أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المسكوت عنه فى السلوك؟














المزيد.....

المسكوت عنه فى السلوك؟


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 07:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



عملية الانتخابات فى بلادنا وأمريكا تكشف أكاذيب النظام السياسى الاقتصادى الدينى الذى يحكم العالم، يصيبنى الدوار الشبيه بالغثيان: الصراعات داخل الأحزاب وخارجها، فضائيات رجال "البيزنيس" وصحفهم "التابعة" لحركة الأموال فى البورصة، صورة راقصة تموت فى حب مصر، بجانب صورة فضيلة الشيخ يؤكد "حجاب المرأة من أركان الإسلام"، مع تشويه سمعة الخصم وتمجيد مالك الجريدة، وتقسيم الدوائر والمقاعد والأرباح، السباق المجنون على أجساد البسطاء وأصوات البؤساء، والبنات التائهات بين تعدد الأحزاب وتعدد الزوجات.
تابعت حملة باراك أوباما الانتخابية، وكنت أقيم بالولايات المتحدة من بداية 2007 إلى نهاية 2009، شهدت قشرة الديمقراطية تسقط، يتلقى "أوباما" لحملته الانتخابية ملايين الدولارات من أقطاب البورصة وتجار وول ستريت، يؤكد أن أمه مسيحية، وأمن إسرائيل هو أمن أمريكا، والمرأة المسلمة ترتدى الحجاب باختيارها، وأبوه "حسين" مسلم، ويحصد أوباما بذلك أصوات الكنيسة والجماعات المسيحية واليهودية والإسلامية. لم تنفصل السياسة عن الدين والاقتصاد والجنس فى التاريخ، تحيز أوباما بعد انتخابه لأثرياء وول ستريت والبنوك وحل الأزمة الاقتصادية (عام 2008) على حساب الفقراء والنساء الكادحات.
يتكرر المشهد اليوم مع "هيلارى كلينتون" المرشحة للرئاسة، ينافسها "جيب بوش" عن الحزب الجمهورى، يقود كل منهما حملة شرسة لجمع الملايين لخوض السباق، كالبورصة والمضاربات والشائعات والنبش عن المتخفى من الفضائح المالية والجنسية.
يخرق كل منهما القانون الفيدرالى لتمويل الانتخابات من أرباح الرأسمالية والسوق الحرة والبيزنس، يأتى أغلبها من غسل الأموال، بعد التجارة بالأجساد والسلاح والمخدرات والمخابرات والتجسس والبترول المغتصب بالحروب العسكرية والسياسية، من العراق إلى نيجيريا مروراً ببلاد الخليج وليبيا، رئيسة لجنة الانتخابات الفيدرالية "آن رافيل" اتهمت لجنتها بعدم الأمانة وعدم الحياد، قشرة الديمقراطية الرقيقة تسمح بالرأى المخالف، دون تغيير فى الواقع، ومنذ أيام، بعد الانفجار الشعبى بسبب اضطهاد السود، صرح أوباما بأن النظام الأمريكى يقوم على العنصرية، أصبح النقد الذاتى مباحا، وديمقراطية الكلام المجانى دون تغيير.
يسيطر فكر الكنيسة فى الغرب المسيحى كما يسيطر فكر الأزهر فى الشرق الاسلامى، كثيرون ينقدون الكنيسة والأزهر، ويكتبون عن ضرورة تجديد الفكر الدينى، أصبحت قضية المرأة كاللبانة يلوكها الجميع شرقاً وغرباً، لا يؤدى الكلام إلا الى المزيد من اللامساواة بين النساء والرجال، وبين الفقراء والأغنياء، فالقهر الطبقى الاقتصادى لم ينفصل فى التاريخ عن القهر الجنسى الأبوى. وقد صدرت كتب جديدة تتحدث عن تفاقم اللامساواة، منها كتاب "الراكيت" من تأليف "مات كينراد".
فى مقدمة الكتاب فقرة مهمة من خطبة ألقاها الجنرال "سميدلى باتلر" عام 1933، الحائز على أعلى وسام فى تاريخ البحرية الأمريكية، يقول بالحرف الواحد "أنفقت 33 عاماً من عمرى أخدم الجيش، وخلال هذه المدة خدمت البنوك ورجال الأعمال فى وول ستريت، كنت لاعب "الراكيت" الأمهر لخدمة الرأسمالية، شاركت فى نهب المكسيك وتامبيكو وهيتى وكوبا، نصف دستة أخرى من جمهوريات أمريكا الوسطى، لمصلحة وول ستريت، وشاركت فى نهب نيكاراجوا والدومينكان، وأيضا هندوراس لمصلحة شركات الفاكهة الأمريكية، وفى الصين عام 1927 ساعدت شركة ستاندارد للبترول فى عمليات النهب، تفوقت على زملائى بالعمل فى ثلاث قارات. وتحاول هيلارى كلينتون فى حملتها الانتخابية استخدام النساء والفقراء والسود، لكن المظاهرات الشعبية فى بلتيمور ميريلاند وميزورى وكاليفورنيا وغيرها، أسقطت ورقة التوت. كانت القوى السياسية فى القرن العشرين تهمل قضايا المرأة بحجة "محاربة الفقر أولاً" باعتبار أن الاقتصاد محرك التاريخ وليس الجنس، هذا الاتجاه لم يقض على الفقر بل قضى على الدول الاشتراكية، وزادت التفرقة الطبقية والجنسية، تحملت النساء، بحكم وضعهن الأقل، عبء الفقر أكثر من رجالهن، مما سمى أخيرا: ظاهرة تأنيث الفقر. ومشكلة المرأة. فى هذا القرن، شرقاً وغرباً، لم تعد اللامساواة الاقتصادية، بل اللامساواة فى القيم الاجتماعية والدينية والثقافية والتعليمية التى تقوم عليها المؤسسات الحاكمة، ومنها الكنيسة والأزهر، وهى مؤسسات سياسية أساساً، ومعقل النظم الطبقية الأبوية.
لتحصل المرأة على المساواة الحقيقية، لابد أن تكون لها حقوق اجتماعية وشخصية وأخلاقية مساوية لزوجها، لكن مساواة المرأة بزوجها مرفوض من الكنيسة والأزهر، قد تتساوى المرأة فى الواجبات الاقتصادية مع زوجها، بل تتحمل المسئولية فى 75% من الأسر المصرية، لكن المساواة بزوجها فى القيم الأخلاقية والحقوق الاجتماعية والشخصية مرفوض تماما، فالكنيسة تؤمن أن المرأة ضلع من الرجل ويجب أن تخضع لسيطرته، والأزهر يؤمن أن حجاب المرأة من صلب الشريعة، ومن حق الزوج تأديب زوجته بالضرب (غير المؤدى إلى عاهة مستديمة)، والزواج بأربع وتطليق أى منهن متى شاء. هل يمكن تجديد الفكر الديني دون التصدي لجذور اللامساواة الطبقية الأبوية فى القيم والسلوك اليومي؟.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء
- الوجه الآخر لنيلسون مانديلا
- منذ اكتشف الرجل -الإسبرماتوزوم-
- إنه الدم -2-
- بشائر صوت الكروان
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية
- الإبداع والثورة والحدس باللا معقول
- ثقافة الخرافة فى تونس
- زينة وهدى ودموع التماسيح
- الثورات والتحرر من اللامعقول
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى
- مقطوعات الرؤوس والوجوه
- اللا محسوس أخطر الأنواع
- الخوف من حرية العقل والمرأة


المزيد.....




- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المسكوت عنه فى السلوك؟