بولس الرسول مخادع ؟ أم مخبول ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 14:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أعيد ما سبق لي تكراره مرات ومرات ، أنا أحترم كافة المعتقدات وأحترم كافة أتباعها ، وليس لدي قضية شخصية مع معتقد بعينه أو مع أي من أربابه وأتباعه ، إنما أنا أبحث وأنقل نصوصا مقدسة وأناقش وأطرح أسئلة علمية بحتة وبعقل وبمنطق ،ثم أعرض النتائج التي توصلت لها بشكل عقلاني تبعا لبحث النصوص ، نقطة أول السطر !!
بولس الرسول أو شاول الطرطوسي والذي كان يهوديا ثم فجأة وبدون مقدمات وبعد سنوات من اضطهاد أتباع المسيح بأبشع الوسائل ، والقدح والتشنيع عليهم ، والوشاية عنهم للسلطة الرومانية ومقتل الكثيرين بسببه !! أقول فجأة وبدون مقدمات ينقلب رأسا على عقب ، ويزعم ظهور يسوع له وإيمانه !! ، ولكن حتى نعرف الرجل عن قرب وكيف كانت دعوته لنطالع أقواله ولنحكم عليه من خلالها ، وخاصة في أمر الناموس ونظرته للشريعة ، وتقلبه وضعفه وجبنه في حالات اعتقاله ومحاكمته ، علنا نعرف الرجل أكثر ، ونكتشف حقيقته ، فهل كان الرجل مريضا ويعاني انفصاما في شخصيته بسبب تناقضاته الكثيرة وتقلباته ؟! بل وتلونه حسب الظروف ونوع مقابله فرادى أم جماعات ، وبالقطع كما أسلفت من خلال أقواله وأفعاله وسيرة الرجل في العهد الجديد ، ولنر إن كان الرجل كان صادقا ؟! أم كان كاذبا ومخادعا ؟! ، لجأ للكذب والخداع بعد أن عجز أن يفسد رسالة المسيح بين المؤمنين به وعجز أن يصدهم عنها بالقوة فلجأ للخديعة والمكر والكذب بخبث !! ، ولكن لابد قبل ذلك أن نشير إلى أمر مهم كان ولازال معروفا ومتداولا عن بولس أو شاول ، فعند الباحثين نظريات علمية عنه وحول شخصيته وأبرزها إما أن الرجل كما أسلفت عندما أعيته القوة في هدم رسالة المسيح وصد حواريه والمؤمنين به لجأ للمكر والخديعة ، والنظرية العلمية الأخرى المشهورة عنه أن الرجل بالفعل كان يهوديا ثم آمن برسالة المسيح عن صدق لكنه تعرض لصدمة شديدة أصابته بمقتل ، فخلفيته الدينية السابقة وبيئة الاحتلال والاضطهاد الروماني رسمت في ذهنه أمورا لم يجدها في يسوع عن المسيا المخلص لشعبه من الاحتلال والاضطهاد الروماني ، فقد كان تصوره عن المخلص والمنقذ المسيا أنه مثل داوود النبي أو ابنه سليمان ، في القوة والملك ونحو ذلك ، وأن الناموس ذكر صفات عظيمة لم تنطبق على يسوع فحصل له ردة فعل عكسية وخيبة أمل كبيرة ، فبدأت عنده مرحلة تعرف بمرحلة التفكير العكسي ، فالناموس والعهد القديم رسخ بعقله أن المسيح شخص قوي ويخلص الشعب من الأسر والاضطهاد والاحتلال الروماني ، بينما يسوع من وجهة نظره كان جبانا ودائم الاختفاء والمطاردة !! فكانت تلك المرحلة العكسية في فكره نتيجة تلك الصدمة ، لكنني صديقي القارئ الكريم والعزيز أرجح النظرية الأولى لأسباب موضوعية قد نتطرق لها مستقبلا ، لكن مما يلفت الانتباه في رسائل بولس الرسول أنه لم يتطرق للتثليث والثالوث ولو كان مؤمنا بعقيدة الثالوث لتحدث عنها ! وهذا يعضد مزاعم البعض عن حقيقة الثالوث وتأريخ ظهور عقيدة الثالوث المتأخرة وبعد قرون من رفع المسيح !! والأمر الآخر أن بولس الرسول لم يتعمق بذكر ما يعرف بخطية آدم المتوارثة بالفلسفة والعمق اللاحقتين وخاصة عند الأرثوذكس !! ، بل كان يعتقد أن اللعنة أصابت الجميع بسبب إنسان وهو آدم ورفعت بإنسان وهو يسوع فحسب ، والآن لنعرف الرجل عن قرب ومن فمه : أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية ، ولكن ربيت في هذه المدينة عند رجلي عمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي ، وكنت غيورا للرب كما أنتم جميعكم اليوم ، أعمال الرسل 22 : 3 ، الرجل هنا أكد أهمية الناموس ووجوب العمل به غيرة للرب !! ، والآن لاحظ تقلبه وتلونه ونكوصه عنه !! ، إن الخطية لن تسودكم ، لأنكم لستم تحت الناموس ، بل تحت النعمة !! ، رومية 6 : 14 ، بل وهاك ما هو أفجع من ذلك ، بولس يصف يسوع بالملعون !! وأنه صار لعنة من أجلنا !!! ، ووصف الناموس باللعنة !! ، المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة !! ، غلاطية 3 : 13 ، ثم بعد فترة من شيوع خبر إبطاله للناموس في مجتمعه عاد وقال : مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء !! ، أعمال الرسل 24 : 14 ، تناقض واضح وتخبط وتلونه !! ، وفي رومية 7 : 12 : إذا الناموس مقدس ، والوصية مقدسة وعادلة وصالحة ، وفي النص التالي نعرف حقيقة تناقضه وعلل تخبطه وتلونه ومن فمك أدينك : فصرت لليهود كيهودي، لأربح اليهود !! ، وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس !! لأربح الذين تحت الناموس ، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس للرب بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس !! رسالة كورنثوس الأولى 9 : 20-21 ،

هل عرفت الآن صديقي القارئ الكريم والعزيز لماذا رجحت النظرية الأولى بشأن بولس الرسول ؟!!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات