أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم














المزيد.....

حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 01:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في كتابه الجميل ( المعدان ) يتحدث ويلفرد ثيسكر عن دهشة المعدان وفرحتهم حين اكتشفوا أن حبة الاسبرين لها فعل سحري في ازالة اوجاع الرأس والجسد .
هؤلاء المنتمون الى عروبة الأهوار والمكان في مجمل متغيراته الحضارية ركنوا الى القدرية السماوية في التعامل مع أوجاع الجسد ، وكأنهم يأخذون برؤى ما كتبتهُ الألواح في مدونات الأساطير والحياة قولها : من يتطلع الى الآلهة في الفضاء المفتوح لن يجيء اليه صداع في حياته ، ولهذا نرى أن الشكوى عند أهل المدن يكون مضاعفا ولمرات من أهل الريف ، وربما أنسان الأهوار بسبب طبيعة حياته وقناعته بالموجود وأثاره ومسبباته تختفي من قاموسه مفردة التشكي من شيء ، وحين يصاب بإسهال أو حرارة يلجأ الى اعشاب بيئية يعتقد انها تشفيه ، وعندما جَلبت مراكب شركة الهند الشرقية الشاي والتتن ( التبغ ) ، عشقوا التأثير السحري لهما ، وادمنوا عليه لتسمع مقولة المعيدي : بعد السمك المشوي ليس هناك الذَ من الشاي والسيجارة ( اللف ) حيث لم يستخدم المعدان ( المدخنون ) منهم علب السكائر بل كانوا يلفون التتن الذي يجلبه مع الشاي العطارون الجوالون ، يلفونهُ بورق البافرة .
في السبعينات اقتربت المراكز الصحية الثابتة والجوالة من حياة أهل الأهوار ، وبسبب الحذر وقناعة أن الله هو المشافي الأول وكذلك بسبب العزلة الاجتماعية فقد تعاملوا بحذر من وصفة الطبيب وخاصة عندما يريد أن يجري فحصٌ على نساؤهم ، وبتقادم الزمن وتطور طرق المواصلات حيث ادخلت ماطورات الديزل في قيادة الزوارق وانفتاح البعض ومغادرتهم العزلة حيث اصبحوا أمام الأمر الواقع عندما احسوا أن الحكومة باتت تصل الى قراهم بسهولة فانصاعوا طواعية الى قانون الخدمة الاجبارية ، ويوم أتى اول شهيد من شهداء المعدان من اهالي العمارة في حرب الشمال تعالا صوت أمه في بحتها السومرية المشهورة : طركاعة الفت برزان بيس بأهل العمارة .
ويبدوا ان الحروب لم تبيس بأهل أهوار العمارة بل زحفت الى عرب اهوار البصرة والناصرية ، وبسببها سكن الحزن رؤوس الآباء وصار الصداع يسكنهم بقلق ذهاب ابناءهم الى الحروب وصارت الحاجة الى حبوب الصداع ( البارسيتول ) تساوي تماما حاجة ابناء المدينة الى هذه الحبوب السحرية.
فلم يعدوا يحملون معتقد جدهم أوتو نوبشتم : لا وجع في رؤوس من يعرفون جيدا جر جواميسهم الى مراعي القصب.
هو ذاته نوبشتم بسبب جلجامش الذي ارتدى خوذة الحروب وذهب الى المناطق العالية ليموت ، وليس ليجد نبات الخلود ، سكنه صداع محنة انتظار النعوش محملة على المشاحيف وتتجول بين القرى تبحث عن بيت هذا الذي استراح من فزع الانضباط والمخاتير ومفارز الشرطة وهي تدقق في مواليدهم التي لا يعرفوها متى وبسبب انهم لا يملكون حتى هويات مدنية وشهادات ميلاد ، اسسوا في كل تجانيد المدن الجنوبية لجان طبية وقانونية وعسكرية لتقدير الأعمار.
بين نعش الحرب وحبة البارستول ودمعة اوبونشتم ( نوح ) حزنا على أحفاده ، تمشي ذكريات الحلم ، وتسكن الأمكنة البعيدة ، وافضل ما ينسيها اغترابها ، كوب شاي وحبة بارسيتول.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم