أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - إسم الله عليه.. إسم الله عليه














المزيد.....

إسم الله عليه.. إسم الله عليه


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطفيليات الضارة فقط هي التي تستطيع أن تنمو بصوت مسموع في المستنقعات، كما أن المنحطين أخلاقيًا وحدهم هم الذين بإمكانهم أن يستحوذوا علي بقعة من الضوء الرخيص في بلد يحكمه عسكر، والمقاربة واحدة، فكل بلد وأي بلد تحت حكم العسكر حتمًا هو مستنقع بشري لسبب بسيط، فهؤلاء، لأنهم لا يحبون القراءة، لا يتمتعون برؤية وإن هزيلة تسمح لهم بتفهم الواقع فضلاً عن تجاوز مظاهره!

تفقَّدِ التاريخَ من الأمام ومن الخلف ومن الجانب الآخر سوف لا تجد بلدًا أصيب بهم وسار ملليمترًا واحدًا نحو الأفضل، هذه واحدة من المسلمات، أو، اترك التاريخ وشأنه وراقب فقط علي من يختزلون الآن الضوء مع سبق الإصرار، سوف لا تجد إلا أصحاب الحد الأدني في كل أفق، وإلا (المحللين السياسيين) و (الخبراء الإستراتيجيين) الذين اختزلهم الساخر الكبير "جلال عامر" في كلمات:

- كان نفسي لما أكبر أكون خبير استراتيجى بس أهلى ضغطوا عليا عشان أكمل تعليمى!

سوف لا تجد بالضرورة "د.مصطفي حجازي" أو "د.عصام حجي" أو "د. زياد بهاء الدين" وأشباههم من المفردات البشرية المتهمة باللياقة وبشبهة البحث عن الكمال الإنساني، علي الرغم من أن هؤلاء كانوا جذوعًا أكيدة استخدمها العسكر في الإستيلاء مرة أخري علي الحكم!

ذو الذهن الممتاز "عباس محمود العقاد" الذي لم يتنبأ بسقوط الشيوعية في وقت كانت فيه في ذروة النقطة فحسب؛ إنما تكهن بسيناريو سقوطها كما حدث، تنبأ بالحفرة التي حتمًا سوف يقود العسكر إليها مصر، وأبي أن يحرس بوابات الصمت وأن ينسحب كغيره إلي هامش آمن ينفق في ظلاله ما تبقي من أيام عمره القليلة، لقد جلد "عبد الناصر" بقلمه أكثر من مرة، وللغضب إغواءٌ علي الكتابة لا يستطيع كاتب صحيح أن يتجنبه مهما كانت الخسائر، كما أن مكان المثقف هو الشارع، أو هكذا يجب أن يكون!

لذلك، أهاجت دهشتي جدًا وما زالت أمواج الصخب تلك التي أهاجها علي كل ساحل قرار التحفظ علي ممتلكات اللاعب "محمد أبو تريكة"!!

ما الغريب في الأمر؟

أي نجوم أليفة فقدت وضوحها عند هذا القرار؟

هل خرجوا بهذا القرار عن نص المرحلة؟!

إن هؤلاء يا سادة لا يحبون أولئك الأشخاص الذين يتحولون بقدراتهم الفردية إلي جُمَلٍ روحية عابرة للقلوب، أو إلي قصائد إنسانية يتزاحم القطيع حول ترديدها، ولا يطيقون أن يندلع الضوء في اسم خارج حدود سيطرتهم، وهذا، بالضبط، هو منطق فتوَّات عالم "نجيب محفوظ"، ويبقي بعد ذلك لصاحب أي اسم في دائرة الفتوَّات مرشح ٍلأن يحمله الناس يومًا ما فوق أكتافهم ويهتفون له: "إسم الله عليه.. إسم الله عليه" ترف المفاضلة بين الإذعان لسلطة الفتوَّات وبين تبديد الضوء حوله بأساليبهم الخاصة، وقد يصل الأمر إلي تبديد روحه أحيانًا، معنويَّاً علي أقل تقدير، وهذا تمامًا ما فعله " جمال عبد الناصر" مع أغلب أعضاء مجلس قيادة (الثورة) وعلي رأسهم "محمد نجيب"، وهذا تمامًا ما فعله "السادات" مع أغلب قادة حرب أكتوبر التي انتهت بين بين، لا نصر ولا هزيمة، لا تصدق التاريخ الذي كتبه مؤرخوهم فهو مزوَّر من أقصاه إلي أقصاه!

أيضًا، عندما أدي "شعبان عبد الرحيم" رائعته الخالدة: بحب "عمرو موسي" وباكره إسرائيل، وانتشرت سريعًا في لهجات العوام، علي الرغم من استيعاب "حسني مبارك" لشخصية وزير خارجيته وإدراكه التام لأبعاده الهزيلة التي لا تختلف كثيرًا عن أبعاد أي خادم في بلاطه، أبي إلا أن يركله إلي أعلي ويدفنه في المقبرة التي يسمونها "جامعة الدول العربية"!

هذا هو الضوء الصحيُّ لقراءة قرار التحفظ علي ممتلكات "محمد أبو تريكة" فيه!

ثمة ضوءٌ آخر أشد خشونة وأشد لياقة:

قد يكون هذا القرار انعكاسًا لتحطيم العظام عن عمد وللصراع الدائر خلف الكواليس بين الجنرالات!

وضوء ثالث..

ربما كان النظام قد اختار "أبو تريكة" ليجعل منه صندوقاً لإيصال رسالة سياسية معينة لتثبيط عزائم الثوار وهي أنه لا يحصي مخاوفه من أية ردود أفعال غاضبة، وأن لا حصانة من البطش خارج القانون لأحد رفض أن يتواري في ظل النظام الكبير مهما كان حجمه وكانت سعة الموجة التي يمكن أن يحدثها في محيط العالم!

ويجب علينا أن نعترف الآن بأن هذه الجملة الإعتراضية في تاريخنا لا مكان للدلافين ولأسماك الزينة فيها، لقد ملأ الطفيليات المكان والزمان وسدوا كل الفراغات!

لأكون أكثر دقة، منذ أكثر من ستين عامًا، لم تنجح مصر في عبور تعريف الحارة التي اختزلها العظيم "نجيب محفوظ" كعادته واختزل المصريين في كلمات:

- في حارتنا إما أن يكون الرجل فتوَّة وإما أن يُعدّ قفاه للصفع!

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمير مصر
- الأنوثة للرغبة لا المرأة
- حبيبة
- بلطاي - مرسي!
- ويحبُّ ناقتها (بشيري)!
- خمسون درجة من الرمادي.. أو.. رماد النور!
- واذكر في الكتاب إسماعيل!
- وديارٌ كانت قديمًا ديارا
- أمان يا لاللي .. خنفس عُصْملِّي!
- فتِّش عن (الهوسبتاليين) في ليبيا!
- “إيج نوبل” ل “عبد العاطي”.. أو.. استثمار العار!
- جُزُر البحَّار -حمد-!
- العائلة / الجناح السري ل (فرسان مالطا) في مصر .. أو .. غزال ...
- محمد الجوادي - كونت فلاندرز!
- الحسّونة - صباح.. من وادي شحرور إلي الخلود!
- تونس .. ابعدي عني هذه الكأس!
- سوداء العروس!
- بيت النتَّاش
- ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!
- تناذر إسكتلندا


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - إسم الله عليه.. إسم الله عليه