أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ














المزيد.....

ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 22:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
نعيم عبد مهلهل
ثلاثة يهتزون بحب في تلك البيئة الساحرة التي تسكن الوجود والموجود ، وأتخيلهم وتر العالم الذي يهتز بفعل نغم موسيقى الروح التي يسكنها نشيد ( الدللوه يا ولد يبني دللوه ..عدوك حزين وساكن الجَول ).
والجَول هي الفراغات البرية التي تحاط بالمدن حيث تكون اغلبها ملاعب لكرة القدم يذهب اليها أبناء تلكَ المدن ليُنضموا المسابقات بين المدارس والفرق الشعبية . وبمرور الزمن اختفى الجَول حين تطورت الحياة وتوسعت المدن ووزعت الحكومات تلك ( الأجوال ) كقطع سكنية الى موظفيها وتحولت الى احياء سكنية حديثة واختفى الجَول ، لكنه بقيَّ في الارياف يحمل ذات الصفات.
فقط قرى المعدان الطافية على بساط الماء المعتم بظلام الليل حيث النسائم الباردة تهز القصب بِحُبْ ، وتعيد صدى ترنيمة الأم لولدها عن ساكن ( الجَول ) رغم أن لا برية تحيط بتلك الجزر الطافية وإذا تمنوا أن يطلقون لسيقانهم سياحة المشي في ذلك الجول عليهم ركوب الزوارق والذهاب اليه.
وبعيدا عن براري القرى والمدن أتخيل ذكرى الاشياء التي تسكنني بموسيقى اهتزازها ، عدا تلك النشوة الازلية التي يمنحها اهتزاز السرير في صنع آهة الغرام ودهشته.
هنا حيث المدن الصغيرة لا تملك لثباتها أساسات في الأرض والاسمنت والحديد ،بل أن اعواد القصب المصنوعة على شكل أعمدة والمسماة ( الشبة ) هي من تثبت دعائم وقوف هذه البيوت تحت الماء ، وحين تأتي عاصفة ترابية قوية في ظهيرة صيف قائظ يصيب المعدان قلق كبير من أن بيوتهم سترتدي أجنحة وستطير بعيدا .
وقتها لا أشعر أن الريح تهتز بحب بل بقسوة وكأنها تعلن حربا على أولئك المساكين الذين لا يحتاجون الى خديعة الحصان الخشبي ليهزمهم ، ف(عجاجة ) واحدة تجعلهم يرفعون ايديهم مستسلمين الى هذا القدر ومفكرين ببناء جبيشة جديدة وصريفة تأويهم هم وجواميسهم ، أما المدرسة فحين تطير صرائفها فعلى مديرية التربية أن ترسل مهندسها ليجري كشفا على الاضرار ودائما يكتب في نهاية التقرير :القرية تحتاج الى مدرسة جديدة فقد كان هنا توسينامي ورحل قبل يوم .
عدا هذا الاهتزاز المدمر ، هناك ثلاثة اهتزازات تشعركَ أن نافذة الحياة والامل بفضلهم تكون مشرعة على الدوام في هذا المكان الذي يشعرك الحب فيه أنه من أجمل رومانسيات هذا العالم. والاهتزازات هي قربة الجلد المسماة ( سِكَهْ ) التي يتحول فيها الحليب لبن وزبده بفضل اهتزازه بين الاوتاد التي يثبت بها ، حيث تقول النساء بهزه مع تمتمات بغناء لا يسمعه أحد سواهن ، وهذا الهز يذكرني بتغيرات الحياة وتحولاتها عبر الحليب الذي يرتبط في صورته الانسانية بأثداء امهاتنا . أما الاهتزاز الثاني فهو اهتزاز المهد التي تصنعها نساء المعدان على شكل أرجوحة من القصب والحبال وقماش اكياس الحنطة ، يغفوا بها الاطفال في نوم هادئ ينتظرون احلام قادمة للماء ورعي الجواميس ومن يدخل المدرسة منهم سيفكر بحياة جديدة اجملها هو الذهاب الى ثكنة الجيش في الناصرية والتطوع كجندي أول في لواء الرابع عشر مشاة .
الاهتزاز الثالث هو اهتزاز ضرع الجاموسة الممتلئ بالحليب قبل ان يستسلم لأصابع النساء ويرتخي بلذة سحب حلمة الضرع لينزل الحليب كما مطر ربيعي ، يبلل بحنينه ولذته وصفاء لونه وجه من تحلبهُ وتتمناه فم الرجل الذي سيختارها زوجة وتغفوا على سنة الله ورسوله بين أحضانه الدافئة.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ