أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!














المزيد.....

لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابو حامد الغزالي فقيه وعمل بالفلسفة ، ومنهم من عده من فلاسفة المسلمين ، وله العديد من المؤلفات ، لعل اشهرها كتابه ( احياء علوم الدين) وكتاب ( تهافت الفلاسفة) وكتاب صغير الحجم هو (المنقذ من الضلال) وغيرها . الغزالي في كتاب الاحياء كفر جميع الفلاسفة ورد عليهم ، والسبب كون رؤاهم وفلسفتهم لا تنسجم مع عقله وذهنه ومبدئه . وهذا نابع من عدم فهم ؛ واتذكر مقولة منسوبة للامام علي بن ابي طالب ، مفادها ان الناس اعداء ما جهلوا ، وهي عبارة واضحة ولا تحتاج الى تفسير . وفي (المنقذ) كفر الفارابي وابن سينا على رؤوس الاشهاد ، والكفر بلغة الفقهاء يعني القتل او الايعاز بالقتل من باب التكفير ، وهذا فكر داعشي محض . والغزالي لو كان قد فهم فلسفة هؤلاء العظماء ما كان قد تفوه بحقهم كلمة جارحة .
يقول الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال) بحسب ما ينقل عنه عماد الدين الحنبلي في (شذرات الذهب في تاريخ من ذهب ؛ ج2ص352طبع بيروت) : ((لا نشك في كفرهما -أي الفارابي وابن سينا -وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا . ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت ؛ وأما المسائل الثلاث فقد خالفوا فيها كافة الإسلاميين وذلك قولهم أن الأجسام لا تحشر وأن المثاب والمعاقب هي الروح روحانية لا جسمانية ؛ ولقد صدقوا في إثبات الروحانية فإنها قائمة أيضا . ولكن كذبوا في إنكار الجسمانية وكفروا بالشريعة فيما نطقوا به ومن ذلك قولهم إن الله يعلم علم الكليات دون الجزئيات وهذا أيضا كفر صريح بل الحق أنه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته ولم يذهب أحد من المسلمين إلى شيء من هذه المسائل . وأما ما وراء ذلك من نفيهم الصفات وقولهم أنه عالم بالذات لا بعلم زائد وما يجري مجراه فمذهبهم فيه قريب من مذهب المعتزلة ؛ ولا يجب تكفير المعتزلة وقال فيه أيضا القسم الثالث الالهيون وهم المتأخرون مثل سقراط وهو أستاذ أفلاطون وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس ، وهو الذي رتب لهم المنطق وهذب العلوم وخمر لهم ما لم يكن مخمرا من قبل وأوضح لهم ما كان انمحى من علومهم وهم بحملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم وكفى الله المؤمنين القتال بتقابلهم ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبله من الالهيين ردا لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم ؛ إلا أنه استبقى أيضا من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا لم يوفق للنزوع عنها فوجب تكفيهم وتكفير شيعهم من الإسلاميين ، كابن سينا والفارابي وأمثالهما على أنه لم يقم بعلم أرسطاطاليس أحد من المتفلسفة الإسلاميين ، كقيام هذين الرجلين وما نقله غيرهم ليس يخلو عن تخطيط يتشوش فيه قلب المطالع حتى لا يفهم ومالا يفهم كيف يرد أو قبل ومجموع ما صح عندنا من فلسفة أرسطاطاليس ، بحسب نقل هذين الرجلين ينحصر في ثلاثة أقسام قسم يجب التفكير به ، وقسم يجب التبديع به وقسم لا يجب انكاره أصلاً )).
هكذا هو رأي الغزالي بالفلاسفة ، وهكذا هو رده عليهم . ولدى الغزالي عبارة تفصح عن مكنونه ، ومكنون من لف لفه من الفقهاء ، الذين قحموا انفسنهم في حقل الفلسفة ، وهم بعيدون عنها كل البعد: (من تمنطق فقد تزندق) ! . ولنا وقفة اخرى مع الغزالي ، بعد حين .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان ابن كثير تكفيري؟
- السحر في فكر الرازي المفسر
- لبيد يسحر النبي !
- تعدد الزوجات نظام جاهلي
- الشذوذ الجنسي في الجاهلية والاسلام
- ما حقيقة وأد البنت التي اشار لها القرآن ؟
- ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!
- كيف نثبت (عذاب القبر) عقلا ؟
- حول زواج المتعة
- التصفيات الجسدية في الاسلام (7)
- البغاء في الجاهلية والاسلام (1)
- الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش
- التصفيات الجسدية في الاسلام (5)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (6)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (4)
- اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون
- التصفيات الجسدية في الاسلام (3)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (1)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (2)
- الاقتصاعشي *


المزيد.....




- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!