أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذ.نجيب أمين - قصة ولي الله / مع تحليل الأستاذ محمد داني















المزيد.....

قصة ولي الله / مع تحليل الأستاذ محمد داني


ذ.نجيب أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


المشهد الأول
...(مقرد) بجانب باب (دار البوري)أمام باب (الفرناتشي)الخاص بحمام الشيكي الموجود بحي سيد الصواف أحد أحياء فاس الجديدالعريق.
......ألم أراك في العراق متجولا في الأسواق؟؟
شخص غريب أمعن فيه النظر، ففاجأه بالسؤال.

المشهد الثاني
...باب(الفرناتشي)أمام باب دار البوري
(,......غير مو وختو هازين الشمعه ويقلبو على بيتو راه داتو يا لاله على زينو راه داتو.)
شخص دخل الدار مساء رفقة احدى بنات البوري، في الصباح (ضربو الكاغيط).

المشهد التالث
...داخل حمام الشيكي/رجال:
(......واش بغيتوني نغسل بنص قب؟)
الفصل شتاء، الحمام مكتظ بالمستحمين، الماء قليل.

المشهد الرابع
...الممر المؤدي الى للا جامع الزهر أو ظهور لحوانت،الوقت ليل،المكان مظلم،موقع يراقب منه كل الحي، حتى المدخل...باب لكساكسيين وحانوت با اخديم الشلح:
(......ماناكل سقايات أداسا، ماناكل سلوكا د الضو أيونو ،واالعفو لله.)
جل سكان الحي يسقون الماء ....(سبالة) الدرب لفوقاني تتطلب قوة من أجل رفع القطعة النحاسية حتى يتسرب الماء...(سبالة)حمام الشيكي يلعب الأطفال في جفنة الماء...عليك أن (تأخذ النوبة) حتىتملأ السطل أو المقراج...جل دروب الحومة مظلمة في الليل...
وقد يتعمد الأطفال تكسير المصابيح القليلة حتى يغرقون الحومة في ظلام دامس....ويستمتعون بلعبة (طروا).

بطاقة......
ولــــي الله....كلامه جعل شباب الحي يطلقون عليه هذا اللقب...جاوز العقد الثاني،أعزب،يعيش في بيت أسرته مع أمه وأخيه وأخته التي غادرت الحي بفضل التعليم والوظيفة...أحيانا يعمل بالانعاش الوطني....الشطابة...تنظيف أحياء الواجهة....ولي الله ليس أميا...أحيانا يبيع المجلات والكتب القديمة...يتفرغ لقراءة ألف ليلة وليلة...الأزلية...العنترية..يفرش مكتبته المتنقلة أحيانا قرب جوطية بوجلود، أوقرب باب الملاح،
وغالبا في الممر المؤدي الى جنان السبيل و البطاطحة حيث دور....مكان ذو طابع خاص...الحلايقية..حربه...الساحر...الحلاقة...صانعو وبائعو (السباسى ) والطواقي...المصورصاحب الآلة العجيبة( ستوديو ميهه)...القماره...أحيانا يصبح الممر(سويقه) لبيع الخضرحين يطرد
( المرود) ( الخضاره) من شارع طالع وهابط..
ولي الله(مبلي...الشقوفه والفراكة)......
ولي الله كاتب ومخرج وممثل مسرحي...عاش في الحي..وبالحي...وكتب عن الحي..وفي الحي...ومات غريبا في الحي...وعن الحي...

نجيب أمين... 14/03/2009)

******************************************************
5- الحكاية وذاكرة الفرجة في ( ولي الله) للأديب نجيب أمين
=====================================
إنجاز الأستاذ محمد داني
===============

لفت انتباهي كتابة الأديب نجيب أمين، فوقفت عند نصه( ولي الله)، إذ وجدته يختلف عن كل الكتابات، لأنه اختار نموذجا للكتابة بسيطا في ظاهره، كثير التعقيد في مضمونه، وطريقة عرضه. وهذا لم يتأت من فراغ. بل أنه مرس هذا اللون الأدبي، وخبر هذا النوع من الكتابة حتى برع فيها. وقد جمع فيه بين المسرحة، والحكاية، والحكاية الشفاهية، وفن الحلقة، والمقامة، والعرض الفني. أي إن هذا المص تراثي الأنفاس. ولذا فهو يعتمد في كل تمفصلاته هذه على المعيش اليومي.
وهذا كله يتغياه السارد/ المتكلم لجلب أكثر للمتلقي، وشده أكثر، وجعله يشعر بالمتعة والفرجةl’oposis، والاحتفالية... معتمدا على فن الحلقة...
هكذا يجعلنا الأديب أمين نجيب كمتلقين نشعر إن كتابته تتجلى لنا:> (Franck Fouche : Vaudou et théâtre( pour un théâtre populaire), édition : Nouvelle optique- Montréal, 1976, p : 49)
وبالتالي يجعلنا نشارك في هذه الفرجة جماعيا، كأننا في ساحة عامة، نستمع ونشاهد، ونستمتع. إنها فرجة تقتضي الحكي، والسرد، والرقص، والغناء، والإيماءة، والموسيقى، والارتجال...
إن الأديب أمين نجيب، يعتمد على الرواية ، أو ما يسمى في فن الفرجة ب ( رْوَايَاتْ)،مؤثثا كتابته بالمأثور الشعبي المغربي.
كما إن هذا النص الأدبي عند قراءته، يذكرنا بفن (لْبْسَاطْ)، والذي يرجع في تاريخيته إلى أيام السلطان العلوي سيدي محمد ابن عبد الله. ويتعلق الأمر بحفل شعبي يقام بمناسبة عيد المولد النبوي، وتنحصر تظاهراته في إطار عروض ساخرة يقدمها ممثلون ( البوهو- لمسيح)أمام قصر الملك، ويحرصون خلالها على تطعيم الحدث الرئيسي بنصوص تحتية sous-textes تبرز مواضيعها تذمر الشعب من سلوك ممثلي السلطة، وخروقاتهم لمبادئ الصالح العام. (د. حسن المنيعي، ويبقى الإبداع، منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، سلسلة دراسات الفرجة 3، ط1،2008، ص: 12).
وهذا ( لبساط) هو الذي اعتمده المسرحي الطيب الصديقي، واتخذه لونا له، ولمس فيه:> (Tayeb Saddiki : Par cœur , 1iére édition 2002, casa, p : 108)
إن (ولي الله) يتساوق فيها كنص أدبي درامي: الحكي، والنقد الاجتماعي، والضحك، والفرجة، والحركة، والمشاهد الساخرة... وهذا يبين إن الأستاذ نجيب أمين متشبع بالتراث، وطقوسه الاحتفالية... مذكرا إيانا بأن الحلقة كفن، وكاحتفال، هي دائمة الحضور في مدننا ، وقرانا المغربية.
إن ( ولي الله) كنص أدبي، والذي يتضمن الفرجة، والقابل للمسرحة والعرض، لا علاقة له بمنظومة المسرح الأرسطي. إنه كنص أدبي، يقوم على أحداث يتمفصل في نطاقها الحكي. وهذا يذكرنا بالرواة ، أو الحكاواتيين، والمغناتيين، الذين يتخذون من الحلقة أو من فضاء الساحات العامة، مكانا لسرد السير الشعبية، كسيرة عنترة، وسيف بن ذي يزن، وذات الهمة وعبد الوهاب، والفيروزية، والسيرة الهلالية، وألف ليلة وليلة...
إنها فرجة شعبية يضمنها الأديب نجيب أمين نصه، مؤسسا به عالم الحلقة، يتقاطع فيها الأدبي بالشعبي بالخيالي، بالمحكي، والمقروء.. وهذا النموذج من الكتابة اعتمده كتاب مسرحيون كبار، أمثال الطيب الصديقي، وعبد المجيد فنيش، والمرحوم محمد تيمد. وفي أوروبا نجد هذا النموذج من الكتابة عند الكاتب النمساوي ( ماركس رينهاردت)...
ومن هنا يجوز لنا القول: عن كتابة الأديب نجيب أمين هي نوع من الهجنة. لأنه مفتوح على الفرجة، والحكي، والحركة، والأدب.
إن هذا النص( ولي الله) نص أدبي، جمع بين دفتيه الكتابة الفنية، والأدبية الجامعة لشاعرية القول، وفنية الحكي... وحركية المشهد، ودهشة العرض...
هنا يتبادر إلى ذهننا سؤال منهجي عريض:هل ( ولي الله) يمكن اعتبارها نصا ارتجاليا بما انه يقوم على التركيب، والقيام اللحظي والآني بشيء لا متوقع، وغير جاهز... وهو نص جديد لم نتعود كمتلقين عليه بعد. فهو مخالف للمألوف. كما انه يشكل قطيعة مع كل معرفة منطقية. ( د. حسن المنيعي، المسرح والارتجال، عيون مقالات، الدار البيضاء، ط1، 1992، ص: 25).
وعندما نمعن النظر في هذا النص ( ولي الله)، يستلفتنا عنوانه الذي يتركب من اسمين( ولي)، و( السم الجلالة الله). والعلاقة التي بينهما هي علاقة إسناد،حيث أضيف الولي إلى المضاف إليه ( الله).
وهذا العنوان الغني بإيحاءاته وإحالاته. ففي أول اتصال به، يجعلنا هذا الاتصال نستحضر ( ولي الله) مسرحية الأستاذ أحمد الطيب العلج، المقتبسة عن ( طرطوف) لموليير. فالعنوان يختزن مرجعية مسرحية هذا العنوان الذي نلج به النص، يجعلنا نطرح السؤال: من هو ( ولي الله) هذا الذي يقدمه لنا السارد.؟
إنه شاب جاوز عقده الثاني، وهو لقب أطلقه سكان الحي عليه. أمي، عاطل، يعيش على بعض الأعمال البسيطة، كبيع الكتب القديمة، أو غيرها. إنه إنسان هامشي، شعبي، ينتمي للطبقة المسحوقة. إنه نموذج للإنسان البائس، المحروم.
هذا النص ( ولي الله) نجده ينفلت من سلطة السرد المألوف، لصالح سرد متشظ، شذري، ومتداخل.. متكسر الصور... خارج عن مألوفية الزمن.. غني بحكائيته.. جميل بتأويلاته.
إنه يتضمن في ثناياه تداخلا ما بين المعيش والمتخيل، ما بين المحكي والمكتوب:> ( د. احمد فرشوخ، حياة النص: دراسات في السرد، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1،2004،ص:46).
مع توظيف للغة المحكي المتقلبة ما بين التفصيح والتدريج، حيث إن لغة المحكي تسعى إلى تشخيص صلة الحكاية بالمعيش.
وهذا النص الأدبي( ولي الله) يحقق ترهينتين بثيتين، وتلقيتين، وهما:
- ترهينة خارجية، حيث نجد فيها حاكيا شعبيا، يقدم الحكايات الموزعة عبر هذا النص ( ولي النص).
- ترهينة داخلية: وتأخذ شكل تواصل ثنائي بين الكاتب والمتلقي/ القارئ أو السامع.
والأديب نجيب أمين قسم نصه ( ولي الله) إلى أربعة مشاهد متفاوتة طولا وقصرا، ومضمونا.
والمشاهد بأربعتها تنفتح بوصف للمكان، وتفاصيله.. بالإضافة إلى تقديم صورة حياتية للمعيش اليومي.
فالمشهد الأول يبتدئ بوصف للحالة والهيئة التي عليها الشخصية ولي الله. إنه ( مقرد). وهذه اللفظة في المفهوم الشعبي تعني جالس القرفصاء، أو الأربعاء... بجانب باب دار البوري الشخصية الثانوية الهلامية، والتي يوظف بها الكاتب حكايته. هذه الدار مجاورة للحمام، حيث يخبرنا السارد عن الفرناتشي، وهو المكان الذي نشعل فيه الحطب لتسخين ماء الحمام.
أما المشهد الثاني، فيقدم لنا صورة حفل شعبي، ينبئنا إن دار البوري تحرف الاحتفال بزواج ابنتها. ويدل على ذلك كلمة ( ضريب الكاغط) و الكاغط في المفهوم الدارجي، والشعبي هو عقد الزواج.
أما المشهد الثالث، فيقدم صورة واقعية للحمام الفاسي/ المغربي.
والمشهد الرابع، صورة حية لزقاق للاجامع الزهر، وساقيته الشهيرة ( سبالة).
إن هذا المزج الذي اعتمده الكاتب بين الفصيح والدارج ، أعطى لحكايته ( ولي الله) واقعيتها، وصدقها، وحولها إلى صورة بانورامية جميلة، لا تخلو من تسجيلية.
إنه حكواتي بالكلمات، والمشاهد، وقد برع في ذلك، وبرع في الخروج عن القوالب السردية المألوفة، والمستهلكة.
هل نقول إن سي نجيب أمين يمكنه أن يذهب بعيدا في فن المقامة، والحكي المنقول.. ؟... ربما.
كما امتاز الأسلوب الموظف بعفويته، وبساطته، وتصويره القوي للحياة العادية.. إنه كاميرا تنقل لنا بكل صدق مجريات حي شعبي من أحياء فاس العتيقة..



#ذ.نجيب_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذ.نجيب أمين - قصة ولي الله / مع تحليل الأستاذ محمد داني