أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني















المزيد.....



رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 19:13
المحور: الادب والفن
    



هذه المرة الأولى التي اقرأ فيها رواية أفغانية، فهي تمثل نموذج طيب للأدب الأفغاني والذي نفتقده في منطقتنا العربية، الرواية تتحدث عن أفغانستان قبل الاجتياح السوفييتي، وكيف كانت الحياة تسير بشكل طبيعي وانسجام بين أطياف المجتمع الأفغاني، لكن الاحتلال الروسي لهذا البلد حوله من جنة الأرض إلى جحيم، فقلب حياة الناس رأسا على عقب.
سنحاول إضاءة ما جاء في الرواية، فهي تمثل نموذج روائي فريد، أن كان على صعيد المضمون، أم على صعيد بناء الشخصيات وتنامي الحدث الروائي.
الأب
تقدم لنا الرواية صورة عن الأب الايجابي والمثال، فالأب كان رجل غير مؤمن، لكنه بسلوكه كان رجل يعد نموذج في كل شيء، أذا استثنينا خطيئته بالاعتداء على زوجة خادمه "علي" يكون هذا الرجل يعد مثلا يحتذى به، لما له من مآثر إن كانت بسلوكه أم بأفكاره وإصراره على فعل ما يريد، وإذا أضفنا إلى ما يتمتع به من أخلاق فضيلة الشجاعة، نكون أمام رجل كامل متكامل يتمناه كل البناء.
يقدم لنا الكاتب صورة مشرقة للأب على النقيض مما يقدمه الأدب العربي، فنجده في أدبياتنا بشكل شبه مطلق غارق في السلبية، وهو رديف للنظام الرسمي/ الأبوي الذي سبب كل البؤس والتخلف لنا، وهذا التباين بين ما يقدمه "خالد حسيني" وما تعودنا عليه ناتج عن اختلاف الظروف في البيئتين، العربية والأفغانية.
"أمير" في كل عمل قام به كان يسعى لنيل رضا الأب، فميوله للأدب جعلته يفكر بها الشكل، "ربما أيضا سيقرأ واحدة من قصصي، سأكتب مئة إن علمت أنه سيقرأ واحدة، ربما سيناديني أمير جان، كما يسمي رحيم خان، ربما، ربما ... سيغفر لي أني قتلت أمي" ص65، بهذه المشاعر يقدم لنا الكاتب مفهومه عن الأب، فهو يقرب رضاه برضا الله، كما نجده المحفز على العمل وتطوير الذات، وأيضا يربط الذات وتطورها برغبات ورضا الأب.
وعندما يفوز "أمير بسباق الطائرات الورقية" يصف لنا الأب بهذا الوصف، "...ثم رأيت بابا واقفا على السطح، كان يقف على الحافة، يضرب قبضته، يهلل ويصفق، تلك اللحظة تماما، كانت اللحظة العظيمة الوحيدة في سني عمري الاثنى عشر، رؤية بابا على السطح، فخورا بي أخيرا" ص76، العديد من الكتاب كانوا يعتبرون ميول الولد يكون أكثر اتجاه الأم، حسب ما طرحته نظرية "فرويد في عقدة أوديب" لكن هنا الأم مفقودة، وكما أن الطريقة السوية التي يتعامل بها الأب مع الابن، جعلت النظرية لا تنطبق على واقع "أمير وأباه" فالعلاقة القائمة بين الأب والأب حميمة، وتتسم بالاحترام والحب، فأسقطت كل النظريات من عقدة إبراهيم إلى عقدة يعقوب، وقدم لنا الكاتب واقع إنساني طبيعي بعيد عن التأثير بالنظريات النفسية والاجتماعية المتعارف عليها، فكانت علاقة أمير وأبيه علاقة مميزة وذات طابع عائلي صافي.
ومن الصورة الزاهية للأب كانت عندما طلب الجندي الروسي المرأة الأفغانية قائلا: "يقول أننا في حالة حرب، وليس هناك ما هو مخجل في الحرب" ص121، يرد عليه الأب بهذا المنطلق: "قل له أنه مخطئ، الحرب لا تنفي الأمانة، إنما تطلبها، أكثر من وقت السلم" ص121، أب يمتاز بالحكمة والشجاعة، ويحمل مفاهيم أخلاقية، ويقرن ما يقوله بالعمل، اجزم بأنه شخصية توجب الاحترام.
جندي الاحتلال يسعى بقوته العسكرية للنيل من المرأة، فيهدد كل من يحول دون نيل مراده بالقتل، لكن صلابة الأب كان بهذا الشكل، " قل له سأتلقى ألف رصاصة قبل أن أترك قلة اللياقة هذه تحدث" ص122، بهذا المشهد تكتمل صورة الأب وتكون زاهية لا يمكن أن يمسها شيء حتى بعد أن يعرف "أمير" بان أباه اقترف جرما في الماضي، فهو المثل الأعلى للابن، وما قام ويقوم به وما قاله ويقوله تجعله شخصية لا يمكن لأحد أن يجاريها أو يتماثل معها.
مفاهيم الكرامة والأخلاق لم تكن حاضرة فقط في الوطن، أفغانستان، ووقت الغنى والعيش في رغد وحسب، بل كانت حاضرة وقت اللجوء والابتعاد عن الوطن، ووقت الفقر والحاجة، بهذا السلوك تصرف الأب مع المعونة المقدمة من الحكومة الأميركية، " رمى بطاقة الطعام على مكتبها، شكرا ولكني لا أريدها، قال بابا، أنا أعمل دائما، في أفغانستان أعمل، في أميركيا أعمل، شكرا جزيلا لك سيدة دوبينز، لكني لا اقبل المال المجاني... أقوم بعملي منذ خمسة عشر سنة، ولم يفعل احد هذا من قبل. قالت" ص136، نادرا ما نجد هذا الشكل من التمسك بالمفاهيم، فالمكان، أميركيا، يدفع بالفرد إلى التعامل بالأسلوب المتبع فيها، والظرف الاقتصادي والاجتماعي متدني، إذا ما قارناه مع ظرفه في الوطن، أفغانستان، لكن الأب يعيش حالة من الانسجام الكامل بين ما يحمل من مفاهيم وما يقوم به من سلوك، فلا مجال للنيل من تلك المفاهيم حتى لو أختلف المكان وتغيرت الظروف، الأخلاق والمفاهيم يجب أن تبقى حاضرة وفاعلة.
شخصية الأب لم تقتصر صلابتها في ما ذكرنا وحسب، بل أثناء المرض كان هذا الأب صلبا وصامدا يقوم بعمله دون تقصير، "حتى السرطان لم يبعد بابا عن سوق الخردوات... لأكثر من ثلاث سنين وبابا يدير محطة البنزين ولم يتغيب يوما بدواعي المرض" ص162و163، صورة الأب في كافة فصول الرواية كاملة، منسجمة مع ذاتها، والقلة فقط التي تستطيع لأن تكون على شاكلتها، فهو اقرب إلى البطل الخارق، ليس بعضلاته، بل بسلوكه، بقوله، بفعله، بما يحمل من مفاهيم، في كل خطوة الأب متميز، في أي عمل كان حاضرا، أنه مثل يقتدى به، أننا أمام صورة مثلى للأب.

الوطن
الوطن كان حاضرا ومؤثرا في شخصيات الرواية، فالأب عندما اخذ حفنة من تراب أفغانستان قبل أن يهجره هربا من الحرب، يعد إشارة إلى تمسك الأفغان بوطنهم،"أذكر بابا، تسلق نصف السلم ثم قفز إلى الأرض، أمسك بعلبة نشوقه، أفرغها، وأمسك بحفنة من التراب من منتصف الشارع، قبل التراب، ووضعه في العلبة، ووضعها في جيب قميصه، ملتصقة بقلبه" ص126و157، هذه المشهد تكرر كثيرا في فلسطين والعراق، فنجد العديد من الفلسطينيين يحتفظون بشيء يذكرهم بالوطن، إن كان حفنة من تراب، أو مفتاح البيت، أو صورة من الماضي، وكذلك الحال بالنسبة للعراقي، فعمليا قد تبدو فكرة التعلق بالوطن مقتصرة على شعب معين، لكنها في الحقيقة تتعلق بكافة شعوب الأرض، خاصة تلك التي تعرضت لاحتلال وما ترتب عليه من تهجير وتشرد.
فكرة الوطن لم تكن فاعلة فقط أثناء الأزمات والحالات الصعبة، بل أيضا كانت حاضرة وقت الفرح، "وإنشاء الله عندما تتحرر أفغانستان، تستطيعين أن تساعدي في كتابة الدستور الجديد، سيكون هناك حاجة للشباب الأفغان الموهوبين مثلك" ص185، هذا ما قاله الجنرال لابنته التي تفوقت في امتحان الثانوية، فنجد هاجس الوطن مؤثر وفاعل عند الأفغان حتى وهم في حياة جديدة تلبي كافة احتياجات الإنسان، أميركا، كان الوطن حاضرا.
"أمير" عندما يعود إلى أفغانستان وأثناء الحرب الأهلية الطاحنة بين الأفغان أنفسهم نجد هذا الشعور لديه، "...ما زلت تفكر في هذا المكان على أنه وطنك؟
أعتقد أن جزءا مني سيظل يظن هذا دائما" ص232، بهذا الجواب الشافي يرد "أمير" على سؤال "فريد" وفعلا هناك العديد من المشاهد تؤكد ارتباط الأفغان بوطنهم، بصورة عجيبة، فرغم حياة الحلم في أميركا إلا أن الوطن لم يكن ليغيب، ويبدو أن الكاتب قد أعطا مثلا جيدا لكل الناس بأهمية الوطن، رغم ما يمر به من شدة.
مشاعر الحب ورسوخ القناعة بان أفغانستان هو وطن "أمير" وليس أميركا، فنجده يحمل هذا الإحساس المرهف اتجاه الوطن، "انقبض صدري وحفنة من غضب غير متوقع على الطريقة التي يدمر بها رجال وطني أرضهم" ص316، رد حازم لكل من يفكر بان الإنسان قادر على نكران الوطن، والكفر بالماضي الذي عاشه، فالوطن شيء غير قابل المحو من النفوس بالمطلق، طبعا عند الشرفاء، وهذا الموقف يذكرنا بالعديد من العراقيين الذين ساهموا في مساعدة القوات الأميركية في احتلال العراق، نجدهم يعتصرهم الألم من جراء ما آل إليه العراق، وهم يعيشون في حالة من الصراع والشعور بالذنب وبحجم الجريمة التي أقدموا عليها.
هذا ما يحسب لهذه الرواية، قدمت لنا نموذج نقي وصافي عن مفهوم الوطن، حتى لو كان هذا الوطن ليس بذات المكانة المرموقة كأفغانستان، فالوطن يبقى عزيزا رغم فقره، وهذا يؤكد بأن الأدب العالمي الجيد ينبع أساسا من الخصوصية التي تميزه عن غيره، وليس شرطا أن يطرح فكره عامة أو موضوع يلغي الجغرافيا، أو يتحدث عن قوم أو أشخاص مبهمين، أعتقد بأن هذه الرواية تؤكد أهمية مفهوم الوطنية والقومية في الأدب وتعيده إلى نصابه، وهي تمثل نموذج حي للإبداع المعتمد على الخصوصية.

ونجد موقف الطفل "سوهراب" الذي قال بكل وضوح أنه يريد حياته السابقة بكل ما فيها، وكأنه بذلك يقول بان الوطن يبقى شيء نادر، استثنائي في حياة الناس، فمهما كان الواقع الجديد ممتع وايجابي يبقى للوطن نكهة خاصة، مميزة لا يمكن لأي شيء أن يحل محلها.
الأخلاق
المفاهيم الأخلاقية كان لها دورا أساسيا في سلوك أبطال الرواية، فالأب الذي رسخ هذه المفاهيم "عندما تقتل رجلا فأنت تسرق حياة، قال بابا، تسرق حق زوجة بزوج، من أطفاله تسرق أباهم، عندما تكذب تسرق حق شخص بالحقيقة، عندما تغش، تسرق حق العدالة" ص29، هذا المفاهيم هي الأساس الذي اعتمد عليه "أمير" كمنهج حياة، فرغم أنه أخفق في تطبيقهما، خاصة عندما تعرض "حسان" للاعتداء من قبل "آصف" إلا أن عقدة الذنب كانت نتيجة تلك المفاهيم التي تربى عليها، فكانت الرواية ذات صبغة أخلاقية خاصة، وكأنها تقدم لنا مفهوما جديدا عن أهمية ومتعة التمسك بالأخلاق، فكل التطورات التي حدثت في شخصية "أمير" كانت نتيجة "الأخلاق" وما عقدة الذنب التي ألمت به، إلا نتيجة تلك الأخلاق التي تربى عليها.
العقدة
ما يمز هذه الرواية وجود صراع داخلي عند "أمير"، صراع متنامي ومتصاعد "فحسان" يمثل الصديق المخلص لصديقه، بينما كان "أمير" يعجز عن الوصول إلى حالة العطاء والتفاني الموجودة عند "حسان" من هنا كان يتحامل عليه لعدم مقدرته على الوصول إلى ما وصل إليه من مراحل الإخلاص والعطاء، "حسان يصر على الاحتفاظ بالطائرة الورقية التي أسقطها "أمير" ويرفض تسليمها "لآصف" ومن معه، فيحمل حجرا مدافعا عن الطائرة وعن نفسه، تحصل معركة غير متكافئة بين "حسان" من جهة وبين "آصف وكمال والي" من جهة ثانية، تكون نتيجتها خسارة "حسان" والاعتداء عليه جنسيا، بهذه الحادثة تتشكل عقدة الذنب عن "أمير" الذي وقف متفرجا، عاجزا، أمام هول الحادث.
فبعد الحادثة مباشرة يقول "أمير" : "في النهاية هربت، هربت لأني كنت جبانا، كنت خائفا من آصف وما قد يفعله بي، كنت خائفا أن أتأذى... أدرت ظهري للزقاق ولحسان...السبب الحقيقي لهروبي أن آصف كان محقا، لا شيء مجاني في هذا العالم، ربما حسان كان الثمن الذي علي دفعه، الخروف الذي علي ذبحه لأكسب بابا، هل كان ثمنا عادلا؟ إنه هازارا بائس ليس أكثر، أليس كذلك؟" ص87، حجم الخيانة التي أقدم عليها "أمير" وقسوة الفعل الذي أقدم عليه "آصف وصديقاه" والعطاء والإخلاص غير المحدود عند "حسان" كل هذا كان يرسخ لتشكيل عقدة ذنب عند "أمير".
يبدأ الشعور بالذنب يتنامى ويتصاعد، فتصبح أي مشاهدة "لحسان" تجعل "أمير" يتذكر حجم الخيانة التي أقدم عليها، "الجالس بجانب بابا، كان صامتا، كان ينظر لي بطريقة غريبة" ص92 "شاهدت حسان يغتصب" ص94، "كنت أنا الوحش، تلك الليلة التي أصبحت فيها شخصا مؤرقا" ص95، كلما يكون حسان قريبا، كنت اشعر بالصداع" ص96، كل هذه المشاعر لا بد أن تدفع بصاحبها للدفاع عن ذاته المهزومة، فيسعى للتخلص مما يزعجه، لا أن يواجه عجزه/مشكلته، فيتجه للضغط أكثر على الضحية، بدل أن يخفف عنها، "أريدك أن تتوقف عن إزعاجي، أريدك أن ترحل" ص97، لكن هذا الابتعاد عن حسان لم يحل مشكلة "أمير" النفسية، بقى الحادث يؤرقه، "كان عقلي يعود إلى الزقاق، لسروال حسان البني المرمي على الصخور، إلى نقطة الدم التي لوثت الثلج بالأحمر القاني القريب من الأسود" ص99، التركيبة النفسية التي قدمها الكاتب لأبطال شخصياته تعد عملا إبداعيا بحد ذاته، فهي شخصيات يتنامى فيها الصراع ويتصاعد إلى أن يصل للذروة، شخصية "أمير" كانت تمثل أهم نموذج لهذا الصراع، فالأب كان منسجم مابين فكره وقوله وعمله، و"آصف" أيضا كان منسجم مع ذاته ولا يشعر بأي ذنب، لكن "أمير" على النقيض منهما، يحمل أفكارا، ولا يستطيع العمل بها، وكأنها كانت حلم، قلعة، حصن منيع وعليه اختراقها بجهده الشخصي.
يحاول "أمير" إبعاد "حسان" بشكل كامل من حياته، لكي يتخلص من شعوره بالذنب، فيعمل بطريقة حقيرة، خبيثة، فيها الدهاء والمكر والخيانة، الخيانة التي يهرب منها، يمارسها من جديد بحق "حسان" "... دخلت إلى كوخ حسان وعلي، رفعت شراشف حسان ووضعن ساعتي وحفنة من النقود تحته، انتظرت ثلاثين دقيقة ثم طرق باب بابا وقلت ما رجوت أن تكون الأخيرة بين سلسلة طولية من الكذبات المخجلة" ص112، بهذه الطريقة المخجلة والمعيبة يحاول "أمير" التخلص من صديقه المخلص والمتفاني في محبته وعطاءه، لكنه يواجه بصفعة أخرى، صفعة القبول بتحمل جريمة لم يقترفها، لكي لا يمس "أمير" أي نظرة سلبية أو عتب، أو كسر لصورته الزاهية عند الأب، "قال بابا مباشرة، هل سرقت المال، هل سرقت ساعة أمير، حسان؟ رد حسان بكلمة واحدة، بصوت ضعيف أجش، نعم" ص112، وهنا يقع "أمير" في مستنقع الذنب أكثر بدلا أن يتخلص منه، "انتفضت كأن أحدا صفعني على وجهين سقط قلبي من مكانه وكنت سأنطق بالحقيقة، ثم فهمت، كانت آخر تضحية من حسان لأجلي، لو قال لا كان بابا ليصدقه، سأصبح أنا المتهم، وعلي شرح وستنكشف الحقيقة، ولن يسامحني بابا أبدا، وهذا قادني إلى فهم شيء آخر، عرف حسان، عرف حسان، عرف أني رأيت كل ما حدث في الزقاق، أني وقفت هناك ولم أفعل شيئا، عرف أني خنته ومع ذلك ها هو ينقذني مرة أخرى، ربما للمرة الأخيرة، أحببته في تلك اللحظة، أكثر مما أحببت أي شخص في حياتي" ص112، هنا تنتهي العلاقة المباشرة بين "أمير وحسان" لكنها تبقى مستمرة في "أمير" وتتصاعد، كل فعل يقدم عليه يجعله يعود بذاكرته إلى حسان وما يمكن أن يكون لو بقيا معا، من هنا يستمر حضوره وفاعليته فيقرر "أمير" العودة إلى أفغانستان والحرب الأهلية مشتعلة لعله يكفر عما بدر منه.
بعد عودته يجد حسان قد قتل، وأن له ولد، فيعمل على تخليصه من حالة البؤس، ويكون لقاءه مع "آصف" القاتل والشاذ، ويخوض معه معركة شرسة، يشارك فيها "سوهراب" ابن حسان فينصرا على "آصف" وتبدأ رحلة الخلاص إلى أميركيا.

الحرب
الحرب في أفغانستان كان لها حضور في الرواية، فهي شيء يمقته الأفغان، وهذا يقلب الصورة التي يرسمها لنا الإعلام من خلال جعل هؤلاء القوم مجموعة من القتلة الذي لا يستطيعون العيش بدون قتال، فالرواية تؤكد لنا بأنهم شعب كبقية الشعوب، يحب ويعشق الحياة، وما حاصل فيها إن كان من خلال الاجتياح السوفيتي، أم ما بعد الحادي عشر من أيلول يعد جريمة بحق الجغرافيا التي دمرت وبحق السكان الذي تشردوا وهجروا وماتوا.
هناك العيد من مشاهد الحرب قدمها لنا الكاتب، وهي في مجملها تؤكد حقيقة قذارة الحرب ومن يقوم بها، فهي شيء غير سوي يقدم عليه الناس، "كان الناس متعبين من القتال المتواصل، متعبين من الصواريخ، الرصاص والانفجاريات، متعبين من مشاهد غولبادين ومجموعته يقتلون أي شيء يتحرك" ص201، بهذا الكلام يؤكد الكتاب عدم سوية الحرب ومن يشارك فيها، الصورة السابقة كانت عامة، لأناس غير مرتبطين بعلاقات شخصية مع "أمير" ومع هذا يبقوا من قومه ويحمل لهم مشاعر الحب، لكن في موضع آخر يحدثنا عن أفراد يعرفهم ويحمل لهم مشاعر وإحساس خاص، "أخبرني علي وابن عمه ـ الذي كان يمتلك هذا المنزل ـ قتلهما لغم أرضي قبل سنتين خارج باميان" ص207، الحرب لا تتعلق أحداثها وويلاتها بالعامة وحسب بل أيضا تطال الخاصة، من نعرفهم وكانا نشاهدهم ونقيم علاقات اجتماعية معهم.
تقترب الخصوصية أكثر عندما كتب "حسان" صديق الطفولة، والأخ غير الشرعي هذا الكلام عن الحرب: "آسفا أخبرك أن أفغانستان (طفولتنا) ماتت منذ زمن بعيد، الخير رحل عن الأرض ولا يمكنك الهرب من القتل، دائما القتل، في كابول، الخوف في كل مكان، في الشوارع، في الأسواق، إنه جزء من حياتنا هنا" ص216، على هذه الشاكلة تكون الحرب، تقتل الناس، تدمر المجتمع، تهدم الأوطان، هي طاعون العصر الجديد الذي تفشى في المجتمعات (الراقية والعصرية).
هناك العيد من المشاهد الأخرى التي يقدمها "خالد حسيني" عن الحرب، وهي بمجملها توضح قذارتها وبشاعتها، ليس على الصعيد الشخصي وحسب بل على كافة الأصعدة.
المرأة
المرأة لعبت دورا أساسيا في الرواية، فرغم تغيبها من خلال موت أم "أمير" وهجرة أم "حسان" إلا أنها كانت الغائب الحاضر في الرواية، وكان لها تأثيرا فاعلا في الشخصيات. فيقول "أمير" عندما شاهد "ثريا" "أردت أن أجد الراحة بين ذراعيها" ص166، هذا الشعور كان فقط من خلال المشاهدة فكيف سيكون الحال عند الملامسة؟ "...نشبك أصابعنا مع بعض، شاهدني أرفع خصلة نافرة عن وجهها، استطعت رؤية ابتسامته الداخلية، واسعة كابول في الليالي التي ترتعش فيها أشجار الصفصاف ويعلو صوت الجداجد في الحدائق" ص177، أتعقد بان هذا المشهد يعطينا مكانة المرأة ودورها في جلب واستحضار الفرح الى الإنسان، فقد ربط حضورها بالطبيعة، وأي طبيعة؟ طبيعة الوطن.
وبعد عودة "أمير" إلى أفغانستان ولقاءه "آصف" المتحكم برقاب العباد كانت "ثريا" حاضرة، "فكرت في ثريا، هدأني هذا، فكرت في الوحمة على خدها، طريقة تكوين رقبتها، عينيها المضيئتان، فكرت بليلة زفافنا" ص267، فالمرأ هنا تمثل التعويذة من الخوف، الخطر، والخلاص من حالة الشدة، فهي البلسم الشافي، والمعين في حالة الخطر، ومانح القوة ولقدرة على المواجهة.
الأطفال
الأطفال هم البداية لأحداث الرواية، فهم الذين شكلوا العامود الفقري لها، فمن خلال ما قام به "أمير وحسان" كانت الأحداث تتطور وتتصارع إلى أن وصلت إلى ذروتها بوجود عقدة الذنب عند "أمير" الذي عمل على تفريغها من خلال اعمل غير سوية في البداية، ثم بعد تواجده في أمريكيا حال التكفير عن ذنبه بالعمل على تخليص "سوهارب ابن حسان" من جحيم الحرب الذي يعيشه، وفعلا استطاع أن يخرجه ويكفر عما اقترفه بحق "حسان".
"آصف" يساوي "هتلر"
الشخصية المتطرفة والسلبية بالمطلق كانت تتمثل بشخص "آصف" الذي يحمل إعجابا بشخصية "هتلر" فهو يغتصب "حسان" في فترة الطفولة، ثم يتطور هذا النهج بحيث يكون من رجال الحرب والقتل والدجل والتعدي جنسيا على الأطفال، وكأنه من خلال سلوكه في فترة الطفولة كان يتغذى ويطور شخصيته المعتدية والقاسية والمنحرفة لكي تكون ذات طابع اسود لا يمكن لأحد القبول بها، فكان ربط "أصف بهتلر" يعد تأكيدا على رفض لكل الأفكار الفاشية والسلوك غير السوي وأيضا لكل من هو منحرف.

هذه الشخصية الغارقة في السلبية، إن كانت في مرحلة الطفولة أم بعد النضوج، فآصف رجل يشكل نقيض لشخصية الأب، ففي طفولته يعتدي جنسيا على "حسان" وعندما تشتعل الحرب في أفغانستان نجده يقوم بدور قذر، يدعي الأيمان والتمسك بالقيم الدينية، لكنه في حقيقة الأمر ويقوم بدور الجلاد، هو شاذ جنسيا، حيث يعتدي هو وعناصره على الأطفال، إن كان اعتداء جنسي أم جسدي أم نفسي، فهي شخصية غير سوية ولا يمكن القبول بها.
بداية الحديث عن "آصف" كانت من خلال ميلوه لشخصية "هتلر" فقدم هذه الهدية "لأمير" في عيد ميلاده، "مزق الورق الذي يغطي هدية آصف، وضعت الكتاب تحت ضوء القمر، كان عن حياة هتلر، رميته على الأعشاب" ص105، هذا الإعجاب بشخصية هتلر والذي يعني القبول بالأفكار الفاشية التي تقسم المجتمعات الإنسانية إلى مجتمعات راقية وأخرى منحطة، من هنا تكون معاملة "آصف" مع (الهازار) على أنهم جنس منحط ويجب أن يعاملوا باحتقار، فيخاطب "أمير" الذي كان يبحث عن "حسان" بهذا القول: "ماذا يفعل ولد مثلك هنا في هذا الوقت باحثا عن هازارا؟" ص79، لم يقتصر الأمر عند "آصف" على النظرة/الفكرة السلبية عن الآخرين (الهازار) وحسب بل تعدتها إلى الفعل، والقيام بأذية الآخرين، فهو كان يجمع بين فكرته السلبية وبين ممارسته الفعلية، وهنا كان يمثل السلبية المطلقة، "... وفك حزامه باليد الأخرى ثم أنزل سحابه، وخلع لباسه الداخلي، ثم توضع خلف حسان" ص86، بهذه الطريقة البشعة يمارس "آصف" فكرته عن الآخرين، بعد أن يقوم بالخداع للحصول على شيء ليس له، يعتدي بالضرب ثم بالجنس على "حسان".
هذا التصرف الشاذ لطفل، يمكن أن نغفره ونتجاوزه، فهو طفل، ولا يمكننا أن نقسوا عليه، لكن تنامي الأفكار والسلوك الفاشي والشاذ عن "آصف" جعلنا نتأكد بأنه شخصية غير مقبولة بالمطلق، فبعد الحرب يقوم بدور رجل الديني التقي، الملتزم بتطبيق شرعة الله على الأرض، لكنه في حقيقة الأمر يخترق تلك الشريعة ويفعل كل ما هو محرم وغير أخلاقي، "من باب لباب ذهبا، ندعو الرجال والأولاد ونقتلهم أمام عائلاتهم، ليروا، ليتذكروا من هم، أين ينتمون، كان يصرخ بنشوة الآن، أحيانا، نقتحم أبوابهم وندخل إلى بيوتهم، و.. أنا .. أنا أدير فوهة رشاشي الآلي في الغرفة وأطلق وأطلق إلى أن يعميني الدخان... لم نسترح إلا للطعام والصلاة، قال طالباني، قالها بشغف، كمن يتحدث عن حفلة عظيمة حضرها، تركنا الجثث في الطرق، وإذا حاولت عائلاتهم أن تخرج لتسحب الجثث إلى بيوتهم، كنا نقتلهم أيضا، تركناهم في الشارع لأيام، تركناهم للكلاب، لحم الكلاب للكلاب" ص274و275، وكأن هذا المشهد مأخوذ مما اقترفته القوات النازية بحق الشعوب التي احتلتها، ونجد عين المنطلق الذي حمله القادة النازيون عن الشعوب الأخرى، من هنا يمارسون القتل بلذة وشغف، لا يوجد عندهم أي شعور بالذنب، فهم خارج الجماعات الإنساني، جنس سماوي عال، من واجبه التخلص من الكائنات الأرضية الحقيرة!.
لم يكتفي "أصف" بما قام به من قتل بطريقة وحشية، فيكمل جرائمه بالتعدي على الأطفال جسديا ونفسيا وجنسيا، "ضغط أحد الحارسين على زر وملأت الموسيقى الباشتونية الغرفة... رفع سوهراب ذراعيه والتفت ببطء، وقف على رؤوس أصابعه، ودار بشكل رائع، انهار على ركبتيه، وقف، دار ثانية، يداه الصغيرتان تمايلتا عند المعصم، فرقت أصابعه. ضرب رجلاه الأرض، الأجراس ترن بتناغم تام مع إيقاع الطبلة.. رقص إلى أن توقفت الموسيقى، ... بيا، بيا، طفلي، قال طالباني داعيا سوهراب أن يأتي إليه، ذهب سوهراب، رأسه في الأرض، وقف بين فخذيه، لف الطالباني ذراعاه حول الطفل، كم هو موهوب، لا، طفلي الهازارا؟ قال، انزلقت يداه إلى مؤخرة الطفل، ثم للأعلى إلى تحت إبطه، أحد الحراس لكز الآخر وابتسم" ص276و277و278، هذا الموقف يجمع كل ما هو فاشي في شخصية "آصف" الفكرة، التعامل الحقير مع الآخرين، التعدي على القيم الإنسانية، انتهاك حرمة الطفولة، أننا أمام شخصية فاشية كاملة منسجمة مع معتقدها، قولا وفعلا.
أميركا
صورة أميركيا الايجابية تعد تطورا نوعيا ـ لنا نحن في المنطقة العربية ـ فهي تمثل المخلص والخلاص من الجحيم الذي عاشه أبطال الرواية، "أمير، الأب" الجنرال، ساهارب"، الكاتب جعل منها وبقية العالم شيئا واحدا من خلال قوله عن "جيمي كارتر" الضعيف: "ما تحتاجه أمريكا ويحتاجه العالم هو رجل قاس" ص131، فالكاتب يجمع المصالح الأميركية ومصالح العالم اجمع، وكأنه من خلال هذا الكلام، يرد أن يقول بأن مصالح أمريكا والعالم واحدة، ومن يخرج على أميركيا يخرج على العالم.
يقول "رحيم خان" عن فضيلة أميركا على "أمير" : "أرى أن أميركا حقنتك بالأمل الذي جعلها عظيمة جدا" ص203، مثل هذه الصور تؤكد ميل وانحياز الكاتب إلى أميركا، فهي تحمل كل ما هو ايجابي.
ويقول "عمر فيصل" المحامي الباكستاني عن أميركا: "إذا علمتني أميركا شيئا فهو أن الاستسلام كالتبول في كؤوس فتيات الكشافة" 333، ثلاث شخصيات متباينة قدمت لنا أميركا بصورة ايجابية، وهذا يمثل انحياز الكاتب لها، فهو يمثل الشخصية الأمريكي الراقية التي تبعث الهمم وتفجر الطاقات وتحقق الأحلام.
روسيا
كانت صورة أميركا على النقيض من الصورة السلبية التي قدمها عن الروس، فالكاتب قدمهم لنا كمعتدين على الأفغان وهم السبب الرئيسي لحالة البؤس والقتل والتشرد التي ألمت بالأفغاني
أول المشاهد كانت لجندي روسي، تكلم باهانة موجعة لحسان: "لقد عرفت أمك، هل تعرف هذا؟ عرفتها جيدا، ضاجعتها من الخلف عند ذلك الجدول، هناك، ضحك الجنود، وصرخ أحدهم كامرأة تغتصب" ص17، مخاطبة طفل بهذا الكلام البذيء يعد جريمة بحق الطفولة. فهو يحمل الكثير من معاني التحقير له ولأمه.
وهناك موقف ثاني لجندي روسي آخر يطلب امرأة من المسافرات لكي تخضع لطلبه بممارسة الجنس، "أن الجندي يريد نصف ساعة مع السيدة في نهاية الشاحنة... وقال كريم أن يسأل السيد الجندي الصاحب أن يظهر بعض الرحمة، ربما لديه أخت أو أم وربما زوجة، استمع الروسي إلى كريم ثم نبح ببعض الكلمات، إنه السعر الذي يجب دفعه ليتركنا نمر" ص121، الجنود الروسي كجيش احتلال يقوم بكل ما هو غير إنساني بحق الأفغان، فهم يمارسون سادة مطلقة بحق هؤلاء القوم، دون وجود أي مانع أخلاقي أو إنساني.
العقدة التي سببها الروس للأفغان جعلتهم يحملون على كل ما هو روسي، فهم من حول وطنهم الجنة إلى جحيم، وشردهم في أصقاع الأرض بلا معين، من هنا نجد أب "أمير" يرفض المعاينة الطبية من طبيب أصله روسي في أميركا، "... لا يهم أين ولد، إنه روسي، قال بابا مكشرا كأنها كلمة بذيئة، أهله روس، أجداده روس، اقسم برأس أمك أني سأكسر ذراعه إن حاول لمسي" ص160، بهذا المشهد يتبين لنا حجم المأساة التي سببها الروس المحتلون للأفغان، وهذا الأمر يمكن اسقاطه على كل دولة محتلة، فالاحتلال يعني التشرد والقتل والحرمان من الوطن وإنهاء ماضي سعيد للآخرين، وكأن الكاتب بهذا المشهد يصب لجام غضبه على كل من يمارس الاحتلال وتشريد الناس من أوطانهم، بصرف النظر على أصولهم، فكل محتل مرفوض ويجب أن يعامل على هذه الشاكلة.
الحكم
الحكم كان لها تأثيرا في شخصيات الرواية، فبعد موت ابنة "حسان" كانت هذه الحكمة "أن تخسر ما تملك أقسى من أن لا تملك أبدا" ص213، فهنا تعمل هذه العبارة على جعلنا نقارن بين حالة "حسان وأمير" حسان الذي ملك الأولاد ، وأمير الذي حرم منهم.
أثر التربية وغرس مفاهيم أخلاقية في الأطفال كان ينمي سلوكهم، والعكس صحيح، "ولد لا يدافع عن نفسه يصبح رجلا لا يدافع عن أي شيء" ص221.
تحميل الأنفس أعباء إضافية تجعلها كئيبة، منعزلة أفضل من النفس الفظة التي تجعل الآخرين ينفرون منها، "من الأفضل أن أكون بائسا من أن أكون فظا" ص230.
الإصرار على الوصول للهدف عمل نبيل، لكن اليأس يكون بهذا الوصف، "أن الاستسلام كالتبول في كؤوس فتيات الكشافة" ص 333.
يبقى الإشارة إلى أن الرواية من منشورات دال للنشر والتوزيع، دمشق، سورية، طبعة أولى 2012، ومن ترجمة منار فخر الدين فياض، وهي فعلا تمثل شكلا جديدا للروايات العالمية التي تطرح قضايا إنسانيا محلية، لكننا يمكن أن نعممها على كل الطغاة وكل احتلال حدث في العالم، كما أن فكرة الصراع الداخلي وتطوره إلى أن ينتقل من الفكر الى السلوك والفعل، يعد أمرا حيويا ويخدم النص وشكل تقديم الفكرة وقبولها من المتلقي، أتمنى أن نقرأ المزيد من هذا الشكل والأسلوب والمضمون في الروايات العربية، وأن لا تقتصر على تقديم الفكرة السوداء والشخصيات السلبية فقط، بل أن نجعل هناك بقعة ضوء تجعل القارئ يشعر بوجود أمل.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانزلاق
- رواية -ذاكرة زيتونة- سهاد عبد العادي
- رواية -ليل غزة الفسفوري- وليد الهودلي
- مشاكل العقل العربي -الرجوع والعودة-
- مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول
- -الإغواء الأخير للمسيح- نيكوس كازانتزاكيس
- الكتابة اليومية
- -ستائر العتمة- الجزء الثاني وليد الهودلي
- قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان
- معارضينا
- وداعا كاسترو
- قبيلة النقابات
- الطفولة في رواية -أنا وجمانة- محمود شقير
- النقابات والقبيلة
- المدن وطبيعة المرأة والرجل في رواية -مرافئ الوهم- ليلى الأطر ...
- الرمز والواقع في رواية -ما زال المسيح مصلوبا- حبيب هنا
- مقتل النضال الفلسطيني
- ثنائية الحدث ووحدة المكان في رواية -حجارة الألم- انور حامد
- مجموعة -مجد على بوابة الحرية- وليد الهودلي
- الإيمان والصمود في رواية -ستائر العتمة- وليد الهودلي


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني