أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - المجون في الاسلام(1)













المزيد.....

المجون في الاسلام(1)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
على الرغم من أن الاسلام قد حرم كثير من القضايا الاخلاقية وما تليق بسمعة المجتمع المسلم ، على اعتبار ان الاسلام هو خاتم الاديان ، فحرم الزنا والخمر واللواط والشذوذ الجنسي ، والفواحش برمتها ؛ الا ان ذلك لم يكن عائقا يعيق المسلم ، ولا رادعا يردعه عن ارتكاب ذلك ؛ وظلت تلك العادات شائعة الى يومنا هذا . فالمجتمع المسلم في ذلك العهد لم ينقطع عن الخمر والزنا ، وغير ذلك ؛ وليس ذلك كان مقطوعا عن الناس البسطاء فحسب ، بل أن الامر وصل الى بيوتات الخلفاء ، فقد اشتهر يزيد بن معاوية بالخمر والفجور والمجون . وذكر المسعودي في (مروج الذهب) وغيره من المؤرخين انه كان يعاقر الخمر في دار الخلافة ، وانه اشتهر بالصبوح ( الصبوح من انواع الخمر التي تشرب عند الصباح ) وكان نديمه في ذلك ابن زياد .
يقول المسعودي : ((وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقُرُود وفهود ومنادمة على الشراب ، وجلس ذات يوم على شرابه ، وعن يمينه ابن زياد ، وذلك بعد قتل الحسين ، فأقبل على ساقيه فقال :
اسْقِنِي شَرْبَةً تُرَوِّي مًشَاشِي ... ثم مِلْ فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السرّ والأمانة عِنْدِي ... ولتسديد مغنمي وجهادي
ثم أمر المغنين فغنوا به.
وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متكأ ، وكان قرداً خبيثاً وكان يحمله على أتان وحشية قد ريضت وذُلّلَتْ لذلك بسرج ولجام ويسابق بها الخيل يوم الحَلْبة ، فجاء في بعض الأيام سابقاً، فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل ، وعلى أبي قيس قَبَاء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر، وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشَقَائق ، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان ، فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم :
تمسكْ أبا قيس بِفَضْل عِنَانها ... فليس عليها إن سقطت ضَمَانُ
ألا مَنْ رأى القرد الذي سبقت به ... جياد أمير المؤمنين أتان ))
ومن بعد يزيد الوليد بن يزيد ، الذي كان يفعل يزيد من مجون ومعاقرة الخمر ، وهو الخليفة ، فما بالك بالرعية . اذن كان المجون منتشرا في الاسلام ، ولا سيما في حلقات الشعراء ، وغيرهم .
يروي الرقيق القيرواني ، في كتابه (قطب السرور في اوصاف الخمور):
كان مطيع بن إياس الليثي ، ويحيى بن زياد الحارثي وحمّاد الراوية وحمّاد عجرد ، يجتمعون على الشراب ولا يكادون يفترقون وكان لأبي الأصبع جارية وكان له عدة قيان غيرها ، وكان فتيان الكوفة يألفون منزله وينفقون عنده، وكان هؤلاء الأثدباء الذين سمينا يغشون منزله لجارية له يقال لها مولدة صفراء حسنة الوجه ، طيبة الغناء ، بارعة الظرف والأدب ، وكان لأبي الأصبع ابن يقال له الأصبع ، لم يكن بالعراق أحسن منه وجهاً ، يتعشقونه فلا يقدرون عليه . وكان يحيى بن زياد كثير الإفضال على أبي الأصبع ، وعزم الأصبع ، على أن يصطبح يوماً مع يحيى بن زياد ؛ فأهدى إليه يحيى جداءً ودجاجاً وفراخاً وفاكهةً وشراباً . وقال أبو الأصبح لجواريه: إن يحيى يزورنا فأصلحن له ما يشبه مثله ، فلما فرغ من الطعام لم يجد رسولاً يبعث به إليه لأنه وجه بغلمانه في حوائجه فوجه ابنه الأصبع فقال له لا تبرح أو يجيء معك ، فلما جاء أصبع قال للغلام ادخله إليَّ ، وتنح أنت واغلق الباب فإن أراد اصبع الخروج فامنعه ، فلما دخل إليه اصبع وأدى الرسالة راوده عن نفسه فامتنع فثاوره يحيى فصرعه ، ورام حلَّ تكته فلم يقدر على ذلك فقطعها وناكه فلما فرغ أعطاه أربعين ديناراً ، وكانت عنده تحت مصلاته فأخذها وقال له يحيى: امضِ وأنا في أثرك ، فخرج اصبع من عنده ، فاغتسل يحيى وجلس يتزين ويتبخر، فدخل إليه مطيع فرأى ما هو فيه فقال له: كيف أصبحت فلم يجبه وشمخ بأنفه وقطب حاجبيه وتعظم وتفخم فقال له: أراك تتبخر وتتزين فإلى أين عزمت ، فلم يجبه وازداد قطوباً ، فقال له ويحك مالك؟ نزل عليك الوحي؟ كلمتك الملائكة؟ بويع لك بالخلافة ، وهو يومئ برأسه ، لا لا، فقال له: ما خبرك ، قد بهتَّ فلا تتكلم ، كأنك والله قد نكت الأصبع ، قال أَي والله ، الساعة نكتهُ وأعطيته أربعين ديناراً، قال: فإلى أين تمضي ، قال: إلى دعوة أبيه ، قال مطيع: فأمرأته طالق ثلاثاً إن فارقتك أو أُقبل ايرك فأبداه له يحيى حتى قبله ، ثم قال: كيف قدرت عليه ، فحدثه حديثه ، وقام فمضى إلى منزل أبي الأصبع فأتبعه مطيع ، فقال: ما تصنع معي والرجل لم يدعُك ، وإنما يريد الخلوة معي ، قال: أُشيعك إلى بابه ، ونتحدث فمضى معه ، فدخل يحيى ورد الباب في وجهه ، فصبر مطيع ساعةً ثم دق الباب واستأذن ، فخرج إليه الرسول وقال له: أنا عنك مشغول اليوم في شغلٍ لا أتفرغ معه لك فتعذر، قال: فابعث إلي بدواةٍ وقرطاسٍ فكتب إلى أبي الأصبع:
يا أبا الأصبع لا زلت على ... كل حالٍ ناعماً متبعاً
لا تصيرني في الود كمن ... قطع التكة قطعاً شنعاً
وأتى ما يشتهي لم يثنه ... خيفة أو حفظ حقٍ ضيعا
لو ترى الأصبع ملقى تحته ... مستكيناً خجلاً قد خضعا
وله دفع عليه عجلٌ ...... شبقاً ، ساءَك ما قد صنعا
فادع بالأصبع فأعرف حاله ... سترى أمراً قبيحاً فظعا
قال ، فقال أبو الأصبع ليحيى: فعلتها يا ابن الزانية ، قال لا والله ، فضرب بيده على تكة ابنه فوجدها مقطوعة، فأيقن بالفضيحة ، فقال يحيى: قد كان الذي كان، وسعى (بي) إليك مطيع ابن الزانية ، وهذا ابني وهو والله أفره من ابنك وأنا عربي ابن عربية وأنت نبطي ابن نبطية ، فنك ابني عشر مراتٍ ، مكان المرة الواحدة التي نكت ابنك، فتكون قد ربحت الدنانير والواحدة بعشرٍ، فضحك أبو الأصبع وضحك الجواري ، وقال لأبنه: هات الدنانير يا ابن الفاعلة فرمى بها إليه وقام خجلاً ، فقال يحيى ، والله لأدخل مطيعٌ الساعي ابن الزانية ، قال أبو الأصبع وجواريه ، والله ليدخلن إلينا ، فقد نصحنا وغششتنا ، فادخل وجلس وشرب معهم ، ويحيى يشتمه بكل لسان وهو يضحك.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدود في الاسلام (1)
- إبن خلدون ... واقراره بالسحر
- لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!
- هل كان ابن كثير تكفيري؟
- السحر في فكر الرازي المفسر
- لبيد يسحر النبي !
- تعدد الزوجات نظام جاهلي
- الشذوذ الجنسي في الجاهلية والاسلام
- ما حقيقة وأد البنت التي اشار لها القرآن ؟
- ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!
- كيف نثبت (عذاب القبر) عقلا ؟
- حول زواج المتعة
- التصفيات الجسدية في الاسلام (7)
- البغاء في الجاهلية والاسلام (1)
- الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش
- التصفيات الجسدية في الاسلام (5)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (6)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (4)
- اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون
- التصفيات الجسدية في الاسلام (3)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - المجون في الاسلام(1)