابلة الامريكية في محمية داخل المنطقة الخضراء ثم ارتباطاتها بالدوائر الحكومية وشروعها منذ البداية بتغطية إعلامية غير منصفة ساعدت في تعميق الانقسامات العرقية والطائفية وتمجيد الاحتلال واعماله الارهابية ،لكان وقع ادعائاتها حول نبذ الطائفية والفرقة القومية علي مختلفا بعض الشئ ، هذه الصحيفة التي تزايد على اليساريين والشيوعيين والعلمانيين و تدعي بأنها رافضة للتقسيم الطائفي والقومي في العراق وترفع راية "وثيقة الشرف", فكيف بإمكان المرء ان يصدق هذه الادعائات في الوقت الذي يرفض اولياء نعمتها الذين يقفون ورائها ان يخلعوا ثيابهم الطائفية والقومية ، او أليست جريدة الصباح هي التي فازت بثقة الحكومة الدمية قبل غيرها بنشر مسودة الدستور الذي لا يتجاوز كونه وثيقة هزيلة طائفية واداة لإلغاء الحرية والهوية الانسانية ومشبعة بروح التفرقة الطائفية والدينية والقومية ويؤجج الانقسامات ويخلق مزيدا من اعمال العنف بدل إخمادها. بأختصار فأن جريدة الصباح تقوم بمحاولة يائسة لإنقاذ الدستور المزعوم من ازمته الخانقة بهدف فرضه على الجماهير، رغما عنها، و هي محاولة لتلوين الحكومة الاسلامية بلون قومي فاتح لإرضاء الكتل الطائفية الاخرى وزجها في العملية الامريكية المذكورة.
اصبحت فتاوى السيستاني واتباعه عن طريق الصباح تهدد الجماهير وخلال الاعمال الحربية الامريكية تحولت الى هيئة إعلامية حربية و كان يتم تزين صدر صفحاتها حسب الطلب والحاجة الاعلامية والسياسية لهذه الحرب غير العادلة اصلا وباتت التسمية و المسميات الامريكية لإعمالها الحربية كعملية البرق او مصارع الثيران او السيف ....الخ تنشرمن قبل هذه الجريدة مستقبلة اياها بحفاوة بالغة دون مراعاة كل المجازر البشرية التي نتجت عنها . واخيرا فان اسرة جريدة الصباح ليسوا في موقع يؤهلهم للحديث ضد الانقسامات الطائفية وعن مداواة الجراح في جسد جماهير العراق لإن هم انفسهم يمثلون ويمجدون ويطبلون للطائفية ويزينون صحيفتهم طبقا لمستلزمات هذه الصراع الرجعي الطائفي.
إذا تحولت الصحافة الى مهنة للإرتزاق ومورد مالي للمعيشة بدل ان تكون عين الجماهير على اجهزة الدولة ومؤسساتها معبرة عن مطالبها وأمانيها ،حينئذ ليس بمقدورها ان تكسب ثقة الجماهير وتفقد مصداقيتها امامها كما هو حال جريدة الصباح اليوم.
واخيراهناك مثل عراقي قديم يقول :(إذا طاح الجمل كثرت السكاكين) في الحقيقة تلعب جريدة الصباح دور هذا السكينة في الجسد العراقي وان دعوتها تحت راية" وثيقة الشرف" ليست سوى دعوة الرجعيين الى المائدة الطائفية القذرة للإلتفاف حول دستور رجعي سن بعقول وايدي اكثر القوى الرجعية في العراق لإلغاء ابسط الحقوق الانسانية وفرض العبودية عليها من اجل الحفاظ على المصالح السياسية و الاقتصادية لتلك القوى و الحركات .
23/10/05
طه معروف



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-