سيرة حرامي مصر الأَول 2

بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 19:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قد مر بنا في مقالتنا الأولى الموسومة بنفس العنوان أَعلاه ، التعريف بحال عمرو بن العاص ونسبه ..وها نحن اليوم نفتتح سيرة الرجل في حكم مصر ونهبها .. طبعاً ستكون السيرة مختصرة مقتصرة كوني عارفاً مُدركاً أَن القاريء العربي لا يحب التفاصيل ولايحب القراءة أَساساً ، المهم أَنَّ عمرو بن العاص تولى امور خراج مصر مرتين ..مرة ايام الخليفة عمر بن صهاك ( رضي الله عنه ) ثم تمت إِقالته أَيام الخليفة عثمان بن عفان (رض) أَو كما كانت تسميه السيدة عائشة ((بنعثل)) ، وذلك بسبب فساد ذمته المالية ..ثم أَعاده بني أُمية على تولي امور مصر بعد مساهمته مع أُم المؤمنين عائشة ( رض) وغيرهم من الصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم بنحر الخليفة ((نعثل)) رضوان الله تعالى عليه ، فيما أُطلق عليه لاحقاً بالفتنة الكبرى..وطبعاً كانت الفتنة كبرى لأَنه شاركت فيها كافة فئات الصحابة وامهات المؤمنين( رضوان الله عليهم أَجمعين) .. ما سنطرحه اليوم يختص تحديداً بطبيعة المراسلات التي كانت تتم بين دار الخلافة ممثلة بالخليفة الفاروق ابن صهاك ( رض) وبين عمرو بن العاص ( رض)...عُمر الخليفة إِنزعج جداً من ثراء عمرو بن العاص خلال فترة قصيرة نسبياً فأرسل اليه بكتاب جاء فيه:(( أنه قَدْ فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر ))..يعني الخليفة قال لعمرو..بسم الله ماشاء الله قد صار عندك اموال وحيوان وغلمان وانا اعرفك قبل تولي مصر كنت واحد حافي صايع.! فرد عمرو بن العاص (رض) على كتاب الخليفة ..:(( لعبد الله أَمير المؤمنين ، سلامٌ عليك فأني احمد الله الذي لا إِله إلا هو. أَما بعد ، فأنه اتاني كتاب امير المؤمنين يذكر فيه فاشية من مال فشا لي ، وانه يعرفني قبل ذلك ولامال لي ، واني اعلم امير المؤمنين أَنني ببلدٍ السعر فيه رخيص ، وأَني اعالج من الزراعة ما يُعالجه الناس ، وفي رزق امير المؤمنين سعةٌ . ووالله لو رأيت خيانتك حلالاً ماخنتك ، فأقصر ايها الرجل فإن لنا احساباً هي خيرٌ من العمل لك !!!!!، إِن رجعنا اليها عشنا بها .! ولعمري ان عندك من لايذم معيشه ولاتذم له ، فأن كان ذلك فلم تفتح ولم يشركك في عملك.؟)).. ((كتاب صبح الأَعشى في كتابة الإنشا : القلقشندي ، ج 6 ، ص 477 - 478 ، طبع بالمطبعة الأَميرية بالقاهرة 1915 م - دار الكتب الخديوية )) يعني ببساطة سيدنا عمرو بن العاص (رض)يخاطب سيدنا عمر بن صهاك (رض): وصلتني رسالتك مع الإتهامات بفساد الذمة المالية..وانه انا كنت حافي صايع والآن غني ..ولكني اعلمك ياامير المؤمنين انه الأسعار في مصر رخيصة وثمن علبة سكاير كيلوباترا لا تتجاوز ٢-;- جنيه وكيلو طماطم ١-;- جنيه بس ، والحمد لله قانون الإصلاح الزراعي الذي سنه امير المؤمنين اعطاني 3000 فدان وانا الآن ازرع فيما لا املك كحال كل الناس العربان الذين جائوا معي..والله يحفظ عبد الله المؤمن امير المؤمنين الذي رزقنا بكثرة مما لا يملك.! وها أَنا احلف لك على الماء اقصد الله..انه حتى لو رأيت خيانتك شيء مسموح به فلن اخونك ورحمة امي ذات الراية الحمراء..فقصر من الآخر وبلاش لماظة وانا قبل الثورة كان عندي بيت وسيارة ليموزين وموظف بالحكومة راتبي مفيش احلى من كدة فانا اصلاً لا احتاج للبلد بل مصر هي من تحتاج الي...لم يكن هناك شيء يدعوني للقيام بالثورة ولكني قمت بها من أَجلكم وفي سبيلكم..فلماذا تخسر الناس المخلصين لك ياعبدالله المؤمن)) ولكن يظهر إِنَّ هذا الكلام من ابن العاص كان مبالغاً فيه كثيراً...فيوم حاول الخليفة التالي ضمن حركة الظباط الأَحرار عثمان بن عفان عزل عمرو بن العاص عن وزارة المالية اقصد الخراج..اعترض بن العاص وقال يعني انتم تحلبون البقرة وانا امسك بالقرون..يقول المصدر:(( عن يزيد ابن حبيب قال : فلما هزم الله الروم أَراد عثمان عمراً أَن يكون على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج ، فقال عمرو : أَنا إِذاً كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها.! فأبى عمرو ))..((كتاب فتوح مصر واخبارها : أَبو القاسم عبد الرحمن بن عبدالله عبد الحكم بن اعين القرشي المصري ، ص 193 ، تحقيق : محمد الحجيري ، الطبعة الاولى لسنة 1416 ه الموافق 1996 م))..يعني ببساطة سيدنا عمرو بن العاص اعترض وقال : ياولاد التييييييييييييت يعني أَنا اتعب واشقى وطالع دين اهلي في الثورة وتنظيم الظباط الأَحرار والآن تريدون تحويلي لوزارة الحربية.! وغيري يمسك المالية والعقود..كلا والف كلا.! ولكن في النهاية تم عزل عمرو بن العاص بتعليمات من المشير عثمان بن عفان (رض)..يقول المصدر: (( وعمرو بن العاص هو الذي فتح مصر ونواحيها في أَيام عمر ، وعزله عثمان عنها فقال له : ياعمرو أَعَلِمتَ أَنَّ اللقاح دَرَتْ بعدك البانها .؟ فقال : لأَنكم اعجفتم اولادها)) (( كتاب جمل من انساب الأَشراف : البلاذري ، الجزء العاشر ص 278 ، المحقق: سهيل زكار - رياض زركلي ، سنة النشر : 1997 م ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع )) يعني سيدنا عثمان قال لسيدنا عمرو شفت بعد ماشلناك من المالية وانتهينا من فسادك اتحسنت حياتنا الإقتصادية.! فقال سيدنا عمرو آه لقد كنت اسرق ولكنني اترك للناس الفتافيت اما انتم فلم تتركوا شيء...يُذكر إِنَّ سيدنا عمرو كان من المحرضين على الثورة التصحيحية وتصحيح المسار على سيدنا عثمان...وبالفعل عاد لتولي وزارة المالية من جديد ايام خلافة بني امية كما استقال من حركة الظباط الأَحرار الراشديين

#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات