أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - السعودية تقع في -الفخ اليمني- وروسيا تؤيد الوجود الصيني في اليمن















المزيد.....

السعودية تقع في -الفخ اليمني- وروسيا تؤيد الوجود الصيني في اليمن


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد: جورج حداد*


مع اشتداد حدة العدوان الخارجي وتسعير الحرب الاهلية في اليمن، يرتفع اكثر فأكثر السؤال الكبير:
ما هو موقف روسيا مما يجري في اليمن؟
يمكن تلخيص منطلقات الموقف الروسي في النقاط التالية:
حصر النزاعات
ـ1ـ ان روسيا تتجنب الانجرار الى أي نزاع محلي ـ داخلي او إقليمي، وتعمل على "موضعة" النزاعات، أي حصر أي نزاع في نطاقه الخاص، وعدم توسيعه، كي لا يؤدي ذلك الى التصادم مع اميركا، وما يحمله من خطر التحول الى حرب نووية شاملة.
الحرص على الوحدة الوطنية
ـ2ـ ان روسيا، التي يضطلع فيها الشعب الروسي والكنيسة الارتودوكسية، تاريخيا، بدور العمود الفقري للدولة، الا انها في الوقت ذاته دولة متعددة القوميات والاقليات القومية والاتنيات والأديان والمذاهب. وهي تحرص على وحدتها الإقليمية ـ الوطنية. وانطلاقا من هذا المبدأ "الروسي" الخاص، فإن روسيا تعارض الجيوستراتيجية الدولية لاميركا، القائمة على تفتيت مختلف الشعوب والدول (على قاعدة "فرق... تسد") لاجل "ملء الفراغ" وفرض الهيمنة الأميركية على العالم.
ـ3ـ ان روسيا تؤيد وحدة اليمن ارضا وشعبا. وتؤيد حل الخلافات والنزاعات الدينية والقبلية والسياسية عن طريق الحوار بين الأطراف المتنازعة وإيجاد الحلول السلمية وليس عن طريق المدفع والاستقواء بالخارج.
حوار المواقف لا حوار المدافع
ـ4ـ ان النزاع الإقليمي بين السعودية واليمن، الموروث من عهد الاستعمار المباشر القديم، والمتعلق بشكل خاص بالمنطقة الشيعية (الزيدية) في السعودية، ينبغي حله بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الممثلون الشرعيون للسكان المعنيين، على ان تؤخذ بالاعتبار الوقائع الراهنة والحقائق التاريخية. وان احتمال وجود "سلام هش" بين الدولتين هو افضل من احتمال نشوب الحرب، التي يمكن ان نعلم كيف تبدأ، ولكن لا احد يستطيع التنبؤ كيف ومتى تنتهي.
مكافحة الارهاب
ـ5ـ تعارض روسيا بشدة العمليات والمجموعات الإرهابية أينما كانت، وتعتبرها تشكل تهديدا للمجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الدول التي قامت حكوماتها في وقت من الأوقات، او تقوم الان، بدعم الإرهاب والمجموعات الإرهابية، كاميركا وتركيا والسعودية وغيرها.
السوق العالمية للطاقة
ـ6ـ تعير روسيا اهتماما خاصا لكون السعودية لاعبا كبيرا في سوق الطاقة العالمي. وباعتبار روسيا أيضا هي منتج ومصدّر رئيسي للطاقة، فإنها تفضل انتهاج خط التفاهم والبحث عن المصلحة المشتركة بينها وبين السعودية، لا ان تكون السعودية مزاحما معاديا لروسيا في السوق العالمي. وانطلاقا من ذلك تميل روسيا الى انتهاج خط "تفهم" و"استيعاب" المواقف السعودية، حتى في اشد حالات الاختلاف، وتعزيز استقلالية السعودية وابعادها عن التأثير والنفوذ والهيمنة الأميركية، التي تضحي بكل "اصدقائها" لاجل مصالحها الضيقة.
ايران عامل استقلال واستقرار لشعوب المنطقة
ـ7ـ بالرغم من الاثار المدمرة للحرب العراقية ـ الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي، التي لا تزال تجرجر ذيولها حتى اليوم، فإن روسيا، المختلفة دينيا وايديولوجيا وسياسيا عن ايران، تعتبر ان الشعب الإيراني يمارس حقه الطبيعي في تقرير مصيره، وان المجتمع الإيراني هو مجتمع فتي، ديناميكي وصاعد، ينبغي على المجتمع الدولي دعمه لا عزله والعمل لتقويضه، وان الدولة الإيرانية هي دولة مسالمة فعلا وقولا، وانها تمثل عامل استقرار إقليمي وعالمي في المنطقة، وانها قادرة على الاضطلاع بدور إيجابي كبير في تحقيق السلام والامن لدول المنطقة، وتحريرها من الهيمنة الاستعمارية الخارجية، وحق تقرير المصير لجميع شعوبها، بكل ما فيها من اختلافات دينية ومذهبية وايديولوجية تضرب جذورها في عمق التاريخ.
دعم الدور البناء للصين
ـ8ـ تدعم روسيا الوجود الاقتصادي والاستثماري للصين في اليمن، ولا سيما في حقل الطاقة، وتعتبره نموذجا ومثالا يحتذى للعلاقات البناءة بين الدول القوية وجميع الدول الأخرى، خصوصا الدول الضعيفة التي تحتاج الى الدعم الاستثماري والتكنولوجي كاليمن.
الصحافة الروسية تتابع باهتمام
هذا وتتابع الصحافة الروسية، من مختلف الاتجاهات، باهتمام شديد احداث اليمن. وتنشر انباء الحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن لوضعه تحت الوصاية الأميركية ـ السعودية، كما وتنشر تصريحات ومواقف مختلف الأطراف.
تحليل مهم للصحفي ألكسي نوسكوف
هذا ونشرت الصحيفة الالكترونية "نيزافيسيمايا غازيتا" ("الصحيفة المستقلة" كما يدل اسمها) مقالا تحليليا للصحافي ألكسي نوسكوف، وجدنا من الضروري اطلاع القارئ على عرض له، لانه يقدم فكرة وافية عن خلفيات وعوامل تقرير المواقف الروسية من احداث اليمن.
يقول نوسكوف:
فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل سلمي
على الرغم من جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، يبقى اليمن بقعة ملتهبة على الخريطة العالمية. وتتواصل الاشتباكات بين مناضلي منظمة "انصار الله"، المعروفين في وسائل الاعلام الروسية باسم "الحوثيين"، من جهة، والمجموعات المعادية لهم والمدعومة بشدة من قبل الرياض، من جهة ثانية.
المأساة الإنسانية تتفاقم
وحسب المعطيات الأخيرة، فإنه بنتيجة النزاع الناشب، فإن حوالى 150 الف نسمة اصبحوا لاجئين، وهناك 12 مليون نسمة مهددون بالمجاعة. كما ان عدد الضحايا يزداد بشكل متواصل.
تكثيف الهجمات السعودية
وتحدث ممثلو القيادة العسكرية السعودية عن زيادة تكثيف الهجمات التي أدت، حسب تعبيرهم، الى تراجع الحوثيين، وتقطيع وحدة قواتهم، ووقوع اعداد كبيرة منهم في الاسر.
تهافت الحدود السعودية ـ اليمنية
ومن جهة ثانية ازدادت في الأيام الأخيرة محاولات اجتياز الحدود السعودية ـ اليمنية من قبل المقاتلين الحوثيين. وهذا ما اثار قلقا كبيرا في الرياض. ولاجل توطيد امن المناطق الحدودية، تجمعت فيها اعداد كبيرة من القوات السعودية، التي وضعت في حالة استنفار قتالي كامل.
"عاصفة" بائسة من الرياض
وفي كل الأحوال، من الصعوبة في الوقت الحاضر طرح استنتاجات حول مدى نجاح العملية التي اطلق عليها الاسم الاستفزازي البائس "عاصفة الحزم": وكما في أي نزاع عسكري، فإن المعلومات عنها هي متضاربة وناقصة. ونذكر ان الامر ببدء هذه العملية العسكرية ذات الطابع المحدود على الأراضي اليمنية قد صدر في ليلة 25-26 اذار من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وانضمت الى التحالف مع الرياض الدول الأعضاء في مجلس التعاون في الخليج (باستثناء سلطنة عمان)، وعدد من الدول الأخرى.
توتر سوق النفط
ولعدة أيام جذبت الاحداث اهتمام وسائل الاعلام العالمية، والخبراء والمحللين، وانعكست بشدة على البورصات العالمية، حيث ارتفع سعر برميل النفط بنسبة 5%. بما لذلك من تأثير كبير، نفسي اكثر مما هو جوهري. وقد اعتبرت الانباء عن بداية الغارات الجوية من جانب هذا التحالف بأنها تمثل تعقيدا جديدا مفاجئا وغير متوقع العواقب في هذا الإقليم، الذي يعد اضخم مركز لاستخراج النفط في العالم. ولكنه لم يحدث اتجاه ثابت لارتفاع أسعار النفط، وهو ما يمكن تفسيره بالاسباب التالية:
نزاع مزمن
ان الحرب الاهلية في اليمن والتهديد بزعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك في أراضي المملكة السعودية، لم يبدآ في الامس القريب. وبداية الغارات الجوية لم تؤثر جذريا على ميزان القوى والوضع العسكري ـ السياسي العام في الإقليم.
الابار السعودية لا تزال بعيدة
وفيما يتعلق بتهديد استخراج النفط، نذكر بأن مناطق الإنتاج الرئيسية في السعودية تقع بعيدا عن منطقة النزاع. كما ان سلطات المملكة سارعت فورا لتطمين المجتمع الدولي بخصوص تأثير النزاع على حصتها في سوق النفط: فإن وزير الداخلية محمد بن نايف اعلن عن الإجراءات المتخذة لتعزيز الامن في المناطق الحدودية وفي منشآت استخراج وإنتاج النفط.
السعودية قد تشتري الدعم المصري والباكستاني
كما نشرت الصحافة العربية انباء حول إمكانية توجه وحدات عسكرية من مصر والباكستان ـ المشاركتين في الحلف مع السعودية ـ لمساعدة السلطات السعودية في حال تعقد الأوضاع.
ان الحملة السعودية المسماة "عاصفة الحزم" تحمل في طياتها مشروع "حلف إسلامي" جديد او "حلف بغداد" جديد.
ولكن حتى بدون هذا الدعم فإن إمكانية قيام مقاتلي حركة "انصار الله" المشاركين في الحرب الاهلية الداخلية في اليمن بشن حرب خاطفة عابرين مئات الكيلومترات عبر الصحراء العربية نحو الشمال، هو احتمال ضعيف.
ايران تتجنب خوض الحرب
والشيء ذاته يقال عن إمكانية نشوب نزاع عسكري بين ايران الشيعية كحليف للحوثيين وبين المملكة السعودية: فبالنسبة لإيران ليست هذه قضية تدفعها لخوض حرب واسعة النطاق غير معروفة العواقب.
هل يمسك الحوثيون مفتاح باب المندب؟
وفي الأخير فإن التخوفات من قيام المنتفضين الحوثيين بتهديد مكامن النفط عبر مضيق باب المندب تبدو كذلك بعيدة عن الواقع. وبالطبع ان هذا القطاع، الذي يربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، والذي يبلغ عرضه في اضيق نقطة اقل من 40 كلم، يعتبر من اهم المضائق في العالم لشحن البضائع والمواصلات. ويبلغ حجم النفط الخام الذي يمر عبره يوميا حوالى 3،8 مليون برميل، وهذا يعادل 25% من كمية النفط التي تستهلكها بلدان الاتحاد الأوروبي يوميا. وفي حال تخلي ناقلات النفط عن استخدامه والاستعاضة عنه بالدوران حول رأس الرجاء الصالح (افريقيا الجنوبية)، فإن كلفة النقل ستنمو اكثر من الضعف. وبالطبع، وربطا بالوضع الراهن، تنمو احتمالات وقوع احداث غير مرغوبة كخطف السفن او تعرضها للاذى. كما انه منذ بدء العمليات العسكرية في تلك المياه ازداد فيها الحضور العسكري ـ البحري لمصر. وهذا بالإضافة الى السفن الحربية الأميركية التي تتولى الحراسة في هذا القطاع. الا ان الحوثيين لا يملكون الوسائل التكنولوجية المناسبة ولا القوات البحرية المدربة، التي يمكن بواسطتها القيام بعمليات بحرية جدية لاغلاق المضيق.
النفط في صلب الازمة
وهكذا فإن النزاع العسكري في جنوب شبه الجزيرة العربية، بشكله الحالي في المرحلة الراهنة، لا يمكنه ان يؤثر كثيرا على السوق العالمي للهيدروكربونات. وبالإضافة الى ذلك فإن ناقلات الطاقة لا تزال تلعب دورا مهما، اذا لم يكن الدور الرئيسي، في أسباب التدخل الحالي وعواقبه. كما ان التدخل له علاقة أيضا بأن استخراج الهيدروكربونات يصبح احد أسس الاقتصاد اليمني. وللمثال فإن مبيعات النفط والغاز شكلت نسبة 89% من عائدات التصدير اليمنية في السنوات 2010 ـ 2012.
تصاعد حصة الطاقة في الاقتصاد اليمني
ويستعرض ألكسي نوسكوف لمحة عن تاريخ استخراج النفط والغاز في اليمن منذ السبعينات، أولا في جمهوريتي اليمن (الجنوبية والشمالية) ثم في الجمهورية اليمنية الموحدة حتى اليوم، ليؤكد وجهة نظره حول ان قطاع الطاقة، في اليمن وحولها، يكمن في صلب أسباب الحرب الاهلية اليمنية وحملة التدخل التي تقودها السعودية ضد اليمن في الوقت الراهن.
ويقول ان انتاج الغاز في اليمن بدأ متأخرا سنة 2009، ولكنه تطور بسرعة اكبر من حاجة السوق الداخلي، واكثر من قطاع النفط، وفي سنة 2013 بلغ تصدير الغاز الطبيعي المسيّل من اليمن 330 مليار متر مكعب وهو ما يشكل 3% من الحجم العام لاستهلاك الغاز الطبيعي المسيّل في العالم. وهناك مشاريع لبناء محطات توليد كهرباء تستخدم الغاز (في الوقت الحاضر يتم انتاج الطاقة الكهربائية في البلاد باستخدام الغاز الخام بنسبة 20%، و80% باستخدام النفط). واحتياطات الغاز المؤكد اكتشافها (حسب معطيات سنة 2014) تبلغ 16،9 تريليون متر مكعب، اغلبها في حوض مأرب ـ الجوف.

الشيعة (الزيديون) ضحية الاتفاق او الحرب بين الحكومتين السعودية واليمنية

ويستمر التنقيب عن النفط والغاز في هذا الحوض، ويجري اكتشاف مكامن جديدة. وهنا ظهرت عقدة الحدود السعودية ـ اليمنية، وهي حدود رسمت سنة 1936، وكانت تمثل نذيرا مبكرا للاحداث الجارية حاليا. وكان قد تم توقيع اتفاق رسم الحدود حينذاك بعد نزاع مسلح بين الدولتين. وتمثلت احدى العواقب الوخيمة لذلك الاتفاق في ان الإقليم المأهول تاريخيا بالشيعة الزيديين، تم تقسيمه بين الدولتين: حصلت اليمن على منطقة (صعدة)، وحصلت السعودية على منطقة (نجران، جيزان وعسير). والشيء الرئيسي الان هو انه اصبح من المؤكد ان هذه المناطق تحتوي احتياطات كبيرة من النفط والغاز. وقد تعقدت الأمور بشكل خاص بسبب واقع ان السكان الشيعة الزيديين في هذه المناطق هم معارضون للحكم في البلدين ويعتبرون الحدود القائمة غير عادلة بالنسبة لهم.
اتفاق حدود جديد مجحف
وفي سنة 2000 تم في جدة التوقيع على اتفاق بين البلدين ينص على إقامة منطقة في عمق 40 كلم على كل جانب من الحدود المرسومة، يحق فيها ممارسة النشاط الزراعي، ولكن لا يحق لاي طرف القيام باعمال تنقيبية عن المكامن الجوفية، الا بموافقة الطرف الاخر.
منظمة "عسير" تتهم السعودية
ومع اكتشاف النفط والغاز في المناطق الشيعية الزيدية بدأت تسمع بوضوح أصوات الاستياء من هذه الاتفاقات في أوساط السكان. وفي حزيران 2012 شكل نشطاء يمنيون مجموعة منظمة حملت اسم "عسير"، اتهمت السعودية بنهب ثروات الشعب اليمني، وباحتلال مناطق نجران، جيزان وعسير التي هي حسب تعبير هؤلاء النشطاء "أراض وطنية يمنية". ومن المثير انه سمعت من جانب هذه الحركة اتهامات موجهة الى الرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح بأنه تلقى من سلطات المملكة السعودية رشوة بقيمة 18 مليار دولار، مقابل التوقيع على هذه الاتفاقات، بدلا من ان يدافع عن مصالح الشعب اليمني وحقوقه في امتلاك المناطق السعودية المذكورة.
الشركات العالمية للطاقة تتوجه بكثافة الى اليمن
ويسلط ألكسي نوسكوف الضوء على توجه شركات الطاقة العالمية بكثافة نحو اليمن، والتي بلغ عددها 83 شركة حتى سنة 2012، بما فيها شركة Total الفرنسية، وابرزها كانت الشركة الاميركية Occidental Petroleum Corporation التي بدأت العمل في اليمن منذ نهاية الثمانينات في القرن الماضي.
الصين تدخل بقوة
ومنذ بداية القرن الحالي دخلت الشركات الصينية أيضا بقوة في قطاع الطاقة اليمني، وحصلت على عقود كبيرة للتنقيب. وبالرغم من الاحداث التي هزت اليمن منذ 2011 والتي أدت الى استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح فإن السلطات المركزية والمحلية اتخذت تدابير مشددة لحماية شركات الطاقة الأجنبية التي حافظت على وجودها.
هروب الشركات الغربية
الا انه في سنة 2014، ومع بروز حركة الحوثيين، بدأت الشركات الأجنبية توقف اعمالها وتغادر اليمن، باستثناء الشركات الصينية التي حافظت على وجودها.

الرياض تدق ناقوس الخطر
وفي خريف 2014 بدأت الرياض تدق ناقوس الخطر، بعد النجاحات التي حققها الحوثيون، ولا سيما سيطرتهم على البنية التحتية لقطاع الطاقة في مأرب وعلى المدن الساحلية على البحر الأحمر.
ويشير نوسكوف الى ان التوجه السياسي للحوثيين هو معاد للغرب وأميركا وإسرائيل واليهود. ويعزو قلق الرياض الى ان سيطرة الحوثيين (الشيعة الزيديين) في اليمن، واستمرار وجود شركات الطاقة الصينية، سيخلق سابقة خطرة، وتخشى الرياض ان ينعكس ذلك على القبائل الشيعية الزيدية في نجران وجيزان وعسير، التي قد تطالب بالاستقلال الذاتي او حتى الانفصال عن السعودية. خصوصا وان احتمالات تعاون الحوثيين مع الغرب وأميركا هو احتمال ضعيف جدا. وهذا ما يفسر تعجيل السفارات الغربية في الخروج من اليمن. ولكن الحوثيين لديهم بديل يتمثل في التعاون مع الشركات الصينية ومع ايران، التي تتهمها أجهزة الاعلام الغربية بأنها "اليد الثالثة" التي تحرك الاحداث في اليمن.
الحوثيون ليسوا ارهابيين
ويؤكد الحوثيون انفسهم بأنهم ليسوا إرهابيين من صنف "القاعدة"، وهم لديهم أولوية هي بناء دولتهم، التي ينبغي عليها ان تجد من تتعاون معه، ولا سيما في حقل الطاقة. وهنا تبرز أهمية الصين بالنسبة لليمن.
الشركات الصينية تحل محل الغربية
ولا حاجة للقول ان تدعيم دور الصين في اليمن، يتعارض مع مصالح واشنطن. خاصة وان الشركات الصينية يمكن ان تأخذ على عاتقها المشاريع التي كانت تتولاها حتى الان الشركات الغربية.
واشنطن تأمر والرياض تنفذ
من هنا يمكن القول ان قرار الرياض بالتدخل في اليمن لم يحدث بدون ضغط من واشنطن. واذا كانت "عاصفة الحزم" تبدو وسيلة للمملكة السعودية لاضعاف الحوثيين بوصفهم يشكلون تهديدا للاستقرار ووحدة أراضي المملكة، فإنها بالنسبة لواشنطن تمثل وسيلة لاضعاف مواقع الصين في هذا الإقليم المهم ستراتيجيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا تقتحم -الحوش الخلفي- لاميركا
- سياسة -معاداة روسيا- ستنقلب وبالا على الكتلة الغربية وحلفائه ...
- الحكومة الثورية اليونانية تنتقل من الدفاع الى الهجوم
- الجيش الروسي يتحول بسرعة الى قوة عالمية لا تقهر
- الحكومة الراديكالية اليسارية الارتودكسية تقلب صورة: اليونان ...
- جورجيا لن تبقى خنجرا في خاصرة روسيا
- اليونان: بداية تحول راديكالي في المشهد الجيوستراتيجي العالمي
- رب ضارة نافعة!
- التفوق الشامل للجيش الروسي
- تأثير انتصار اليسار الراديكالي في اليونان على مسار الحرب الا ...
- فوز اليسار الراديكالي القومي في البونان يربك الكتلة الغربية
- فوز اليسار الراديكالي القومي في اليونان يربك الكتلة الغربية
- منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي
- الهند تعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا
- فرنسا ستنهار... كأوكرانيا
- روسيا: العدو الشرقي الأعظم للامبريالية الغربية
- روسيا تنتقل الى الدبلوماسية الهجومية في الشرق الاوسط
- فرنسا كومبارس أميركي صغير
- خطوة ستراتيجية روسية مذهلة: تحويل خط -السيل الجنوبي- الى ترك ...
- روسيا الارثوذكسية العدو التاريخي للغرب الاستعماري واذنابه


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - السعودية تقع في -الفخ اليمني- وروسيا تؤيد الوجود الصيني في اليمن