أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre















المزيد.....

ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 15:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين شارلي وتـــدمــر...
Entre Charlie et Palmyre

كم أنا آســف وحزين أن اقتحام مدينة تدمر السورية التاريخية, من مقاتلي داعش وحلفائهم, لم تــثــيــر الوقع الشعبي, لدى الشعب الفرنسي الذي شاركت ملايينه بالمظاهرات التعبيرية ضد الجريمة التي وقعت بمبنى جريدة شارلي هيبدو.. وسوبر كاشر.. ولا لدى الجاليات العربية أو الإسلامية التي تعيش وتشارك بالحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا, والتي كان لغالبها رأي مغاير أبدته بتصاريحها أو رفضها العلني بالمشاركات الاعتراضية... ما عدا أعداد نادرة, من شخصيات عرفت بتمسكها بالعلمانية والديمقراطية... ومن الطرفين.. هذه المرة لم اسمع أي تصريح علني ضد اقتحام داعش لهذه المدينة التاريخية المسجلة بالتراث العالمي.. وما يمكن أن تفعله هذه القوات الإرهابية من تفجير وسبي وتشتيت لهذا التراث, مثلما فعلت بكل المدن والقرى السورية والعراقية التاريخية التي سيطرت عليها.. بالإضافة إلى المجازر البشرية التي سبقت تفجير كل تراث, لا يعود للمذهب الإسلامي السني.
بالطبع ساهمت بعض وسائل الإعلام بنبذات تاريخية, عن هذه المدينة, كما عادت إلى بعض تواريخ داعش والقاعدة وحلفائها وأحداثهم وعلاقاتهم مع كل الآثار التاريخية التي لا تعود إلى الإسلام. علما أنه من النادر أن نجد صورا أو لوحات أو تماثيل, تعود للإسلام.. لأنها ممنوعة شــرعـا.. ولهذا السبب تقوم داعش بتفجير كل الآثار الحضارية القديمة, رغم قيمها التاريخية الإنسانية.. لأنها محرمة.. وتعتبر وثنية كــافــرة.. وجب تفجيرها.. ولكن مع هذا تتهافت العديد من مافيات الآثار العالمية لشرائها.. ولهذا السبب هناك سوق عالمية سوداء ما بين داعش, وهذه المافيات.. كنفس العلاقة التي تربطهم بالمافيات الدولية التي تشتري منهم النفط والغاز التي تسيطر على آباره في المناطق التي تحتلها... بمقابل أسلحة وتقنيات حربجية حديثة.. طـــبـــعـــا...
ولكن الذي يهمني بهذا المجال.. ليس النفط والغاز.. إنما صمت من نوهت عنهم, بأحداث شارلي وسوبر كاشر.. من الذين عبروا بوضوح, باليوم نفسه, وفي الأيام التالية... موافقين أو معترضين.. حيث كان لكل منهم تحليله الواضح العلني.. وبأصوات منظمة.. أمــا عن تــدمــر السورية؟... خفتت أبسط الاهتمامات الإنسانية... وتوجهت على نتائج كرة القدم.. بنهاية الأسبوع... يا للخجل...في بلد عادة يهتز ويتظاهر ويعلن احتجاجاته واعتراضاته.. حيثما يوجهه الإعلام.. وثار واعترض من أجل أحداث أوكرانيا... وأراد المساهمة بإعادة الديمقراطية, بكل بلد حدثهم عنه برنار هنري ليفي, الفيلسوف الصهيوني الفرنسي المتجول.. وداعم كل ثورة وتغيير ديموغرافي ترغبه أمريكا وإسرائيل... أما تــدمــر السورية.. وقتلى الشعب السوري.. وتفجير الدولة السورية.. هذه قضايا لم تعد تهم اليوم السيد ليفي... إذ أنه ساهم فيها من أربعة سنوات, عندما أعلن مع صديقه فابيوس, وقبله صديقه ساركوزي.. أن بشار الأسد لا يستحق الحياة.. واليوم بعد خراب نصف سوريا, وربع مليون قتيل ومئات آلاف المعاقين وملايين المشردين.. صمت وهرب السيد ليفي من منابر الإعلام ولم يعترض عليه أحد. حتى عندما أثار تحريضه العلني على اغتيال رئيس دولة, عضوة بالأمم المتحدة.. كما حرض على قتل معمر القذافي وقتل صدام حسين.. وما أثارا من فوضى وقتل ملايين البشر بكل من ليبيا والعراق.. وما حرض أشهرا ضد السلطات السورية والجيش السوري والشعب السوري.. ولم نسمع منه أية كلمة من سنوات حتى اليوم, كلمة عابرة واحدة ضد فظائع داعش.. رغم إدانة الأمم المتحدة, ولو أتى بعد صمت مجرم آثم طويل.
***********
السيد فرانسوا هولاند François Hollande رئيس الجمهورية الفرنسية الحالي, رأى أخيرا أن الأزمة السورية تزداد خطورة, يوما عن يوم, وعلى الأطراف المختلفة أن تعود إلى طاولة المفاوضات.. ولكن دون مشاركة الرئيس بشار الأسد... أنا لم أفهم اقتراحه الفطحل الذكي. حيث أن هذا الرئيس الذي لا تتجاوز شعبيته 10% لم يحدد قطعا بين من ومن تجري هذه المفاوضات... هل المعارضات العتيقة التي اختفت من كل الساحات, بعد أن استنفذت مليارات الدولارات السعودية والقطرية, وفضحت خلافاتها على اقتسام هذه الأموال النفطية النتنة؟؟؟. أم أن المفاوضات بين القاعدة والقاعدة؟.. أو بين النصرة والنصرة؟.. أم بين جند الإسلام وجند الإسلام... هذا الرئيس الفرنسي ومستشاروه لم يفهموا حتى هذه الساعة تعقيدات الأزمة السورية... وأن هذه التعقيدات والمستحيلات والاستحالات لا حــل لها اليوم.. وخاصة بوجود مئات آلاف المحاربين الإسلامويين الأجانب والعرب الموجودين على الأرض السورية.. علما أن غالبهم اليوم موجودون مع نسائهم وأولادهم.. وأصبحوا جزءا من المشكلة.. وأن رحيل بشار الأسد ســوف يؤدي إلى زيادة الفوضى والانحلال على الفوضى والانحلال.. والتجربتان العراقية والليبية أوضح مثال على ديمومة الفوضى والانحلال وتفجر كل كيان الدولة... وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية من سنوات طويلة, والذي ما يزال تجديدا لمشروع " كـيـسـنـجر " الساري المفعول.. وكل ما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي " والذي توضح ــ رغم عمى العربان وغبائهم الجيناتي ــ أنه امتداد لنكبة 1948 الفلسطينية.. وكما ترون اليوم أن ملايين السوريين.. يــهــجــرون.. أو يقتلون... وكما توعد وهدد نائب رئيس الوزراء التركي الحالي.. يم الثلاثاء الماضي, بمؤتمره الصحفي بمدينة أوردو التركية.. أن هذا الخراب والتقسيم وتفكيك الشعوب والدول, سوف يمتد وينتشر بكل المشرق والعالم العربي...
وما تصريحات السيد هولاند (الإنسانية) الدونكيشوتية يوم البارحة.. سوى ترديد ببغائي لمخططات الإدارة الأمريكية.. والإسرائيلية طبعا!!!...............
***********
على الــهــامــش :
ــ جمعيات متعددة وأحزاب ومؤسسات اجتماعية واسعة الانتشار في فرنسا, تدعو لتجمعات ومظاهرات بجميع المدن الفرنسية, لتخصيص يوم بالأسبوع القادم لحماية النحل ضد شركة مونسانتو المتعددة الجنسيات وأمريكية الإدارة.. وهي متخصصة بالمواد الكيميائية والأسمدة والبذارات الجيناتية.. وهذه الشركة التي استطاعت شراء غالب المسؤولين والسياسيين في الــعــالــم, وأن المواد التي تنشرها بغالب الأراضي الزراعية في العالم.. تسبب أضرارا لمستقبل البشرية.. في سبيل الربح.. متهمة من جديد بإبادة الــنــحــل.. وإنتاج العسل!!!...
أليس من الغرابة الإنسانية الطبيعية.. أن نفس هذه المؤسسات والجمعيات والأحزاب التي سوف تتظاهر وتستنكر ضد أبادة النحل.. والتي تظاهرت واستنكرت أحداث وجريمة شارلي هيبدو وسوبر كــاشــر في كل المدن الفرنسية.. وأنا كنت بطليعة المتظاهرين آنذاك.. لم أسمع لهم كلمة عن مــأســاة ونكبة الشعب السوري خلال هذه السنوات الأربعة الماضية.. علما أن أكثر من أربعة آلاف مقاتل (جهادي) ذهبوا من فرنسا, بتعام مقصود من سلطاتها, إلى سوريا عبر تركيا... شاركوا وما زالوا يشاركون مع داعش وجبهة النصرة وتفرعات القاعدة بقتل السوريين... وباقتحام وتدمير وتفجير مدينة تـــدمـــر السورية الأثرية التاريخية.. دون أي استنكار (جــدي) لا من السلطات الفرنسية.. ولا من جمعياتها ولا من مؤسساتها الإنسانية.. ولا من أحزابها السياسية التي تندب وتستنكر موات النحل... والذي أنا أيضا لا أريده أن يفنى ويموت أو يــزول!!!.......
تــعــجــب... وتــســاؤل مـــشــروع... فــقــط لا غـــيـــر!...
بـــالانــــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.. جــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قورطولموش... وعن تدمر السورية والغربان...
- عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...
- عودة إلى تدمر... نداء...
- مدينة تدمر السورية Palmyre
- مرة أخرى... عن سفينة -الحوار -...
- عودة ماكيافيل...
- رثاء وطن وشعب...
- مظاهرات... وتظاهرات... وديمومة الغباء...
- موطني... موطني... وحنين لا يداوى...
- يوم بعد يوم... مشاعر قلقة...
- غيمة على فرنسا... وخريف عربي لا ينتهي...
- الرئيس بشار الأسد مع القناة الفرنسية الثانية.
- الصحاري الميتة...
- 17 نيسان 1963
- أنذرتكم يا أصدقائي
- أوباما حامي الأقليات؟؟؟!!!...
- المسيح يصلب من جديد...
- وعن الرأي الثابت... والمتغير...
- المئذنة والمحرقة والمدخنة...
- رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre