أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...















المزيد.....

عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـــائـــلـــة قــمــر الــديـــن
دي ميستورا.. وآخـر نــداء...

ترددت كثيرا قبل الكتابة عن الأخوان "قـمـر الـديـن" حيث تربطني مع أحدهم صداقة جدية, رغم اختلافنا المستمر بعديد من النقاشات السياسية والاجتماعية. هؤلاء الأخوة, وهم كثر موزعون من سنوات كغالب السوريين ببلاد عدة, كغالب العائلات السورية, خلال الخمسين سنة الأخيرة.. وأحيانا أبعد... ومنذ تفرغت للكتابة السياسية تدور بين واحد منهم يعيش بإنكلترا من عشرات السنين, عبر النت, محادثات ونقاشات سياسية واجتماعية, مهذبة فولتيرية, رغم اختلافنا الراديكالي, حيث يصر هذا الإنسان, وهو من أصل سوري دمشقي المولد والدراسة والعمل, ومن ثم السفر لبريطانيا حيف تخصص بالسياسة والتجارة.. مادتين برع بها غالب أفراد الأنتليحنسيا السورية.. وخاصة أبناء عائلاتها البورجوازية العتيقة. حيث بـرع هذا الإنسان بالاتفاق دوما مع محادثيه, بغالب المواضيع, مهما كانت فجوة الخلاف, بتهذيب طبيعي وصوت خافت, خلافا للسورين الذين يناقشون دوما, وخاصة عندما يكونون على خطأ واضح.. أما هو يتمسك بهدوء ديبلوماسي براغماتي متجنبا إثارة محدثه, حتى يخجل الآخر, متنازلا عن بعض من حدته.. وغالبا يتراجع.. ويكسب صديقي... ما عداي أنا... حيث سنحت لي سهولة ظروف السفر ورغبة الاجتماع شخصيا مع هذا الصديق, دون أن ينقص أي شيء من ِكل وجوهر خلافنا.. وخاصة بكل ما يتعلق من حلول معقولة, أو النادر مما تبقى منها.. للأزمـة السورية.. طبعا... والذي يبقى الشاغل الأول لغالب السوريين.. أينما وجدوا في العالم... وهذا الصديق يعلق على كتاباتي من وقت لآخر.. معلقا بطريقته الآملة المتفائلة.. وانا أرد على تعليقه ــ غالبا بحدة ــ ولكن دوما بكل فولتيرية وتهذيب. وبكل مرة ينبري أحد أشقائه الذي يسكن في إحدى بلدان أمريكا اللاتينية, ليغمر أخاه بالصفات والألقاب والرتب والشهادات العلمية, مذكرا إياي والقراء أن أخيه لا مثيل لفكره الصائب.. وأن حلوله الصحيحة آتية.. بأساليب فاقت المداحين الاحترافيين أيام خلافات الانحطاط الزائلة... دون أن ننسى أن المادح والممدوح أخــــان... مما دفع العديد من الأصدقاء وغير الأصدقاء على سـؤالي, فيما إذا كنت بحالة حرب مع عائلة قــمــر الــديــن... وكنت اؤكد لهم مجيبا أن الأخ الممدوح من أعــز أصدقائي وأغلاهم على قلبي رغم اختلافنا على حلول المشكلة السورية شكلا وجوهرا... أما الأخ المادح.. فلا يمكنني التفاهم معه على أي شيء.. ولا لقاء بيننا على أي شـيء.. ولا أنا ولا سوريا نأمل من نظرياته المبنية على أمثال ورمال.. أي شــيء.. أي شـــيء. وللأسف الشديد ما زال العديد من مواطنينا يحلمون ويأملون إعادة تخيلات الأمجاد الزائلة وبناء القصور على الرمال... ومنفخات ما بعدها منفخات, كأن قصص عنترة وأبي زيد الهلالي, حقائق تاريخية موثوقة.. وأنهم سوف يعيدونها اليوم.. ومنهم من يأمل أيضا حتى إعادة الخلافة الإسلامية في أوروبا... وكلما أردت إعادتهم إلى الواقع الأليم.. وأن بلدان مولدنا تمزقت وتمزقت وتمزقت.. وأن الدين بدلا من جلب الأمان والسلام والمحبة والإخاء إليها.. قد مزق العربان باسم الدين كيانها وبنيانها التحتية والفوقية.. وشتتوا بعضهم البعض.. وأساس خلافاتهم كانت دوما.. لمن كانت تستحق الخلافة.. كخلاف منشأ الدجاجة والبيضة... ومن هو الذي ولد الآخر... وما زالوا يسألون ويشرعون ويقتتلون ويتسابقون بالذبح والسفك والقتل ونشر الموت والرعب, بين شعوبهم وأينما رحلوا.. حتى أصبحوا علامة الموت والرعب أينما انتقلوا وأينما رحلوا... وأعلامهم السوداء, علامة الغربان تنهش جثث الأموات بلا رؤوس.....
لهذا ولآخر مرة, أتوجه لصديقي الغاندي الحلول.. بأن الأحلام وفتح الصدور " وخلوها علينا يا شباب" لم تعد تحل المشاكل والأمراض والعصبيات المتراكمة من خمسة عشر قرن من عيش ضبابي مشترك... ولأن مذهب كل منا مكتوب على هويته.. هوية قد تقودك إلى الهلاك.. إن كنت تجهل هوية الحراس على نئات الحواجز المختلفة التي تعبرها من حي إلى حي.. من قرية إلى قرية.. وأخطر اليوم من مدينة منكوبة إلى مدينة منكوبة.. بسوريانا المتفجرة والتي لم يعد يحلم من تبقى على أرضها بأي ســلام... ولم يعودوا ينتظرون ليلة القدر... وتأكدوا أن الآلهة قد تخلت عنهم... وخاصة خلال هذه السنوات الأربعة المريرة الأخيرة...
يا صديقي الذي اختلف معه من يوم التقينا.. والتي اصبحت صداقتنا أعجوبة العجائب.. قــل لأخيك رجاء أن يكف المديح والنفخ والعنتريات.. قل له وهو المغرم بالأمثال والشعراء بأن يعود لقراءة الشاعر المهجري ميخائيل نعيمة, ببدايات القرن الماضي عندما كتب قصيدة:
"أخي من نحن.. لا وطن.. ولا أهل.. ولا جــار...
إذا نمنا.. إذا قمنا.. ردانا الخزي والعار..."
ليقرأها بالكامل.. ويمكنه الاطلاع عليها بنقرة على موقع الحاج Google ..... وبعدها كتابة اسم ميخائيل نعيمة.
*********
اليوم.. وأكثر من أي يوم آخر.. هل ترك للسوريين.. كل السوريين أينما كانوا. موالون أو معارضون أو حياديون.. وحتى من لم يعد يهمهم الأمر لأسباب خاطئة أو صحيحة. عليهم التفاهم.. كل التفاهم, مهما اختلفت تحليلاتهم للنكبة السورية الحالية. والبحث عن حل سوري ــ سوري يوقف التشريد والتهجير وسفك الدماء السورية وتفتيت الوطن السوري... لأنهم إن تابعوا على هذا الخط الذي رسمته وحضرته ومولته من سنوات عديدة.. مؤسسات غربية وعربية لمحو سوريا من الخارطة ككيان وشعب ودولة.. هي التي سوف تربح لعبة الشطرنج السياسية الجهنمية هذه... إن لم يستعيد السوريون اليوم إمكانية السيطرة وامتلاك حق تقرير مصيرهم ومستقبل بلدهم... تفجير هذا البلد وهذه الدولة وهذا الكيان زائل.. زائل... وسوف نتحول إلى باندوستانات متمزقة هزيلة, تسيطر عليها عصابات هيتروكليتية مختلطة.. أو تصبح كل قرية أو كل حي.. أمارة خنفشارية.. بلا أي أمن أو أمان... وسوف يمتد الخراب إلى لبنان وأخوتنا في لبنان ولاجئينا السوريين في لبنان... زسف يتبع الخراب وتمتد نفس الفوضى الانفجارية إلى حميع البلدان العربية من أبناء عمنا.. وخاصة الذين شاركوا من سنوات بالتآمر وتسريب المخربين للوطن السوري... والأهم أن هذه الفوضى وهذا الخراب سوف يستمر.. ويستمر.. ويستمر عبر سنوات مجهولة سوداء.. بلا حدود...
إذن أيها السوريون, بكل مكان.. اليوم.. وقبل أي يوم آخر.. استيقظوا.. توحدوا.. إنسوا خلافاتكم الطائفية المصطنعة.. ومطالبكم السياسية التي تفجرت بهذا الخراب والموت والتشريد الذي يدوم من أربعة سنوات وثلاثة أشهر... ولم يــؤد إلى أية نتيجة, سواء ضياع الوطن وأمانكم وكرامتكم وعزتكم بين الشعوب.
بلا مصالحة سورية ــ سورية اليوم.. فورا.. وإلا أنتم ضائعون نحو عالم الفناء.. تحت أعلام ســـوداء..
***********
ــ على الهامش :
دي ميستورا (مندوب الأمم المتحدة) ما زال يبحث عن بوادر محاولات (مغلقة) للنكبة السورية... وحتى اليوم لم تؤد محاولاته إلى أية نتيجة.. وآلة الموت والخراب والتهجير ما زالت تحصد آلاف المواطنين السوريين الأبرياء.
الأزمة السورية.. لا حــل لها اليوم.. سوى أن يقبل كل المختلفين والمتعربشين بمصالحهم وارتباطاتهم ومطامعهم وعلاقاتهم (بالعواصم الغربية).. والعودة إلى ارتباطهم بمصلحة مستقبل سوريا وحماية سوريا من التفتيت... لأنه إن ضاعت سوريا وتفتت وتفجرت.. لن يكون لهم في المستقبل.. إن تبقى مستقبل.. سوى دور الحارس الــخــائـن... لمن سوف ينهب ويسبي ما تبقى من خيرات أو بقايا أمل بهذا البلد......
ـــ كل شكري وامتناني للصديق الرائع أدونيس كورية الذي نشر على صفحته الفيسبوكية فيديو عن التراث السرياني (المسيحي) ومشاركته التاريخية الجدية ببناء الحضارة السورية العميقة الجذور... مما يدفعنا لحماية هذا التراث من البرابرة الملتحين المغبرين الذين يفجرونه أينما عبروا على أرض مولدنا ســـوريـا أم الحضارات الأصيلة وأولى الأبجديات.. وأن نصرخ بكل إمكانياتنا وقوانا وعلاقاتنا أينما وجدنا, وكيفما كانت اتجاهاتنا الفكرية والفلسفية والعقائدية... للحفاظ على هذا التراث العالمي... لأن سوريا بلد مولدنا, بتراثها التاريخي الأصيل تبقى آخر منار يرتبط بــه ما تبقى من عزتنا وكرامتنا... أينما وجــدنــا!!!...

بـــالانـــتـــظـــار
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.. حــزيــنــة...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى تدمر... نداء...
- مدينة تدمر السورية Palmyre
- مرة أخرى... عن سفينة -الحوار -...
- عودة ماكيافيل...
- رثاء وطن وشعب...
- مظاهرات... وتظاهرات... وديمومة الغباء...
- موطني... موطني... وحنين لا يداوى...
- يوم بعد يوم... مشاعر قلقة...
- غيمة على فرنسا... وخريف عربي لا ينتهي...
- الرئيس بشار الأسد مع القناة الفرنسية الثانية.
- الصحاري الميتة...
- 17 نيسان 1963
- أنذرتكم يا أصدقائي
- أوباما حامي الأقليات؟؟؟!!!...
- المسيح يصلب من جديد...
- وعن الرأي الثابت... والمتغير...
- المئذنة والمحرقة والمدخنة...
- رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم
- رسالة إلى السيدة الكبيرة مريم نجمة
- الحرب العالمية الرابعة... فيديو تصوري... يمكن أن يحث


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...