أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - إنطباع عن.. ألليلة التي ضاع فيها الرغيف للقاص أنمار رحمة الله














المزيد.....

إنطباع عن.. ألليلة التي ضاع فيها الرغيف للقاص أنمار رحمة الله


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


ألخاتمة فن قائم بحد ذاته.. وبإمكانها قتل النص تماماً فيما إذا اشتُغِلت بعشوائية أو أسلوب غير مدروس..
وهذا ما أدركه مبكراً أنمــار رحمـة الله بالإشتغال عليها كوحدة مستقلة.. لابمعنى الإستقلالية المتجردة، بل أنها تتضمن الثيمة والإبهار.. أي أنه لم يمهد لها، بل جعلها كما تحدثتْ عنها القاصة سولاف هلال.. ضربة قصمت ظهر الاسترخاء.
بعد أن اعتمد التلقائية في كل مفاصل النص، وترك التدفق التخيلي يستحوذ على حتى الزمان، بعيداً عن التصنع.
وهذا وعي فني كبير، بل ومذهل.. حيث انتعشت اللذة القرائية بها.
وصعوداً إلى جسد النص نجد أن رحمة الله اعتمد على الطبيعة البشرية والمسعى الإنساني من جهة، والصراع الغريزي من جهة أخرى، بخلق عدة مستويات بنائية.. فما أن يخلق هدنة بين الحدث، والقارئ، حتى يعود للطفل الذي يُعتبر هنا بمثابة المحفز على البوح.. وما اختزنه من صور حسية تترجمت إلى إسئلة، مسَتفَزة مُستفزِة للإنثيال، بعفوية بريئة.
ولم يلجأ إلى الراوي العليم إلا في التمهيد، وكان حضوره شبه معوّم.
والذي ومض بفكري، أكثر من مرة، عند القراءة.. ذلك التأكيد على الشتاء.. ( ألشتاء عانق المدينة )، ( كان صباحنا يعلن بداية يوم شتوي ).. وإذا تأملنا النص، لوجدنا أن المكان متغير ولكن الزمان واحد.. وهنا أقصد الفصلية.. أي أنه اشتغل على ثيمة الصقيع في الجبهة، وفي البيت.. ولكوني واثق من أن رحمة الله لا يدع للإعتباط والمصادفة فرصة للتلاعب بمخلوقاته - كونه حاسم لأمره منذ البداية - كان يريد أن يجعل القارئ يعيش حالة معينة.. وأجد أقرب المسوِّغات لذلك هي حالة التشنج، والإنكماش، وكذلك الجوع.. وكلنا يعرف أن الجوع حالة فسلجية تثار بالبرد كثيراً.
وهذا ماجعله يضع الرغيف عنواناً للنص، كونه دال واضح على أنه حاجة أساسية.. ومهم في جسد النص، فهو الدافع كتحصيل حاصل للجريمة.
من هنا بدأ القاص بتسريب بعض أسرار النص، ولكن بحنكة صياد يعي حاجة الطير للحَب، فيستدرجه رويداً رويداً بنثر بعضها في دربه.
ونجح تماماً باستدراجي، وأنا مستمتع جداً.. ليزيح هاجس الملل الذي قد يعتريني أثناء رحلتي مع نصه.
واستطاع بمهارة رسم شخصية الجد نفسياً، حيث يدرك بأن هناك نوعاً من الشعور بالذنب، يسمى الإيجابي الفعّال أو مشاعر الذنب السوية، ذلك الذي يجتهد مخلصاً بعدم العودة إلى فعلة مشينة، وهذه الشخصية ميّالة إلى التأمل، والشرود، والبكاء كلما عنّت عليه الذاكرة بالوجع، وعدم الإقبال على الطعام.. وكل هذا أشار له القاص من خلال تصوير سلوك الجد.
ثمة تركيبة ضمنية غير بائنة، عند القارئ غير المحترف، هي الشخصية المركبة التي يدفعها ظرف معين إلى سلوك يناقض سلوكيته الإنسانية الودودة الفطرية.. وبالعودة إلى متن النص، وتحديداً عند مشهد عودة الجد خائباً، حيث لم يحصل على رغيفه، وبنكران ذات كبير، كذب على صاحبه، ضاغطاً على حاجته الفسلجية.. وهنا تأكيد واضح على تفهم القاص لمايعتري الشخصية من تقلبات، وتمكنه من أدواته ببسالة فذة.
من جهة أخرى أود أن أشير إلى اللغة.. فلغة المبدع كما هو معروف، هي ليست تلك المفردات التي يتناولها الآخر حتى وإن كان مبدعاً علمياً، بمعنى أن الكلمات هنا تتجاوز المعنى التقليدي، باتخاذ وظيفة إشارية أو وظيفة رمزية.. التي يجب أن تقتصر عليها لغة التفكير العقلي أو الأستدلالي، فنلاحظ أن للغة وظائف أخرى يمكن جمعها تحت اسم ( الوظيفة الإنفعالية )، والفرق بين الإستعمال الرمزي والاستعمال الإنفعالي للغة هو - كما وصفه محمد مصطفى بدوي - ( الإستعمال الرمزي للكلام هو تقرير القضايا أي تسجيل الإشارات وتنظيمها وتوصيلها إلى الغير على حين إن الإستعمال الإنفعالي هو استعمال الكلمات بقصد التعبير عن الإحساسات أو المشاعر، والمواقف العاطفية أو بقصد إثارتها عند الغير.
فقولنا ان ارتفاع برج إيفيل مثلاً هو 900 قدم، هو تقرير لقضية، والرمز هنا أما صادقاً أو كاذباً بالمدلول الضيّق للصدق والكذب.. أما حين نقول أن الشعر روح، فنحن لانقرر أية قضية، ولكن بقصد إثارة مواقف عاطفية معينة ).. ومن هنا أقول جازماً أن لغة النص كانت باذخة التوصيل، ومما زادها رونقاً أنها كانت بعيدة عن التوعير.
وأخيراً أقول، كنت أود أن أعرج على البناء، وما إلى ذلك.. لكني ارتأيت أن أتيح الفرصة لأساتذتي الأفاضل، كي يتنفضلوا علينا بشهاداتهم النقدية.
وتحية إكبار للأستاذ أنمــار رحمـة الله.. مع محبتي



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة في نص (مشردون) للقاص مشتاق عبدالهادي
- ماهية الفراغ في نصوص فلاح الشابندر
- ألغجر.. في مآل العرض
- سفينة نوح الفضائية.. قبل وبعد الإنهيار
- نبش في الأحزان المعلقة على المشاجب
- جلالة النص، وقصدية الكشف عن الأنا.. ميادة المبارك إنموذجاً
- سعد سعيد.. ملتزماُ
- بغداد الأزل بين الروح والمقل
- هذيان صوفي.. في حضرة القص
- ضربة فرشاة.. ألطعنة المخلصة في خاصرة الآن
- وجع يتكرر
- عشتار تولد من جديد
- ضياع
- قراءة في نص دروب وصدأ للشاعرة وقار الناصر
- إعتراف في محراب المنى
- عنوسة ال % مع سبق الإنكسار
- ضمير مستتر
- -سقوط الحضارة-
- رحيل
- آخر مارواه آخر حرف


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - إنطباع عن.. ألليلة التي ضاع فيها الرغيف للقاص أنمار رحمة الله