أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - -بقعة زيت- في مونودراما المشهد الأخير!















المزيد.....

-بقعة زيت- في مونودراما المشهد الأخير!


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


مقدمة:
أسهمت المقترحات الإخراجية في إعادة إنتاج المدونات النصية التي تأسست على وفقها فرضيات العرض المسرحي، الأمر الذي لم تعد معه الرؤية النصية التي سطرها المؤلف مرتكزاً أساسياً يتكئ المخرج المسرحي عليه في بناء الرؤية الأخراجية بل تعداه وصولاً إلى مقترحات فكرية وجمالية تغادر المتن النصي ، فضلا عن ذلك فإن الفرضيات المقترحة في مسرح (المونودراما) تبدو مغايرة عن تلك التي تتوافر في غيره من الانواع المسرحية الاخرى ، سواء على مستوى البنية النصية، اوعلى مستوى تجسيد الشخصية الدرامية ، وصولاً إلى الرؤية الإخراجية التي يراد بها أن تكون منسجمة وفاعلة مع السلوك الادائي للممثل المونودرامي ، إذ تعد المونودراما مسرحية (الممثل الواحد الذي يجسدعدداً من الشخصيات على خشبة المسرح) ، الأمر الذي لم يتجسد في مواضع عدة من مسرحية (بقعة زيت) تأليف (محمود أبو العباس) إعداد وإخراج( عبد الرحمن التميمي) تمثيل (محمد هاشم) سينوغرافيا( سهيل البياتي)، والتي عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد مؤخراً.

ثنائية الاعداد والنص الدرامي :
يأتي نص (بقعة زيت) ضمن الإشتراطات المألوفة للنص الدرامي ، على مستويات عدة منها مايقع على الشخصية أو الحوار أو الفكرة الاساسية وغيرها، الأمر الذي يجعله جاهزاً لمقترحات الرؤية الإخراجية، إلا ان إعتماد المخرج على تضمين النص عدداً من المقاطع الحوارية من نصوص مسرحية مختلفة، والتي بدّتْ مغايرة للمنطوق النصي الأصلي وهجينة عنه ، على الرغم من توافرها على معانٍ دالة أسهمت في تفاعل المتلقي معها ، إلا ان ذلك لايدخل تحت مسمى (الإعداد) الذي درج عدد من المسرحيين على توظيفه في عروضهم المسرحية ، مستفيدين من قدرتهم على الحذف والإضافة بما يتناسب ورؤاهم الإخراجية ، ذلك ان الأعداد يعود إلى عملية تحويل الجنس الادبي إلى جنس أدبي آخر ، بمعنى تحويل (الرواية ، او القصة القصيرة ، او القصيدة .. وغيرها) إلى نص درامي يشترط فيه إلغاء الجنس الذي كان عليه ، وتحويله إلى نص تتوافر فيه العناصر الدرامية، إذ ان شعرية اللغة عند شكسبير تختلف عنها في القصيدة من حيث توافرها على نسق درامي يرتبط بالشخصيات والحوار والحبكة الدرامية، فضلا عن إحتكامها إلى بنية نصية متكاملة يتوافر فيها السرد والإختزال على نحو يبدو مغايراً لما يتوافر في (فن الرواية والقصة والأجناس الادبية الأخرى) الامر الذي بدا معه الإعداد عن طريق الحذف والإضافة مقحماً على النص المسرحي ، سواء على مستوى البنية الدرامية أو بنية الملفوظ النصي .

ثنائية الأداء التمثيلي والاداء المونودرامي :
يتكئ الممثل المسرحي على مايتوافر لديه من تقنيات أدائية على مستوى الجسد والصوت ، والتي تعد من المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها فن التمثيل ، ونعتقد ان الاداء التمثيلي في المونودراما يحتاج إلى اداوت تعبيرية إستثنائية تعتمد على نحو اساس على المرتكزات السابقة، في مواضع عدة، فضلاً عن تقنيات فرعية يعمل المخرج والممثل على إبتكارها بما ينسجم مع الشخصية، إلا ان ذلك لم يبدو متوافراً في أداء الممثل ( محمد هاشم) الذي يمتلك قدرة ادائية متنوعة صوتياً وجسدياً ولكنها لم تكن حاضرة في (بقعة زيت) وقد بدا ذلك واضحاً من خلال إعتماد الممثل على نمط صوتي واحد على الرغم من حاجة المونودراما إلى أصوات متعددة ، لاسيما وان النص الدرامي يتضمن شخصيات عدة ، إذ لم تتوافر أصوات الشخصيات الدرامية في الأداء التمثيلي، بل إقتصر الامر على صوت الممثل بمعزل عن صوت الشخصية / الشخصيات ، بل تعداه ليكون صدى واضحاً لصوت المؤلف .
فضلا عن ذلك فقد أسهم إعتماد الممثل على تكرار الملفوظ النصي من دون أي تحول في الملفوظ الصوتي في خلق رتابة في الإيقاع ، وتكراراً لاينتمي إلى قصدية الفرضية الإخراجية أو سلوك الشخصية / الممثل، أو حتى بوصفها مقترحاً جمالياً يعتمد اللغة النصية، من جهة اخرى فقد إعتمد الممثل على تضمين الملفوظ النصي الذي إعتمد اللغة (الفصحى) على بعض المفردات اللغوية (المحلية) من دون ان تمتلك تلك المزاوجة فاعليتها على مستوى الاداء بل تحولت الملفوظات النصية المحلية إلى دخيل لفظي غير منسجم مع لغة النص الأصلي.

ثنائية السمعي والبصري في المونودراما:
لعبت موسيقى (محمد الربيعي) دوراً فاعلاً في سياق العرض ، إذ بدت الإختيارات الموسيقية متوافقة مع الفرضية الإخراجية حتى انها بدت في حالات عدة مهيمنة على عناصر العرض المسرحي الاخرى، التي لم تتفاعل مع تحولات الموسيقى التي أضفت إيقاعاً منفرداً ومغايراً ، وتأتي سينوغرافيا الفنان (سهيل البياتي) الذي إعتمد فيها على الإطاحة بفكرة التحول الدلالي للمفردات السينوغرافية ، إذ بدا واضحاً أنه إختار الركون إلى المفهوم التقليدي للشكل البصري من خلال توظيف مجموعة من الملابس القديمة والمتنوعة ( أزياء ، عسكرية ، ومدنية ) وبألوان مختلفة ، شكلت حضورها في المشهد الاخير فحسب، الأمر الذي فقدت معه تلك التشكيلات اهميتها الفكرية والجمالية طوال فترة العرض ، ذلك ان المتلقي تشبع من توافرها على خشبة المسرح طوال العرض بإنتظار ان يكون لها حضور في الرؤية الإخراجية أو في تعاطي الممثل معها ، في محاولة لخلق فرضيات فكرية وجمالية تسهم خلق فضاءات بصرية فاعلة.

علامات الإخراج في مونودراما المشهد الاخير:
إن إشتغالات المخرج على نص المؤلف بدت واضحة سواء على مستوى (الإعداد) وإضافة ملفوظات مثيرة للتلقي ، أو على مستوى إنتاج رؤية فكرية مغايرة لماذهب المؤلف إليه ، إلا ان المخرج لم يعمد إلى فض بكارة الملفوظ النصي عن طريق تحويله إلى فعل مسرحي سواء كان ذلك عبر تحويل الملفوظ إلى تعبيرات جسدية أو توظيف الصمت في أداء الممثل ، بل ان المخرج إكتفى بما حملته لغة المؤلف من مثيرات عاطفية ظلت بمعزل عن الفعل الإخراجي في مواضع عدة، إلا ان المخرج عمل في مواضع أخرى على إنتاج فكرة محايثة لفكرة المؤلف التي ذهب فيها إلى إنتاج علاقة رمزية بين عالم البحر الذي تلوث ببقعة زيت وعالم الارض الذي تلوث بدماء الابرياء ، فقد أفاد المخرج من إنتقال الأبرياء إلى عالم البحر، مستفيداً من جريمة (سبايكر) التي عبثت بمشاعر الإنسانية وشكلت وجعاً لايمكن نسيانه ، ويأتي المشهد الأخير تعبيراً عن تلك الفاجعة : ( في الرأس ، في القلب ، في الرأس ، في القلب .... ) ثنائية الموت التي اطاحت بشباب سبايكر على أيدي عصابات(داعش)المجرمة، وقد بدت عناصر العرض منسجمة وفاعلة في هذا المشهد سواء على مستوى الاداء التمثيلي، والرؤية الاخراجية،و السينوغرافيا، والموسيقى، إذ جاءت تعبيراً عن مشهد مونودرامي متجانس الأمر الذي دفع المتلقي إلى التساؤل هل كانت بقعة زيت مونودراما مشهد الألم الاخير فحسب؟.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقضات الفكرية والجمالية في مسرحية -مَن السما -!
- مسرحية -السقيفة - تأريخ الصراع على السلطة
- الأنساق الدلالية (للمخرج المؤلف) في الخطاب المسرحي (مسرحية ن ...
- ذاكرة - المقهى- الموجعة ..الشكل البصري وهيمنة الملفوظ النصي
- مسرحية (أهريمان) : جماليات الأسطورة بين حرية الحركة وغياب ال ...
- المستشار الدراماتورجي لمسرحية “السقيفة “الناقد العراقي صميم ...
- -إعْزَيّزَة- عرض مسرحي يشاكس الخرافة
- -مابعد الحداثة والفنون الادائية - في تجارب المسرح المعاصر
- -فوبيا- المستقبل.. في ذاكرة أتعبتها الحرب !
- -التكامل الفني في العرض المسرحي - المفاهيم الجمالية في المسر ...
- مسرحية (إستيلاء) هيمنة ذكورية غائبة .. وحضور أنثوي مستلب !
- العرض المسرحي (فوبيا .. تكرار) .. مستقبلنا المخيف !
- -موت مواطن عنيد- .. تأريخ من الخوف
- ثنائية المعمار المكاني والإشتغال النصي في مسرحية( سفر .. طاس ...
- مسرحية -مراحيل- ... العودة إلى الكهف في أنظمة -الربيع العربي ...
- -أنا الحكاية- في مقبرة جماعية
- الحداثة ومابعد الحداثة .. تناقضات من التمثيل إلى العرض
- جماليات الرقص الدرامي في -بيت برناردا ألبا-
- مفهوم التشاركية في -مسرح المخرجين-
- -المسرح والتقنيات - التقنيات الرقمية وفرضيات الهيمنة على الم ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - -بقعة زيت- في مونودراما المشهد الأخير!