أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - بهجة الحياة














المزيد.....

بهجة الحياة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 17:48
المحور: المجتمع المدني
    


انك تـنظر إلى السماء، لكن هذا لا يكـفي. يتوجب عـليك استـنطاق السحب. ما الذي أتى بها في مسيرة نهار بدأ مشمسا و مشرقا؟ لماذا تعكر علينا صفو الحياة؟ أمن المعـقول تـقبل هذا الأمر بكل بساطة؟
أتصور انه لو اتـفـقـنا على شحذ أنفـسنا حول رفضنا للسحب فإنها ستـنـقـشع. يوجد شيء ما في القلب البشري من شأنه التأثير حتى في الطبيعة و الكون و تغيـيره حسبما يـروق لنا. من حقـنا ان نجتمع على طلب البهجة و الإشراق و التعلق بالسماء الزرقاء الصافية. ما من كائن قادر على ان يسرق منا هذه الرغبة. المهم ان نـتـفـق على رفض ما يعكر صفو حياتـنا. لا يتـطلب الأمر غير الوعي بـقـدراتـنا الخارقة على تغيـير الكون. المهم ان نـزيل لوثة الإحساس بالعجـز. أن نزيل وعي العجز جماعيا هو وحده الكفيل بخلق سعادتـنا.
ننحر النحر و نـذبح الذبح و نـقـتل القـتـل و نسود السواد. ساعتها تـنـقـشع كل الآلام و تغـدو كابوسا مر بنا ذات لحظة و عبر إلى ارض الموتى، إلى الجحيم، إلى العالم السفلي الذي يغطيه تراب المحبة و السلام.
لماذا لا نـثـق في خيـرية رغباتنا و بالتالي نصر على التـوهج الجماعي المشتعـل شبه البهيمي على تحقيقها على ارض الواقع. يبدو ان لا ثـقـة لدينا في رغباتـنا التي تـتحـول إلى أفاعي داخلنا تـتحين فرصة الانـقـضاض عـلينا و قـتـلنا. هناك إحساس مريض هو نتاج وعي مريض بعـدم مشروعية رغباتنا. الرغبة تـلح و الوعي المتـشضي الذي لا يـؤكد أحقيتها هو الذي يخلق حالة التمزق و التوقف و بالتالي تمسح تلك الهوة حالة من الاختـناق الهذياني. الهذيان العربي الجهنمي. انه التباكي بكل لون و شكل. إننا مجتمع الثكلى العاجزين بفعل عجزنا عن خلق حالة الوعي الضرورية للحياة. حالة الوعي التي تـثـق في رغباتـنا و تـفـتح لها أفق انـفـتاحها و سيلانها المائي العـذب في الوجود الواقعي. انك أيها التائه لا تسير إلا إلى حتـفـك الحياتي ما ان لا تـتماشى مع رغبات قلبك الدفينة.
أشرق، هرول، طر إلى الفضاء، اكـتسح المجالات، انبثـق كـشعلة من نار، كن إلاها راقصا. اعشق العـظمة و المجد و القوة. أحب الحب و أحب من يحب بشراهة غير عابئ بأي شيء إلا بانبلاج الشمس في سماءات القـلب. اطرد الأحزان و كن شجاعا ذو أنـفـة و كبرياء.
ما معنى ان يبعثوا من داخلنا وحشنا الكئيب المدمر؟ أليست إرادة شد الجموع إلى قوقعتها الصغيرة. تبا لكم أيها المرتعبون من الثورة العربية العـظمى. فماذا يعني مثلا خبر ذبح "داعش" لأربعمائة مدني اغلبهم أطفال و نساء؟ هل هذا معـقـول؟ لو كان العدد لا يتجاوز أصابع اليدين لكان الأمر قابلا للتصديق برغم انه مجرد قول و ان كانت صورة ما تـؤكده، فمن الممكن جدا اصطناع مجزرة رهيـبة بفعل سينمائي. بأي همة ذبحوهم و بأية مشروعية و بأي دين و بأي تاريخ؟ فظاعة قولية لا يخجل من يرددها كببغاء أحمق. إننا في الأخير نلعق قولا لا يثبته أي دليل دامغ.
"داعش" رمز الدراغولية العربية المعاصرة. هذا عنوان تم النجاح في خلقه. لكن، لنـفكر قليلا. هذا التوحش اغلبه صور هوليودية اقر الجميع بمدى حرفيتها. اغلب ما في الأمر صورة يراد تسويقها. من خلال الصورة و كلماتها يراد تسويق الكآبة و الحزن و الخوف و الكابوسية و ذهنية الانحسار في فكرة الموت.من هنا نفـسر تـفـشي حالات الانتحار.
هناك هجوم على رغبة الإنسان العربي في البهجة و السعادة. هناك من يريد تجـسيد رغبة الموت و ما يستـتبعها من اتكالية و قدرية و وعي العجز عن تغيـير شيء و فعل شيء.. هناك عروش قائمة على حالة العجز العربي. هناك كيان صهيوني خرافي قائم على اجواء الموت العربي، و هناك امبريالية لازالت تعيش على إماتـتـنا لأنـفـسنا بأنأفـسنا. هناك انغلاق أفـق عالمي يتمعش من موتـنا.
فقاوم و قاوم أيها العربي هذه الفكرة الإجرامية في حق وجودك. اطرد كل موت من تـفكيرك، فانت قابع في قـلب العالم دوما. اطرد شياطين العالم الذي لا يرعبها شيء أكثر من ان تـتجه إلى الحياة، إلى شهوة الحياة، عنفوانها و سعادتها و براكينها التي تطرد السأم. اتجه بكل قوة نحو البهجة، بهجة الجسد و بهجة الروح. انزع عن أجوائك كل حيوان مفـتـرس يسوق لك فكرة قمعك لنـفـسك بنـفـسك و قـتـلك لنفـسك بنفسك. انـتـفـض و قاوم و قاوم و قاوم كل كآبة في وعيك و وجدانـك لتـتـوثـب على الوجود. ليقـف العالم عند سيلانـك الجارف الذي سيـبعث حياة جديـدة له و للعالمين..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة العري و لذته
- بين الأصنمة و الحرية
- مأزق اليسار
- المشهد السياسي الغائم في تونس
- المتسربل بالموضوعية
- المثقف البائس
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - بهجة الحياة