أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عبود - ارحلوا ايها الكلاب














المزيد.....

ارحلوا ايها الكلاب


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:47
المحور: حقوق الانسان
    


ارحلوا أيها الكلاب!
(نداء الى نابشي المقابر الجماعية وكل من يؤيد أفعالهم)
لم تحدث في تاريخ البشرية قط استباحات للإنسان, كالتي حدثت في العراق.
ويبدو أن العراق, أو بمعنى أدق أن العراقيين, مجرد هوام في نظر كثيرين.
العراقيون أصفار في نظر التكفيريين, أصفار في نظر المحتلين الأجانب, أصفار في نظر الانفصاليين, أصفار في نظر الطائفيين والعرقيين, أصفار في نظر زمر سلالات القتلة كلها, و أصفار أيضا في نظر الحكومات الديموقراطية التي تتفرج وتستمتع بمآسينا.
كان العراقي, لثلاثة عقود من حكم البعث, مادة لحروب داخلية وخارجية عبثية, أهدر فيها دم الإنسان وكرامته, أهدر فيها حقه في الحياة, وحتى حقه في اختيار موته.
واليوم, بعد أن استبيح كل شيء, بعد أن تحولت القصور الرئاسية الى ثكن عسكرية ونواد للقوات الغازية, بدلا من أن تعود للشعب, مالكها الشرعي والوحيد.
وبعد أن تحولت المنطقة الرئاسية الى مستعمرة أميركية, "مؤجرة لمدة سنتين", كما يقول المفكر جلال الطالباني في حديث تلفزيوني (كلمة مفكر اقترضتها من قائمة الأدباء الكرد)
وبعد أن بيعت الثروات سرا, الى جهات مجهولة وأخرى معلومة,
وبعد أن اختفت, بقدرة قادر, أضخم ترسانة أسلحة في العالم, بما في ذلك المدفع العملاق! الترسانة التي عُدّت الأكبر بعد ترسانة الإتحاد السوفيتي وأميركا, باعتراف أميركا نفسها.
وبعد أن أصبح زلماي خليل زاد يفاوض على مسودة الدستور نيابة عنا وعن ضمائرنا المستهلكة,
وبعد أن لم يبق شيء لم تتم استباحته, ها هي بولندا تتقدم الى حكومة الكويت بطلب منحها رخصة نبش المقابر الجماعية, للبحث عن رفات المفقودين الكويتيين.
لقد فعلوا ذلك من قبل.
نعم, فعلوه في غفلة من عمر الزمن والوطن, فعلوه في ظل الفوضي وغياب السلطة والدولة والقانون, فعلوه حينما كدسوا عظام الشهداء مثل تلال للنفايات.
اليوم تعترف بولندا علنا بأنها فعلت ذلك في الأعوام السابقة, فعلتها عامي 2003 و 2004, وها هي تتقدم الى الكويت بطلب جديد" نظرا لكونها تمتلك خبرة " في مجال نبش قبورنا.
نبش قبور موتانا أضحى سلعة دولية للبيع والشراء, للاستيراد والتصدير, مثل الخمور والتبوغ والأحذية!
بولندا لم تعاقب على أفعالها المشينة السابقة: صفقات الأسلحة المزورة, عقود الإعمار المزورة, عمليات النبش البربرية, التي أحدثتها في قبورنا.
ها هي بولندا تتقدم بوقاحة مطلقة, تتقدم من جديد لتأخذ الإذن من الحكومة الكويتية, لكي تنجز إعادة نبش المقابر الجماعية.
بولندا تطلب الإذن من الحكومة الكويتية, لا من ذوي سكان المقابر الجماعية.
بولندا تبحث عن المفقوين الكويتيين, بينما تظل آلاف الأرواح العراقية الطاهرة مجهولة في ظلمة القبور.
كانت جريمة صدام أنه قبر أبناء شعبنا غدرا, أما جريمة المحتلين ومن يقف في صفهم, فإنها تتمثل في أنهم يقومون باستباحة هذه المقابر, بعد أن رفتوا أرواحنا معها,علنا.
فالى تجار نبش القبور وأعوانهم أقول بملء الفم:
خذوا المنطقة الخضراء و الصفراء و السوداء,
خذوا ما شئتم,
خذوا الاستقلال,
خذوا الأمان,
خذوا الماء والكهرباء والصحة والعمل,
خذوا شوارعنا ومزارعنا, سماءنا ونساءنا,
حذوا أطفالنا وأعمارنا, خذو شيوخنا وفتياننا, ولكن, اتركوا لنا أكفاننا!
خذوا الحياة,
خذوا كل شيء, حتى الدستور, ولكن, اتركوا لنا القبور!
اتركوا لنا موتانا, اتركوهم بسلام, فهم يستحقون أن يكونوا أحرارا في مثواهم الأبدي.
أما أنتم, يا من تنبشون قبور الأحياء والأموات, فما عليكم سوى الرحيل.
ارحلوا أيها الكلاب!
ارحلوا ودعوا موتانا يستمتعون بحرية الموت, الحرية الوحيدة التي تعلمها العراقي من الديكتاتور القديم والمحتل الجديد.



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتب روايات صدام حسين؟ صدام يلقي خطابا على نفسه والذاكرة ت ...
- قراءة في روايات صدام حسين..دكتاتور كبير وقارئ كبير
- حكومة ننسحب, ما ننسحبشي!
- الله ساخرا!
- شكر المحتل, وشكر صدام ! ؟
- مزاد علني في الهواء الطلق
- وداعا زهرون...نم شفيف الروح يا بطل هذا الزمان!
- من يذكر طه حيدر؟
- صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق
- إنهم لا يحصون الجثث
- أما آن الأوان لكي يعود طائر الثقافة المهاجر الى عشه؟
- أبو طبر
- النهلستي الأخير! دفاع مع سبق الإصرار عن سعدي يوسف, دفاع عن ذ ...
- زهرة الرازقي: رواية عن الحرس القومي
- أطفال الحرب
- ليس مباحًا أن يكون المرء طويلا في بغداد
- رحل فدائيو صدام, جاء فدائيو بوش!
- الاحتلال العراقي لأميركا
- ســقـط صــدام هــل يـســقـط الـحـزب؟
- مــوســيـقــيـو الـحــدائــق


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عبود - ارحلوا ايها الكلاب