أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - أي مستقبل نريد؟














المزيد.....

أي مستقبل نريد؟


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكاثر في عالمنا العربي باستمرار أنواع لا تحصى من الجراثيم القاتلة التي تمتلك القدرة على التفشي بصورة سهلة. و إنه ليتضح أنهم لا يصنعون أنفسهم بل يصنعون. و في هذه الفسحة نناقش جرثومة الإرهاب التي تزعزع أركان الأمة . و هذا يظهر بجلاء في روح العصر و أحداثه . فالإرهاب يصل إلى قلوب شبابنا و يدخل عقولهم و يغيّر مزاجهم . هم يسترخون حين يصعقهم بأحلامه المضمرة , يعزفون على وجدان شبابنا كمن يعزف على قيثارة. تلامس الدّاخل بنبرة قويّة هادئة تحثّ على الرّكض خلف ملعب القتل . هم يعرفون متى يظهرون و أين يضربون. يقرعون طبول الحرب على الدولة متعطشين لمجد الخلافة . إثارة و تشويق تنتج لطخة تتدفق دون خشية الخطر ، لطخة معدية و حصينة ضد الذعر؛ تزحف ضد كل ما هو مدني حقوقي و وطني . لطخة ضارة لا تهدر وقتا لبلبلة الذعر و شنّ هجوم متهوّر ضد الأبرياء و أصحاب الرأي...
المعضلة تكمن في التلاعب السري و الاستيلاء على البنية الذهنية لشباب هش ينهشه اليومي. الضربة المؤلمة تبدأ حين يعيقون لديك فن المجادلة و تجذبك فكرة الانضمام إلى التدمير . إن قرصنة محاصيل الحجاج و البرهنة تمنعك من إيقاف الكارثة ، لأنك ستستسلم لإستراتيجية القتل حتى لو كان في حق صديق عزيز.
لاحقا يعترف بولايتك ، فيتكلّمون معك بتهذيب و دبلوماسية . فأنت مدرّب و مهارتك الإقدام على الموت . وهم يمرحون و يسبون النساء و الجواري . تصمّم على قتال عدو صمم بضرب من الالتباس و الاقتباس فتخسر أحبتك و عائلتك و وطنك . و تمضي قدما إلى الهلاك . يخطّط لك لكي يستمتع غيرك بقتل عابث . تتورّط في معركة بشعة تلحق ضررا بأمتك . كنت تبدو شخصا لطيفا ، يعرفك الناس من جموع قريتك محبوبا نقيا و حرا. و تحت ستار تهذيبات التحضّر يخرج منك حيوان ضار، أفقه ضيّق يحتقر العلم و المعرفة . أهدافه متعارضة معزّزة بمعنى الهدم . و لما كان علم اجتماع المعرفة كبحث تاريخي يهدف إلى اكتشاف الأشكال التي تتخذها العلاقة بين الفكر و الواقع في التطور الإنساني
يمكننا أن نفترض أن هناك ترابط و تجانس بين الإرهاب و وجودنا الاجتماعي لا بد أن نصل إلى طريقة موضوعية للحكم على أسباب نشأته. وهذه هي الوظيفة الفعلية للعلوم الاجتماعية.
مجال البحث إذن هو أن نفهم ما ينطوي عليه الإرهاب من معان خطرة تعكس في أعماقها طبيعة وجودنا الاجتماعي التاريخي و منطلقاته السابقة السياسية منها و العلمية و الاقتصادية . فلو أن شاغلنا هو أن نفكّر لكي نصنع مستقبلا أفضلا لأمتنا فلا بد أن تدقّق النظر في أمسها بكل أبعاده قصد تسريع عملية التطور .
سياسيا
لا أحد يشكّك في كون الحياة السياسية نمت بمواصفات اتّسمت بالصراع . فمنذ وفاة الرسول الأكرم كانت مسرحا تتصارع فيه مراكز قوى خلّفت وراءها ندوب أغرقت الحضارة العربية الإسلامية في متعة القتل و التصفية . فكانت نظمنا كسيحة لا تستوعب الشرط الديمقراطي كأسلوب في التطور الاجتماعي. و لسنا نبالغ حين نقول إن القتل لبّس بمعان عقدية إلى يومنا هذا . فقد ظهر ابتداء وفق سلوك المرجعية التي تدرأ السوء بالخيار الأصلح: القتل.
هذا المنزع الوراثي ألقى ظلاله اليوم عند التكفيريين الذين ينهبون و يسفكون دماء الأبرياء باستخدام الدين وفق قراءة شرسة تقذف شهب من القسوة و البشاعة . وهو ما يتطلب إعادة النظر في الكثير من القضايا لصناعة عقل عربي مسلم متصالح مع الحداثة و معتدل في فهمه للدين بعيدا عن التوظيف و التطرف.
اجتماعيا
المتغير الاجتماعي الذي بالكاد يلاحق و بصورة لاهثة المتطلبات الجديدة و الصعبة للحياة في زمن نعرف فيه طفرة ديمغرافية و سدود و فوارق طبقية مجحفة أنتجت ضياعا لشرائح شبابية واسعة تعاني معاناة مريرة و مؤلمة من البطالة و الفقر.
قيميا و تربويا
انتصار ثقافة المبادرة الفردية في وجود معولم نسجّل فيه تراجع الدور الطلائعي للمعرفة مقابل تنامي معايير النجاعة و المردودية ؛ مما يستدعي إعادة قراءة القيم الكونية الجامعة و ضبط مدخلات جديدة لبرامجنا التعليمية تحقّق قدرا من الترشيد للسلوك الحركي و النفسي للناشئة استنادا إلى منهجية عمل مثمرة تعتنق مفهوم المواطنة العالمية و ترسّخ مفهوم الهوية العربية الإسلامية بما هي وجود مركب يقوم على فكرة التنوع.
اقتصاديا
إسراع وتيرة التنمية من خلال تنشيط و تركيز مشاريع وطنية تكسر عزلة الدولة القطرية و تستفيد من العمق العربي القومي لصالح وجود اجتماعي عادل.
من المؤكد أن الدور هنا موكول للساسة و لكن قبل ذلك للانتلجنسيا الثقافية التي تعمل عضويا من أجل رقيّ مجتمعاتها. و لكن الكارثة أننا نجدها ككل يوم تقع في أحبولة السلطة . إن المراهنة على المثقف العضوي ، و بضرب من التراكم ، هو شرط مسبق للتحرر من الإرهاب و كل ضروب التخلف. بمعنى آخر إن الفكر التسلّطي و الشمولي و الإرهاب التكفيري ليس سوى نماذج لفكر متحجّر لا يجري التفكير فيه وفق عقلنة موضوعية استنادا إلى فروع العلوم الاجتماعية و الإنسانيات. إنها ، و للأسف ، لا تزال علوما هائمة في زمن التصوف التكفيري و العسكرة الشمولية.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن و الكذب المقصود
- و انتصرنا
- يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...
- اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج
- هايدغر و الإنتقال من الميتافيزيقا إلى فلسفة الوجود
- آل سعود و النازية الجديدة
- الدولة الوطنية و المصالحة القومية
- العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟
- العمل النقابي و التحزب: تسامح أم تنافس؟
- القوى الناصرية : مستلزمات البناء و مهام عاجلة
- حرب اليمن و الغموض الإستراتيجي
- التقاطعية و جسر الهويّات
- شقوة مخبّأة في قفا خربشة جريئة
- هابرماس و اجتراح مكانة لسوسيولوجيا ذات معنى
- يمنيّ حانق أنا
- الإرهاب و استدرارالطاعة بين - إدارة التوحّش - أو الهيمنة و - ...
- من قانون الدول إلى قانون الشعوب، جون رولز نموذجا
- هجوم باردو بين المنطق و اللامنطق
- الاغتيال السياسي : تنظيم داخل التنظيم
- أضواء ساطعة حول الإغتيال السياسي: الرفيق شكري بلعيد و الأخ م ...


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - أي مستقبل نريد؟