أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الشخصية الميكيافيلية














المزيد.....

الشخصية الميكيافيلية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 11:12
المحور: المجتمع المدني
    


الشخصية الميكافيلية
د.قاسم حسين صالح
الشائع عن الشخصية الميكافيلية انها توجد على صعيد الحكّام،فيما الحقيقة انها توجد بين الناس ايضا،وانها احد الاسباب التي تعمل على تهرؤ القيم واشاعة الشك وخوف الاخر من الاخر التي تفضي الى اضعاف العلاقات الاجتماعية.ومعروف ان فقدان الفرد لعلاقاته الاجتماعية يؤدي به الى انطوائه على نفسه ويدخله في نفق اليأس.
كان ميكافيلي،صاحب كتاب " الأمير" قد شخّص صفات واساليب محددة يجب ان يعتمدها الحاكم الذي يريد البقاء في السلطة الى حيث يشاء..لنلتقط عددا منها ونطبّقها على صعيد الأسرة والمجتمع ومؤسسات العمل.
اوصى ميكافيلي ان بكون الحاكم غدّارا اذا وجد أن محافظته على العهد لا تعود عليه بالفائدة،وأن يكون دعيّا ومرائيا،وأن يجمع بين خداع الثعلب ومكر الذئب وضراوة الأسد،وأن لا يخجل في اختيار أي أسلوب مهما تدّنى لتحقيق أهدافه وطموحاته،وأن لا يتقيد بالمحاذير الأخلاقية التقليدية لتحقيق مبتغاه،وأن يتقن الكذب والمراوغة ليحقق مآربه بأية وسيلة ملتوية،وان يوظّف الدين لخدمة بقائه في السلطة لا لخدمة الفضيلة والاخلاق.
ان متابعتنا لاحوال الناس تفيد بظهور الشخصية الميكافيلية على صعيد المجتمع.فلقد وجدنا بعض الآباء باعوا بناتهم من اجل ان يعيشوا مبررين ذلك بالمبدأ الميكافيلّي (الغاية تبرر الوسيلة)،وبينهم من اعتمد الاسلوب التسلطي في تعامله مع زوجته وبناته،معتمدا المبدأ ذاته،مبررا ان القسوة مطلوبة للمحافظة على شرف العائلة بعد ظهور مهدداته الخطيرة المتمثلة بالموبايل والانترنت والفيسبوك.
وعلى صعيد مؤسسات العمل تجد هنالك من كان املطا فأطال لحيته لأن مدير المؤسسة من اصحاب اللحى.ومن لبست الحجاب لأن مديرتها محجبة،فيما هي تنزع حجابها ان كانت في زفّة عرس..وقس على ذلك الكثير من الذين يستخدمون اساليب ملتوية لتحقيق غاياتهم.
وتجد بين الميسورين من يمتلك المليارت ويتحدث بالدين والاخلاق ولا يتبرع لمستحقين مع انه يعلم ان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله" فبشرّهم بعذاب أليم"،فكيف بالذي يخزن ملايين الدولارات ولا ينفق منها مليونا واحدا في سبيل مليونين ونصف نازح..بينهم اطفال رضّع ماتوا باحضان امهاتهم وشباب انتحروا وارامل لا يجدن قوتا لاطفالهن ورجال اذلّوا بعد ان كانوا أعزّة..بل يزيدها صلافة بحج بيت الله في كل عام!.
وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية تجد شيوع الكذب وغدر الصديق بالصديق وعدم الشعور بالخجل ان نكث عهدا.اذكر هنا حكاية رواها لي والدي أن فلاحا نزل الى المدينة،وكان من عادة الفلاحين ان ينزلوا مرة في الشهر ليشتروا السكّر والشاي والرز،فاشترى من صاحب الدكان ما يحتاج وكان المبلغ الذي معه لا يكفيه..فقال له:ان شاء الله بالمرّة الجاية اوفيك،فاجابه صاحب الدكان: ومن يكفلك؟.مدّ الفلاح يده الى شاربه وسحب شعرة منه وقال:تفضل هذا كفيلي.بعد شهر جاء له الفلاح وسدد ما بذمته وقال له:اعطني كفيلي..يقصد شعرة شاربه!.
السنا أبناء اولئك القوم الذين ما كانت فيهم شائبة ميكافيلية؟
نعم..وبيننا الآن من زادوا عليها وعيا وصلابة وجمالا..أخذت مساحتهم تتسع لتشيع الأمل بين العراقيين الذين ما استكانوا لليأس في حياتهم.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2 ...


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الشخصية الميكيافيلية