أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية














المزيد.....

ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 13:10
المحور: المجتمع المدني
    


يصعب الحديث كثيرا حول موضوع المثلية الجنسية في بنية اجتماعية تخلفية مثل الوطن العربي , لا يمكن بحال التعاطي معها من منطلق الحق البورجوازي بمعناه الليبيرالي المحض او رفضه من منطلق العرف الذي يختزن في داخله بنية متفقهنة مبنية على الصرامة و مقولات الحشمة و الشرف... حقا مجرد التفكير في المسألة يعد معضلة . هذا المجتمع العربي المرتعش بين الحدثوتية العرجاء و المحافظة المحنّطة , عرف منذ نشأته خبث الإنقسام على نفسه منذ نشألة الدولة الإسلامية الأولى , كانت الطبقات العليا تعرف لذة الحياة و تعيش كل إرهاقاتها و تندلق اندلاقا في الفجور , بينما صبغت على باقي المجتمع الراكد في سكونية الإجترار و التعصّب تعاليمها الدينية الرسمية التي تقمع كل محاولة تحرر من أيديولوجيا السلطان . مسألة الشذوذ في الجريد مثلا تعتبر ظاهرة بمعناها السوسيولوجي و الثقافي بما للكلمة من معنى. في فضاء سوسيوثقافي يتأسس على الذكورة كأيديولوجيا مسيطرة متماهية مع البنية الإجتماعية البدوية كان التعاطي مع مسألة الشذوذ بطريقة فصامية بامتياز , فمع الإعتراف على ان هذا الفعل منبوذ بمنطق مناوئته الصريحة لتعاليم الدين الرسمي و للعرف و الشرف إلا انه في الخفاء يقبلها و بل يحتفي بها . حيث نجد في العرف الجريدي الثقافي مقولات تحتفي بالشذوذ باعتباره من مرتكزات الهوية "الجريدية" ف "الترمة" مثلا هي القاعدة الخامسة التي تجعل الجريدي جريديا خالصا صميميا. مجمل القول أن عقلية الحرمان التي تصبغ المجتمع التي تمنع التوحد الطبيعي بين الجنسين تدفع هذا الحرمان نحو تحوله نحو الجنس الاخر باعتباره متاحا او بعض المرجعيات الفقهية كما تواتر لدى الأباضية التي كانت مؤسسة للذهنية الجريدية حول مسالة الشذوذ . السؤال كيف يمكن أن تتحرر الاخلاق العينية من اخلاق الدين و العرف من أجل فتح مجال جديد للركائز الاخلاقية اتي يقوم عليها المجتمع أي كيف يمكن أن تؤسس الحرية الفردية بمعناها الكوني في مجتمع يفرض التمزمت و التلقليد و يحارب الإصلاح .القضية لا تعني الشذوذ الجنسي فقط لنفكر بمعضلة الحب مثلا و وهي احدى عقد حياة المجتمع الاسلامي هذا الصراع بين الرغبة الإنسانية التي تحاول أن تحرر الرغبة و تدفعها إلى أقصى تمثلات امام تعاليم مجتمع يرب المجتمع على إيقاعات التعاليم الدينية و العرفية التي تفرض الحياء و الحشمة .
في تقديري مسألة الشذوذ ليست مسألة اخلاقاوية إطلاقا إنها في قلب رحى المأزق المتمازق دوما , إشكال النهضة المجهضة و عجزها على بناؤ هويتها الأيديولوجية التاريخية المطابقة المؤسسة لبنى أخلاقية و حقوقوية حديثة .إنه ليس نزاعا بين الإيمان و اللائمان , إنه كذلك من وراء متراس التراث الذي لا يجد حاميا لأيديولوجيته المسيطرة إلا بتحويل الصراع في إطار المطلق لا المادي التاريخي .إنه سؤال تاريخي بامتياز , سؤال النهضة و الديمقراطية و العلمانية .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد محسن عامر - ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية