أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيوب المزين - أهذه مبادرتك الوطنية لتنمية البشر يا ملك؟














المزيد.....

أهذه مبادرتك الوطنية لتنمية البشر يا ملك؟


أيوب المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 08:45
المحور: كتابات ساخرة
    


عجيب هو أمرنا، مضحك كذلك... شعب يموت ويتقطع أجزاءً وتراه واقفاً على الزقاق الطويل الممتد من ساحة أبي الجنود حتى درج الضريح الإدريسي، ينتظر فرجاً غير عادي، فرج على الطريقة العربية المتخلفة.
كان من اللازم أن أرى تلك المئات من البشر أمام البرلمان تسب وتلعن الحكومة الخائنة وتطالب بالحقوق المدنية المسلوبة، لكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، شعبنا غائص في بحر من الظلمات وأكنه ينتظر نبياً جديداً !!!. ربما، فقد سمعت عبد السلام ياسين يقول أن سنة ألفين وستة ميلادية عام تحقق رؤاه الغيبية.
خرجنا من درس الجغرافية البشرية، أكْلمنا(جرح مشاعرنا) ونحن نطلع من خلاله على الفوارق العلمية والاجتماعية بين دول الشمال والجنوب، إلى درس ضخم، درس موضوعه التخلف، عنوانه طمس الوعي الشعبي بالتقليد الخرافي: كما جرت العائدة عندنا في فاس، وكما في جل مدن المغرب، تقام مواسم لـ"أولياء الله الصالحين"، تحمل فيها الهدايا إلى الولي الميت وتحاك له كسوة جديدة يغلف بها ضريحه المقدس ويتمسح بأهدابها ضحايا ذوي السلط النافذة. إنهم جهلة بدون منازع.
وقفت إلى جانب مجموعة من الأصدقاء، خلف نساءٍ جئن منذ ساعات مبكرة لحجز الصفوف الأمامية، تساءلت: ولماذا الصفوف الأمامية بالذات ما دامت الفرجة متحققة من الخلف أيضاً؟؟!!!. فحلت بنا الطوائف "العيساوية" و"الحمدوشية" لتفك رموز سؤالي الملح: كانت ترقص في طقوس شعوذة تعود إلى آلاف السنين, وتبين لي، حينها، أن رغبة النساء كانت التبرك من أعضائها والتوسل إليهم لكي يدعوا لهن الله باسم المولى إدريس, فهم أحفاد الرسول، شرفاء، لعابهم مبارك وبرازهم كذلك. سخطت حينها على كل شيء.
لم يشفي غليلي غير صديق احتج على المعادلة السابقة في الدعاء. فالتفتت إليه تلك المتخلفات، حدقن به في نظرات ملؤها الامتعاض من ما قاله، لكن "عدنان" لم يكن هينا عليهن، فقد أتى بحديثه صلى الله عليه وسلم:" إذا مات بن آدم انقطع عمله من الدنيا إلا من ثلاث: صدقة جارية أو ابن صالح يدعو له أو علم ينتفع به."
فلزمن الصمت وطأطأن الرأس في حركة دائرية إلى الأمام. حقيقة، النص الشرعي يدحض أباطيل وأكاذيب الدجالين، الذين يجعلون من هذا اليوم مناسبة للنصب والاحتيال أمام الملأ... والقشة التي كسرت ظهر الجمل هي تلك الهبة الملكية "الفخمة" لـ"الشرفاء الأدارسة". غريب والله، أهي الأخرى تنتمي إلى النداء العاجل الذي أطلقته عن ضرورة القيام بتنمية بشرية شاملة؟. ما هكذا تورد الإبل يا ملكنا العزيز، الأدارسة من أغنى أغنياء فاس!!.
فتحت مدارس لتلقن أطفالنا في مادة التربية الإسلامية أنْ لا وساطة بين الله وعبده، وفي مادة العلوم الطبيعية أن جسد الإنسان لا يتحمل الضرب والحرق، لكن هذا الفعل الشعبي الرجعي هدم ما قدمته المدرسة من معرفة تنويرية: فالدعوة بالوساطة حاضرة، والجسد الإنساني قابل للحرق والضرب دون أن تبدو عليه آلام... قد أتفهم الأمر وأوله سيكولوجياً، بيد أن ذاك الشبل سيضيع في مفترق طرق أنت (الملك) المسؤول عن ضياعه فيه.
لا أحد يعارض إحياء التراث الشعبي والذاكرة الثقافية لوطننا، لكن، ليس على حساب التقدم المعرفي ونشر الفكر الحديث القائم على مبدأ العقلانية الموافقة بين الفعل المادي والاعتقاد الميتافيزيقي.

موقع الكاتب على الشبكة العنكبوتية:
www.aelmouzaine.new.fr



#أيوب_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول المدرسي على الطريقة المغربية !!!
- من -كفاية- في مصر إلى -باراكا- في المغرب: على طريق تأسيس وعي ...
- حجاب المرأة بين ستر المفاتن وإخفاء القذارات
- قراءة في كتاب البطن العالمى بين الولائم والوضائم
- لاجئ طبيعي
- الرجل المثمر- المهدي المنجرة
- مجلس النوام _ عن كتابي: صرخات حق يحتضر
- فاس العتيقة بعد مجيء القمر وبعد هروبه
- حبيبة القلب
- حوار مع خبير المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة
- العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل
- عرب بلا نظم سياسية ولا تنمية حقيقية(**)
- الحرب العالمية الأولى الحقيقية - الإستعمار الجديد


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيوب المزين - أهذه مبادرتك الوطنية لتنمية البشر يا ملك؟