أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - المحافظون الجدد يقودون اميركا إلى مهاوي الحرب والفاشية -1















المزيد.....

المحافظون الجدد يقودون اميركا إلى مهاوي الحرب والفاشية -1


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحافظون الجدد يقودون اميركا إلى مهاوي الحرب و الفاشية -1
منذ احداث 11أيلول في نيويورك بالولايات المتحدة والمحافظون الجدد يجرّون اميركا تحت لواء الحرب على الإرهاب إلى سلسلة من الحروب في الخارج والحد من الحريات في الداخل. وبدلا من ان يراقب الشعب حكوماته بات مجموع الشعب يخضع لمراقبة صارمة بشتى وسائل ثورة المعلومات. ومقابل خطر الانجراف إلى الحروب والفاشية ينهض كتاب ومثقفون واكاديميون للتصدي للخطر المحدق بالولايات المتحدة وبالعالم اجمع؛ ومن خلال ذلك يعرون أساليب اليمين ووسائله لنشر ثقافة العدوان والفاشية.
فقد نشر هنري غيروكس بحثا تحت العنوان "الإرهاب والعنف وثقافة الجنون ". والباحث أكاديمي أميركي متميز ومؤلف عدة كتب في التعليم النقدي منها التعليم في أميركا والحرب ضد الشباب وحرب الليبرالية الجديدة على التعليم العالي. يستهل الباحث موضوعته باسترجاع الكابوس المفزع الذي تنبأ به الكاتب البريطاني جورج اورويل بصدد مجتمع شمولي يرخي ظلاله على اميركا . ويمكن بوضوح ملاحظة عواقب التطورات داخل الولايات المتحدة في الهجوم الفظ على حقوق الشغيلة والاتحادات النقابية والتعليم العالي والشرائح الفقيرة والأقليات الطائفية ، وكل ما له علاقة بالعقد الاجتماعي التقليدي. يستشهد الباحث باستنتاجات كريس هيدجز التي بلور من خلالها نظرته القائلة أن " الأميركيين يعيشون حاليا في مجتمع يعتبر العنف الرد التقليدي من جانب الدولة على كل معضلة "، ويتم تشريع الحروب كسمة مستدامة للمجتمع، وبات العنف مبدأ منظما للسياسات.
ويقول الأكاديمي الباحث، بعد أحداث 11/9 ازدادت هشاشة الديمقراطية ، حيث نشأت دولة التعذيب وانتهاك الحريات المدنية وفرض قوانين مناهضة للإرهاب مثل قانون الوطنية (باتريوت)الجديد، الذي فرض حالة طوارئ بررت سلسلة من الممارسات الإرهابية من جانب السلطة السياسية. بات الرئيس اوباما سيد الحروب المستدامة يسعي لزيادة موازنة الحرب لتبلغ قرابة تريليون دولار ، بينما " يتحول باتجاه عنف غير قانوني ، متجسد في تدخلات عنف غير مكبوح في شئون بلدان ليبيا وسوريا والعراق . عادت الحرب ضد الإرهاب إلى الداخل الأميركي لتتحول أحياء الفقراء إلى ساحات حرب ، وليتحول البوليس المحلي إلى جيش احتلال. إن شيوع افدح تعبيرا ت العرقية بات يتجلى في اغتيال الشرطة الطفل الأسود تمير رايس وإيريك غارنر بالضرب المبرح. يتجلى إرهاب الدولة في حقيقة تكرار العنف رغم الاقتناع بعدم جدواه، وكذلك في تعاظم شهوة العنف لدى الجمهور الأميركي سواء كثقافة تسلية او في شيطنة الشبيبة الزنوج والملونين والمسلمين وغيرهم من الأعراق التي تعتبر زائدة عن الحاجة. المناخ السائد يبدل الأصوليين الدينيين وأعداء المثقفين والرافضين وغيرهم ممن يتباهون بترويج نمط من انغلاق الأفق السياسي والنظري، المعادل للإفساد ، الأمر الذي يفتح الباب على سعته لتقبل الجمهور العنف ضد الداخل والخارج. لم تعد الميديا الرئيسة تروج للديمقراطية ؛ إنها تدعم أكاذيب بوش لتبرير غزو العراق ولم تعتذر عن أكاذيبها المشينة. ونادرا ما وقفت الميديا بجانب المنذرين من عواقب السياسات الأميركية ، أمثال إدوارد سنودن وتشيلسيا ماننغ وثوماس دارك وجون كيرياكاو وجيفري ستيرلينغ وغيرهم . وبصورة عفوية ينشأ عن الخوف المتزايد وانعدام الأمان من قصص الميديا المقحمة على الجمهور تشريع جمهرة من الممارسات اللاديمقراطية في الداخل ، مثل "الهجوم المنسق على الحريات المدنية وحرية التعبير وحرية الصحافة"، وكذلك الهجمات الحاقدة على أكاديميين امثال نورمان فينكيلشتاين وستيفين سلايطة اللذين استنكرا السياسات الأميركية في الشرق الوسط والدعم المقدم لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد الشعب الفلسطيني. وفي برامج التلفزة، مثل سبارتاكوس، التالي، هنيبال ، التحري الحقيقي، سطح البحيرة نجد بهجة عارمة في إبراز العنف المشدد لدرجة لا يمكن تصورها ، يتحول إلى نماذج تسلية ينجم عنها قسوة فظة ، لكن مشروعة. وهذه القسوة تقترب من الفاشية عن طريق سلب الثقافة مضمونها السياسي، بحيث يتخذ واقع العنف شكل عنف الدولة. بات العنف جينة صناعة الحرب في الولايات المتحدة ، تصاعدت في عهد إدارتي بوش واوباما إلى نوع من حمى الحرب تعانق النزوع إلى الموت، حسب تعبير روبرت ليفتون. الحرب على الإرهاب غدت ظاهرة اعتيادية ، تشديد للعنف وللحرب ليطاول إرهاب الدولة جميع مناحي الحياة الأميركية.
وتطرق الباحث إلى الظاهرة المقلقة مجسدة في لامبلاة الجمهور الأميركي حيال نزع الديمقراطية. يشكو الأميركيون من الصعوبات الاقتصادية ؛ لكنهم قليلا ما يتذمرون من نقص الديمقراطية ومن اختلال القيم التي تؤسس لشمولية جديدة داخل اميركا. والعسكرة هي إحدى العومل المولدة للعنف داخل الولايات المتحدة وتتجلي في ثقافة البندقية ، وتكييف المدارس على أنماط سجون.. لم يعد الخوف موقفا بقدر ما هو ثقافة تؤدي دور " عدو العقل ، [ بينما تشوه] الانفعالات والتصورات وتفضي في الغالب إلى قرارات بائسة. بيد أن ثقافة الخوف تفعل أكثر من تقويض الأحكام النقدية وقمع المعارضة ؛ إنها تولد المزيد من العنف ومن الأمراض والرضوض الذهنية والتفكك الاجتماعي وفقدان حقوق الشغيلة وغير ذلك كثير.
واليسار ممزق في الولايات المتحدة ، وهو بحاجة لأن يطور إدراكا أشمل للسياسة والاضطهاد ويناضل بأسلوب أقرب إلى الحوار الذي يرتفع لمستوى المسئولية والتقديرات الأخلاقية. من اجل التصدي للشمولية الجديدة يتوجب على التقدميين من كل المشارب أن يستوعبوا سياسات ملهمة ومعززة للقوى ، من شانها ان تحتضن عملية بناء التحالفات وترفض الفكرة الزاعمة أن الرأسمالية تعني الديمقراطية. من المحتم على اليسار الصادق والمتكرس أن يلتزم بإدراك الطابع التثقيفي للسياسات وللعدالة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الحاجة لتشييد تشكيلة سياسية قادرة على البقاء بمعزل عن الأحزاب القائمة.
نحن شهود موت النظام القديم للرفاه الاجتماعي وبروز مجتمع جديد يتميز بثقل يد الدولة الأمنية، وبتشطيب الوعي السياسي للجمهور الأميركي، إلى جانب التفاوت الحاد في المداخيل والثروات وبسياسات جديدة ونمط من الحكم خاضع لتحكم الشركات الكبرى والبنوك والنخب المالية. إنها سياسات لا مجال فيها للديمقراطية او للإصلاح.حان الوقت لأن نطلق على اللحظة التاريخية الراهنة ممثلا ل "الأزمنة السود" التي حذرتنا منها حنة آرندت، ونشرع من ثم في إعادة التفكير في قضايا السياسة من جديد من خلال حركات اجتماعية يمكنها تخيل الوعد بديمقراطية راديكالية عبر نضالات جماعية ومنهجية حازمة .

أما روبرت أبيلي ،حامل شهادة دكتوراة بالفلسفة من جامعة ماركويت ويعمل أستاذ فلسفة بكلية ديابلو في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف كتاب الدليل المرشد لقانون باتريوت الأميركي وتحليل منطقي وأخلاقي لقرار غزو العراق وعدد من الأبحاث، فيقارب المسألة ليس من مقترب السياسة بل من مقترب التعليم. إنه ينعي نظام التعليم الأميركي الذي كان يساند الديمقراطية:
لا تكمن أفدح الجرائم ضد التربية في أميركا في بيع المدارس للشركات الربحية فحسب ؛ إنما تتجلى المخاطر التي نادرا ما يدور حولها نقاش في التجويف المتعمد للعملية التربوية ، وذلك من خلال فلسفة تنظر للتعليم ، خاصة في الكليات ، مجالا لتدريب المتعلمين على الوظائف المطلوبة لعالم البيزنس ، وليس لتدريبهم على فنون تعمق إنسانية الإنسان عن طريق الانخراط في التعلم والتأمل . وبصورة متعمدة يجري التخلص من البرامج التي توسع آفاق الطلبة وتعلمهم طرائق التأمل العقلاني لمجتمعهم وتحليله وسبر أغوار اتجاهاته. وكما صرخ أحد الاقتصاديين " من شان الله اوقفوا تدريس الطلبة كيف يفكرون في الأشياء او معرفة التاريخ البشري والثقافي".
بحصافة لخصت ديانا رافيتش الأسلوب التعليمي الجديد، في كتابها "سطوة الإرهاب"، فتوجز الاندفاعة نحو خصخصة التعليم والخطر الماثل على المدارس في الولايات المتحدة بقولها " في العقود الأخيرة شارف الفهم الشمولي استبدال دور التعليم العالي في تطوير الأحكام الثقافية والعلمية والسياسية والجمالية ، تلك الثمار الحقيقية للتعليم العالي والمتميزة عن التعليم المهني." ومهما يكن فطالما غادر الحصان حظيرته فإن الفرص تبدو ضئيلة لحث صناع السياسة في أميركا على الإقلاع عن إخضاع فلسفة التعليم لفلسفة الرأسمال ، والتي بدئ بها في تسعينات القرن الفائت . فهذه الفلسفة تدعو لتكييف التعليم وفق الأسس الكمية والربحية .
الجهالة واللاعقلانية تهيمنان في هذه الأيام في مجالات التعليم والثقافة والسياسة. وهذا يناقض دعوة توماس جيفرسون لربط التعليم بالفنون الإنسانية وبالعلوم. كان جيفرسون مؤيدا قويا لتعريف التعليم العالي ، والذي استمر حتى وقت قريب ، وذلك اعتقادا منه أن ذلك التعليم له إسهامه في الأداء الديمقراطي. ذلك ان العملية الديمقراطية تحتاج إلى "مو اطنين مطلعين".
في إنسانيتنا يوجد شيئ ما نفقده إذا ما أحيلت فلسفة التعليم إلى وسيلة لغاية تتمثل في مشروع على النمط الرأسمالي. إذ يشكل جزءا هاما من إنسانيتنا إدراكُ من نحن وأين كنا كبلد وجنس بشري ، جنبا لجنب مع القدرة على تحسين قدرات التأمل والتفكير وتعلم محتوى جديد يثير الإمتاع ويزيد المعرفة ، وليس مجرد تعليم يفيد مباشرة التأهيل لوظيفة .
لكن ان يصبح التلاميذ سلعا لوظيفة مستقبلية ، ويقتصر التعليم على عدد من درجات النجاح في المساقات ، وعندما يستغنى عن التعليم القائم على مضامين تعمق العقل البشري وتوسع الآفاق وتستند إلى مبادئ إنسانية باعتبار كل ذلك مبتور الصلة بسوق العمل، وعندما يفرغ التعليم بحجة تطوير موظفين افضل ، مثلما طرح خطة الرئيس اوباما بصراحة ، فإن التعيم في اميركا متورط في مشاكل. لاحظوا ان هذا الخطر المحدق بالتعليم لا يعود إلى عدم كفاءة المعلمين ، كما يحب ان يصور الأمر السياسيون اليمينيون. فالخطر ماثل في عدم التبصر لدى اولئك السياسيين وعمداء الكليات ممن لا يرون سوى تدفق النقود ويسمحون بتجريف مؤسسات التعليم وشلها من خلال تحويلها إلى أحد مسارب الرأسمال.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول أيار واغتيال شيماء
- في يوم الأرض الفلسطينية
- الرجل الذي رحل عنا
- نتنياهو تفوق على الجميع
- قاتل الشماء يتربص بالسيسي
- بصدد ازمة اليسار/ المعرفة قوة
- بصدد ازمة اليسار حوار مع الباحث حذيفة مطر صلاح
- بصدد ازمة اليسار
- جدل الإرهاب والعنصرية والحرب
- خالد الذكر فؤاد نصار في ذكراه المئوية
- حرب على عدة محاور يخوضها نتنياهو
- العاهة بنيوية في تركيبة النظام الرأسمالي
- الشعب الأسود وشعب فلسطين يصليان جحيم العنصرية
- لامصلحة لإسرائيل في الاتفاق مع العرب
- في ذكرى أكتوبر-3
- في ذكرى اكتوبر - المآثر التاريخية لثورة اكتوبر الاشتراكية ال ...
- في ذكرى أكتوبر - الهيمنة المطلقة لدولة الاحتكارات
- ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة
- التنوير المجهض - امتهان الديمقراطية
- التنوير المجهض-3


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - المحافظون الجدد يقودون اميركا إلى مهاوي الحرب والفاشية -1