دعهم ينزفون

توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 13:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

"دعهم ينزفون" اقتبسته من مقال الصحفي الإسرائيلي، إلكس فايشمان،يوم 1/5/2015 في صحيفة يديعوت أحرونوت، وهو قد اقتبسه من وزير الدفاع، موشيه يعلون، وهو يتحدث عن الوضع في سوريا!
إن الشعار السابق،حقيقة واقعة في معظم بلاد العُربان، وهو يُلخص السياسة العامة لمخططي مشروع (التفكيك) الحديث، وإعادة صياغة الشرق الأوسط بكامله ليتناسب ومخططات الكِبار.
مقولة يعلون السابقة جاءت في معرض تعليقه، على الوضع في سوريا، حين قال، في حديث له لقادة جيشه:
"إنها حرب إيران ضد السلفيين الإسلاميين، تهدف لحماية نظام بشار الأسد، دعهم يقتلون بعضَهم بعضا"
يُعقب فايشمان، فيؤكد أن إسرائيل، رغم ادعائها بأنها لا تتدخل فيما يجري من أحدث في سوريا، يُعلن بصراحة:
" إسرائيل متورطة بالكامل في سوريا، فوحدة الاستخبارات الخاصة 504 تقود الأمور في سوريا، إنها تؤدي أروع الأدوار، فالجيش السوري انسحب من مواقعه القريبة، وحلَّت جبهة النُصرة محله، ولم تقم هذه الجبهة بأي عملية ضد إسرائيل، وقد أثبتت سياسة إسرائيل فعاليتها منذ أربع سنوات"
نعم، دعهم ينزفون، يقتلون بعضهم بعضا، فبقايا العرب، وُفق مقتضيات شعار:(دعهم ينزفون) سوف يتخلَّون عن طموحاتهم، وسوف يتخلصون من شعاراتهم التقليدية، وبخاصة فلسطين، ومُتعلّقات القضية الفلسطينية، وسوف يُصبحُ أعداؤهم التقليديون، أقربَ إليهم من إخوتهم التقليديين، إخوةِ اللغة، والانتماء، والمصير المشترك!
بعد فشل مشاريع التطبيع، وفشل مشاريع اللقاءات السياسية، والتعاون المشترك بين العرب وإسرائيل!
أما عن المسألة الفلسطينية، فسوف تغدو، وفق الشعار نفسِه، عند أُمة العرب، سببَ كوارث العرب، وجالبة النَّحس لهم ولأجيالهم، ومفقرتهم، ومعذبتهم الأزلية!
وعلى وقع الشعار أيضا، سوف تُعادُ صياغةُ جُغرافيا المنطقة العربية، وفق خريطة جديدة، خريطة إثنية عرقية، وطائفية حزبية،وانتمائية دينية، مما يعني إلغاء الأطلس العربي التقليدي المُقرَّر على طلاب المدارس، وإدخال ألوان جديدة في هذه الأطلس لدول جديدة، مع إعادة النظر في اسم الأطلس الرئيس، أطلس العالم العربي، ليُصبح؛ أطلس الشرق الأوسط الجديد، تتوسطه إسرائيل، عروسُ الشرق الأوسط الجديد، وهي تُخرجُ لسانها لكل المتضامنين الأوروبيين، مع الفلسطينيين!

#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات