أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر















المزيد.....

الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 17:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة المصرية
الجانب الدرامي فى ثورة لم تنتصر
جدلية ألإحباط والتفاؤل
كما أن الإحباط والتشاؤم هو احد آثار ثورة لم تنتصر ، وثورة مضادة عنيفة ، وحالة جماهيرية مشوهة ، كذلك أيضا التفاؤل المبنى على رغبات ، وعلى إيهامات وتضخيمات ، وإنكار أو تفادى الواقع والمشكلات التي تسببت فى عدم انتصار الجماهير ، بل وحتى ارتدادها على الثورة نفسها التي قاموا بها ، كلا المنظورين هما انعكاس لأوضاع هزيمة ظرفية ، احدهما غرق فيها تماما ، واعتبرها هزيمة نهائية ، وادان الجماهير التي لم ترقى إلى مستوى أهدافه الرفيعة ، ومن ثم قرر اﻻ-;-نكفاء والإحباط بعيدا عن تلك الجماهير " المتخلفة والخائنة " , هذا النوع غالبا جاء من أوساط المثقفين والبرجوازية الصغيرة التي ﻻ-;- تترتبط حياتها بالصراع الطبقي بصورة مباشرة ، لقد كانت الثورة بالنسبة لهم مغامرة رائعة ، لكنهم ﻻ-;- يعرفون فعلا أي شيئ عن الثورات ، كان مشهد اﻻ-;-حتشاد الجماهيري مثيرا ، ولكنه لم يكن شرطا جوهريا ، لم تكن الجماهير بالنسبة لهم سوى حشود مساعدة فى مواجهة السلطة فى لحظات معينة فلم يعبئوا ولو للحظة واحدة بتنظيمها ، لم يكن فعلا لديهم خطابا مناسبا يقدمونه للجماهير ، ولم يربطوا للحظة واحدة أهدافهم بأهداف تلك الجماهير ، أحيانا كانت الجماهير بالنسبة لهم همج ومقززون ، لذلك لم يعوا حجم الكارثة حين انفضت الجماهير ، استمروا فى عملهم بقوة القصور الذاتي وحده غير مدركين أن ظهورهم صارت مكشوفة للنظام ، فلما توالت الهجمات المهينة دون أن تهرع الجماهير للدفاع عنهم كفروا وبالثورة وعادوا إلى عالمهم الصغير بكل تفاهته يتداولون القصص عن أيام المجد ، وتخلف الجماهير ، وﻻ-;- جدوى فكرة الثورة .
النوع الثاني غالبا يأتي من وسط مثقفين يساريين وتقدميين ، هؤﻻ-;-ء الذين ظلوا يحلمون بالثورة ويقرئون حولها لسنوات طويلة دون أن يمروا بها فعلا ، كانت الثورة بالنسبة لهم اقرب إلى مجموعة معادﻻ-;-ت بسيطة ، كانت تلك المعادﻻ-;-ت ذهنية صرف ، ومن ثم لم يكن مشكلة بالنسبة لهم إسقاط بعض العناصر الجوهرية من تلك المعادلة ، فالثورة هي وقبل أي شيئ تعنى الجماهير ، اعفوا انفسهم ، نتيجة لعزلة طويلة ونشاط إما نخبو ى أو دعائي ، من مهمة التفكير فى قضية التنظيم ، وحين داهمتهم الجماهير باعدا دها الضخمة وجدوا انفسهم كليا عاجزين عن توجيهها أو التأثير فيها ، ومن ثم لم يكن أمامهم سوى السير فى ركب العفوية ، مطهرين انفسهم ببعض البيانات التي يوزعونها فى المناسبات ، لم يكن هناك محرضين جماهيريين متوفرين لدى اليسار، وﻻ-;- حتى منظمين بالقدر الذي يتناسب بأي درجة مع الظرف الجماهيري الذي كان يدفع بمئات ألألاف ، واحيانا بالملايين ، إلى النضال المباشر .
حتى ضرورة التمييز بين الجماهير من الزاوية الطبقية أو اﻻ-;-جتماعية ، وتركيز الجهود على طلائعها اﻻ-;-جتماعية لم يكن ﻻ-;- متاحا ، بسبب الحالة التنظيمية شديدة التواضع ، وﻻ-;- مطروحا على جدول اﻷ-;-عمال ، أنها الثورة الشعبية الشاملة ، هكذا ردد البعض ، و راح آخرون يزيفون طبيعة الجماهير المحتشدة لتناسب رغباتهم ، انهم أبناء العمال هؤﻻ-;-ء الذين يزحمون الميادين ، وتحت سكرة الحشود الهائلة ، والمظاهرات التي ﻻ-;- تتوقف ، واحيانا المواجهات والمعارك اﻻ-;-ستنزافية التي ﻻ-;- طائل لها ، شارك الجميع بحماس وفرح حتى دون أن يلاحظوا الأهداف الخبيثة وراء تلك المعارك العبثية ، ودور الأجهزة اﻷ-;-منية فى اختلاقها فى كثير من الأحيان .
وبما أن القوى الطبقية التي يمكن أن تمثل تحديا حقيقيا للنظام لم يكن لها حضور ( ملحوظ على اﻷ-;-قل ) فى الكرنفال الشعبي المختلط ، كان الحل (لدى جزء كبير من هؤﻻ-;-ء ) هو إعطاء طابع جديد ، ﻻ-;- طبقى ، للثورة ، أنها " ثورة الشباب " فى مواجهة " دولة العواجيز " ، وتماهيا مع هذا التحديد ، اللا طبقي ، تخلوا حتى عن تصور اليسار الشعبوى ، سلطة الجماهير أو سلطة كل الشعب ، لينجروا وراء العبث الفكري لنخب البرجوازية الصغيرة ، سلطة الميدان ، أو الميادين . هكذا قلبوا تماما أي فهم علمي أو اجتماعي للثورة وللصراع الدائر ، ليحلوا محله أسؤ أنواع العبث الذهني . كان هذا الهراء بمثابة طوق إنقاذ لخيارات النظام المترنح ، فبثت الميد يا الرسمية دعايتها حول - ثورة الشباب - تاركة للأجهزة اﻷ-;-منية مهمة توجيه الضربات لكل القوى اﻷ-;-خرى ، العمال باعتبارهم فئويين ، الرموز والتيارات السياسية ﻷ-;-ن الثورة ، كما تباهوا بها ، ثورة شباب وليس لها قيادة أو مصالح خاصة فئوية أو سياسية ، وتغنت حكومات ما بعد يناير بالشباب وعقدت بعض اللقاءات مع ممثلو الشباب الذين فى اغلبهم ﻻ-;- يعرفهم احد وﻻ-;- يمثلون شيئا ، واستكماﻻ-;- للمهزلة العابثة ، مر رموز الثورة المضادة أيضا بالميدان ، تباركوا به وتم التصفيق لهم واعتبروا ، سلطات خرجت من الميدان ، أو على اﻷ-;-قل أخذت شرعية الميدان كما يأخذ الأفاق البركة من البابا أمام الحشود .
هكذا ساعد الهراء الفكري فى تمهيد الطريق للثورة المضادة ، وفى وضع حدود ، شبابية وميدانية ، للثورة . ولم يكن لدى احد من هؤﻻ-;-ء حساب حقيقي للجماهير .
بعد أن انفضت الميادين ظل البعض يردد فى غثاء مزعج شعار ، سلطة الميدان ، وانكروا تماما ما حدث من تراجع وارتداد جماهيري ، فى الواقع لم تكن الجماهير هامة فعلا فى حساباتهم ، فالثورة يكفى لتقدمها أن يحتشد الميدان الذي كيفوا انفسهم وا فكارهم عليه ، لن يحتاجوا إلى تلك الرحلة الشاقة التي تمر بالصراع الطبقي الفعلي وبتنظيمات طبقية ، معادلة الميدان الشبابية أسهل بكثير ، إحنا لسه ها نستنى العمال ، هكذا قال احدهم . ومن ثم حافظوا على تفاؤل مفرط فى انتظار احتشاد قريب للميدان مرة أخرى . أن ثورة تلك حدودها دفعتهم لتجاهل كل المعطيات اﻻ-;-جتماعية والسياسية التي تواجهها الثورة فعلا ، فثورتهم ابسط بكثير من تلك التعقيدات .
وان كان من باب التعسف أن نحمل هؤﻻ-;-ء اكثر مما يحتمله فعلا قدرتهم على التأثير فى سير اﻷ-;-حداث ، وهى قدرة اقل من متواضعة بكثير جدا ، إلا انهم بلا شك لعبوا دورا ما فى هذا العبث الذي مهد الطريق للثورة المضادة .
أن كلا من التشاؤم ، والتفاؤل الذين اعقبا تراجع الثورة ، يعكسا جانبا دراميا من الثورة ذاتها ، تلك الثورة التي اندلعت فى شروط سياسية وتنظيمية غير مواتية ، والتي سلمت قيادها لمغامرين وعابثين يقودون عفويتها ، والتي ناضلت إلى حد الإرهاق الاقتصادي والاجتماعي عدة سنوات متصلة بعد أن دفعت دماء كثيرة ، وتخبطت يمينا ويسارا بعنف ، لتسقط فى نهاية المطاف فى حجر أعدائها من قوى الثورة المضادة . ولتجد نفسها محتشدة خلف هذا أو ذاك من أعدائها .



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد القساوسة
- الجانب الدرامى فى ثورة لم تنتصر - جدلية اﻻ-;-حباط وال ...
- موجزاً عن تاريخ قرية كري بري
- حياة مدنية على شواطئ دجلة
- الديمقراطية والفوضى


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - الثورة المصرية - دراما ثورة لم تنتصر