أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - كوارث البلاد والنفخ في الرماد.















المزيد.....

كوارث البلاد والنفخ في الرماد.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوارث البلاد والنفخ في الرماد

منذ أكثر من إثني عشر عاما ، وصراعات السياسيين على أشدها ، ولم تقدم للشعب العراقي غير المحن والكوارث والإخفاقات المتتالية على جميع الأصعدة، وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة ، وتقوية شوكة الإرهاب ، وتكالب أعداء العراق، وسعي إعلامهم المتواصل لدق إسفين بين المكونات العراقية. وحين يطل كل سياسي من هذه المكونات المتصارعة على شاشات الفضائيات يُظهر نفسه بأنه المنقذ والمخلص، ويلقي بتبعات كل الكوارث التي تصيب الوطن على المختلفين معه ويبرئ نفسه وحزبه من أي خطأ. ومن الطبيعي إن إستمرارهذا الجو المشحون بالصراعات الدائمة يشكل بيئة خصبة لحدوث المزيد من الكوارث التي يدفع المواطن العراقي ثمنها الباهض .وآخر ماأنتجته هذه الصراعات سقوط ثلث مساحة العراق تحت براثن داعش في العاشر من حزيران عام 2014. وقتلها لآلاف الأبرياء، وسبيها لمئات النساء ، وتهجيرها لأكثر من مليوني إنسان عن ديارهم. وهو حدث كارثي رهيب أصاب العراق لايختلف في أهدافه ونتائجه عن الغزو المغولي عام656م. وظل المواطن العراقي البسيط الغير ملوث بالطائفية وإسقاطاتها والذي يريد أن يعيش في وطنه آمنا ينتظر من هذه القوى السياسية أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية وأن تتوحد على حماية الوطن وتحصينه ، وتنبذ الفرقة والصراعات الطائفية وتنتبه لمواجهة الأخطار المحدقة بعد هذه الكارثة الوطنية التي هزت ضمائر العراقيين بما مثلته من تهديد حقيقي لوجود العراق وحاضره ومستقبله.
ومر مايقارب العام على تلك الكارثة بأيامه الثقيلة الوطأة على العراقيين ارتكبت داعش خلاله جرائم إنسانية كبرى صارت مدار حديث أجهزة الإعلام العالمية . ولاحت في الأفق نقطة ضوء بعثت الأمل في نفوس الملايين من العراقيين حين تناخى أهل النخوة والشهامة والغيرة ولبوا نداء المرجعية الرشيدة للوقوف بوجه هذا الغزو البربري فتم على أيديهم تحرير ديالى وآمرلي وجرف الصخر وتكريت من براثن هذا الوحش الداعشي المجرم على أيدي هؤلاء الغيارى من أبناء العراق. ولكن من غرق في الطائفية والمال الحرام والمكاسب الشخصية، وعمليات الفساد ، والمرتبط بأجندات إقليمية طائفية معروفة ظل ينفخ رماد حقده في فضائيات الفتنة التي لايروق لها سلامة العراق .وآلتقى نفخه مع نفخ الطائفيين القابعين في الفنادق الفاخرة لتعميق جراح الوطن، وإلحاق أفدح الأضرار وإلصاق التهم الطائفية الباطلة بالقوى الخيرة النبيلة المضحية من الحشد الشعبي التي لقنت الدواعش دروسا قاسية، وطهرت الأرض شبرا شبرا من دنسهم وقدمتها لأهلها المشردين. وضحى الكثير من أفراده بأرواحهم الغالية. لكن من تعود على النفخ في الرماد أخذ يجاهر علنا رفضه للحشد الشعبي بإطلاقه الحجج الطائفية المتهافتة المكررة. ومن هؤلاء له موقع مهم في السلطة ، وأعضاء في مجلس النواب. والذي يؤلم المواطن العراقي العادي إن الذي يثير الفتن الطائفية يمتلك اللسان الطويل لإظهار نفسه بأنه صاحب المثل العليا ،وإنه عدو الطائفية الأول ، وقد قال أحد هؤلاء وهو يتبوأ مركز نائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية والسابقة بالحرف الواحد في إحدى المقابلات التلفزيونية ( أنه لم يعرف الفشل في أي عمل أقدم عليه في حياته .!!!) ثم أطلق مقولة وهمية أخرى قال فيها: (إن مرحلة مابعد داعش هي أخطر من داعش.) ولو كان هذا الشخص سليم النية لما أطلق هذه الإفتراضات ا الوهمية التي تعشعش في عقله المريض بالطائفية.
يقول الدكتور علي الوردي بهذا الصدد في كتابه (أسطورة الأدب الرفيع) ص 228 :
( الملاحظ في الرجل الطائفي عادة إنه من أكثر الناس حديثا عن المثل العليا ، وأشدهم حماسا في الدعوة إليها، وكأنه يتخذ ذلك سلاحا يحارب به خصومه من الطوائف الأخرى .إنما هو ينسى تلك المثل حين ينظر في أحوال نفسه وطائفته .)
ومن الطبيعي أن يستغل العدو المتربص هذه التصريحات والصراعات بين السياسيين ليحقق مراميه الساعية إلى غزو المزيد من الأرض وتهجير أهلها. فحدثت النكسة الوطنية الخطيرة بآحتلال داعش لمركز مدينة الرمادي التي تمثل خاصرة العراق الغربية ، وأدمى إحتلالها قلب كل مواطن عراقي شريف. وآستمر تهديد داعش لقاعدة الحبانية فأصيب هذا المواطن بخيبة أمل مريرة من القيادات العسكرية الجديدة التي فرضتها المحاصصة الطائفية والقومية، وأثبتت الوقائع على الأرض إن هذه القيادات لم تكن بمستوى المسؤولية الوطنية حين تركت أرض المعركة، وفرت منها، وقدمت الرمادي على طبق من ذهب لنفر قليل من الدواعش الأشرار رغم توفر الأسلحة التي قيل إنها تكفي لمحاربتهم لعام كامل. وهي خيانة وطنية أخرى ترتكبها قيادة عمليات الأنبار وقيادة الشرطة فيها يجب أن لاتمر دون حساب.
إن هذه القيادات العسكرية الفاشلة قد إرتكبت نفس الخيانة التي إرتكبها أسلافهم من الرفاق الذين نخر أجسادهم الفساد حين كانوا يتباهون برتبهم العسكرية وبصولاتهم التي ستزلزل الأرض تحت أقدام الأعداء أمام الكامرات فقط. لكنهم تركوا نينوى نهبا لتلك العصابات، ورموا ملابسهم العسكرية ، وفروا من مواجهة العدو الداعشي. وقد إستغل الأعداء هذا الإنهيار الجديد في الرمادي ، وأخذت وسائل إعلامهم المعروفة تهللل لزحف داعش ، وتمني نفسها بأن تراها وهي ترفع راياتها السوداء في قلب بغداد لكي تشفي غليل حقدها الطائفي المقيت.وبدأ الرفاق ينعقون من عمان وأربيل وإستانبول ، ويستخفون بالجيش العراقي ، ويطلقون عليه مختلف النعوت البذيئة ، ويحلمون بأن يستيقظوا من نومهم في إحدى الصباحات. ويجدوا أراذل البشر وهم يتجولون في شوارع بغداد ، ويتباهون بعاصمة دولتهم الظلامية. وحين يسمع المواطن العراقي بأن الرمادي قد بيعت في صفقة خيانية. وإن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر يصرح بأن الجيش العراقي لايملك عقيدة قتالية يزداد ألمه وإحباطه. وقد بات واضحا وضوح الشمس إن قوى إقليمية سوداء قد رصدت أموالا طائلة ودعما إعلاميا هائلا من خلال تواطؤ قوى داخلية فاسدة للقضاء على كل أمل للعراقيين في العيش بأمن وسلام في وطنهم الذي عانى الكثير والكثير من الاستلاب والقهر. ومازال العراق في عنق الزجاجة .وهاهم يكررون جملتهم المعهودة : (لقد ذهب العراق في ستين داهية )وهي حرب نفسية ضارية يشنها هذا الإعلام الطائفي لصرف الأنظار عن جرائم الإرهابيين القتله الذين عاثوا فسادا في العراق وأزهقوا مئات الآلاف من الأرواح طيلة هذه السنين العجاف.
إن جرائم الإبادة البشرية التي يقوم بها هؤلاء السفاحون الأوغاد تدل دلالة قاطعة على أن هذه القوى الإرهابية مدعومة ماديا ولوجستيا وإعلاميا من الخارج والداخل. وهي سائرة في طريقها الدموي والإجرامي مستغلة خلافات السياسيين وتعثر العملية السياسية أبشع استغلال . وقد بات واضحا بصورة قاطعة إن من يتناغم صوته مع أصوات الأعداء في الخارج هو عدو حقيقي لأهله ومدينته ووطنه .وهو فاقد للشرف والكرامة والوطنية لأنه يعطي المبررات تلو المبررات لأعداء العراق لقتل العراقيين وتدمير الوطن .
إن داعش اليوم تفتح عشرات المدارس وتجبر آلاف الناشئة في المناطق المحتلة على الدوام فيها للتلقى فيها الفكر التكفيري وهو وجه بشع من وجوه الحرب الداعشية على العراق. وهناك من يتستر على الفضائح الخيانية، ويدس رأسه في الرمال. ويبيع الوطن على شهوة المجاملات الشخصية. ولإيقاف هذا الإنهيار الخطير لابد من تفعيل القضاءومحاكمة كل من خان الوطن بعد أن توالت الكوارث ، واشتد الإحباط على أثر هذا النفخ في الرماد وكل يوم جديد يمر ولسان حالهم يقول عسى ولعل وربما يأتينا الفرج وتنزل المعجزة على رؤوس هؤلاء الساسة ليراجعوا أنفسهم ومواقفهم التي وضعوا فيها الوطن على شفير الهاوية. ولو ظل الحال على هذه الوتيرة ستتوالى الكوارث ويغرق الوطن في أتون الفوضى الشاملة ولات حين مناص.
جعفر المهاجر.
26/5/2015م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الأديان والحضارات بين الحقيقة والوهم.
- اللوبي السعودي ونزعته العدوانية الجديدة.
- الإستقواء بالخارج خيانة للشعب والوطن.
- ماذا تعني المصالحة مع الصداميين القتله.؟
- شيء من تأريخ الفقراء والمتخمين في العراق.
- قراءةٌ في الشعر السياسي لنزار قباني.
- عُذرا لك ياأمة َ العرب.!
- الإستبداد وآثاره الكارثيةُ في الوطن العربي.
- آل سعود مجرمون دوليون بآمتياز.
- أشرعةُالوجه الآتي.
- من ملعب اليرموك إلى مخيم اليرموك الهدف واحد.
- جُرح صنعاءْ.
- يالمصيبة بعض أعراب هذا الزمن.!
- فصلٌ من جرائمٍ البعث الصدامي.
- إشراقاتُ الوجع الفيلي.
- قممٌ هُتكتْ فيها الحُرُماتْ
- من عاصفة الصحراء إلى عاصفة الحزم.
- اليمن لن يكون لقمة سائغة لأنظمة الإستبداد.
- كلمات ٌخجلى إلى نبع الحنان الأزلي.
- نتنياهو وأباطرة البترول والسيدة الكبرى.


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - كوارث البلاد والنفخ في الرماد.