أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - إرهاصات ما قبل النهضة العربية الحديثة















المزيد.....

إرهاصات ما قبل النهضة العربية الحديثة


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 11:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أدى تهشم الكيان الثقافي إلى فك الروابط الحية لتأصيل الاستمرار الفكري وكسر الصلات الخفية بين الماضي والحاضر، وإطفاء شعلة المرجعيات المتسامية في العلم والعمل. بينما أعطى للمتبقي منها صفة المتحجرات الصنمية. وليس مصادفة فيما يبدو أن يعنون احد أقطاب الاجتهاد الاسلامي للقرن العاشر ـ الحادي عشر الهجري صدر الدين الشيرازي كتابه (كسر أصنام الجاهلية) في معرض ردوده على بعض متصوفة زمانه. بمعنى أن الاندفاع الممكن للاجتهاد والإصلاح والعقلانية كان لا بد له من أن يضعه أمام مهمة كسر أصنام الثقافة المتحجرة. فالسبات الطويل للكيان العربي في ظل السيطرة التركية قد شل بصورة نهائية مكونات الكينونة الثقافية في كل من التاريخ السياسي والمرجعية المتسامية ليقينياتها التاريخية، اي الكل الروحي ووعي الذات واللغة وإبداعها الذاتي. باختصار انه أدى إلى تحجر الكل الثقافي في ذاته بفعل اندثاره و"اغترابه" عن بنية الإبداع الحر للتطور الحضاري. مما أدى به بالضرورة إلى التأطر في قوالب "الزمن الميت" وإعادة إنتاجه في تقليدية المذاهب والمشارب والخمول الاجتماعي السياسي، اي الإنتاج الدائم للمزاج العاجز عن تأمل ذاته خارج التقليد وصنميته التراثية.
وإذا كان الزمن اللاحق لسقوط بغداد قد ابرز عبقريات فكرية انحصر إبداعها في التاريخ والتصوف كابن عربي وابن خلدون فلأنها كانت الإرهاصات الأخيرة للاندثار الثقافي، اي الصيغة الفكرية المعوضة عن فقدان التاريخ السياسي والكل الروحي للعالم العربي. أما المحاولات العديدة لبناء الدولة العربية فقد اكتفت بحدودها الضيقة وانكفأت فيها. ولهذا كان بإمكان المغرب أن يصنع دوله العديدة وان يندثر . أما المحاولة الكبرى للدولة الفاطمية في جمع وحدة الكل العربي فقد تحطمت هي الأخرى بفعل مذهبيتها الضيقة وعجزها عن إعادة بناء المركز السياسي ـ الثقافي للعالم العربي. أما المجرى اللاحق للاندثار الثقافي فقد أدى في نهاية المطاف إلى أن يكتفي العالم العربي في وجوده التاريخي بقوى الصعاليك والمماليك. وهي القوى التي كان بإمكانها أن تفسح الطريق أمام الخروج الجديد للكيان العربي من مأزقه التاريخي (في ظل السيطرة التركية)، اي كل ما ظهر في حركة المحمدين (محمد على باشا ومحمد بن عبد الوهاب) وما بينهما من شخصيات وحركات فاعلة بالنسبة لتوسيع مدى الرؤية النقدية والإصلاحية العملية، كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر عند محمد بن علي الشوكاني(1173-1255 = 1759- 1834)
فقد مثل الشوكاني نموذج الشخصية الذائبة في إرساء أسس الرؤية النقدية من خلال الخروج عن تقاليد الزيدية بعد انزوائها في جبال اليمن. فقد كانت الأفكار الأساسية التي قال بها موجهة ضد ما جعلته الوهابية جوهر عقيدتها العملية، أي محاربة التقليد ومظاهر الوثنية الجديدة. مع الأخذ بفارق الفكرة وتقاليدها. فقد كان الشوكاني متبحرا في علوم الدين والأفكار، على خلاف محمد بن عبد الوهاب الذي اكتفى بفتات المعرفة الدينية المغربلة بمصفاة الحنبلية والمغذاة بالأسلوب الظاهري لابن تيمية. وقد وضع الشوكاني أفكاره النقدية هذه في (شرح الصدور بتحريم القبور) و(السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار). وانطلق من معارضة أولئك الذين أوغلوا "في طريق الوثنية وراء شياطين الصوفية، الذين هم أعداء الله وأعداء الإنسانية في كل مكان". انه حاول التأسيس لفكرة محاربة ومعارضة وتفنيد زيارة القبور والكرامات، معتبرا إياها أكاذيب. بحيث نراه يهاجم الإمام يحيى. وانطلق في موقفه هذا من انه إذا كان هناك خلافا بين المجتهدين، فمن الضروري رده إلى الكتاب والسنة، استنادا إلى الآية (فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول". واعتبر مهمة العالم أن لا يكتم شيئا، بل يعلنه، استنادا إلى الآية القائلة، (وإذا اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليتبينه للناس ولا يكتموه)، و(إن الذين يكتمون ما أنزلناه من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون". ومن ثم ليس هناك من ضرورة للتقليد. لقد سبق الشوكاني هنا محمد بن عبد الوهاب فيما يتعلق بفكرة جوهرية القرآن والسنة. بل يمكننا القول، بان الصيغة العلمية للفكرة الوهابية الأولية ليست إلا احد نماذج التراكم النوعي الجديد للشحنة التي كانت تتطاير في فضاء الجزيرة العربية التي أسس لها الشوكاني في الجنوب، والشيخ الاحسائي (1166-1241 = 1753-1826) في الشرق والشمال.
فقد كانت الفكرة الأساسية عند الشوكاني بهذا الصدد تقوم في البرهنة على أن التكاليف الشرعية عامة للعالم والجاهل. من هنا تناوله ودفاعه في الوقت نفسه عن ضرورة الرجوع في حل الإشكاليات الفكرية والاجتماعية والسياسية إلى القرآن والسنة. وانطلق هما من أن الجوهري هو القرآن والسنة وليس كتب المتكلمين في حال تناول القضايا (بما في ذلك من حيث مستوى تناولها بمعايير القياس والمقارنة. كما وقف موقف المعارض الشديد من بناء القبور، بحيث نراه يضع هذه المقدمة في انتقاه لأراء الإمام يحيى بن حمزة (1270-1346 للهجرة) بصدد رفع القباب على قبور الموتى. كما عارض بشدة أيضا زيارة القبور – وقف بالضد منها ومن عادات النذور باعتبارها بقايا وثنية. ووضع هذه الأفكار في صلب فكرته الإصلاحية الأولية. ومن الممكن أن نتخذ من مقال (رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة) و(الدواء العاجل في دفع العدو الصائل) احد نماذجها النقدية تجاه الواقع والأيديولوجية الدينية. ففي (رفع الريبة) نراه ينحو منحى اجتماعيا وسياسيا في نقد الواقع، خصوصا فيما يتعلق بفكرة الغيبة، وكذلك تجاه الموقف من تغيير الواقع (الاستعانة على تغيير المنكر). ويبرز هذا الاتجاه بوضوح اكبر في مقالته (الدواء العاجل) إذ نراه هنا يقف إلى جانب فكرة التطبيق الحي لمبدأ (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). من هنا نظرته النقدية والعملية تجاه مختلف مظاهر الخروج على هذا المبدأ في اليمن، بغض النظر عن المذاهب من خلال نقده لسلوكهم تجاه مختلف قضايا العبادات من صلاة وصوم وغيرها. إذ يعتبرها ابتعادا عن الدين. كما نراه يناقش مواقف العمّال الكتّاب والحّكام من الناس، باعتبارها مواقف مخالفة ومنافية لحقيقة الإسلام وتقاليده. ووجد فيها أساليب قمعية وشرهة ومتخلفة. فمهمة العامل "استخراج الأموال من أيدي الرعايا". ومهمة الكاتب "ليس له من أمر إلا جمع ديوان يكتب فيه المظالم التي يأخذها العامل من الرعايا". أما القاضي فهو "عبارة عن رجل جاهل للشر عاما جهلا بسيطا أو جهلا مركبا".
أما الوهابية فقد طوت في رمالها بقايا الأطلال المندرسة لعوالم تبجحت في غضون قرون من الانحطاط الثقافي بقدسية أحجارها المتناثرة وعظام أوليائها التالفة. واستطاعت أن تكشف في زوبعة عواصفها العملية عن القيمة الإيمانية والعقلية للجهاد. وان تبرهن أيضا على أن التوحيد هو الكلمة الوحيدة الحقة في الوجود. واستطاعت من خلال الكلمة جعل القرآن والسنة إماما للموحدين. وأدى ذلك موضوعيا إلى تلازم قيمة الكلمة (القرآنية) وتطبيقها العملي (السّنة) في كل ما أرادت الوهابية قوله وفعله.
ووجد ذلك انعكاسه المباشر وغير المباشر في تحريك ذاكرة التصوف وتنشيطها "الحر" في استدراك قيمة ومعنى التأويل الصوفي للآية القرآنية القائلة "نسوا الهن فأنساهم أنفسهم". غير انه لم يكن بإمكان أتباعه التقليديون منهم والجدد آنذاك بلوغ مستوى تحدي حقيقة الذات على مثال البسطامي، ولا حقيقة الحق على مثال الحلاج، ولا حقيقة البدائل المنظومية على مثال الغزالي وابن عربي. إلا أنهم اضطروا تحت ضغط الهياج العارم للوهابية إلى نفض غبار النسيان المتراكم على ذاكرة العقائد العملية.
والزم ذلك الجميع على شحذ الذهن والعاطفة في تأمل الكلمات ومعانيها. ومن ثم تتبع خطاها في العبارة. كما لو أنهم اخذوا يتذكرون المعنى الخفي في سحر الكلمة القرآنية باعتبارها آية، و"المعجزة" التي صنعت على مثالها نموذج الحضارة الإسلامية.
أما الحصيلة النهائية لتداخل الوهابية و"التصوف الفاعل"، فإنها تقوم في توليدهما شرارة البحث في النص والكلمة عن معنى وجداني – عملي. فالكلمة والنص هما ضمير الثقافة. وشأن كل ضمير قابل للحضور والغياب. ومأثرة الوهابية و"التصوف الفاعل" بهذا الصدد تقوم في استثارتهما الضمير الإسلامي في الثقافة. وهو السبب الذي يفسر سرّ بقائهما معلقين في فضاء الثقافة المجردة، أي أننا لا نعثر فيهما على تاريخ في تأسيس الفكرة، ولا تاريخ في الوجدان. وسبب ذلك يقوم أولا وقبل كل شأ في افتقاد العالم العربي آنذاك لتاريخه السياسي المستقل، مما حدد بدوره غياب الأفكار الاجتماعية - السياسية المستقلة، والرؤية التاريخية المستقلة، والرؤية الإشكالية "للآفاق والأنفس"، أو المعاصرة والمستقبل.
وأدى كل من الطابع العملي المباشر للوهابية، وصيغته الوجدانية في "التصوف الفاعل" إلى ظهور إشكالية الأصل، والعقل، والحق، والدولة، بوصفها إشكاليات المبادئ المجردة لا إشكاليات الوجود التاريخي العربي المعاصر. لهذا اندرجت عندهما مفاهيم وقضايا المعاصرة والمستقبل في استعادة "البداية الحقة" للماضي، ولعبت دور القوة المنحلة في التاريخ والمخيلة. بمعنى سيادة التقليد والخيال في العلم والعمل، والرؤية والفعل. وهو تناقض يحتوي في أعماقه على احتمالات متعددة للتطور. إذ لا زيف في هذا التقليد والتخيل، وذلك لأنهما كانا عناصر "الرجوع إلى الماضي الحق"، والصيغة الوحيدة القادرة على ملئ الفراغ التاريخي بين بداية الماضي والحاضر، أي توهم واعتقاد انه لا ماض ولا فراغ، بل يوم جديد دائم، كما هو الحال عند النائم حالما يستفيق. لكن الصحوة تلزمه بالنظر إلى يومه الجديد على انه جزء من حياة لها ماضيها. وهو إدراك تعمق في مجرى صيرورة الكيان العربي المعاصر وتنامي وعيه الذاتي الذي شكلت تجربة الإصلاح المصري زمن محمد على باشا، نموذجها الأول والأكبر. حقيقة أن كل منهما لم يدرك معالم وجوهرية العربية الثقافية بالنسبة للحاضر والمستقبل. من هنا صدامهما الحاد واندثارهما اللاحق بفعل تنافر أولوياتهما. وليس مصادفة أن تتحول العربية (اللغة) إلى الدولة الوحيدة المستقلة بعد انحسار العربية في الجزيرة وانحسار تجربة محمد علي باشا في مصر والشام.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة واطئة
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (10-10)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة(9)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (8)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (7)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (6)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة(5)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة(4)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (3)
- الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة (2)
- واقع وآفاق الظاهرة الإسلامية السياسية الحديثة(1-10)
- سعدي يوسف - نقد القرود، وقرود النقد!
- الخوارج – إرادة الحق والحقيقة (4)
- الخوارج – خروج الإرادة المتسامية(3)
- الخوارج – استقامة الإرادة وعنف الوجدان(2)
- الخوارج – غيب الإرادة وخراج الروح (1)
- الخوارج والدواعش- قطبا الحق والباطل
- الصراع الروسي – الأمريكي حول المشرق العربي وإيران(3-3)
- الصراع الروسي – الأمريكي حول المشرق العربي وإيران (2)
- الصراع الروسي – الأمريكي حول المشرق العربي وإيران (1)


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - إرهاصات ما قبل النهضة العربية الحديثة