أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المعموري - العراق بين الارهاب والانقلاب العسكري














المزيد.....

العراق بين الارهاب والانقلاب العسكري


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 08:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ليس من السهل ان تحارب عدوا تجهله تماما .. تجهل قدراته , طرق تفكيره , منابعه , سلاحه , حركاته وتنقلاته وجميع تشكيلاته المسلحه وغير المسلحة , والخلايا السرية التي يتواجد فيها اتباعه , وجنوده , ومعلوماته .. وان اخطر ما يواجه الانسانية اليوم هو العدو المبهم , وان كان مرضا من الامراض الفتاكة على سبيل المثال .. وان الصعوبة في تفسير وتعريف الارهاب هي السبب الذي يجعل من الارهاب العدو الاول للانسانية .. فهل نستطيع ان نتوصل الى تعريف شامل للارهاب أم نبقى في دوران مستمر حول حلقة مفرغة لا تؤدي الى نتيجة واضحة ولا تتوقف بدورها لتريحنا من عناء مدمر .. وللحقيقة يجب ان نقول ان الدول التي وضعت اساس الارهاب والتي تقوم برعايته ومده بكل مايحتاج اليه من معلومات واسلحة ورجال واعلام واموال تساهم بكل قوة في طمس حقيقته وتشتيت ملامحه ليبقى عدوا مبهما لانعرف كيف نحاربه ونقضي عليه .. فما هو الارهاب .. ؟ هل هو الهواجس التي تعشعش في نفوسنا .. ام هو الموت الذي كتبته السموات علينا ؟ كما قال لي المسرحي العراقي الشاب مسار عباس .. حقا ماهو الارهاب وماذا يريد .. ؟
ان الاجابة على هذا السؤال ربما تكون اكثر وضوحا لو صدرت ممن اكتوى بنار الارهاب , فهو العمل المسلح – في جانب من جوانبه – الذي يقتل ويرعب ويدمر لا لشيء الا للقتل والرعب والدمار , مستخدما الدين او الوطنية او العنصرية او مقاومة الاحتلال كغطاء لتحقيق غايات اخرى ادناها القتل واعلاها مصادرة الحقوق والحريات , وهو عبارة – في جانبه الاخر – عن مجموعات لادين ولا مبدأ ولا اخلاق لها , تعمل بالخفاء , وهي ترتبط ارتباطا قويا بمخابرات الدول الشريرة والديكتاتورية , عارضة نفسها للايجار بالدفع المقدم , مستخدمة كل وسائل الخوف والضغط , لتروي عطشها الدائم للدماء , وتلبي رغبة الشيطان للسيطرة على العالم .. ولو اخذنا العراق كعينة لدراسة الارهاب لوجنا ان هذا التعريف يكاد ينطبق انطباقا كبيرا على ما يجري فيه , على اننا ندرك ايضا ان الذي يجري في العراق الان هو عبارة عن دوران مستمر حول محور واحد لن يتوقف ابدا , طالما ان لكل فعل رد فعل وان الفاعل موجود على ارض الواقع , فان مسالة الارهاب وردود الفعل ضده سوف تستمر الى ما لا نهاية لاسيما وان الارهاب هو العدو الاول والرئيسي للعراق وشعبه وهو الباديء بالعدوان دائما , وكانت مقاومته من قبل الشعب والحكومة العراقية عبارة عن رد فعل فحسب , الا انها اصبحت تتخذ طريقا اخر في معالجة العدوان الارهابي فكانت هي المبادرة بالفعل ضده واصبحت اعماله الارهابية ردود فعل لما يقوم به الشعب من مبادرة للقضاء عليه...
وللارهاب منابعه المعروفة روحيا وماديا , ولايمكن لاحد ان ينكر ان الحركة الوهابية هي الاب الروحي والرئيسي
للارهاب في العالم , وهي نفسها التي تستخدم المال والمعلومات والرجال لتنفيذ ماربها الشريرة في مساعدة الارهاب والوقوف وراءه بكل قوة وعزم حتى نشأ واشتد عوده لتستفيد منه مخابرات الدول ذات الانظمة الديكتاتورية , والدول ذات المصالح الاستراتيجية في الشرق الاوسط .
وبعد سقوط النظام الصدامي في العراق في 9 نيسان 2003 تبين بما لا يقبل الشك ان ذلك النظام كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالارهاب وبشكل واسع ومهم , ويبدو جليا انه استطاع ان يشكل مع المنظمات الارهابية تحالفا قويا قبل سقوطه , فتحولت اجهزته الاستخباراتيه واتباعه المخلصين من المنتمين الى حزبه ومنظماته الاخرى التي كان يعتمد عليها في قمع الشعب العراقي الى كنف المنظمات الارهابية بكل ما تملك من طاقات مادية ومعلوماتية وسلاح ورجال , وإلا فكيف يمكن ان نفسر انفجار اكثر من عشر سيارات مفخخة في وقت واحد في مدينة واحدة هي بغداد ان لم يكن هناك دعم للارهابيين على الارض وبكافة المستويات .
ان الدعوة الى اصدار قانون ضد الارهاب ومن يحرض عليه واحدة من اقوى وانجع الدعوات والطرق للقضاء على الارهاب , وستكون من اروع انجازات الشعب العراقي اذا تحققت , ولابد ان يشمل هذا القانون محاسبة الدول والمنظمات التي تساند الارهاب ماديا ومعنويا , اما اذا لم يتوقف الارهاب فان على الشعب العراقي ان يقوم بالتصدير المعاكس للارهاب ان صحت التسمية فيقلق مضاجع الظالمين ويحرمهم الامن في العراق وخارجه قصاصا لما يتعرض له اطفال العراق ورجاله ونساءه وحاضره ومستقبله من نحر وقتل وتفجير وتدمير للبنية التحتية لهذا البلد , وان تثقيف الجماهير حول خطورة الارهاب وتداعياته , ودعوتها الى ممارسة دورها الاساسي في القضاء عليه عن طريق نبذه في المجتمع ومراقبة اعضاءه والمساعدة في القاء القبض عليهم وقتلهم من ابرز الحاجات الاساسيه للقضاء عليه , كما ان على الاعلام الشريف في العراق وخارجه ان يقوم بواجباته اتجاه هذا الشعب وان لا يسمح للاعلام الارهابي او الاعلام الذي يساند الارهاب ان يعمل في العراق او ان يبث سمومه ضد هذا الشعب وتطلعاته , وان على الاحزاب الرئيسية في العراق ان تعلن عن تشكيل جبهة وطنية لمحاربة الارهاب وان تثبت في الوقت الصعب وطنيتها وشرفها الذي تدعي انها ناضلت من اجله , لا ان تدخل في صراعات جانبية لا يستفيد منها الا الارهابيون القتلة واعداء العراق المعروفين .
ان استمرار الوضع على ما هو عليه الان في العراق ربما يجعل الولايات المتحدة تفكر في ايجاد وسيلة اخرى للوصول الى حكم قادر على ضبط الامن بغض النظر عن جذوره وشكله وبرامجه , ولا يهم ان كان انقلابا عسكريا , الا انها اذا فعلت ذلك فستقع في خطأ اخر , ربما يضع العراق كله على بحر من الدماء , ويكلف دول الجوار العراقي ما لا تطيق من الازمات الكبيرة وبالتالي فان تاثير ذلك سيكون واضحا على الولايات المتحدة نفسها وعلى العالم اجمع .
جاسم المعموري





#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق السبعون السريع
- الصقر المهيب الحزين
- معاناة المرأة العراقية .. من المسؤول ؟
- حبيبتي والعراق
- الإغتيال .. اسلوب من ..؟
- من الذي يغتال اعيادنا ؟
- ومن يدمر الامة غير حكامها
- الشهيدان
- اعواد ثقاب
- قبليني


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المعموري - العراق بين الارهاب والانقلاب العسكري