أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .














المزيد.....

الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 21:00
المحور: سيرة ذاتية
    


الفريق مرسي كان مدير سلاح المهندسين الوحيد الذى حصل علي رتبة فريق و إستمر يقود السلاح حتي هزيمة 67 و إبداله باللواء( جمال محمد علي) ليعمل مكانه .
عندما بحثت في( جوجل) عن إسمه لم أجده مذكورا الا في صفحة الوفيات في نعي إبنته المغفور ((لها بإذن الله الدكتورة‏/‏ نجوي مرسي عبد الباقي كريمة المرحوم الفريق مهندس‏/‏ مرسي عبد الباقي والمرحومة‏/‏ نوال نصر شلبي)).
الفريق مرسي كان ضابط ضخم الجسد بكرش واضح ،عالي الصوت ..أخاذ سريع البديهه .. ولكنه كان من النوع (الفشار ) المكشوف للجميع عدا لسيادة المشير عامر الذى كان دائما ما يقتنع بحواديته الغريبة.
عندما زار سيادة المشير اليمن في جولة تفقدية ..تبارى مديرى الاسلحة في إظهار كفاءة قواتهم هناك.. ولم يجد الفريق مرسي في منطقة الزيارة لسلاح المهندسين الا سرية مياة (اى التي تستخرج الماء و تنقيها و تخزنها و توزعها علي القوات) لذلك أصر علي أن يزورها المشير .. فوصلها قرب الغروب .... وهناك لفت النظر مجموعة من القرود تتصايح في المساء حول الماء ..عندما ضحك المشير من حركاتها .. رد الفريق .. هذا دليل علي أن الماء الذى نعالجة قد تم تنقيته .. عندما إقتربوا من خزانات حفظ المياة المعالجة .. وجد المشير مجموعة من الضفادع تتقافز (( دى المية فيها ضفادع يا مرسي ))(( أيوة يا فندم إحنا اللي حطينها فيها علشان تاكل الطحالب )).. وإبتسم الضباط المهندسين وصدق المشير .
قص سيادة الفريق بفخر كيف أنهم في سلاحة قد أتقنوا إسلوب للاخفاء و التموية.. لا يمكن للطائرات كشفه .. مما أثار حب الاستطلاع لدى سيادة المشير فطلب أن يراه بنفسه .. في الجو تاه الفريق و لم يستطع تحديد المكان الذى جهزه .. فإختار بقعة ما في الصحراء و قال له ((هل ترى سيادتك شيء ؟)) المشير رد ((برافو عليك يا مرسي .. رائع )) في طريق العودة مرت الطائرة علي المكان المقصود فتساءل المشير ((تمويه اخر دة يا مرسي )) فرد بسرعة (( لا ..دى كانت تجربة وفشلت )).
سيادة الفريق في كشف الهيئة لتوزيع الضباط المهندسين المستجدين .. قال لنا أنهم في السلاح سينشئون مكتبات علمية تمرعلي المواقع بالكتب و المراجع لكي نتعلم .. ثم أضاف أنه سيشكل إدارة تصميم وبحوث هندسية..إختار لها اوائل الدفعات من كلية الهندسة .. عندما جاء دورى في التوزيع ..قال (إنت من طاقم الادارة الجديد .. ولكن حتروح التشكيلات شوية و تتعرف علي المواقع قبل الانضمام لها ) ولم نر هناك مكتبات ثابتة و لا متنقلة .. ولم يذهب لادارة التصميم الا من كان لدية وسيلة أخرى غير الكفاءة . الله يرحم سيادة الفريق .. كانت حواديتة تسليتنا في الكتائب و الميزات (المطاعم ) عند تناول وجبات العشاء .
هل أصبح هذا هو الاسلوب المعتمد بعد ذلك لتعامل المهندسين والمخترعين مع القيادات.. من زمن الفريق مرسى لزمن اللواء عبد العاطي بتاع الكفته . . فلنتابع
أغلب المشاريع التي كان يفتتحها .. سيادة الرئيس السادات و من بعدة الرئيس مبارك .. إفتتحت صوريا .. وعملت لمدة دقائق الزيارة ثم توقفت لاستكمالها .. المنازل كانت تشطب واجهاتها .. ووحدة او اثنين يزوروهما الوفد .. بها مياة وكهرباء .. لا تكفي لاكثر من زمن الزيارة ثم تقطع لعدم توصيلها بالشبكات التي لم تستكمل بعد .. الطرق تهبط بعد الزيارة .. وسيادة الوزير يصرح (( لقد تركناها هكذا لتأخذ أقصي هبوط ثم نصلحها ))..لقد كانت برامج الزيارات ترسم بدقة و يعتنيأن لايسمح لاى من الزوار بالخروج عن المسار لاسباب خاصة بتأمين الرئيس.
في يوم كان سيادة الوزير يلقي بتصريحاته المتفاءلة .. و كنت قد إنسحبت لاخر الصفوف أبتسم .. نظرت لي صحفية من مجلة قومية وقالت (بيكذب ) أدرت وجهي حتي لا أرد .و لكن رغم وضوح مقدار الاكاذيب إلا أن صحافة اليوم التالي كانت عناوينها تمجد في بطولات زمن المبارك ومشاريعه الناجحة.
أبلغ رئيس الجهاز الذى يدير أكبر محطة لتنقية مياة الصرف الصحي بالشرق الاوسط .. سيادة الوزير الجديد ..انهم قد طوروا هناك إسلوب زراعة مستخدمين المياة المعالجة في مزرعة تجريبية من 300 فدان .
الوزير الذى إعتبر أن هذا هو موضوع الساعة الذى يجب أن يعرفه الجميع في ظل الفقر المائي الذى نتوقعه .. دعي عدد من المسئولين لمشاهدة إسلوب وإمكانيات إعادة إستخدام 2مليون متر مكعب مياة معالجة يوميا في الزراعة.
( وزير الاسكان ،وزير الرى ،وزير الزراعة ، وزير الحكم المحلي و محافظ القاهرة ) خمسة وزراء كان في إستقبلهم رئيس الجهاز ونائبه والاستشارى ورئيسي شركتي المقاولات العاملة في المحطة.
سألني نائب رئيس الجهاز عن رده إذا ما سالوه عن توزيع كميات المياة الواردة للمعالجة .. فرددت ((بان القاهرة تنتج يوميا ثلاثة ملايين متر مكعب .. والطاقة الانتاجية للمحطة حول المليونين لذلك ترمي في المصارف مليون متر مكعب يوميا خام غير معالج .. ونأمل أن نخفض هذا بعد إتمام التوسعات و نرجو معاونة الحكومة في إستكمال الخطة بتوفير الاعتمادات اللازمة )).
تمت الزيارة بنجاح .. راى الوزراء زراعات القطن و النخيل و الزيتون و الليمون و الاشجار الخشبية .. وأشجار الجتروفا التى يمكن أن يستخرج منها الزيوت الطبيعية للسيارات والطائرات (البيوديزل )..وسألوا .. وإلتقطوا صورا و افلاما وعند عودتنا مر الاتوبيس علي المصرف الذى يحمل المياة السوداء غير المعالجة التي تزيد عن طاقة المحطة .. فسأل احد الوزراء .. وما هذه ؟؟
صمت رئيس الجهاز و نظر لنائبة .. صمت النائب و نظر لي .. بدأت أشرح .. قاطعني رئيس شركة المقاولات مغلوشا ..(( دي المية الواردة اللي بنعالجها )).. و سكتنا جميعا حتي نهاية الزيارة .. فلم يذكر اى منا أنها تلوث المياة المعالجة بعد امتار من خروجها من المحطة ..في هذه اللحظة تذكرت الفريق مرسي عبد الباقي ..لقد أنجبت يا سيادة الفريق وإسلوبك لم يمت معك.
بقي أن هذة الشركة كانت (المقاولون العرب )) ورئيسها كان المهندس .. و هنا جاء الصباح فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن(هكذا) أن نتعايش دون تدمير !!
- الخلل الايكولوجى في إستبعاد المسيحين.
- هل تخيلت أنك أسقطت الوزير !!
- حوارحول محنة العمل في بلدنا !!
- أوهام العداء و نصف قرن من الغفلة
- الاستاذ حسين سالم .. وأنا.
- لو حظا تعسا جعلني رئيسا للوزراء .
- العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .
- حرب العصابات ودفاعات اللوياثان.
- الفساد والحلول الرقابية الامنية .
- أشعر بالخجل كلما رايت رجلا يقهر إمرأة
- في بلادى،الفتاكة كنزلايفني
- في صدرى وطن ينتحب .
- قراءة في تختة رمل مارس 2015 .
- متخلفون ولكنهم ليسوا بمجرمين.
- ذكر المبدأ وشأن الخليقة و ذرء البرية
- الفظ غليظ القلب قاتل الابرياء
- زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى
- حياتنا التي جعلوا منها معاناة شديدة الصعوبة !!
- قراءة تختة الرمل فبراير 2015


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .