أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - -قل يا ابا الوليد اسمع- - أم - اتيتكم بالذبح-














المزيد.....

-قل يا ابا الوليد اسمع- - أم - اتيتكم بالذبح-


ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)


الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معلوم ان الخلاف والاختلاف الكبير بين الجماعات الاسلاميه مرده الى عوامل كثيره لعل اهمها التأويلات المتباينه لنصوص الخطاب الاسلامي. فلا شك بان الخطاب الاسلامي مليء بما اسماه القرآن " المتشابهات". ومن هنا اخذت كل جماعه بتأويل هذا المتشابه بالطريقه الانسب لمنهجها, فمنها من اعتمد " الامر بالمعروف" كمنهج تغيير و ومنها من رأى في القتال والقتل الطريقه الوحيده للوصول للحاله الاسلاميه المرجوه.
من اهم الامثله التي تسترعي الانتباه للضبابيه التي اسست لهذا الاختلاف الواضح في المشهد الاسلامي المعاصر حديثان نبويان وردا في صحيح البخاري نلخصهما ادناه:
الحديث الاول يروي قصة النبي محمد مع عتبة بن ربيعه ( ابي الوليد) اذ جاء الاخير متهجما على النبي متهما اياه بتفريق قريش والسعي وراء الجاه والمال. النبي هنا لم يرد على تهجم واتهامات ابن ربيعه بالعنف اللفظي او الجسدي, بل استقبله بكل صدر رحب قائلا: " قل يا ابا الوليد اسمع." وعندما انتهى ابن ربيعه رد النبي عليه بكل هدوء بايات من سورة فصلت.
الحديث الثاني يروي قصه مشابهه مع رد فعل مختلف من النبي. اذ تقول رواية البخاري ان النبي مر غير مره برهط من قريش فكانو يلمزوه في كل مره, فما كان منه الا ان قال لهم " تسمعون يا معشر قريش, اما والذي نفس محمد بيده, لقد جئتكم بالذبح."
لدينا هنا رسالتان مختلفتان تماما في موقفين متشابهين. في الموقف الاول كانت الرساله مليئه بمعاني الحريه الفكريه, حرية التعبير, تقبل الآخر, واعتماد الرد الهادئ بدلا من العصبيه والتعصب ناهيك عن اعطاء درس في فن الحوار من حيث حسن الاستماع وحسن اسلوب الرد. اما الموقف الثاني فرسالته مغايره تماما من حيث اشتمالها على معاني الشده والتشدد والعنف و" الذبح" لمجرد من جاء باللمز فما بالك بمن زاد عن ذلك؟
الغريب هنا ان فحوى ما قاله ابو اليد ( في الموقف الاول) كان مسيئا للنبي والاسلام اكثر من " لمز" المشركين له بكلمات عابره ( في الموقف الثاني). بالاضافه لذلك فان تقبل النبي لابي الوليد ورده الهادئ جعل ابا الوليد يعود الى اصحابه " بغير الوجه الذي ذهب به," بينما التهديد "بالذبح" لم يؤتي اكله مع رهط قريش.
ما يسترعينا هنا هو السؤال التالي: اي من النموذجين( الرسالتين) يرسم لنا النبي لنحتذيه كمنهج ثابت في التعامل مع الاخر؟ الحوار والتقبل للاخر ام الرفض والذبح؟
سيسارع علماء الحديث ( مع تحفظي على كلمة علماء) لطرح فكرة مناسبة الحديث بحيث يتم اعتماد التعامل الحضاري في مواقف معينه ويطبق العنف و"الذبح" في مواقف اخرى. نقول من حيث المبدأ هذا تخريج جميل للامر. لكن يبقى التساؤل مطروحا: ما هو الضابط الذي يمكن للجميع الاتفاق عليه ليتم تقبل الاخر في ظروف معينه وفي ظروف اخرى يصبح فيها " ذبح" الآخر فريضه؟؟؟!!!
اعتقد ان ضبابية الامر واضحه وهذه اكبر اشكاليات تفسير النصوص المقدسه خصوصا والخطاب الديني عموما...... ومن رحم هذه الضبابيه ظهرت "داعش."
ويبقى السؤال مطروحا: هل نتقبل الآخر بروح " قل نسمع" ام نأتيه " بالذبح" ؟؟؟



#ماجد_مغامس (هاشتاغ)       Maged_Moghames#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصباح: فنجان معرفه أم وليمة قينات؟؟؟
- الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - -قل يا ابا الوليد اسمع- - أم - اتيتكم بالذبح-