أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري














المزيد.....

طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 07:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


طائر الفينيق لـ نوّاف السنجاري

بعنوان طائر الفينيق الذي احتوى على ثلاثة مجموعات قصصية قصيرة جداً للكاتب نواف خلف السنجاري. صدر عن المركز العام لاتحاد الادباء الكُرد المطبوع الـ 94 لسنة 2013 من مطبعة شهاب في اربيل.
نواف من جيل المبدعين الشباب الذين مارسوا الكتابة في اكثر من حقل وشملت كتاباته القصة .. الشعر .. القصة القصيرة جداً .. بالإضافة الى كتاباته الصحفية .. وهو بالرغم من غزارة انتاجه وتواصله الدؤوب مع الاعلام والصحافة يدقق في لغته الرشيقة ويتجاوز الاطناب ساعياً للتكثيف والاختصار دون ان يفقد بوصلته ومسعاه وهدفه للتعبير عن الحالة التي يرصدها ويقتنصها ليوظفها في ابداعه.
يختار الحكايا والقصص من بيئته المحلية ومحيطه ويعيد بنائها من خلال ما يكتبه بأسلوب جديد وجميل يوثق بها ذاكرة الناس ويلتقط من فلكلورهم وعاداتهم الكثير وهو بهذا المحتوى كاتب محلي وفي لبيئته وناسه البسطاء الذين يقص عنهم حكاياته وقصصه الواقعية التي تحمل همومهم وتتحدث عن آلامهم بأسلوب ممتع ساخر بأقل ما يمكن من الكلمات.
وهو في ذات الوقت ناقدٌ متمردٌ رافض للسلوك الخاطئ والعادات السيئة والميول والنزعات الانتهازية لدى البشر يجسدها في سخريته اللا محدودة التي ترتقي به الى مصاف الادباء والمبدعين الذين خلدتهم اعمالهم الابداعية .. السنجاري يسير في ذات الطريق .. يجيد السخرية .. يكتب عن الخيبة .. الانكسار .. الذل .. الوضاعة .. بمرارة تدفع القارئ لتجاوز محنته وضعفه وانهياره المحتمل وتشحنه بجرعة أمل تساعده في اتخاذ موقف .. هو ذاته موقف الكاتب مما يدور من حوله ، لهذا تراه يحدث نفسه عن فقدانه لأبنه مرة ويهمس لزوجته حيناً وهكذا مع أصدقائه كما يتحدثُ مع الوزير ورجل السلطة و المسئول دون ان يغير من لهجته ، بذات الكلمات يعالج الموقف ويحدد مسار شخوصه وانتقالاتهم وتحولاتهم ..
بهذا المنحى التعبيري في فنه ونصوصه يتحول لناقد سياسي رافض للواقع وما يفرزه من ظلم وقهر واستبداد .. لهذا تراه يغوص في الاعماق تارة ويتلصصُ من خلف جدران الممنوعات والحواجز الأمنية في زمن الحرب ليلتقط بخفة ومهارة الحالات الانسانية الصعبة ليعيد تصويرها بدقة من خلال الحروف التي تدين الحرب والمتاجرين بالبشر والمصفقين لها ، وقد كرس الكثير من قصصه في هذه المجموعة لما تنتجهُ الحروب من ويلات ومآسي ونفاق سياسي واجتماعي وسجون ومعتقلات وقمع يستشري تستوقف القارئ و تأسره ليعيش اجواء المحنة وتداعياتها بأسلوب مؤثر للغاية كما هو الحال في قصة النبتة التي نمت على جدار الزنزانة وذبلت وتلاشت مع حالة اعدام برئ في المعتقل .. او حكاية تشابه اسماء التي جعلت من الحي ميتاً .. و ورقة يانصيب وقناع وانتظار واكتشاف التي تقتنصُ ويلات الحرب ومخلفاتها السيكولوجية المؤثرة.
لا يتوقف السنجاري عند حدود هذه المرحلة التي اصبحت من الماضي المُدان بل يتعداها ليواصل الكتابة الناقدة لما تبعها في اجواء الحرية والتغيير الذي يفرز هو الآخر الكثير مما تسخرُ منه قصص السنجاري ، ابتداء من قصة مكتب الوزير التي لا تتعدى الست كلمات فقط لكنها صورت حالة تكاد تكون عامة في ادارة البلد بعد سقوط النظام لا يستثني منها كردستان وحالة الفساد التي فيه في قصة مؤثرة للغاية بعنوان (تجسّد) تجسِدْ حالة كاوة الحداد منحنياً يمتهن صبغ حذاء مسئول فاسد ..
وفي الوان يلتقط فيها حالة التحول الانتهازي لشخصية شيوعية ادمنت على التمتع باللون الاحمر لكنها اختارت اللون الاصفر قبل خريف العمر يمكن أن تكون نقداً فردياً موجهة لشخصية محددة أو تعميمها لرصد ظاهرة سياسية انتهازية نمت بين صفوف الشيوعيين في كردستان .. أي انها نقد موجه لسلوك الشيوعيين وسياستهم بأسلوب جميل وشفاف استثمر فيه الكاتب مفردة اللون للتعبير عن الحالة التي اراد نقدها وقد ابدع فيها.
نواف في قصصه هذه يتوقف بوعي عند حدود التحولات الاجتماعية الكبيرة التي رافقت مرحلة التغيير والانتقال من نظام القمع والاستبداد ليسلط الضوء من خلال الفكاهة والسخرية على ما يجري في المرحلة الانتقالية من تناقضات وصراعات لا تستجيبُ نتائجها لطموحاته كصوت معبر عن طموح الناس ورغبتهم في مشاهدة تغيرات اعمق واشمل تتخطى خطوط وحدود الشكل الى المحتوى دون ان يتخلى عن قلقه وشكه وخيبته لذلك يرفع من نبرات سخريته منبهاً من خلال ابداعه لما يمكن ان نعتبره صوت الكاتب المحفز للأفكار والمواقف لتجاوز الواقع وهذا ما يجعله ككاتب يرتقي الى مصاف الكتاب الثوريين في منعطفات التاريخ الذين يسخرون أدبهم وإبداعهم للتغيير ويتوقفون عند رصد تناقضات زمن التحول بعمق و تجذر معرفي مدرك لمغزى وأهمية التضحية كطائر الفينيق الذي يرفدنا بالضوء اثناء احتراقه.



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلْ تحولَ الحزب الديمقراطي إلى حزب البعث الكردستاني؟!
- من أجل تحرير المسلمين وانقاذهم من أوهام الدين..
- آشتي يزور التاريخ ويتجنى على الضحايا!
- تحرير سنجار لا يَلغي مَسْؤولية مَنْ سَاهمَ بسقوطها!
- بحزاني لَنْ تخشع وجبل سنجار لنْ يركع ..
- مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين
- نفاق السياسة في الحرب على دولة الخلافة
- لقاء مع اللاجئين العراقيين والسوريين في هامبورغ
- توثيق جينوسايد سنجار وسهل نينوى ضرورة ملحة
- سنجار .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش
- نداء استغاثة الى الضمير الانساني ضد الابادة الجماعية للإيزيد ...
- رسالة مفتوحة الى الله
- نداء عاجل..!!
- طلاسم النار في جبل سنجار !
- ماذا جرى في سنجار ؟!
- هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!
- هلوسة .. ما قبل فناء العراق ..
- زيارة تفقيدية لمراكز اللجوء في هامبورغ
- هلوسة .. ما بعد خراب الموصل!
- هلوسة .. ما قبل خراب الموصل!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري