أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟














المزيد.....

أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 19:58
المحور: كتابات ساخرة
    


قالوا انتهت عاصفة الحزم وبدأت إعادة الأمل، وما إعادة الأمل إلا وجه قبيح لعاصفة يبدو أنها لا تنتهي، بل زادت عمقا وتوغلا، إنها الحرب التي تدمر كل شيء، لا تفرق بين المدني والعسكري، إذا قامت انتشر لهيبها، ولسعت كل من يريد أن يحتمي بغيرها، إنها الحرب التي إذا بدأت لا تنتهي بسرعة حتى لو أراد أصحابها، فكر السعوديون أنهم قادرون على تدمير الحوثيين في اليمن بسرعة مهولة كما زعم الصهاينة المجرمون حين قالوا إن تدمير حزب الله أو حماس سيكون لساعات معدودة وهو لم يحصل أبدا، لا تفكر السعودية أنها ستنتصر بحربها الشعواء على اليمن باستخدام طائراتها التي اشترتها في صفقات هائلة مع الغرب، اشترتها لتدمر جارتها اليمن ثم بعد ذلك تتكفل فاتورة الإعمار من جديد كالذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
الحرب السعودية على اليمن لا مبرر لها حتى لو استنجد رئيسها بالتدخل العسكري، أليست هناك منظمات عالمية وميثاق أممي هو الذي يحكم ويصدر القرار، فلم هذا التحالف الوهمي الذي كونته السعودية وصادق عليه مجلس الأمن بحجة تدمير الحركة الحوثية، لماذا اختار الفرقاء في اليمن الحرب على الحوار البناء، كان يمكن أن يجنب اليمن سعار الحرب وسعالها؟ لماذا لجأ عبد ربه منصور إلى السعودية التي كانت يوما حليفا للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي كان بدوره يحارب الحوثيين في صعدة وفي غيرها من المناطق، واستقبلته السعودية بالأحضان حين تعرض لهجوم في جامع وصرفت عليه الملايين لعلاجه، فمن انقلب على الثاني؟ ومتى صار العدو صديقا؟ وما حدود تشكيل تحالف خارج عن إطار الأمم المتحدة أم هو سلطة المال هي التي تتحكم في السياسة؟
استعرت الحرب ولم نعد نفرق بين من كان محقا ومن كان على باطل، تفرق اليمنيون بعد أن كانوا وحدة على مدى السنوات الماضية، اخترقت الحرب صفوفهم، ومزقت شملهم، وبددت أحلامهم، وهاهي السعودية وحلفاؤها تورط نفسها في حرب لا نعرف مداها، ولا نعرف كلفتها، وبان عور الإعلام حين يبيح للحرب أن تدمر كل شيء، الإنسان والحيوان والشجر والحجر في منطقة بينما يعد ذلك جريمة نكراء في بلاد أخرى، بل ازداد المشاهد يقينا أن القنوات تميل بها الأهواء حيث تميل الرياح، فمن كانت تمن عليه السعودية وحلفاؤها يصور الحرب وكأنها المخرج الوحيد للأزمة ويحاول أن يقول لنا إن السعودية وحلفاءها ملاك لا يمكن أن تصيب المدنيين في مقتل بينما يصور الحوثيين إرهابيين من الطراز الأول يقتلون النساء والأطفال بلا هوادة، والعكس صحيح، إعلام يسير حسب الهوى فهوى إلى قاع قمامة الأخبار، وربما كان سببا في تأجيج الصراع بين الفرقاء.
فأي أمل تحكي عليه السعودية حينما يتحول الصراع إلى ترابها، وهل تظن أنها ستبقى آمنة بعد أن اختارت الطريق الأصعب، هي تفعل ما تشاء على الأرض لكنها لا تستطيع أن تغير قناعات، كان الأولى أن تجنح للسلم كما قال الله تعالى: " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" كان يمكن أن يتدخل الحكماء من الأمة بدل آلة الحرب التي تدمر، كان يمكن تفاديها لولا الغرور بالقوة والتلويح بالتدمير، فإن الدول العظمى لا تنتصر بغوغائها الحربي ولا بما تملكه من عتاد عسكري، وإلا استطاعات أمريكا تدمير طالبان في أفغانستان، واستطاعت دولة الإرهاب إسرائيل أن تقضي على حزب الله في جنوب لبنان أو تقضي على حماس في غزة، فليست الآلة قادرة على تكميم الأفواه بل الحوار وحده والإقناع والاعتراف هي وسائل مهمة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في أي دولة من الدول.
كفانا تدميرا، فالدول العربية اليوم تدمر نفسها بنفسها، تدمر نفسها من الداخل، تنفجر كالبركان، صراعات قبلية وأخرى مذهبية وأخرى على كرسي الحكم، ما الذي يحدث في سوريا ، في العراق، في السودان، في الصومال، في ليبيا، في اليمن وربما تلحقها دول، هل هي مؤامرة؟ هل هو مخطط؟ كم هم مغفلون هؤلاء العرب؟ يرتطمون بأول صخرة فيضعفون؟ وتظهر جاهليتهم من أول وهلة وصرعة؟ أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟ دمار وخراب وحرق لمدن بأكملها وصراع عربي عربي مرير لم يحدث في التاريخ بهذه الصورة العجيبة الغريبة، المؤذية للعقل البشري، وهل ما زال هناك عقل يفكر بعد أن توغلت السعودية في اليمن بطائراتها التي لم تفلح في صد الهجوم الحوثي، ولن تستطيع لأنهم أصحاب أرض وهي دولة محتلة حتى وإن ادعت أنها استجابت لدعوة هادي، فلا هادي ولا صالح وليبق اليمن سعيدا كما كان بعيدا عن أي تدخل خارجي.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة
- أين الدكتور القرضاوي؟
- العالم يعيش نكبة تاريخية
- الإرهاب يضرب في الأعماق
- أنا إنسان
- واجتمع الإرهابيون في باريس
- لماذا تعارض المرأة التعدد رغم أنه الحل
- المرأة تعيش البؤس في العام الذي مضى
- المرأة العربية تعيش بين الوحوش
- العام الجديد كيف نستقبله؟
- صدمة الانتخابات في تونس
- الألم سر الحياة
- اللجوء قسوة لا تنتهي
- أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
- تركيا وسط النار
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟