أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - طفولةٌ مزدانةٌ بأريجِ النّعناعِ البرّي















المزيد.....

طفولةٌ مزدانةٌ بأريجِ النّعناعِ البرّي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 08:13
المحور: الادب والفن
    


ألوانُكَ إشراقةُ فرحٍ
طفولةٌ مزدانةٌ بأريجِ النّعناعِ البرّي
1
إهداء: إلى الفنّان التَّشكيلي المبدع صدرالدِّين أمين
فنَّانٌ مسربلٌ بهفهفاتِ بوحِ الطَّبيعة
مجبولٌ من حليبِ الحنطة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرقصُ فرحاً من بهجةِ انتعاشِ الرُّوح
أعبرُ ربوعَ غابةٍ حلميّة متناغمة
معَ همهماتِ كائناتٍ مبهرة في روعةِ حبورِها
تعانقني أغصان الجّمال
قلبي في رحلةِ فرحٍ نحوَ فراديسَ القصيدة
روحي مسربلة بأهازيجَ الإبتهال!

تتناهى إلى مسامعي
تغاريدُ طيورٍ خرافيّة
كأنّها منبعثة من أزمنة غابرة
قبلَ أن يولدَ هذا الزّمان
كأنّي في حضرةِ تجلِّياتِ جموحِ الخيال!

تلهو الطُّيورُ معَ كائناتٍ متماهية
مع آفاقٍ أسطوريّة
مموسقة بإيقاعٍ خلَّاب
توحي لنا بقصصٍ وحكاياتٍ منسوجة
من شهقةِ انبهارِ تدفُّقاتِ الجّمال!

بهاءٌ موشوم على رحابةِ حلمٍ متراقصٍ
بإنسجامٍ مدهش
ينقشُ الفنَّان خميرةَ عشقٍ
فوقَ ضفائر الحنين
كائناته متلألئةٌ بخيوطٍ مذهّبة
كأنّها منبعثة من نضارةِ سديمِ الصَّباح
تزهو عناقاً معَ سموِّ الرُّوحِ
وهي تحلِّق عالياً
نحوَ تيجانِ المحبَّة
كي تستلهمَ من ضرعِ السَّماء
ابتهالاتِ الألوان!

تلملمُ بمهاراتٍ شفيفة
حميميات طفولة معشَّشة
في كينونتنا منذُ فجرِ الإنبعاثِ
تناغي أعشابَ الرّوحِ
من خلالِ خيالٍ تبرْعمَ فيه
كنوزُ مناراتٍ مشرئبّةٍ
من أشهى شموخِ العطاءِ
كأنّها متطايرة في ليلةٍ قمراء
من بساتينَ الجَّنّة
منسابة من خيالِ فنّانٍ منعتقٍ
من شوائب الحياةِ!

يتهاطلُ موشورُ ألوانه ألقاً
على إيقاعِ شهوةِ المطرِ
بحثاً عن عرينِ الجّمالِ المتناثرِ
فوقَ خدودِ الدُّنيا
يستنهضُ عوالم طفولة شفيفة
من أحلامِ كائناتٍ برّيّة
توّاقة إلى كائناتٍ أهليّة
تتلملمُ حولَ تنّورٍ يشعُّ وهجاً
مرشرِشاً رذاذاتِ الألوانِ
فوقَ خيوطِ الحنين
يهفو إلى اكتنازِ خبزٍ محمّصٍ
بأصفى بركاتِ الحياةِ!

كرنفالٌ لوني مخضّلٍ بجمالِ الرّوح
كأنّه يناجي أنغام سيمفونيّة منبعثة
من تلألؤاتِ أحلامٍ غافية
بين ينابيعَ روحٍ ظمآى
إلى ابتهالاتِ قلبٍ
في ليلةٍ مبلَّلةٍ بالقرنفلِ
هائماً أن يغفو بين أجنحةِ مملكةٍ
متعانقة بأزاهيرَ الحنين!

تتوهَّجُ بانتعاشٍ
تدفّقاتُ ألوانِ فنّانٍ مقمّطٍ
بشغافِ مروجِ الطُّفولة
فوقَ موشورِ حلمٍ مستوطنٍ
في مآقي غيمةٍ حُبلى بأسرارِ الحياة
حلمٌ باذخٌ يجنحُ
نحوَ شهقةِ السَّماءِ الظَّليلة
ينفرشُ انبعاثُ ضوءَ الرّوحِ
فوقَ خدودِ اللَّيلِ
يزدادُ جموحاً
نحوَ آفاقِ سموِّ السّنابل!

فنّانٌ مسكونٌ بشغفِ العبورِ
إلى جمالِ الكائنات
ينثرُ رحيقَ عشقِهِ
فوقَ ينابيعَ الطّفولة
يزرعُ بذورَ حبِّهِ
فوقَ تيجانِ الصَّباحِ
منتظراً خصوبةَ غدٍ مجبولٍ
ببياضِ أريجِ الياسمين
يرسمُ حنين ألوانِهِ
على مسارِ انبلاجِ القصيدة
يهفو إلى حبّاتِ المطرِ
وباقاتِ السَّنابل
فنَّانٌ مسربلٌ بهفهفاتِ بوحِ الطَّبيعة
كأنّه منبجسٌ من أسرارِ البحرِ
مجبولٌ من حليبِ الحنطة
مستنبتٌ من سديمِ السَّماء!

يرسمُ في أوجِ تدفُّقاتِ الحلمِ
حوارَ الكائنات
متعانقةً بكلِّ حبورٍ
معَ أمواجِ البحارِ
يعبرُ هلالاتِ القصيدة
بألوانٍ مذهّبة بنورِ الحياة
يرسمُ وهجَ الرّوح وهي تسمو
نحوَ هلالات السّماء
يصيغُ بهاءَ الألوانِ
من ألقِ تجلّياتِ الإبتهالِ

لوحاتٌ مستنبتة من خيالٍ منسابٍ
من خريرِ الأحلام
تختالُ عذوبة الألوان زهوَّاً
فوقَ أسرابِ اليمامِ
أشبهُ بنضارةِ رذاذاتِ الماءِ الزُّلال!

شوقٌ مفتوح إلى منعرجاتِ الذَّاكرة البعيدة
قبلةُ عشقٍ ممهورة فوقَ خدودِ عاشقة
مسترخية فوقَ طراوةِ عشبٍ
في الهواءِ الطَّلقِ
ألوانُكَ اشراقةُ فرحٍ
طفولةٌ مزدانةٌ
بأريجِ النّعناعِ البرّي

تنسجُ بوحَ الحنين من مآقي الزُّهورِ
كأنّك خلاصة طينٍ معجونٍ
من مذاقِ أحلامِ الرّوح
كيفَ لملمْتَ كلّ هذه الأنوار السَّاطعة
فوقَ جفونِ هذه الكائنات؟!
هل جُبِلْتَ من وهجِ عشقٍ مندلقٍ
من شهوةِ الأزلِ؟

تبدو كأنّكَ وميضُ نيزكٍ متناثرٍ
فوقَ خدودِ القصائد
خيالُ حبٍّ متأصِّلٍ
في شموخِ جبالٍ مكتنزةٍ
بأسرارِ همهماتِ اللَّيل
تناغي ألوانُكَ بكلِّ ابتهالٍ
استمطارَ يراعِ الرُّوحِ
غائصاً في توهُّجاتِ شوقِ الأرضِ
لأسرارِ إنبلاجِ هلالاتِ السَّماء!

تنبثقُ أحلامُكَ من عطشِ الرُّوحِ
إلى مهدِها الأوَّل
كأنّكَ في انتظارِ هديلِ اليمامِ
من جوفِ الوادي المبرعم بالزّنبقِ البرّي
كأنّك مصهورٌ في انبلاجِ فرحٍ
من بحبوحةِ الخيال
طقوسٌ لونيّة راعشة كمرحِ الغابات
تزدهي في ظلالِ الرُّوح
هل نحن أنشودةُ عشقٍ مستولدة
من مآقي الغمام
أم أنَّنا تدفُّقات نسيم مندّى
بأريجِ الصَّباح؟!
عناقاتٌ بهيجة على اِمتدادِ بوحِ الخيالِ
كأنّنا إزاء كرنفالٍ عشقي
بين كائناتٍ منسابة ألقاً
في أحضانِ الطَّبيعة

يرسمُ الفنّان بحبورٍ دافئ
عالماً مضمَّخاً بنضارةِ الإخضرار
مسحةٌ أليفةٌ تضيءُ جفونَ الغابات
تهفو طفلةٌ إلى طائرٍ موشَّحٍ بازرقاقٍ فاتح
يرنو إلى سمكةٍ صغيرةٍ مسترخيةٍ
بين أحضانِ طفلةٍ حالمةٍ بمرجانِ البحرِ

تنطلقُ غزالة جامحة بكلِّ شموخٍ
فوقَ تلالِ البساتين
تصغي إلى هسيسِ دبيبِ الأرض
وخشخشاتِ الأرانب ... ... ...!

صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابةُ الشِّعرِ إنغماسٌ عميق في رحابِ أحزانِنا وأفراحنا
- الكتابة معراج العبور إلى فراديسَ الجنّة، حلمٌ متطايرٌ من مرا ...
- تمتلكُ الفنّانة جاهدة وهبة حنجرة حريريّة صافية من شوائب هذا ...
- قراءة تحليليّة لقصائد الشَّاعر القس جوزيف إيليَّا
- تورنيه كونسيرت مشاهير -في الظِّل- إلى أرقى مسارح السُّويد
- يغوصُ العالم رويداً رويداً نحوَ القاع
- مساجلة شعريّة بديعة بين الشَّاعر أحمد غراب والشّاعر القس جوز ...
- حوار حول السَّلام العالمي مع الكاتب والصّحافي السُّوري يعقوب ...
- إصدار كتاب جديد للأديب التَّشكيلي صبري يوسف بعنوان: قراءة لف ...
- إصدار جديد لصبري يوسف بعنوان: قراءات تحليليّة لفضاءات شعريّة ...
- الأديب التَّشكيلي صبري يوسف يكتب ديواناً شعرياً من وحي لوحات ...
- جنوحُ العقلاء نحوَ الدَّمارِ، جنونٌ حتَّى النّخاع
- قراءة في الأعمال الشِّعريّة الكاملة للشاعر أديب كمال الدِّين ...
- قراءة في الأعمال الشعريّة الكاملة - المجلّد الأول، صبري يوسف
- إصدار كتاب جديد للأديب التَّشكيلي صبري يوسف بعنوان، حوار حول ...
- إصدار ثلاثة كتب للأديب التَّشكيلي صبري يوسف في ستوكهولم
- أهلاً بكم في العدد الثاني من مجلة السَّلام 2014
- الكلمة التأبينية التي قدّمها صبري يوسف في أربعينية الدكتور س ...
- العالم العربي يغرق في جحيم الحروب بسبب عدم وجود فكر خلاق
- معرض الفرح الحب السّلام، تقليد سنوي متجِّدد للتشكيلي السوري ...


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - طفولةٌ مزدانةٌ بأريجِ النّعناعِ البرّي