أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - منو فينا مو قشمر!














المزيد.....

منو فينا مو قشمر!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 01:25
المحور: كتابات ساخرة
    


مع الاعتذار للذين ترد أسماؤهم في هذه الأسطر ونحن نعيش الحال
الأسوءَ من أجواء القشمرة مع احتلال الدواعش للرمادي من جديد

استدعي العقيد حسين في نيسان من عام 1991 مع طاقم حراسته للإشراف على الطريق بين الموصل و اربيل، كلف رسمياً بمراقبة حركة السير بين المدينتين وحدد له موقع سيطرة الموصل ـ اربيل في مدخل ناحية برطلة للبدء بالدوام والتواجد من منتصف نيسان..
كانت التوجيهات واضحة لا تقبل اللبس.. بالإضافة إلى مراقبة واعتقال المطلوبين من احتمالات تسرب أفراد من المعارضة من مناطق كردستان إلى بقية مناطق العراق.. كلف برصد الحاجيات واحتمالات إرسال البريد والمنشورات السرية المناهضة للسلطة.. كذلك أمر بمنع نقل المواد الغذائية من الموصل إلى اربيل ومصادرة ما في حوزة المسافرين من علب الدخان إن تجاوزت أكثر من علبة أو أكياس الملح ناهيك عن الطحين والشاي والسكر أو أية مواد مفيدة أو ضرورية بما فيها الأدوية والمستلزمات الطبية..
لم يكن العقيد حسين متحمساً للمهمة.. اعتبرها اهانة له .. لتاريخه وقدراته العسكرية ناهيك عن رتبته.. لذلك ترك تفاصيل المهمة والتدقيق في الأمر للملازم صيهود وبقية الجنود.. كانت الساعات تمضي.. مع الزمن تتكدس أمامه الحاجيات الممنوعة.. أكياس معبأة بالطحين لا يتجاوز وزنها عن الثلاث كيلوغرامات.. علب دخان.. عدس.. حمص.. سكر.. شاي.. في نهاية اليوم الأول واجه استفساراً من الملازم صيهود:
ـ سيدي ماذا نفعل بهذه المواد؟..
احتار العقيد حسين.. شعرَ بالحرج.. لم يكن يتوقعُ يوماً انه سيكلف بمهمة كهذه.. شعر بالاشمئزاز والقرف.. لكنه تدارك الموقف قائلا ً:
ـ تصرف كما تريد.. تخلص منها.. وزعها.. أحرقها.. أتلفها.. افعل أي شيء تراه مناسبا ً.
في اليوم التالي واصل صيهود مهامه في التخلص من الحاجيات المتراكمة، اكتفى العقيد حسين بمشاهدة ما يفعله الجنود.. بقي الأمر هكذا عدة أيام لغاية الثلاثين من نيسان عصرا ً.. حينما لفت انتباهه شخصا ً يتجاوز السيطرة مشيا ً على الأقدام عن بعد يحملُ على ظهره كيسا ً محشوا ً بالحاجيات.. طلب من الملازم صيهود اقتياد الشخص المذكور وجلبه لمعرفة شيء عن سبب تجاوزه السيطرة والتأكد إن كانت مَعهُ ممنوعات.. بعد أقل من نصف ساعة وجد أمامه كهلا ً متجاوزاً الستين من عمره ليستجوبه:
ـ إلى أين أنت ذاهب؟ ماذا معك؟ لماذا لم تمر من هنا وسلكت الطريق البعيد؟
ـ سيدي أنا من اربيل.. معي القليل من المواد الغذائية لعائلتي.. إنْ عبرتُ من السيطرة ستأخذونها مني وتصادرونها.. عائلتي بحاجة لها.. وأفرغ الكيس أمامه.. ملح.. كيلو عدس.. القليل من الحمص.. البرغل.. جميعها لا تتجاوز الخمس كيلوغرامات قالها بمرارة.. كان خائفاً ومتردداً مما سيأمر بهِ الضابط الجالس على الكرسي وهو يستجوبه..
فكر العقيد حسين مع نفسه.. أخذ نفساً عميقاً من الهواء ليطلقه زفيراً طويلا ً بعد أن وضعَ كفه بالقرب من فمه حائراً ماذا يقول:
ـ قلتَ لي أنت ذاهب إلى اربيل.. من هناك؟ من يدير شؤون اربيل؟..
ـ سيدي هناك جلال الطالباني.. مسعود البارزاني..
ـ قل جلال طالباني قشمر..
ـ سيدي أرجوك.. أخذ يتطلع نحو ركاب الكوستر من كُرد اربيل بحذر ٍ..
ـ لا تخف من هؤلاء وقل جلال طالباني قشمر وإلاّ حجزتُ حاجياتك وأمرت بمصادرتها.. بعد تردد نطق الكهل:
ـ سيدي جلال طالباني قشمر..
ـ قل مسعود بارزاني قشمر..
بتردد أيضا ً كرر:
ـ سيدي مسعود بارزاني قشمر..
ـ قل صدام حسين قشمر..
ـ سيدي.. أرجوك.. أعفيني.. أخذ يجول بنظره غير مصدقا ً ومتلعثما ً.. كيف.. سيدي!!..
ـ والله إذا لم تقل صدام حسين قشمر لأحجزك وادفع بك للسجن..
بصوت خافت ردد الكهل.. س..ي..دي.. ص..د..ا..م.. ق.. ش..م..ر..
ـ لا.. أرفع صوتك أعلى كي يسمعك الجميع وقل صدام قشمر .. لا تخاف..
نطقها:
ـ صدام حسين قشمر..
ـ قل عليّ أنتَ يا عقيد قشمر..
ـ سيدي أرجوك جنودك يسمعون..
ـ لا تهتم.. قل عليّ همينة أنت قشمر..
ـ سيدي أنت قشمر..
ـ قل على نفسك .. أنا قشمر..
ـ رددَ الكهل ببساطة أنا قشمر .. قشمر.. قشمر يندب وجهه
أردف العقيد حسين مُعللا ً تصرفه:
ـ لو كُلنا مو قشامر .. ما كان وصل الوضع لهذه الحالة.. شيل عمي.. حاجياتك.. واركب الكوستر وروح الله وياك .. أنا عقيد في الجيش ومهمتي الآن مراقبة ومصادرة كيلو البرغل ورأس البصل.. هذا وضع مال قشامر لولا؟!!..
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ مقطع من كتابات غير صالحة للنشر كان حبيس محجر يمنع النشر من عقدين من الزمن



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري
- هلْ تحولَ الحزب الديمقراطي إلى حزب البعث الكردستاني؟!
- من أجل تحرير المسلمين وانقاذهم من أوهام الدين..
- آشتي يزور التاريخ ويتجنى على الضحايا!
- تحرير سنجار لا يَلغي مَسْؤولية مَنْ سَاهمَ بسقوطها!
- بحزاني لَنْ تخشع وجبل سنجار لنْ يركع ..
- مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين
- نفاق السياسة في الحرب على دولة الخلافة
- لقاء مع اللاجئين العراقيين والسوريين في هامبورغ
- توثيق جينوسايد سنجار وسهل نينوى ضرورة ملحة
- سنجار .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش
- نداء استغاثة الى الضمير الانساني ضد الابادة الجماعية للإيزيد ...
- رسالة مفتوحة الى الله
- نداء عاجل..!!
- طلاسم النار في جبل سنجار !
- ماذا جرى في سنجار ؟!
- هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!
- هلوسة .. ما قبل فناء العراق ..
- زيارة تفقيدية لمراكز اللجوء في هامبورغ
- هلوسة .. ما بعد خراب الموصل!


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - منو فينا مو قشمر!