أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - إنتشاء (قصة سُريالية)














المزيد.....

إنتشاء (قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


إنتشاء (قصة سُريالية)
د.غالب المسعودي
حتى ألآن لست في حلمي , بعض ألصحو يؤلم, رجعتُ من عملي متاخراً, إستدرت بسيارتي بأتجاه منزلي ,قابلني عند ألمنعطف رجل يجلس خلف مقود راحلته الحديثة, يشبه سلطعونا, يلوك قطعة من خبز الصمون غير منتبه أن راحلته الحديثة تتحرك ببطيء, يمضغ منتشياً, وقوفه قرب مخرج ألأستدارة حرج عليّ و على الشارع ,لم يلتفت إلى زحام المرور,مما إضطرني أن أضغط على المنبه, لم يعره إهتماماً, كأنه في صحراء ,ضغطت ثانيةً بصورة متواصلة, كدت أصطدم به ,منّ علي أخيراً بألتفاتة وفي فمه قطعة الخبز, كأنه لم يذق طعم الصمون مذ خلق, يرتدي قميص نوم أبيض(دشداشة), شعره مصبوغ بغير خبرة ,حدّق بي بوجهه القذر, كأني أنا من خلق ألازمة, تجاوزته إلى هدفي, كان يوما حاراً ومتعباً ,بعد أن تخليت عن ملابسي إرتميت على فراشي, شدة تعبي أجبرتني على النوم (كانت الكهرباء الوطنية),جاءت زوجتي شغلت مكيف الهواء, إستسلمتُ لنوم عميق, توسدت حضن جنيتي وحلمت ,كأن أعرابياً تاه في الصحراء رغم أنها موطنه, ظلّ يبحث عن الماء في إنعكاسات السراب, شاهد من بعيد ما ضنه ماء ,إستلّ سيفهُ,ألأعراب يحاربون الماء النقي, ربط راحلته قرب نبتة شوكية تسمى عاقول, من شدة عطشه لم يعرف أن لهذا ألسراب حراس مدججون بسيوف ألوهم, لم يألفها بعد, ناداه الحارس الأول.... قف...! هو لايفقه قف... ,لم يخدم في التجنيد ألألزامي, ناداه الحارس الثاني... كلمة السر.....! لم يكن ممن تدرب على حرب العصابات ,جردوه من سيفه , ألقوه في بركة ماء, فرح ألأعرابي لهذا المصير, عله يروي عطشه ,رائحة الماء تزكم ألأنوف ,لايهم.....! الضفادع تتقافز على اوراق الطحلب لايهم .....!عله يحضى بشربة ماء ,كان طعم الماء مراً كألعلقم لايهم......! عله يروي عطشه, بينا هو يحاول أن يأخذ رشفة ماء, شاهد حورية على ضفة البركة, نسي عطشه,إنتعض كل ما في داخله, أصبح قوامه عضو ذكري , نسي مصيره ,حاو أن ينط على ضفة البُركة ,لصقت أطرافه بطين لزج ,صرخ بأعلى صوته أتركيني ,جاءه الرد على شكل فقاقيع, نحن ذنوبك ,حاول أن يصل الى سيفه, إبتلعه غمده, هو ألآن في محنة, لايستطيع الخروج الى الجرف, لايستطيع شرب الماء, والحورية على الجرف تتراقص عارية إلا من حجاب, كيف العمل ولم يؤهله أبوه ولا جده لمواجهة هكذا محنة ,رق قلب الحورية ,رغم أنها كانت متيقنة أن ألاعراب أشد كفراً, لكن لنستثمر ولا حرج على من إستثمر أو إستعمر, لأرسل له ذيلي كوسيلة إنقاذ , هو يعرف جيداً أنه غارق في ألأزقة الخلفية لمستنقعاتنا, وليجرب حظه, ذيلها كان مدرعا لا تؤثر به حموضة ماء المستنقعات ,عندما يغطس بالماء يصبح كذيل سمكة,وفي البر يصبح كهوائي اتصالات, ينسحب الى آخر العصعوص, على كل حال, أطاحت بكبير حراسها ,جذبت ألاعرابي الى حافة المستنقع, تسلق بيديه ورجلية كي يحضى ببركة الذيل, في كل ألأحوال كانت رجليه متعلقة في حضيض طين المستنقع, سحبهما بقوة, تعلق بهما ألكثير من الحشرات ألضارة, منها ماركب البغال, منها ما يركض حافياً إلا من جلد قدميه , لكنها و الحق يقال مختلفة ألأنواع, أصغرها كان القراد, هو طفيلي حتى على أرجل ألاعرابي, يتغذى على الكلمات المنافقة ,لا يستحي من أن يركل بذيل السلطة, يتكاثر بسرعة, يتمدد على حصير النسيج كانه من خيوطه, لا تؤثر به مركزات حبوب الموت ,يعتقد دوماً عندما يقرفص في الخلاء ,أنه إبتكر معادلة حركة الكون ,في حلمي شاهدت هذه الحورية تأخذُ صاحبنا الاعرابي الى هرم ,مبني فوق البركة المرة, تحرسه ضفادع مدججة بالسلاح ألأسود ,مموهة بألأبيض ,خاطبته , أنا في حلمي أتلصص بأمواج الراديو ,قالت له هؤلاء حراسك لكنهم يأتمرون بأوامري , هؤلاء مساعدوك يأتمرون بأوامري ,وإن حاولت أن تغادر المكان ,سيرموك الى الوحل ثانية, أمامك ألارض بمتسعها, أمامك حوريات من البلاستك, إفعل ما شئت, لكن لاتحاور ذوي القبعات الخضر, إنهم عضويون, سيطالبونك بهواء نقي وأشعة شمس, وأمطار من الماء المقطر, وألاشد من هذا وذاك سيطالبوك بخمر الجنة الذي نحن محتكروه, هذا ماء معدني بارد , هذه أكياس نقود لك ,مباح لك كل شيء في الصرف والتصّرف, لكن عليك أن لاتغفل عن ذوي القبعات الخضر, إنهم عضويون يتكاثرون مثل النبات, لاتقترب من كل شيء أخضر, عدا الكتاب الاخضر, إعلف به ضفادعك, على وقع ألأخضر, تحسست ردفي كانا أخضرين من حرارة الحلم (لاتوجد كهرباء وطنية), صحوت من حلمي, نزلت عليّ الحكمة, تقول ألدُ أعداء سلطة ألأغبياء هم ألمثقفون ألعضويون الخضر,بعدها غنيت.
. https://www.facebook.com/100004927631639/videos/vb.100004927631639/439890262851891/?type=2&theater



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)
- في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)
- ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)
- ألعنكبوت(قصة سُريالية)
- أنهارُ بابل (قصة سُريالية)
- كيف يموتُ طائرُ ألحب(قصة سُريالية)
- طائري الأثير(قصة سُريالية)
- أشباحٌ وأشباح(قصة سُريالية)
- حلمٌ سُريالي(قصة سُريالية)
- تحول إسطوري (قصة سٌريالية)
- سَفر (قصة سُريالية)


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - إنتشاء (قصة سُريالية)