أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل إلى الوطن .. فوق تلال الليل - مرثيّات للأرض















المزيد.....

رسائل إلى الوطن .. فوق تلال الليل - مرثيّات للأرض


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


تعبت كثيرا في ساحة التأمل
غصت في وادي الذكريات
ذرفت المنثور من حروف الأبجدية
العربية .. والسريانيّة
على طاولة ركبتي الجمرتين
واسعا كان محيط المحبّين
صعدت صخور جبال الأرض .. وقممها
كانت معي رائحة بلادي
وتاريخ مدينتي
وكتابي
وقلمي ..

الحلم يرقص .. يتبخّر
لم أتعب بعد
لايزال القلب شبابا
في غابة الحبّ جميلا .. وفتيّا
يتغزّل بالعشق
والهوى بين جنباته نديّا
بلا حدود.. يبحر الحلم
في جداول الغربة
وأنهار التراكمات
تترسّب في شرايين السفر
وتنجرف نحو القاع
لتخصب الجذور
وتنمو البذور .

من كلّ مكان تأتي الأطفال .. , والعصافير
والمتعبون كثر .. يمرّون
فوق دروب الخير
ليزداد العرق .. والمطر
يمرّ القمر ولا يتكوّر
الطفل لا زال في السرير
أبيضا كالملاك
يبشّر بالسلام
وكلام غير مفهوم .. ؟
والمستقبل يكبر بين يديّ الربيع
والفراشة أقبلت تحوم
لقد انطفأ المصباح عند فجر البرتقال
وقاسيون ..
وقمم الأرض تتزيّن
بعشب الورد
حتى رمال البحر وصحارينا المنعزلة
نالت نصيبها من حبّ القمر
والنجوم رافقت المتعبين في تلال النوم
لتمسح جروح النهار
وشوق الأرض يد مرفوعة
تلمسها وتراها .. وترعاها
وتحنو عليها كمن ينام في حضنها
زنبق أحمر ..
لمهرجانات الصيف المقبلة
هديّة .. عند سفح التلال الصباحيّة
عند عتبة الوطن البعيد
في عينيّ الصاحية .. حتّى امتداد حقوقنا
إلى ما وراء غابات الأرض السمراء
حيث لا أمم متّحدة .. تقصّ شريط الذاكرة
أو يصفّق لها رجال " الكوبوي " المنتفخون
ولا يدشّن تاريخ الوجوه المحنّطة
في متحف الأشباه .. والأشباح ..

حتى العبيد يتمرّدون ..
وأمّا الأحرار .. أمّا الممثقفون ..
أمّا المضطهدون
مذا يفعلون .. ؟
ماذا لو انتصرت الحكمة ... ! ؟

....

أنقذني ..

أنقذني من هذا الرحيل
أنقذني من الوطن البديل
من الصمت الطويل .
أنقذني .. خلّصني
أنا الصامت العليل
الثائر القتيل .
إنقذني من غابة العويل
من صياح , وخيمة التزمير .. والتطبيل
للقاتل .. والسارق .. والدخيل .

أبعدني عن قصور البذخ
وشوق السفر
وتجديد الجوازات
وركوب القطارات
وانتظار المحطّات .
متاعبي كزخّات .. لا تعرف الفصول
أو التوقيت , والتفصيل .. والتأجيل
ولا الإجازات .
إقامتي لا تستقرّ
وسفري .. , دوما مستمرّ
والضلوع جمر مستعر
لهموم شخصيّة , عائليّة , وطنيّة , كونيّة .. وإنسانيّة .. !

فأنا من البشر
وقلبي ليس من حجر
فأنا بشر بشر .

خلّصني ربّي .. من غابة الذئاب
ساعدني في اجتياز بريّة العذاب
بريّة هذا العالم .. ووحش الإستلاب
من أجهزة التنصّت .. والإرهاب
الشوارع والحارات ملأى بالكلاب
أمام .. وخلف النوافذ والأبواب ,
خلصّني من جيوش الذباب
في كلّ بلد يتكاثر الذباب
يجوبون الشوارع خلف الناس
بالمئات .. والاّلاف ,
ذهابا .. وإياب .

ياليت مافيات , وجواسيس السلطات
يتجسّسون على العدوّ الواضح المعالم
والحدود .. والجرائم
لتتركه دون عقاب , أو حساب .. ! ؟ -
أمّا زواحف السلطات ..
تعبّئ مداخل الحارات .. والزوايا
وكلّ منفذ ضؤ فيه حياة
يعبّئوا الإضبارات .. ماذا اشترى هذا " المواطن "
أين ذهب ذاك
كيف نام .. وماذا أكل
وعلى من سلّم
مع من تكلّم هذا .. وهل اشترى كتاب
وأيّ كتاب .. .. ؟

نحن في وضع غريب ومخيف
نحن في وضع محزن
في اختطاف نور الرغيف
وحجم الرغيف
وسعر الرغيف ... !
والجائعون يتكاثرون
يتهافتون .. ولا يشترون
نحن في عصر مخيف .. مخيف
عنيف عنيف
لا نسمع .. ولا نرى ونشاهد , سوى .. حروب في حروب
قصف وتهديم .. وذبح واغتيالات
واختطاف .. ومؤامرات
خلّصني ربي .. من قوانين التحريف
والتزييف
قوانين الطوارئ ..
والمشانق .. والتخويف ... !
...

مرثيّات للأرض ..

سواد , وعتمة " كانونيّة " .. ودخّان أسود أسود .. !
تساءلت .. ؟ .

ما هذا .. وهل انتهى العالم .. ؟

الظلام كثيف كثيف .. , الظلام
والظلم مخيف
يلفّ الأرض , كلّ الأرض
كلّ كرتنا الأرضية .. أفقها .. وفضاؤها
والجوع والرغيف
الأكثريّة يركضون .. يركضون
وضيق النفس يحيط بنا رويدا .. رويدا
القلق .. والخوف
الألم .. والحيف
يلاحق الجميع .
القمع والتسلّط
القتل والخطف
والشنق والسحل
وتقطيع اليدين .. والرجلين
والأنوف .
سنّة الجميع .. هكذا الأقوياء الأشرار .. !
الصمت .. والصبر
والسجن .. والقبر
مصير الصغير , مصير الأحرار
والفقير
والحرّ الشريف .
بدأت العاصفة .. العاصفة بدأت
تهبّ .. من الشوارع من المدن
ومن الريف
ومن مدن الصفيح
من أكواخ القشّ .. والحصير
من الحفاة والعراة .. والرعاة
والباعة .. والنيام على الرصيف .

البغاة .. والظلاّم.. والحكّام العتاة
عتقوا , شاخوا , هرموا , تخشّبوا
وما تابوا .. وما غيّروا
في الأسلوب .. والرؤية .. والتنظير .. ! ؟
الضعف والكسل
اليأس والملل
تبلّد الشعور .. وشلّ النهوض
الإختناق الإحتراق الإسترقاق .. والخنوع
الفساد .. العولمة .. والرجوع
والإجهاض أصاب الجميع
وحقوق الجموع .
إختناق إختناق وضيق
لا ضؤ لا شمس .. ولا فجر
لا نور أو هواء
إختناق إختناق .. ! ؟

الأرض احتجّت .. تمرّدت , إنتفضت
نعم .. , الأرض تحتجّ
تحترق .. تبكي , تتزلزل .. تموج
تعتصر , وتثور , وتغضب
من التدمير
أرضنا تعبة تعبة .. , كإنساننا
مثخنة بالجراح ..
أحرقوا شعرها ..
مزّقوا ثوبها وأغطيتها
ونبشوا , وفلشوا , ولوّثوا .. أحشاءها
واستنزفوا .. قلبها , دماءها .. وشرايينها
إنها متعبة .. متعبة .
الإنسان قاتل .. مجرم , متخلّف
مخرّب وفاسد
الإنسان يقتل أخيه الإنسان
بأبشع صورة ومشهد وتمثيل
بأبشع صورة وأحطّ من الحيوان
يتفنّن في قتل أخيه الإنسان للإنسان ,
الحيوانات أرحم منّا
أرحم بالأرض
وأرحم بالإنسان ... ! ؟

الإنسان أفسد الأرض .. والسماء .. والفضاء
لقد اختنق النور بالظلام بالدموع
وكثرت الهياكل العظميّة
والجثث الاّدميّة .. بالمجازر اليوميّة
والمقابر الجماعيّة
وعادت , ورجعت إلينا أمراض الأوساخ والقذارة
والجوع .. !!
تعالوا نحضر هيكل التاريخ .. دروس التاريخ -
حرام حرام .. عيب وعيب علينا
ونحن في عصر المعرفة وقمّة العلوم
لنسرع في تجديد وبناء التاريخ النظيف
بناء الأرض من جديد
بناء الإنسان الجديد
نكسيه فعلا , عملا , وحياة
حبّا , سلاما , بناء ورخاء ..
فها قد أتى الخريف .. أتى الخريف
لنبذر الأرض .. حنطة للجائعين
وللإنسان حريّة .. ورغيف .. !



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين , وكتابها : السفور والحجاب - ...
- رسائل إلى الوطن .. سبع وردات لدمشق
- من الرائدات في الغناء الأصيل .. السيّدة الفنانة فيروز .. في ...
- رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة
- رسائل للوطن .. محطّات
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها : السفور والحجاب . ...
- والبحيرة أزهرت ... , . على مشارف الفجر
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة للسيّدة ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة قديما .. وحديثا .. القسم الرابع
- لصيدنايا الصباح ... باقة زهر ونثر .. هدية
- مقتطفات من أقوال الرئيس : ماو تسي تونغ ..... الشباب
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها - السفور والحجاب - ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا - القسم الثالث
- - الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .
- من الرائدات .. فاطمة اليوسف
- مقتطفات .. من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ . النساء
- صيدنايا في صور .. القسم السابع والأخير
- الكلمة ... - هي السيّدة - .
- صيدنايا في صور ... القسم السادس
- ستبقى المرأة العربية رائدة.. قديما وحديثا


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل إلى الوطن .. فوق تلال الليل - مرثيّات للأرض