أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - حديث آخر لقاء مع : وجيه عبدالغني














المزيد.....

حديث آخر لقاء مع : وجيه عبدالغني


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 15:36
المحور: الادب والفن
    


أتعبنا فراق من نحب .. ! والمنا ان يكون الفراق محلقا في فضاء مغبر بتراب .. اللاوفاء ..! وحيثيات علاقات صار نقاؤها أسود كالليل البهيم .. وما عادت الناس ترى وجوهها ولا وجوه الاخرين ملونة بعطر المحبة ومخضبة بماء الورد ..
ماعادت الوجوه وجوها ولا العيون عيونا ..! كلها اصطبغت بألوان غريبة ليست منا . ومن ظل بلا لون مزيف ، ما ان يمشي الا ويعثر او يجرح .. وحين يتوكأ لكي ينهض لا يرى عصاه الا سكينا تذبح الصغار الطيبين ..! بات العالم عالم وحوش كاسرة .. لا تسمع منه وفيه غير الكذب والدجل والرياء ، والعبث بحقيقة الاشياء ..
ونحـــــــــن محـــاطــــــــون بذاك العالم ، أتعـــــــــبنا الــزيـف منه لكنــــــــه لم يسحـــــــقنا ، فما زلنا وسنظــــل نقاوم ونقاوم ..
وحين نفارق واحدا او اثنين ممن نحب .. وقد اوهنهم التعب حتى توقف وجيب القلب .. تودعهم .. ونغذ السير كما فعلوا ، نحسب حاسب مافينا من أمل .. نقويه ونغذيه ونرعاه كي يظل في الدرب كما ظلوا ..
يا ايها المنتصب قامة يا وجيه .. يا من عرفتك عنودا عناد الموت ، لا يدري غيرك وغيري حديث آخر لقاء بيني وبينك ، ونحن نقف وحيدين أمام الكاميرا في مسلسل (رجال الظل) ..
سألت عن صحتك ، فقلت لي : " كيف ترى ؟ .. وبدعابة وقافية مقصودة قلت لك .. المهم ان لا ترجع لي ورا "
فتمتمت وغيرت الموضوع لتقول : " أنا سعيد لانني التقيت بك مرة اخرى لنمثل سوية .. قبلها التقينا في مسلسل (امنيات صغيرة) ، كنا في استوديو 800 .. كان المقرر ان نسجل ثمان مشاهد ، اكملناها وبقي أمامنا متسع من الوقت .. المنظر نفسه والمجموعة معنا من الفنيين احباء لنا ..
قلت للمخرج د. حسن الجنابي .. ما رأيك اذا سجلنا المشاهد المتبقية في هذا المنظر ، ليس سوانا في كل المشاهد .. نعيد قراءة ونتدرب مع الكاميرا ثم نصور وانت تراقبنا ..
الكل رحب بالفكرة ، وبدأنا انا وانت نقرأ الحوار ، نحفظه ، نتدرب على المشهد .. نسجله .. ثم نضحك ونحول العمل الى فرح ، وتستمر ونسجل ونقرأ الحوار ونسجل والجو مرح كله ، مرح عمل منتج ..
كانت هناك محبة وابداع ولا كلل .. واقترب الوقت المخصص للحجز في الاستوديو على الانتهاء .. فكانت مجموع المشاهد قد تجاوزت الثلاثة مشاهد .. والاصل كانت ثمانية .. وكل ما سجلناه كان متقنا وليس استسهالا وعبثا ..
أتذكر..؟
قلت : كيف لا اذكر .. وأكملت " حين التفت المخرج الينا قال "اخاف عليكم من الحسد .. كافي "
غنيت انا له .. خايف عليك من الحسد .
والوقت مظلم والكمر ،
غايب ولسه ما ظهر
خلنلعد انت نيله .."
وصفق الجميع وقبلتك وغادرنا الاستوديو ..!
في " رجال الظل " كان وجيه يمثل وهو متعب ، كان يأتي في الموعد المحدد للحضور ، لكن المشاهد التي يظهر فيها لا تصور الا بعد خمس ساعات .. وهو ساكن هادىء الا من عيون تتساءل ..! يصح هذا ؟ .. هل عدنا الى الورا ..!؟
قال : " لم نعد الى الورا .. بل تقاليد العمل التي ضاعت ، والقيم التي فقدت هي التي اوقعتنا بما لا تريد ..
وجيه عبدالغني كلكم تعرفونه .. علمنا بموعد وفاته بعد ساعات طويلة من تشييعه .. حصل هذا أكثر من مرة مع كثيرين نحبهم فارقوننا .. ونحن الذين مازلنا على قيد الحياة نتساءل .. لماذا ؟ .. ويظل هذا السؤال يتردد لنترحم على من يغادر هذه الدنيا وهو مثل " وجيه " يحمل كل القيم والمثل العليا .. كي نبحث بعد ذلك عن مثيل لهم .. عسانا .. عسانا ؟



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غازي وسليم ..رحلا في اسبوع واحد
- عبدالله العزاوي...والكلمة المتأخرة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الثامنة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة السادسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الخامسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الرابعة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب... الحلقة الثالثة
- لم يستأذن منا ورحل !
- زاهر الفهد ايها الطيب .. وداعا
- بهنام ميخائيل ... وفنان المسرح الذي يجب ان يكون ...!
- عبدالجبار عباس ...غادرنا بهدوء كأنه الصمت
- خليل شوقي.. والتلفزيون
- الواقع والحداثة في مسرح الخمسينات
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...(الملا عبود الكرخي)
- عوني كرومي ...... رحلة مسرحية مبدعة لم تنته بعد
- يحيا العراق ومسرح العراق
- إلى من يهمهم الأمر.. تذكروا فنان المسرح فاضل جاسم..!
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...
- زينب..!
- قبل رفع الستار ..... مع النخلة والجيران


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - حديث آخر لقاء مع : وجيه عبدالغني