أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كلكم داعش .














المزيد.....

كلكم داعش .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم حالة الاندهاش التي أبدتها النخبة المصرية على الحكم بالحبس على المذيع إسلام بحيري، لكن الحقيقة أن هذا الحكم لم و لن يكون مشعرا بالاندهاش، فمعلوم ولكل المثقفين (على الأقل ) أن القانون المصري فيه قانون يجرم ازدراء الدين، وعليه فحين يحكم على شخص بهذا القانون فلا غرابة، وإلا لماذا يكون هناك هذا القانون ؟… إلا إذا كان الغرض منه هو محاكمة الناس به ! الشيء الآخر وهو : وهل كانت هذه المرة الأولى في مصر التي يحكم فيها على أحد بتهمة ازدراء الدين، فقد حكم قبل الحكم إسلام بحيري على المدون البير صابر، و كذلك على كريم عامر و على و على الخ ( عدى طبعا الحكم الفضيحة على نصر حامد أبو زيد بتطليقه من زوجته ) وكل هذه الأحكام قد أكدت أن مصر دولة دينية بامتياز فمن أين يأتي هذا الاندهاش؟ .

الحقيقة أن هناك نخبة مثقفة في العالم المدعو "عربي" تحاول أن تخترع عالما لا وجود له، ففي مصر مثلا كل يوم يتحدث المثقفون المصريون عن مدنية الدولة، ويحاولون إيهام العالم أنهم يعيشون في دولة حديثة لإظهار أنهم أدوا دورهم في النهضة بالمجتمع، لكن الواقع هو أن مصر في حقيقتها دولة دينية لا تختلف عن دولة الخلافة الداعشية في أي شيء، ففي دولة الخلافة دين الدولة الإسلام و الشريعة المصدر الرئيسي للحكم، وفي مصر دين الدولة الإسلام و الشريعة هي المصدر الرئيسي، وفي مصر يحاكم الناس بتهمة الردة، وفي دولة داعش كذلك، وفي داعش شرطة دينية، وفي مصر شرطة آداب، وفي مصر داعش هناك أهل الحل و العقد من رجال الدين، وفي مصر هناك الأزهر وعليه فلا فارق جوهري بين داعش و مصر، فمن حيث التركيب و المغزى فكلها واحد لكن طبعا هذه النخب لا تقول هذا الكلام لأنها أصلا نخب منبطحة وعاجزة عن مجابهة هذا الواقع، إن لم نقل أن في أحيان كثيرة تكون متآمرة في تثبيت هذا الوضع، وعموما هذا الكلام هنا ليس المقصود به مصر بالتحديد، فهذه الحالة من الدولة الداعشية التي عملت عملية تجميل لكي لا تفضح موجودة في كل مكان، ففي الجزائر مثلا حكم قبل مدة على الصحفي محمد شرفي بتهمة ازدراء الدين بسبب مقال نشره يفند فيه نبوءة محمد، وهو ما يجعل الجزائر لا تختلف عن داعش، (و طبعا ما يجعل عشر سنوات من الصراع مع الإرهاب الإسلامي مجرد صرحا من خيال فهوى على قول إبراهيم ناجي )، و الأمر كذلك في موريتانيا مثلا، فقد حكم على الصحفي الشيخ ولد مخيطر بالإعدام لاتهامه بالإساءة للنبي ، وهو ما يجعل موريتانيا داعش جوهريا وشكليا، وطبعا خد هذا قياسا على باقي الدول العربية كتونس و السعودية والمغرب والأردن الخ، فكلها داعش بطريقة ما، و الاختلاف الوحيد هو فقط في طريقة الداعشية ، ففي مصر والجزائر مثلا يطبق الجوهر الداعشي لكن بطريقة أكتر آدمية حيث لا يقتل الفرد بل يسجن، لكن في دول كموريتانيا أو السعودية، فالداعشية تطبق بالطرق الهمجية بالقتل و الذبح، و السؤال : لماذا لا أحد يشير لهذه الأمور الفضيحة، ولماذا لا نجد المثقفين يتصدون لهذا الداعشية التي تجتاح بلادنا ؟.

الجواب بإختصار أنه أولا كل من يرفض داعشية الدولة (بمعنى إسلاميتها) فهو سيكون مصيره مثل إسلام بحيري أو البير صابر الخ، حيث سيسجن أو يشرد أو ربما حتى يجلد أو يقتل، وعليه جل المثقفين ينكسرون بسبب الخوف من هذا الإرهاب، ولهذا نجدهم يخترعون ذلك العالم الوهمي المدعو مدنية الدولة، ليستطيعوا الإستمرار فيه دون الإحساس بتأنيب الضمير، الأمر الثاني أنه هناك وللأسف نخبة تؤيد الدولة الداعشية و تعتاش عليها، و هنا نحن لا نقصد هنا الإسلاميين الصرحاء، بل نقصد النخب المتأسلمة التي تجد مثقف يدعي اللبرالية لكنه مؤيد للشريعة، و مثقف يدعي الشيوعية لكنه مؤيد للشريعة، فهؤلاء المتأسلمون يجملون هذه الدولة الداعشية ويمدون من عمرها، وهو ما يوصلنا للخلاصة التي عنونا بها المقال وهي أنهم "كلهم داعش "، فجميعهم يؤيدون الشريعة، وجميعهم يبررون الإرهاب و الشمولية الدينية، ونحن إذا رأينا صراعا بين الدولة العربية و مثقفيها، وبين الإرهاب فهذا مجرد صراع على من يحق له ممارسة الإرهاب، فهل هي الدولة التي تريد احتكار حق تطبيق الشريعة و القوانين الإسلامية، أم هي الجماعات الدينية المسلحة التي تريد انتزاع هذه الخاصية منها، ما يعني أنه مجرد صراع على السلطة لا أكثر، وليس فيه أي تنازع حول مدنية و دينية الدولة لكي نأمل فيه خيرا، أما عمّن يرفض الداعشية و الإرهاب الإسلامي وحكم الشريعة فهؤلاء تجدهم طبعا في السجون و المنافي، ومهددين من الدولة بالسجن، ومن الإرهابيين بالقتل أو السحل ، فالمجتمع و الدولة وعموما النخب كلها متأسلمة وتؤيد الشمولية الدينية وحكم الإسلام، لهذا فلا أمل لهؤلاء أن يجدوا مكانا في هذه البيئة الملوثة و المريضة، والتي لا حل لها غير الإستأصال كما هو الورم .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الدولة في -تنوره -.
- سيقان عارية و إرهابيون .
- بعد موجة العودة للدين لنجرب الابتعاد عنه .
- وماذا عن القمع الديني يا صحافة .
- لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .
- مشكل الطلاق ليس قانوني يا سيادة الرئيس .
- الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .
- نحن المسلمون همج وسنبقى همج .
- الإسلام ضد العالم .
- الإسلام ساعيا لدمار الغرب بعد أن دمر الشرق .
- الأدلة على عدم إسلام الحسن باتيلي .
- إرهابكم يا مسلمين لن يجدي .
- وماذا عن الكفر-فوبيا و الشرك-فوبيا ؟.
- إذا شارلي ايبدو مؤامرة فماذا عن ولد مخيطر ؟ .
- براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .
- الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
- المسلمون و الفهم السلبي لله .
- اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
- اللهم أهلك العرب و المسلمين .
- حول العنصرية إتجاه المسلمين .


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كلكم داعش .