مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)
الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 08:44
المحور:
الادب والفن
القصيدة :
تُكْتَب على ورق ينبعِثُ من ثنايا ضوء القمر الشفاف
تُحفَظُ في درجٍ أو محفظة
تُضَع تحت وسادة صبية حائرة
تُنقَشُ على ذراع عاشقٍ
على عيْنَينَ غزالة شاردة
مرسومة على جَناح قُبرة
تأتي مع الرياح
مع ضوء الشمس
على رغوة القهوة أحرفها
تأتي عند كل صباح
وهكذا تبدأ القصيدة
تَسْبَحُ في البحار
بحروفها .. بكلماتها
والشاعر يكون الملاح
التكوين:
تخرج الأحرف منتشرة .. منفصلة
من ذهنٍ شاردٍ .. أو من سهوة صفاء
تعلوا إلى الأعلى وتنتشر
إلى ما أبعد من الغيوم
تصْطَفُ في اسراب منتظمة مستقيمة
نحو الأعلى يقودها حرف الألف
تسرع وتسبق الصوت
وتمضي مع الضوء متناسقة
تَحْرِق من الأكسجين ما شاءت
وتنتشر من جديد وتتبعثر
تنتشر في الفضاء
وتجْمَعُ شظايا نجم زجاجي انفجر
تضيفه الى مكونها وتشعل الأحرف
ناراً .. برقاً .. رعداً وتنفجر
تسبح في الفضاء على شكل لؤلؤ
يلمع في الظلام
تعود وتجمع أجزاءها
وتنتظم في صف أفقي
تسرع نحو الشمس
كخيوط حرير ذهبية
تنفث خلفها غبارا زجاجي يلمع كشظايا الزجاج الملون
تدخل عمق لهيب الشمس البرتقالي
تنفجر داخل الشمس وتخرج منتشرة
كماسة عذراء صقلت من الضوء
تصطف مرة أخرى في طابور أفقي
ذو سهم يلمع كنجم للتو ولِدْ
تسرع الأحرف وتقترب من بعضها
تتجمع على شكل كلمات
تسرع نحو الأرض
يحملها وحي شق الضوء بجناحيه
ويضعها كالفراشة على كفِ حالمٍ شاعر
الشاعر:
منهم من رحل عنوة
منهم القتيل الشهيد
منهم المحروق والغريق
لا تقسوا على ارواحهم
هم بدأوا القصيدة
واشعلوا الطريق
هم الغرباء الفقراء والأنبياء
في قصائدهم حقول القمح
ولا يملكون الزاد
في قصائدهم ينبت الورد
ويذهبون دون وداع دون حِداد
في قصائدهم أغاني الوطن
أناشيد الفرح ومزامير السماء
منهم من عاش في المنفى
منهم من اغتيل
طرِدَ حوصِرَ
قُمِعَ أعتِقل
ومنهم من بقي دون بلاد
فان بحثت عن القمر حين يختفي
وعن الشمس حين تغيب
والى خاطرة للمجد تنتمي
وعن جملة تروق الحبيب
فلا بدّ ان تجدها على كف ساحر ماهر
هو الشاعر .. هو الشاعر
#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)
Mustafa_Hamdan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟