أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب الثالث المشترك















المزيد.....


خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب الثالث المشترك


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 04:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور علي عبد الرضا طبله
خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب الثالث المشترك

هناك أحداث مهمة جدا يجب علينا التوقف عندها لأجل الاستدلال على جذور الاختلاف من قبل ان يتحول الى خلاف كما نعرفه من بعد ذلك :
هناك خصائص اختص بها علي ع دون غيره فيما يرتبط بخاصية الخلافة واجمع على صحتها كل الرواة والكتاب والعلماء من كلا الطرفين وجاء ذكرها في ايات قرءانية اجمع الجميع على نزولها لتاكيدها والعديد من الاحاديث النبوية الصحيحة السند ولا اختلاف عليها من قبل كل الاطراف. سنتناول الجامع المشترك ونترك ما كان عليه اختلاف اعاذنا الله من الخلاف.
اولها : الخلافة : اختيار الرسول ص عليا لخلافته. والمراد بها هنا ، الاستخلاف . وهي جامعة لمعنيين . الاستخلاف في الغيبة ، والاستخلاف بعد الموت . ووجودها في نفس المقام مع ( الوصاية ) يجعلها تأخذ ( المعنى الأول : ) وهو القيام بأعمال بالوكالة عن الرسول ص وهذا النوع من الاستخلاف كان واضحا في سيرة الرسول ص لما كان يختار عليا ع لخلافته في أمور جسام .
المبيت والاستخلاف : وتجسد ذلك في استخلاف الرسول صلى الله عليه وآله إياه في مكة لقضاء ديونه عند الهجرة . حيث أدى عنه الديون ، ورعى آل البيت ع بعده. لولا ما تم ليلة المبيت لما ترتبت هجرة الرسول ص على تلك الشاكلة . لقد عزم المشركون على قتل النبي ص وأعدوا لذلك خطة . وتوجب ساعتئذ عليه ص أن يهاجر . علانية ، إذ أن القوم وزعوا عيونهم ، وهم يتربصون به . ولكي يموه عليهم الرسول ص رتب أمر مبيت علي ع في فراشه. وذلك المبيت يعكس خطورة الموقف . فلو كان الرسول ص في خيار ، لما ضحى بعلي ع ليلة المبيت أول ليلة فداء. نام علي ع في فراش الرسول ص وهو ينتظر الحراب كي تتوالى. ويومها نزل قوله تعالى { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، والله رؤوف بالعباد } ( البقرة : 207 ) ( أجمع على ذلك المفسرون )
وفي تبوك : حيث لم يكن من عادة الرسول ص أن يستخلف عليا ع وراءه لما تقوم الغزوات . وهو أنفع للإسلام في المعركة يومها ، منه في حراسة المدينة . وهو بهذا الجهاد أقام أركان الدين ، وقد قال فيه الرسول ص { لولا سيف علي ومال خديجة ، لما قام للإسلام قائمة }! . غير أن غزوة تبوك على إثر اتساع الرقعة الإسلامية المجتمعية . فقد دخل في الإسلام ( الغث والسمين ) واندس المنافقون وكثروا . وأغلبهم كان من المؤلفة قلوبهم الذين أسلموا مقابل جعل مالي مخصص لتأليف قلوبهم. وخروج الرسول ص في هكذا ظروف ، حيث تحيط بالمدينة جموع من المنافقين الذين يخشى انقلابهم على أهله ، استغلالا للظروف . فكان يومها علي ع أصلح للبقاء في المدينة . والأجواء المحيطة بها تتطلب خلافة محكمة . وفي ذلك يروي الطبري عن ابن إسحاق خلف رسول الله : علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم. وذكر ابن هشام : استعمل ص على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري وخلف علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له ، وتخففا منه ، فلما قالوا ذلك أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله ص: وهو نازل في الجرف فقال يا نبي الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني فقال { كذبوا ولكن خلفتك لما تركت ورائي فارجع فأخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي } ، فرجع علي ع إلى المدينة . .
وبخصوص سورة براءة : يروي النسائي في خصائصه ، عن سعد قال : بعث رسول الله ص أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله ص { لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني } (روى الحديث بأسانيد مختلفة عن النسائي في الخصائص ، وكذلك روى الحديث الطبري في تفسيره والحاكم في مستدركه. وهذه الرواية التي أجمع على صحتها نقلة الأخبار من كلا المذهبين ، تشير إلى واقع تحقق الخلافة لعلي ع في زمن الوحي . وهذه لفتة تاريخية كافية ، كدليل على الخصوصية التي تميز بها علي ع وإذا كان علي ع بالتبليغ الإلهي أهلا أن يبلغ عن الرسول ص فكيف لا يكون أهلا لخلافة الأمة من بعده!
في أحد : واجه الإسلام مصيرا مأساويا يوم أحد . وزاد من تلك الخطورة ، إن تفرق المسلمون ، وشردوا من سيوف الكفار . ولم يبقى في المعركة سوى الرسول صلى الله عليه وآله وعلي (ع) وبقية قليلة من الصحابة الذين قر الإيمان في صدورهم . وكان أبو بكر وعمر من أولئك الفارين في المعركة . وتمسك عمر ، بمقتل الرسول صلى الله عليه وآله كورقة لتبرير فراره من الزحف . في هذا الأثناء كان سيف علي ع يمخر الأعناق ببسالة أسطورية. ذكر الطبري : ( لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية . أبصر رسول الله ص جماعة من المشركين فقال لعلي : إحمل عليهم فحمل عليهم ، ففرق جمعهم وقتل عمر بن عبد الله الجمصي فقال جبريل : يا رسول الله إن هذه للمواساة ، فقال رسول الله : { إنه مني وأنا منه } ، فقال جبرائيل : وأنا منكما فسمعوا صوتا { لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار } ) )
في وقعة الخندق : كانت هذه المعركة التي لم يشترك فيها المسلمون وجها لوجه مع الكفار ، إحدى المعارك الاستراتيجية في تاريخ الإسلام . وخفف عن ذلك ما اقترحه سلمان الفارسي (رض) من حفر الخندق لغاية الدفاع . غير أن تجرأ عمرو بن ود العامري ، واقتحامه الخندق طلبا للمبارزة ، قد أوقع الإسلام كله أمام تهديد مصيري . وفيها كان عمرو بن ود يطلب المبارزة ويقول ولقد بححت من النداء بجمعهم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع موقف العز المناجز ولم يستجب أحد لهذا الصوت ، وفي الصحابة أبو بكر ، وعمر . . لم يستجب إلا علي بن أبي طالب ، فلقد كان يقف ويطلب من الرسول صلى الله عليه وآله الخروج إليه ، حتى أذن ودعا له . وبعد أن نصر الله المسلمين في الأحزاب بعلي (ع) قال الرسول ص كلمته الشهيرة : { لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة } ( ذكره الطبري ج 2 ص 514 ) .
يوم خيبر : كانت هذه المعركة ضد يهود خيبر . وكانت حصونهم مانعتهم من المحاربين وكان الرسول صلى الله عليه وآله قد أعطى الراية لرجلين . الأول أبي بكر والثاني عمر فالأول انهزم وولى منكسرا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وبلا نتيجة . والثاني : انهزم أيضا ، ورجع يجبن الذين معه ، ويجبنونه وساعتئذ قال ص لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله . فاشرأبت أعناق الناس إليها . وفي الغد دعا عليا ع وكان به رمد . فمسح على عينيه فبرئ ، وحمل الراية ، وفتح حصن خيبر وسجل فيها أروع نماذج البطولة وقتل بطل الأبطال ( مرحب ) .
وكل ما تتطلبه مسؤولية الخلافة ، كان متوفرا في شخص الإمام علي ع . فالفقه والقضاء اللذان شكلا روح الدولة الإسلامية . كانتا ميزتين علي ع وبعد ذلك لم يكن هناك قطاع أهم في مجتمع الإسلام من القطاع العسكري ، وعلي ع لا شك ، كان أكبر ، وأعلى رجل عسكري في دولة الإسلام.
ولكن ، لا بد أن نتذكر العوامل الأخرى ، التي يمكنها أن تعرقل مشروع الإمامة . وهي ذاتها التي كانت عقبة في وجه مشروع النبوة . إنه العامل القبلي الذي بقي راسخا في نفوس الأغلبية الساحقة . فرفضت على علي ع الإمامة مثلما رفضت على محمد ص النبوة ، لا لشئ إلا لأنهما من بني هاشم وكل ذلك رؤية قبلية محضة لقضايا إسلامية مجردة.
ثانيها : الآية ( 61 ) من سورة آل عمران آية المباهلة ، و هي
﴿-;---;-- فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾-;---;--
أما المعنى اللغوي للمباهلة فهي الملاعنة و الدعاء على الطرف الآخر بالدمار و الهلاك ، و قوله عَزَّ و جَلَّ { نَبْتَهِلْ } أي نلتعن . و قد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين جميعاً في شأن قضية و قعت بين رسول الله ص و نصارى نجران ، فقال الأسقف بعد ما شهد وأصحابه من أتى بهم الرسول ص للمباهاة : إني لأرى و جوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول الله ص و قال : { و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا ... } ومن الأحاديث التي جاءت عن النبي ص أنه قال في علي وفاطمة والحسن والحسين : إنهم أهل البيت، ودعا لهم الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا . وقد روى ذلك جماعة من الصحابة عن النبي ص منهم أم المؤمنين أم سلمة وأبو سعيد، وأنس، وواثلة بن الأسقع، وأم المؤمنين عائشة، وغيرهم. حادثة المباهلة، وهي واقعة معروفة جدا، وفيها أتى النبي ص بالحسن والحسين دلالة على أبنائنا وما يكون من أبنائهم فهم أبناء الرسول ص هكذا تقول العرب وفاطمة في الدلالة على ( نسائنا ) وعلي للدلالة علي ( انفسنا ) وهذا اخطر الأمور إذ جعل النبي ص عليا بمقام نفسه ما اكد العديد من الاحاديث السابقة واللاحقة في ذكر فضائل علي ومقامه وقوله لعلي : { أنت مني بمرتبة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي }. أن اختيار النبي لهؤلاء يمتلك العديد من الدلائل لعل اعظمها الإعلان النبوي الصريح والذي لا لبس فيه في تقديمهم على باقي المسلمين جميعا.
ثالثها : آية التطهير:
{إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
إن الآية الكريمة نزلت على الرسول وهو في بيت أم سلمة، وهي صريحة في تكريم أهل البيت، وتمييزهم وخصهم بكرامة عالية ومنقبة جلية سامية، ألا وهي إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم تطهيراً؛ ودلّت الأخبار الصحيحة المتظافرة عن النبي ص على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء وهم: رسول الله ص وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وروى ذلك عدد كبير من الصحابة كابن عباس وأبي سعيد الخدري وعمر بن أبي سلمة وواثلة بن الأسقع وجابر بن عبدالله الأنصاري وسعد بن أبي وقاص وزيد بن أرقم وأم سلمة وعائشة وغيرهم، وأخرج مسلم في صحيحه بسنده إلى عائشة، قالت: خرج النبي ص غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: { إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم }. وقد جاء في صحيح البخاري أن عائشة قالت: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري، أي براءتها من التهمة التي وجهت لها . أن أية التطهير دليل كامل المعاني والإشارة والتحديد في رفع درجة أهل بيته إلى مرتبة العصمة التي خص الله بها النبيين والمرسلين فقط. ولهذا التخصيص أبعاد دينية وسياسية خطيرة جدا.
رابعها : الولاية : كنا قد عرفنا إن الرسول ص لم يكن حاشاه غافلا عن قيمة الخلافة والاستخلاف . وكانت خطبة الوداع ، برنامجا لهم ، يقيهم عثرات المستقبل. لم يغادر الرسول ص الحياة ، حتى وقف تلك الوقفة التاريخية الكبرى بحجة الوداع ، ليعلن بصريح النص ( إن عليا ولي للمؤمنين ) بعده وقصة الخبركالتالي : ( استطاع أحمد الأميني النجفي في كتابه : الغدير . إحصاء رواة الحديث من الصحابة والتابعين والعلماء ، فكان أن أثبت بالأسانيد الموثقة أن عدد رواة الحديث من الصحابة 110 و عدد رواته من التابعين 84 و عدد رواته من العلماء 359 )
كان يوم الثامن عشر من ذي الحجة في سنة عشرة من الهجرة ، حيث وصل الرسول ص من حجة الوداع . وكان اسم المكان (غدير خم) يقع على مقربة من الجحفة بناحية رابغ بين مكة والمدينة وذكر اليعقوبي في تاريخه ، إنه ص قام خطيبا (بغدير خم) وأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : { فمن كنت مولاه ، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه } ثم قال : { أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردي على الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي ، عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما } وقالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : { الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلوا ، ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي } (تاريخ اليعقوبي (المجلد الثاني ص 109 دار صادر ) .
وأكد فيها على آل بيته ع وولى فيها عليا ع بقوله { ألا من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه } كررها ثلاث مرات ( وفي لفظ أحمد بن حنبل كررها أربع مرات ) وحذرهم من مغبة التجاوز للنص ، ابتغاء الرأي والباطل . كما حذرهم من مغبة التضليل الافتتان والردة والافتان . ذكر اليعقوبي في تاريخه : { لا ترجعوا بعدي كفارا مضللين يملك بعضكم رقاب بعض إني خلفت فيكم الثقلين ما أن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي } ثم أمر الناس بالالتزام بما أعلنه وأودعه فيهم قائلا : { إنكم مسؤولون فليبلغ الشاهد الغائب } ( تاريخ اليعقوبي (903 – 93 ) وكان الإمام علي ع هو المرشح ، لولاية المسلمين بعد وفاة الرسول ص وبعد أن تبين أمر الولاية . نزلت الآية الكريمة { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة . وذكر السيوطي في الدر المنثور والخطيب البغدادي في التاريخ ، نزولها في الغدير ) وحيث إن الوضع يومئذ لا يسمح بالمعارضة . فإن المجموعة المعارضة لعلي ع لم تعلق، باستثناء بعض الحالات واستمرت في صمتها تترقب الفرصة . وفي وفاة النبي ص بدأت المواقف تتبلور، وتنعكس على أرض الواقع الإسلامي.
وأصل الحديث كما ذكره الألباني : عن أبي الطفيل عن زيد بن ارقم قال : لما رجع رسول الله من حجة الوداع ، ونزل غدير خُـم ، أمر بدوحاتٍ فقُمِمْن ، ثم قال :
{ كأني قد دُعيت فأجبت، وأني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانـهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض } ثم قال : { إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه }
وذكر ابن كثير في تاريخه ، قال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان بن هدبة بن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون عن عدي بن ثابت عن البراء قال : كنا مع رسول الله ص في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم فسح لرسول الله ص تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة ودعا رسول الله ص عليا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال { ألست أولى بكل امرئ من نفسه } قالوا بلى، قال { هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فلقيه عمر بن الخطاب فقال هنيئا لك ( او: بخ بخ ابا الحسن ) أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة }
وذكره النسائي في خصائصه ( النسائي - الخصائص ص 150 تحقيق وتعليق : الشيخ محمد باقر المحمودي الطبعة الأولى (1403 - 1983) حيث قال : أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد . قال : أخبرنا أبو عوانة عن سليمان ( الأعشر ) قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ( عامر بن وائلة ) عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي ص من حجة الوداع ونزل ( غدير خم ) أمر بدوحات فقصمن ثم قال : { كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض }. ثم قال : { إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن } . ثم إنه أخذ بيد علي (رض) فقال : { من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه } (نفس الحديث رواه النسائي بأسانيد وطرق مختلفة ، وكذلك رواه جمع غفير من المحدثين كابن حنبل في المسند والحاكم في المستدرك ، والحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب . والطبري في مؤلفه الخاص ، والطبراني في المعجم الأوسط والسيوطي في الدر المنثور وغيرها من كتب الحديث . ورجاله رجال الصحاح على شرط البخاري ومسلم على حد قول ( الحاكم ) وغيرها من الموثقات التي يضيق بها المقام ). فذكر ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة في تفسير معنى الولي : ( لا نسلم أن معنى الولي ما ذكروه ، بل معناه الناصر ، لأنه مشترك بين معان كالمعتق والعتيق ، والمتصرف في الأمر ، والناصر والمحبوب ، وهو حقيقة في كل منها ، وتعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكم لا يعتد به ، وتعميمه في مفاهيم كلها لا يسوغ ).
وقد نقله ابن كثير بطوله في البداية والنهاية واقتصر على ذكر تصحيح الإمام الذهبي له ، قال في البداية والنهاية ج5ص209 : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح. قول النبي ص أتى في خطبة له بغدير خم ، الواقع بين مكة والمدينة، والتي القاها في مائة وعشرين الف من المسلمين من بعد ما أدوا فريضة الحج. بنصه، ورد في صحيح سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الرابع ص330ح1750. ، والحق إن هذا الحديث ( من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه ) لا أحد من المسلمين ينكر صدوره من النبي ص. إذ جاء بسند صحيح أن أبا أيوب الأنصاري وبعض الأنصار من الصحابة شهدوا أمام أمير المؤمنين عليه السلام بـأنـهم موالي وعبيد مملوكون له كما كانوا كذلك لرسول الله ص، فسألهم علي عن سبب كونـهم موالي له مع أنـهم من العرب ، والحال أن المولى يكون حبشيا أسودا أو أعجميا وليس بعربي ، فقالوا إنـهم سمعوا رسول الله ص يقول يوم غدير خُم ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) .وهذا نص الحديث كما في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2ص707ح967 : " عن رياح الحارث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . فقال : كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ ، قالوا : سـمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فهذا مولاه . قال رياح : فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري .وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع ص340 وعلق عليه ( قلت : وهذا إسناد جيد رجاله ثقات ) ، وكذا علق عليه محقق كتاب فضائل الصحابة وصي الله بن محمد عباس بقوله ( إسناده صحيح ). والذي رواه الترمذي (3713). حتى قال عمر لعلي : هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. رواه أحمد (17749). وفي بعض الروايات: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه مسند أحمد (17749) وسنن ابن ماجه (116).
يتبع ...



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 4 - التقسيم وبعد ج 3 - الباب ...
- نفاق مدعيّ نبذ الطائفية
- خلاف طائفي ام سياسي والتقسيم مقال مشترك - الباب الاول
- التقسيم ... وبعد ؟ الجزء الأول
- التقسيم ... وبعد ؟ الجزء الثاني
- خلاف طائفي ام سياسي ... وما العمل ؟ الجزء الثالث
- خلاف طائفي ام سياسي ... وما العمل ؟ الجزء الثاني
- خلاف طائفي ام سياسي ... وما العمل ؟ الجزء الأول
- { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في ...
- { لا شيعة بعد اليوم } الجزء الثاني من ثلاثة أجزاء
- { لا شيعة بعد اليوم } ... { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في ا ...
- { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في ...
- المطلوب قرار فريد من نوعه غير مسبوق ج 3 من ثلاثة اجزاء
- فهم الصراع الوجودي شرط لحسمه ج 2 ثلاثة اجزاء
- خطابنا والصراع الوجودي المحتدم
- صراع وجودي بأمتياز يتطلب قرارا فريدا من نوعه غير مسبوق – الج ...
- العراق : مفترق طرق حاسم وخطير
- السياسي : من يستمع جيدا ويتتلمذ ويتفكر بالأمر ويعمل
- لآذاركم في الواحد والثلاثين منه
- داعش - البعث - الحاضنة المتلفعة برداء السنة زيفا ... جنود ال ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب الثالث المشترك