أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - الديمقراطية و إعدام مرسي














المزيد.....

الديمقراطية و إعدام مرسي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 16:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الإعدام في مجال السياسة,تطرف و اندفاع,فمادامت الديمقراطية تهذيب لغريزة القتل و طرد لها,فلا معنى لإعدام خصم حتى لو صار عدوا,أو مارس ما يوجب اعتباره بمرتبة الأعداء,فقد عاش العالم العربي,حالات تصفية الرفيق لرفيقه بدوافع شتى, كانت الإيديولوجيات تورث الحقد,و العل,بدوافع طبقية أو عرقية أو دينية,و كانت كناك الدعوات الثورية ,التي لا تعترف بالثورة إلا إن كانت دموية,فلا ثورة إلا على أشلاء القتلى و المعدمين,شنقا أو ذبحا أو رميا بالرصاص,ترى هل يمكن قبول الإعدام في ظل أنظمة ديمقراطية أو على الأقل متطلعة للديمقراطية ؟؟؟
1)إعدام مرسي
مهما كانت مبررات النظام و المجتمع السياسي المصري,فإن إعلان إعدام رئيس سابق,كيفما كان انتماؤه السياسي,لا يمكن استصاغتها,نعم كانت هنالك أخطاء,و تجاوزات,من طرف الجماعة التي ينتمي إليها,و كان مرسي محرضا على العنف و ربما حاثا عليه و مخططا له,لكن ما الذي تربحه مصر و القضاء المصري و التاريخ المصري من إعدام مرسي,غير تأجيج الصراعات,التي لن يلام فيها إلا الديمقراطيون الوطنيون الحريصون على تجاوز منطق الإنتقام,الذي ذاقوا ويلاته في تاريخهم السياسي,كاشتراكيين و شيوعيين و ديمقراطيين,صحيح أن مرسي و من معه,لو ظفروا بخصومهم,لقتلوهم تقتيلا, و مع ذلك,فإن الديمقاطية تعلم أتباعها و مناصريها التسامح,لأنها دعوة مدنية,بينما الدعوات الإخوانية تدعو للعنف و القتل و التصفية,هذا مفهوم, و مهما يكن,فإن الردود العقلانية و الأخلاقية على خصوم الدولة المدنية الديمقراطية ,لا يجب أن يكون غريزيا و انتقاميا,أي الإعدام.
2)حياة الخصوم
مهمة حتى لو تحولوا إلى أعداء,فالديمقراطية تفترض اختلافات في الرأي,و تهذيبا للسلوكات الجماعية و الفردية,و لا معنى لوجود تيار واحد,أحادي,و لا يمكنه ممارسة الديمقراطية,و بذلك فإن الديمقراطية حريصة على حياة الخصوم ,مهما كانت درجة هذه الخصومة و دوافعها,بل إنها تقبل بوجود أعداء,يمكنهم مراجعة مواقفهم و التراجع عما يهدد الوطن فيها و يمس مصالحه و قيمه المشتركة,و التي لتصير كذلك,على الأحرار أن يقبلوا بوجود من لا يتفقون معهم,ويصارعونهم,إلى حين اقتناعه بحضارية الديمقراطية و حاجة السلم الأهلي لها.
3)إعدام الساسة
قد تناقش إجراءات الإعدام في حق المجرمين, و خونة الوطن الذين ارتزقوا ماليا ,و تبت ما يؤكد ذلك,لكن الساسة,الذين يقدرون تقديرات سياسية,تنتهي بالفشل لتنظيماتهم و أحزابهم,سواء في الثورات أو ممارسة الحكم,لا ينبغي بعد سقوطهم,قتلهم,فمهما كانت الأخطاء,فقد حاولوا حسب قدرتهم و فهمهم,المساهمة في تحقيق غايات بدت لهم محققة للعدالة والرفاهية,هم يخطئون,كما أخطأ غيرهم,و يمكن أن يحاسبوا و يعاقبوا,إلا بالقتل و الإعدام,فتلك خسارة للديمقراطية والديمقراطيين.
خلاصات.
نحن لسنا مثل الإسلاميين,نختلف معهم لكننا كما هي عادتنا,ندافع عن حقهم في الحياة,و حق كل ممارسي السياسة,بهذا نحن نختلف عنهم,فلسنا دعاة انتقام مرضيين مثلهم,و نعلم أنهم لو ظفروا بنا لقتلونا,و مع ذلك,نريد حفظ كرامتهم و صون حياتهم,لا مجاملة لهم,أو خوفا من تصفيتهم,بل اختراما لمبدأ الديمقراطية,التي طالما استغلوها لتصفية الديمقراطيين و الإشتراكيين و الحداثيين.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن كيران و الزعامة
- حزب الله,المقاومة و التجديد
- طقوس السلطة و أبعادها
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - الديمقراطية و إعدام مرسي