أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !














المزيد.....

وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


،


كلنا يعلم ، إن في تاريخ أوربا ومنذ نشأتها كإمارات ومقاطعات، مرت بالكثير الذي لا يعد ولا يحصى من الحروب ومنها استمرّت عقوداً طويلة فتكت بالأخضر واليابس. غيرت من حدود، غرر بملوك وأمراء، ناهيك عن شعوبها وماعانته من جرّهم كجنود الى تفتيت وتهجير وجوع وأمراض فتكت بهم. حتى إن حرب الثلاثين سنة من 1618-1648، في أوربا وعلى رأسها الامبراطورية البروسية مع حلفائها من جهة ومن جهة أخرى فرنسا وحلفائها. كانت حرب أسبابها دينية مابين الكاثوليك والبروتستانت، ولو على الأقل ماأدعوه حينذاك، أما الأسباب الرئيسية فهي الأطماع الإقليمية وتوسيع مساحات الإمارات والإستيلاء على ثرواتها. ونهاية هذه الحرب كانت خسائر عظيمة لم تتعافَ منها أوربا الا بعد وقت طويل. وأذكر مثالاً بسيطاً لتلك الخسائر في عدد سكان المانيا، مثلاً في جنوب المانيا اذ لم يسلم الا ثلث سكانها من الموت. أما في برلين فقد بقي منهم 5000 نسمة فقط بعد أن كان عددهم قبل الحرب 12000 نسمة، وفي أحدى ضواحي برلين المعروفة بأسم Bernauer، فلم ينجو الا 12 شخصا من هذه الحرب!
لم تستفد أوربا من هذه الدروس حتى بعد ولادة الصناعة والتطورات التكنولوجية الهائلة في حل مشاكلها بالحكمة السياسية، بل على العكس زاد هذا التطور الحروب شراسة وضراوة، لإستخدام وسائل القتل الحديثة، من طائرات ولأول مرة الا تطور المدفعية والغواصات وحتى الغازات السامة وكلها ولأول مرة زاد من خسائر الحروب بشرياً وإقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً. وكان من المفروض ان لاتقع أوربا في مصيدة الحرب مرة ثانية وخصوصا بعد أن رأت القيادات الأوربية إن الحروب ليست هي بديلا عن الجلوس مع الغريم ومحاولة الوصول الى حلول ترضي جميع الأطراف. فالأزمة الإقتصادية والإنهيار الرهيب الذي أصاب أوربا وأمريكا، عجّل وساعد الحزب القومي الفاشي بالتسلق على أكتاف الضعف الإنساني والإنهيار الأخلاقي، في قضائه على الأحزاب اليسارية والليبرالية وأخذ زمام الحكم وقيادة أوربا الى حرب ممزقة أخرى، أنتهت بخسائر فظيعة لكل الأطراف وحتى الرابحة منها.
محصلة حاصل إن مدة 70 سنة ماوصلته أوربا من سلام من نهاية الحرب العالمية الثانية الى اليوم هو أطول فترة من الزمن لم تتحارب فيها أوربا. وما أود قوله إن أوربا أحتاجت لقرون من الزمان ومن دروس في الخسائر البشرية والإقتصادية، حتى أخذت عبرتها من هذا كله، ودخلت الآن بمرحلة السوق الأوربية المشتركة والتبادل الحضاري والثقافي وأُزيلت الحدود وتوحد العملة فيها. فكم يحتاج لنا نحن الشرق بعربه وكرده وتركمانه وغيره من الأقليات، من زمن ونحن في القرن 21 وتطور الأسلحة وبلدان يقودها الأرث القبلي العشائري وإنسحاق الأحزاب اليسارية وضعفها، الى إنعدام أو شبه إنعدام الطبقات الوسطى وحتى تشعب المصالح الخارجية المتنفذة بشكل مباشر في سياسيات وقرارات البلاد من العراق وسوريا واليمن وحتى مصر، من قبل تركيا وايران والسعودية. وأقربها هو تقسيم المنطقة بشكل جديد مختلف عما عرفناه للآن والتهيئة له بشكل تدريجي بأشتباكات وحروب بين كر وفر من قبل داعش والحكومة العراقية من جهة والأكراد والحكومة السورية والمعارضة من جهة أخرى. الى مناطق أو بالأحرى الى دويلات سنية وشيعية وكردية. وتجري عمليات وصفقات بيع الأسلحة والذمم والخطط اللوجستية وبأموال خليجية وطيران سعودي مصري وغيره، الى تهديدات أوردغان الأخيرة بخطابه ووعوده ضد السيسي ومصر، لحكم الإعدام بمرسي. كأن مصر ليست دولة ذات أقليم وسيادة، تتصرف حسب قوانينها المتفق عليها من قبل مجالسها التشريعية والتنفيذية. أقول هذا وأنا شخصياً ضد أحكام الإعدام بكل أنواعها، وأقول هذا ليس دفاعاً عن السيسي وسياسته، وأخيراً أقول هذا ليس كرهاً بأردوغان وسياسته بدعم داعش وبخروقات تركيا السياسية بحق معارضي بلده وزجهم بالسجون وبإنتهاكهم حقوق الأكراد وعدم إعترافهم لليوم بمجازر العثمانيين بحق الأرمن.
أقول كل هذا، فقط للمعرفة وللمقارنة كحقائق أضعها نصب العين ودروس من الماضي لشعوب سبقتنا بهذه الأخطاء، إن الحلول العسكرية هي ليست بديلا للحلول السياسية، وعسى أن نعتبر بهذه العبر ولانحتاج الى 500 سنة حتى نصل لهذه القناعات، ونكون كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية العصفور فلم يستطع ذلك ونسي مشيته !



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالة - يالة
- هل الحياة لحن، أم اللحن حياة؟؟
- مابين نقطتين
- يانساء الشرق إتحدن!
- حنظلة آلامي
- مسمار جحا
- تانغو الحرية
- هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!
- ملل الآلام
- قولوا نعيماً!
- ذاكرة الريح
- ماهو الوطن؟
- أنا أحمد- Je suis Ahmed-
- صرخة وطن مكتومة -الأغتصاب الأبدي-
- لماذا يخيفهم الضحك؟
- الأثنان، أم الواحد؟!
- عواء الصمت
- قصيدة حلم
- حوار بين مغيب وشروق
- قصيدتان


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !