حول زواج المتعة

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

موضوع زواج المتعة قديم – حديث ، واعني بكلمة (قديم) كونه اشُبع بحثاً بما فيه الكفاية من باحثين وكتاب وفقهاء ، واعني بعبارة (حديث) لأنه يُمارس اليوم – وللأسف الشديد – من قبل بعض الشيعة ولا اقول كل الشيعة حتى لا اتجنى على الآخرين وارميهم بالجهل او بالسخف ، وعلى اني اريد ان اكون موضوعيا ، اعمل بالعقل وانظر الى الواقع الراهن نظرية حيادية صحيحة لا تتجاوز الحق ، وما بعد الحق الا الباطل .
وزواج المتعة يعنون به الزواج المؤقت أو الزواج المنقطع ، أو المتعة ، وصفته : أن يعقد الرجل على المرأة لمدة محدودة ، تكون طالقاً بانتهائها دون الرجوع للزوج في الطلاق . ويمُارس هذا الزواج اليوم في ايران بشكل واضح وعلني ، على اعتبار ايران اكبر دولة شيعية .
يقول الدكتور جواد علي: ((وللفقهاء آراء في المتعة ، ولا تزال معروفة في بعض المذاهب. ومن دوافع حدوث هذا الزواج التنقل والأسفار والحروب ، حيث يضطر المرء إلى الاقتران بامرأة لأجل معين على صداق. فإذا انتهى الأجل ، انفسخ العقد. وعلى المرأة أن تعتدّ كما في أنواع الزواج الأخرى قبل أن يسمح لها بالاقتران بزوج آخر. فهو كزواج البعولة. فيما سوى الاتفاق على أجل معين يحدد مدة الزواج )). (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، ج 5 ص 255 ، الفصل السابع والخمسون : الاحوال الشخصية ، ط الرابعة دار الساقي ) .
ورغم كل كتُب وقيل عن زواج المتعة من انه حلال بنظر الشيعة – وقلنا ليس كل الشيعة – وحرام عند اهل السنة ، فالشيعة لم تغير رأيها في الموضوع ، ولا السنة تغير رأيها في الموضوع . والسنة بأجمعها تقول بحرمة زواج المتعة ، واما الشيعة فليس كلها تقول بحليته ، فالمعادلة اذن غير متساوية الكفة ، ويميل الحق مع الكفة الاكثر ، بحسب المعادلات الفيزيائية والرياضية والمنطق والفلسفة التي يقول بها العقل ، وما بعد العقل الا الجهل ، وهل يرضى عاقلا ان يُرمى بالجهل . ولو كان نكاح المتعة حلال لماذا يمارسه الذين يحللونه سرا وبالخفاء ، واتحدى اي قناة فضائية تجري لقاء وتظهر فيه بصورتها الحقيقية ، وتقول نعم انا تمتع مع فلان وفلان واعطاني مهري كاملا ، نعم ، ان ذلك لا يحدث ولن يحدث ، لأنه زنا مشرعن . وان التي تفعل ذلك تكون بنظر المجتمع زانية .

حجة الشيعة :
يقول مؤيدو حلية زواج المتعة ، إن في قوله :
{فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } .[سورة النساء 24] . ترخيص واضح في زواج المتعة .
جاء في تفسير (الميزان) : ((المراد بالاستمتاع المذكور في الآية نكاح المتعة بلا شك فإن الآية مدنية نازلة في سورة النساء في النصف الاول من عهد النبي (ص) بعد الهجرة على ما يشهد به معظم آياتها ، وهذا النكاح اعني نكاح المتعة كانت دائرة بينهم معمولة عندهم في هذا البرهة من الزمان من غير شك )) . ويضيف : (( فمن المتعين ان يحمل الاستمتاع المذكور في الآية على نكاح المتعة لدورانه بهذا الاسم عندهم يوم نزول الآية سواء قلنا بنسخ نكاح المتعة بعد ذلك بكتاب او سنة او لم نقل ، فإنما هو امر آخر . وجملة الامر ان المفهوم من الآية حكم نكاح المتعة ، وهو المنقول عن القدماء من مفسري الصحابة والتابعين ، كابن عباس وابن مسعود وابي بن كعب وقتادة ومجاهد والسدي وبا جبير والحسن )) { محمد حسين الطباطبائي ،الميزان ، ج 4 ، ص 271- 272، مؤسسة الاعلمي – بيروت لبنان ، الطبعة الثالثة 1974 م} .
والمصيبة ان جميع القائلين بحلية نكاح المتعة يقبلها على اعراض الناس ولا يقبلها على نفسه . بمعنى انه يرضى ان يمتع نفسه بمن شاء من النساء الاجانب ، لكنه يرفض ان يدع اخواته او بناته ان يتمتع بهن الآخرون . ينقل لنا صاحب تفسير(الميزان ) حديث دار بين ابي جعفر الباقر وبين رجل رافض نكاح المتعة الذي قال لأبي جعفر : ((ايسرك ان نساءك وبناتك واخواتك وبنات عمك يفعلن ؟ فأعرض عنه ابو جعفر (عليه السلام) حين ذكر نساءه وبنات عمه )) . {الميزان ، مصدر سابق ، ص 280} . فلو كان التمتع حلالا ، لماذا يرفض الامام ما حلله الله ؟!.
وصاحب هذه السطور يقول لكل الذي يرى حلية المتعة : دعني اتمتع باختك او ببنتك او بخالتك أوبعمتك ، سبعة ايام لا غير واعطيها من المهر ما شاءت ، ولك الاجر والثواب ، وبعد ذلك استخفر ربي .
اقول : الكثير من الفقهاء والباحثين والكتاب يردون على القائلين بحلية نكاح المتعة : من ان الهدف من الزواج هو التناسل والتكاثر ، هذا صحيح، لكنه ليس الهدف وانما الحاجة الملحة هو اشباع الغريزة الحيوانية ، والادلة كثيرة ، ومنها ان هناك كثير من النساء العاقرات اللواتي لا ينجبن ، لكن بعولتهن لا يبطلون من نكاحهن ، وهم لا يرجون منهن حمل ومن ثم انجاب . وهنا حديث منسوب للنبي ، مفاده انه قال : ايها الشباب من منكم يقوى على الباه ، يعني النكاح فليتزوج . ولم يقل من اراد منكم الذرية فليتزوج .
نعم الهدف الاساسي من الزواج اشباع الرغبة الجنسية الملحة ولا سيماء لدى الشاب ، ثم تأتي بعد ذلك طلب الذرية ، وحتى لو كانت زوجته لا تنجب فهو لا يمل من مجامعتها . ونصيحتي للذين يقولون بحليتها أن يكفوا عن ذلك وينهوا المسألة من اساسها ، خيرا لهم مما يعيبهم الآخرون وتستهزأ بعقولهم .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات