أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جنوب حسين عبد اللطيف














المزيد.....

جنوب حسين عبد اللطيف


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 22:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



نحو اي الطرق
سوف تفضي بنا السنوات
نحن قد نلتقي او يضيع كلانا
حسين عبد اللطيف

يقع الجنوب مقابل صدى ضربات قلب الشاعر ، هكذا اكتشفت أنا ذات يوم وأنا أستمع الى صديقي البصري المرحوم حسين عبد اللطيف وقد حلَ ضيفاً في بيتي ذات يوم وهو يقرأ لي قصائد مسودة كتابه ( أمير من أور ) قبل أن يطبعه.
والكتاب مرثية هائلة مكتوبة على ذات الالواح التي كُتبتْ عليها مأساة احتراق أور قبل الاف السنين ، وجميع دموع وأمطار وشخوص هذه المرثية كتبها الشاعر حسين عبد اللطيف حزنا على موت صديقنا الرسام العالمي أحمد الجاسم.
في غرفة الضيوف يجلس حسين كما الآلهة الهندية راما يدقق في تفاصيل ما يلقيه عبر ثقافة الحزن العميقة التي سكنته وجعلته جنوبا روحياً بأمتياز يثيرُ فيكَ الخفي المسكون في تحولات حياتنا يوم أراد بعد الغداء ان نكون في احضان المكان السومري ( الأهوار ) عندما أخبرته أن عليَّ الذهاب لمدرستي لأجلبَ ما بقيَّ ليَّ من عفش قبل المسير الى طنجة بحثا عن الذي تعطيه لنا حكايات محمد شكري حارات أبن بطوطة العتيقة.
في الطريق كان مرورا على منطقة غلوين في اطراف الاهوار لأخبرهً أن صديقنا الكبير وعراب الحداثة القصصية محمد خضير عمل هنا معلما لسنوات ، تأمل النخيل وتخيل اماسي ( محمد خضير ) وربما هنا ابتدأت حكاياته ، والمملكة السوداء تصب عطر الدهشة تحت اجفان القراءة الجديدة .
قلت : أمكنة الاهوار صيرورة لخلق الشيء الجديد .
قال :وربما تمنح الشاعر المزيد من الايماءات لبناء غيمة معدة لمطر الكلمات.
قلت :ودعنا منطقة غلوين ، ماذا تريد أن تقول لصديقكَ أبي مناف .
قال : لا شيء فهو دوما معي كما علاقة الجيب بقلم ( الباندان ).
اتجاهنا الى امكنة الاشياء المخضرة بالحنين غبر طريق طويل وحين وصلنا كانت ملامح الشاعر قد تغيرت في الاحتفاء بالمكان الغريب ، فقد أدرك أن الجنوب قد لا يأتي دوما مع السفن والنوارس ، أنه يأتي مع المشاحيف أيضاً.
الآن وحدي بدون حسين عبد اللطيف ادفع خطوتي على ضفاف السين التي يتمدد عليها أحفاد لانفوتين وأتذكر صديقي ذو السمرة البصرية الحزينة المدافة بذائقة عشقه لقائد الألماني لريلكه وبهارات العشار ، اتأمل عناق الشباب بإناثهن واصغي لما رواه لنا حسين عبد اللطيف يوم زارها مع محسن الخفاجي واحمد الجاسم وهنا راح يبعثر دهشة الاصغاء الى كل شيء مثير في باريس وحين وصل الى شفتي برجيت باردو فقد الوعي لدقائق واستيقظ وفي يديه حماس كتابة قصيدة ما .
الآن وقد اشاهد باريس بدون حسين عبد اللطين حيث توفاه الله واستحق مني مرثية لا تنسى أن ترتدي قميصا من خزانة رائعته الشهيرة أمير من أور لتتدفأ.
والآن بدون قرى الاهوار وتلك النزهة المائية التي اكتشفت فيها ان حسين عبد اللطيف يرتعب من ميلان المشحوف في سيره السريع بين طرقات القصب ، أعيد اكتشاف ملامح الرجل الهادئ الذي مات وقد انتهى للتو من كتابة أخر اهداء يكتبه لصديق على آخر دواوينه الشعرية...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جنوب حسين عبد اللطيف