أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - سقوط تدمر وتهافت -الجزأرة -في سوريا














المزيد.....

سقوط تدمر وتهافت -الجزأرة -في سوريا


سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)


الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يراهن الكثيرون على ان الأوضاع في سوريا ستتخذ بالنهاية مسارا مشابها لجزائر التسعينات بعد ظهور تنظيم "الدولة" واستقواء شوكته على حساب الاطراف المعنية بالمعركة السياسية و العسكرية الأصلية ذات الاربع سنوات من العمر ، بان تاتي مرحلة ينال فيها الآسد الرضا الداخلي والخارجي لإغلاق الملف مثلما اكتسبت السلطة في الجزائر القدرة على فعل ذلك بمجرد ان اصبحت لها سمعة بكونها افضل ضمان امام الهمجية منقطعة النظير لمجموعات مسلحة لم تستقوي سوى على العزل
غير ان تحليل عملية سقوط تدمر في هذا الوقت تحديدا يؤدي الى ما يفيد بمحو هذا السيناريو من التداول ويؤكد عدم ملاءمته للصراع الحالي ..
انهيار الجيش النظامي في تدمر علامة مرضية خطيرة بالنسبة له وليس مؤشرا على وجود ترف لنية مسبقة تستهدف توظيف السقوط لصالحه بعرض التتارية الداعشية امام العالم و تهديدها بتدمير مدينة اثرية عريقة مرتبطة بالتراث البشري في مسعى اخر من المساعي الاقناع ان الدكتاتور السيء افضل من التنظيم الاسوأ ،اذ بالنظر الى دينامكية العلاقة بين الاسد و تنظيم "الدولة "خلال السنتين الماضيتين ( مواجهات في الكوريدور الوسطي والبادية الشرقية وحول منشآت الطاقة لضبط مساحة الستاتيكو، وقصف جوي نظامي أحيانا لمقرات التنظيم في الرقة من اجل الغزل الدولي مع طائرات التحالف ) :: هذه المرة الاولى التي تكون فيها مواجهة بين الطرفين والأسد في حالة عجز عسكري عن ضبطها فيفقد مساحات عبثيا و دون جدوى لان محاولة استردادها ستقوض تماسكه في مناطق اخرى يحتاج فيها الى كل مقاتل (هناك احتمال حقيقي ان تسقط كل البادية الشرقية على الحدود السورية العراقية في الأيام المقبلة) ::و يبدو عجز الاسد متوقعا بالنظر الى استنزاف جيشه في اكثر من جبهة على امتداد القطر السوري والهزائم التي تلقاها على مدار الاسابيع الماضية و تباطئ الدعم الايراني منذ التراجع في معركة الجنوب السوري ونتيجة لذلك فالانهيار أمام "داعش" هو عرض طبيعي لحقيقة قائمة عن وضعية لا يحسد عليها نظام الأسد في الوقت الحالي.. بالمقارنة مع الوضع بالجزائر بنفس الحيثيات والمداخل هناك اختلاف كبير في مخرجات الامور، في نهاية 1996 وبداية 1997كان الجيش الجزائري قد امتص خطر الجماعة الاسلامية المسلحة (جيا) (=يشبهها البعض بداعش ) ولم تعد تهديدا رئيسيا يمكن استغلاله داخليا او خارجيا(القذافي -المغرب-السودان) لتغيير الوضع خارج السقف وجاءت أواخر 1997 و سنة 1998 تعبيرا رسميا عن بداية النهاية للجماعة عبر وقوع المجازر الجماعية الرهيبة في حق المدنيين وما تلاها من تأثيرات سياسية للدفع نحو غلق الملف (انخراط شعبي في اعتماد سردية الدولة و الإتيان برئيس لإجراء مصالحات)
يمكن القول بان أداء الجيش وغياب القوة السياسية و العسكرية لدى الطرف المعارض الحقيقي منح السلطة هامشا هاما لإدارة الأزمة .اما في سوريا فقد انهار الجيش بعد اربع سنوات فقط ولم يعد ممكنا ان يعود الى سابق قوته سوى بالخضوع للدعم الايراني (معركة إقليمية وليست داخلية ) وحتى ان قرر مواجهة تنظيم "الدولة" لاحتوائها فهناك طرف ثالث متربص هم الثوار سيتقدمون في المناطق التي يخفض فيها تجمع قواته ،اذن الصعوبات في جغرافية الصراع وموارده وتعقيداته عامل اساسي في تهافت الجزأرة . وضف اليها ان المصالحات المنجزة خلال عام فقد تبخرت بمجرد ان ظهر نموذج افضل للمسلحين (زهران علوش) من نموذج المصالحة مع نظام متهالك ترعاه ميليشيات طائفية ، وبذلك لا مكان في ظروف طبيعية لسيناريو الجزائر بسوريا وجيش الاسد طرف غير مؤهل للسيطرة على اكثر من عشرين بالمئة من اراضي دولة تقل مساحتها عن مساحة الجزائر باضعاف ومعه قيادة سياسية مترهلة لم تعد قراراتها مستقلة ولا باتت هوامش التحرك لديها مرهونة بالعجز
لقد ظلت سياسة الاسد مع تنظيم "الدولة" تقتضي من جهة توجيه خطر "الوحش المستقل "نحو المستوى المفيد في المعركة الأصلية مع الثوار فهو يدرك حتما صعوبة ان يواجهه بجدية كخصم ثابت، بمعنى اخر بدلا من استنزاف موارده امام طرف يمثل حركة جاذبة للانظار سيفكر في ان يرسم خطوط المعركة فيضرب خصومه الرئيسيين في الصراع حول السلطة بتنظيم لا يعترف باي حدود او اعتبارات ومن جهة اخرى يتجنب بأي حال المستوى الذي يفترض ان يقوم الآخرون باستغلال التنظيم في مرحلة معينة لاستنزافه وزيادة الضغط عليه .. تدمر بينت محدودية هذه السياسة كمؤشر لا يمكن تجاهله على فقدان الاسد للسيطرة على الوضع
لقد كانت مساحات التقدم لداعش حتى ما قبل تدمر محصورة تقريبا في مناطق تغيب بها المناعة عند المعارضة لكن المفارقة جاءت بان عرين الاسد نفسه اصبح بدون مناعة فتعرض لهجمة فيروسية سوداء وقد يصاب بمرض مناعة ذاتية ان استمر التدهور وبناءا على ذلك لا يبدو مستغربا ان بنيت السياسة الإقليمية والدولية في الشهور المقبلة على احتمال توجه تنظيم "الدولة " لدمشق في مواجهة تستنزف الطرفين (الاسد و الدولة ) دون تدخل من التحالف الدولي ، ينتظرون النتيجة لرسم مرحلة أخرى ,, فمن لا يريد للنموذج الثوري المسلح ان يستمر في تحقيق نجاحاته ضد النظام سيفضل حتما ان تقوم داعش العشوائية باضعاف هذا الاخير وليس الثوار الحاملين لمشروع معين متعلق بالمستقبل السياسي لسوريا



#سليم_عبد_الله_الحاج (هاشتاغ)       Rimas_Pride#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقة الحقيقة في سوريا
- تظاهرة قسنطينة وازمة الجزائر
- في تحليل- الخضوع-: اسلاموفوبيا ام سلوك عام
- ازمة الاسلاميين و النخب في الجزائر
- قراءة خاصة في التطورات اليمنية
- قراءة في المشهد المصري
- السلام وهم
- قراءة في رسالة زروال للجزائريين
- العهدة الرابعة .. تحت المجهر
- محكمة الحريري .. طريق نحو العدالة
- بوتفليقة .. دكتاتور مخير ام مسير ؟
- حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي
- لماذا يحرز الاسرائيلي جائزة نوبل ؟
- الاسد ليس هيروهيتو و بوتفليقة ليس ديغول
- نحيي انتفاضة الشعب السوداني
- المشروع الايراني لا يواجه بالخطاب العرقي او الديني
- فكرة المقاومة بين التسطيح والطوباوية وامل التحرر
- لا والف لا لتمديد عهد الفساد و الهدر
- معضلة الديموقراطية في الجزائر
- مصداقية أميركا في اعقاب الاتفاق حول الكيماوي السوري


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - سقوط تدمر وتهافت -الجزأرة -في سوريا