أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير















المزيد.....

كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 22:13
المحور: القضية الكردية
    


حذار من المعارضة-البعثيين.
أما وفي الجانب الأخر من الدراسات التاريخية، إذا نظر إليها كأبعاد زمنية مترابطة، وعرضت للبحث عن الحقيقة، لا بد من التطرق إلى الفترات السابقة للإسلام، والى هجرات الشعوب في مراحل تاريخية متتالية، وتحت الظروف والعوامل المتنوعة، ومنها البحث في تاريخ العرب قبل الإسلام، ووجوده في المنطقة، خارج وداخل الجزيرة العربية، وهل كان لهم حضور ما خارجها؟ باستثناء الغساسنة والمناذرة، وفيما إذا كان العامة من الشعب فيهما عرب أقحاح؟ أم فقط قبائل ضمنها وملوكهما التابعين للفرس والإمبراطورية البيزنطية.
تاريخ شعوب المنطقة معروفة لكل مؤرخ، لكن، وكما ذكرنا آنفا، معظمه كتب حسب أهواء القوي أو المنتصر، فتسود صفحات وتبيض بعضها لرغباته وأجنداته، فالعرب احتكروا الإسلام لذاتهم، مثلما فعلها الترك والفرس، وسخروها لطغيانهم، ودمجوا تاريخهم في تاريخه، واستخدموه لاحتلال الشعوب التي أنضوت تحت رايته، وطمس الكثير من تاريخ تلك الشعوب، ومنها الشعب الكردي والأمازيغي، أصدق شعوب الشرق في إسلامهم، وكذلك القبطي وأصحاب الحضارات المديدة على طول سوريا ولبنان والعراق، ولم يبقى منهم سوى فتاتهم، يعرفون باسم كنائس متناثرة، معظمهم اندثروا في العروبة تحت راية الإسلام، وبعضهم في الفارسية والطورانية، وقليل تاريخهم انقذ من التدمير الممنهج، مثلما يدمرها اليوم الإسلام السياسي التكفيري العروبي وعن تخطيط. هؤلاء لم يستولوا على جغرافية الشعوب فقط، تحت غطاء الإسلام، بل نهبوا تاريخهم وأبطالهم وقادتهم، بعدما اندمجوا في الأمة الإسلامية، متخليين عن ماهيتهم القومية، ليحورها البعث، وقبلهم الناصريون، وكتابهم العروبيون، إلى تاريخ عربي، والأمة العربية، والوطن العربي، وفعلها الفرس والطورانيون بأقسام من تلك الشعوب، وأصبح الإسلام بشعوبها الحلقات التابعة للعرب، وليس العكس، ونادرا ما يدرس التاريخ كتاريخ إسلامي صرف بكل شعوبه.
الثاني: البعد الأخوي-الإسلامي، فبعد إنكارهم لجغرافية جنوب غربي كردستان، وحداثة الكرد فيها وأنهم قدموا من الشمال، رافقها النفي المطلق لتاريخهم، وإنكار جغرافيتهم، يعرضونهم في جنوبه وحسب دراسات البعثيين كمهاجرين حديثي العهد إلى المنطقة، يقبلونهم ضمن المنطقة كتابعين للعشائر العربية، كأخوة مسلمون مع تحذير بعثي، بأنهم سيطردونهم ويهجرونهم حين الضرورة، مثلما فعلتها السلطات السورية المتتالية بدءاً بالناصرية والبعث إلى بشار الأسد، ومحاولات المنظمات الإسلامية السياسية العروبية المتمثلة في داعش. وهجمات الأخيرة المتواصلة على المنطقة الكردية، تنفيذ لخطط مرسومة في الأروقة الإقليمية، والدول المستعمرة لكردستان، والبعث هم قادة التنفيذ بدعم إعلامي من الأقنية التلفزيونية، المتسترة تحت عباءة المعارضة، والمحركة لنفس الأحقاد والصراعات القومية بين الشعوب كما كانت في عهد السلطات السابقة.
برزت في هذا شريحة من المعارضة السورية الخارجية، وقسم من المعارضة الإسلامية العروبية العسكرية في الداخل، والجهتين لا زالوا تحت تأثير ثقافة البعث بشكل أو آخر ولم يتعلموا غيرها من المفاهيم رغم مرور سنوات أربع على الثورة السورية. فالإسلام السياسي المدموج بالقومي العروبي، والتي يمثلها بشكل واضح، البعث العراقي تحت أسم الحركة النقشبندية، ومجموعات في المعارضة السورية، يفرزون شريحة من الكتاب والسياسيين، يجاهرون بأفكارهم تجاه الكرد وقضيتهم في جغرافيتهم، وديمغرافيتهم التي فتت وعلى مدى نصف قرن، وبطرق مبرمجة، ولا يتوانون من المواجهة العلنية، مع أغطية هشة، لا تحجب الحقد والخبث.
2-مهاجمة الكرد، بأنه شعب غير متكامل، ولا يملك مقومات الأمة، أو القومية الواحدة، فينقدون لغته، من حيث اللهجات المتعددة، ووعيه القومي، ودرجات انتماء قادته إلى البعدين العشائري على حساب البعد الوطني أو القومي، والصراعات العشائرية الماضية، والتي تبرز اليوم في الصراعات السياسية بين الأحزاب، وتدرس على أنها عوامل تبين على أن الكرد شعب غير متماسك ولا يكونون شعبا قادرا على تكوين دولة أو لا ينتمون إلى جغرافية موحدة. وبعض الكتاب من الشريحة البعثية الجديدة، يتطاولون على التاريخ، من حيث تكوين الشعب الكردي، وهل هم قومية ولماذا لم يشكلوا كيانا سياسيا. كل هذه الدراسات المبرمجة ضمن مراكز خاصة في الدول المستعمرة لكردستان، وتطرح ضمن مقالات وكتب وعلى الإعلام، مصروفة عليها بسخاء، وبطرق خبيثة، وبنفس الأساليب المعمولة عليها البعث سابقا، ويروجونها ليس فقط ضمن المنطقة بل في الخارج أيضا. وبسبب الإمكانيات الكردية البسيطة والشحيحة مقارنة بما كان البعث والدول المستعمرة لكردستان يسكبونها، بقيت عمليات التفنيد وتبيان الحقائق هشة وضعيفة حينها، واليوم شريحة البعث الجديد، والمتواري خلف شعار المعارضة، وقادة الثورة، وزعماء المنظمات الإسلامية الإرهابية العروبية، يفرزون دفعات جديدة من الكتاب، ليوجهوا أقلامهم، بطرق مباشرة، ولو كانت مغايرة للتعتيم البعثي، لكن الأدوات تبقى هي نفسها، ومثلها في الإعلام المعارض القومي أو الإسلامي، مركزين على تشويه تاريخ وماهية الوجود الكردي في جغرافيته بجنوب غربي كردستان، الملحقة بسوريا بموجب معاهدة سايكس بيكو في مايو 1916م، والمكتملة باتفاقية انقره في 20 تشرين الأول عام 1921م. بين فرنسا وتركيا الكمالية.
التمعن في ظهور هذه الطفرات، على خلفية أدبيات البعث السابق، ودراسة طرق هؤلاء الكتاب، ومحاولاتهم عرض الثقافة نفسها والغايات الماضية بكلمات منمقة، كالوطنية، وشعارات المعارضة، والإخوة الدينية، والعيش المشترك، تبين أن القادم الكردي أصعب من ماضيه، والعدو لا يزال متربص، ولم يتشرب شيئا من مفاهيم الثورات الجارية، إلا مساوئها، والإخوة العرب الوطنيون، رغم محاولاتهم لكن أصواتهم لا تزال خامدة، والوطنية الحقة، والتي هي من الركائز الرئيسة التي تمسك بها الشعب الكردي بحركتيه الثقافية والسياسية، رغم كل الاضطهاد، والتمييز العنصري، لا تزال طامره تحت طغيان الثقافة التي نشرها البعث وسلطتي الأسدين وصدام، والتي تحاول أحيائها البعث الجديد بشقيه العروبي والإسلامي.
الدمار الجاري في الشرق، على يد هؤلاء، تبين أن آفة زوالهم تنمو، ونهاية البعث العروبي الإسلامي ومعهم سلطة الأسد تكاد تصبح حتمية، وهذه هي مرحلة أفولهم، وهي تشبه مراحل انقرض المجموعات الفاسدة. لا شك ستبقى طفرات استثنائية تصارع البقاء، وهذه هي المجموعات والمنظمات التي ننبه إليها ونحذر منها، فكثيرا ما تخلق مثل هذه الشرائح شرور بين المجتمع، قبل أن تزول. وما ينشره هؤلاء الكتاب من التاريخ المشوه والمزور، والإعلام من المفاهيم الخاطئة، لإثارة الصراع العربي الكردي، عن طريق عمليات إنكار الكيان الكردي في جغرافيته، وإبراز الوجود العربي القادم والمستوطن بعثيا مكانه، تندرج في خانة الحذر والانتباه الدائم، ليس فقط من قبل الكرد والشعوب غير العربية، بل من قبل العرب الوطنيين أولا.

د. محمود عباس
نائب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا قتلت
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث
- السيد مسعود برزاني في واشنطن
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار - الجزء الثاني
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الثان ...
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الأخي ...
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين لوزان وحرب اليمن -الجزء الثاني
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين معاهدة لوزان وحرب اليمن- الجزء الأول
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد - الجزء الثاني
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر
- أخطأت السعودية الهدف
- نتيجة ثقافة الائتلاف الوطني السوري
- الأمة الديمقراطية طمسٌ للقومية الكردية
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الأخ ...
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء العاشر
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الثا ...


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير