أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غاده جمشير - خطاب التخلف














المزيد.....

خطاب التخلف


غاده جمشير

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانانية داء عضال، وعادة سيئة، ومرض يصيبالنفس فيهلكها، ويعطل شعورها، والاناني هو الذي يعيش داخل ذاته، وتنطليعليه الحقائق، ولا يرى الحقيقة الا من خلال قوقعته المحصنة. فهو يظن انهاحسن الناس وافضلهم وانه لا يوجد من على شاكلته في العلم والادراك والفهم،فإذا رأى أن له قرينا فاقه في المنزلة، حنق وتألم ونسب الى الناس الظلم ودعاهمبالجهل وعدم الادراك، وتدخل بعقلية الانانية التي تنظر نحو وجهة واحدة وحاولتوجيه الانظار اليه بحكم انه يملك رصيداً ثقيلاً من الثقافة، وانه اتى علىجميع الكتب فلم يبق كتاب الا وهضمه واستوعبه فالكثيرون يعتقدون انهم منالمثقفين من بين الناس وانهم تبوأوا كرسي الافتاء. وانه إذا تكلم ظن انالحاضرين معجبون بنظم كلامه، وحسن عبارته، وخفة دمه المتصنعة، ولو نظرت الىالوراء قليلاً واسترجعت ذاكرة الماضي وجدت ان صفحته سوداء مظلمة ذات مساوئكثيرة، ولكن الاتباع تلقي على محطته بستائر الفضيلة والاحسان.
إن البعضلا يزال يخاطب الناس بفكر قديم ومتخلف بخطب رنانة، ومقالات متكلفة وليس فيقلوبهم الا مصالح خاصة ، يتخذون من المنابر الشريفة مطية للوصول الى مايريدون ويرغبون، هؤلاء في الحقيقة لا يحبون الا انفسهم ويعجبون بها قبل كلشيء أما حب الحقيقة فهو غطاء يسترون به ذلك الحب الاناني الدفين. وحبالانسان لنفسه قد يدفعه الى الاعتقاد انه يجب ان يستلم زمام الاموربيده،فهو وحده الذي يستطيع ان يصلح المجتمع بذكائه الخارق، واجتهاده المنقطعالنظير وربما قدر على ذكر ما لم يذكره الفلاسفة والعلماء المعروفون في حقولالسياسة وفي الحقيقة هذه مصيبة ابتلينا بها في مجتمعنا.
إن الحديث عن ذلكامر يطول، انما اقتصر على ذلك ما يعتقده هؤلاء وما يقولونه عن جانب المرأةفقط. والا فصراخهم كثير، وتخبطهم في شئون الحياة كثيرة لا تحصى ولاتعد.
إن حديثهم عن المرأة فيه امتهان شديد، لا يقول قائل ان المجتمع قداعطى المرأة حقها، قد يكون فيه وجه من الصحة لكن ما اعنيه ان فئة متخلفة فيخطابها، ويتزعمها متخلف لا تقر بذلك، وان كانوا قد جاءت على لسانهم سهواً،ولكن ما يقولون يخالف تماما سلوكهم وتصرفاتهم.
لقد اراد هؤلاء بسلوكهماعادة المرأة الى قرون بعيدة، وازمنة مديدة، ان تكون اسيرة المنزل. لقد وصلالاحتقار بالمرأة ان يطلق الرجل زوجته بلا سبب، وان يحتقرها بسجنها فيالمنزل، ويتباهى انها لا تخرج منه الا محمولة على النعش الى القبر.
ومناحتقار المرأة ان يجعل بينها وبين الحياة العامة سداً منيعاً فلا يكون لهارأي، ولا فكر ولا ذوق ولا وزن من الناحية الشرعية، والا فلنسأل اين النساء فيمجال الافتاء والقضاء، أعجزت هذه المملكة ان تربي نساء فاضلات متخصصات فيمجال الفتوى والفقه؟ إن كان ما يقال حقا من انه توجد نساء كثيرات في هذاالمجال، فلماذا لا يوجد لهن وجود على الساحة؟ ان البعض يحاول اخفاء المرأةوعدم بروزها، لكي تكون السيادة لهم.
إن المرأة انسان كما الرجل لا تختلفعنه في الوظائف والحقوق والاحساس والفكر، ولا في كل ما تقتضيه حقيقة الانسانمن حيث هو انسان ولكن - نقول - وا أسفاه قد تغلبت على هذا الدين اخلاق سيئةورثناها عن الامم التي انتشر فيها الاسلام ودخلت فيه حاملة لما كانت عليه منعوائد وأوهام.
لا شك أن هناك فروقا عقلية بين الرجال والنساء، ولكنها ليستسوى الاثر الطبيعي للاختلاف في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ولكنها لا تدلأبداً على أي اختلاف جذري، فلا شك انه كانت هناك عباقرة على مدار التاريخ منالنساء سواء في العصور القديمة او الحديثة، رغم القيود والظروف الاجتماعيةالخانقة التي تعمل فيها المرأة.
ونسوق نماذج كثيرة في مجال السياسة كانتالمرأة قائدة ورائدة، فهناك الملكة اليزابيث التي حكمت انجلترا (٨٥٥١ - ٣٠٦١وكان عهدها من ازهى العصور في التاريخ الانجليزي، و(ديبورة) امرأة من بنياسرائيل كانت قاضية، وكان بنو اسرائيل يصعدون اليها للقضاء، وكذلك (جاندارك) القديسة والبطلة الفرنسية التي حاربت الانجليز الذين احتلوا وطنهاوهزمتهم بإرادتها الحديدية في كثير من المعارك، وكذلك الملكة (فيكتوريا)التي حكمت انجلترا ما يقارب ثلاثين عاماً، وبلغت البلاد خلال حكمها الطويلاوج عظمتها وازدهارها حتى لقب العصر باسمها فقيل (العصر الفيكتوري).
ولاننسى ازهى العصور واطهره الذي كانت فيه المرأة مناضلة مقاتلة بسلاحها ولسانهاوهذه غزوات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدة على ذلك، فكيف إذا قدرتعلى حمل السلاح وقد تعلمت عليه، مع ان السلاح في السابق يصعب استعماله ويحتاجالى قوة وجهد بخلاف اليوم فإنه من السهولة بمكان تعلمه وحمله، ومع ذلك تقصىالمرأة عن هذه الميادين واصبحت حكراً على الرجل الآمر الناهي. يقول سيدنا رسولالله عليه الصلاة والسلام (النساء شقائق الرجال).
لقد حاول البعض الاستخفافبعقول الناس، واخضاعهم تحت فكرته وهيمنته، ولفت الانظار اليه، وقد استغلالبعض وجاهته وسلطانه واستغل الضعفاء للتصويت له ليتبوأوا كرسي الرقيب والمحاسبةفي المجلس النيابي، حتى انهم اقصوا المرأة عن حقها ، وذلك باستخدام ألفاظوتحليلات وتبريرات تضعف من شأنها والترويج بانها غير قادرة على ذلك.
إنالتخلف قد بلغ مبلغه، حتى ظن المظنّون انهم وحدهم قادرون على النهوض بهذاالمجتمع، وانهم المنقذون الوحيدون له حتى حسبوا انفسهم مجددي هذا العصر،رأيهم صواب، ورأي غيرهم خطأ، وافعالهم نزيهة، وافعال غيرهم مريبة. لقدظنوا ان لهم ثقلاً في هذا المجتمع من خلال ما تقوم به بعض الفئة من على شاكلتهمظنا منهم ان الناس جمعيهم يحبونهم ويجلونهم مع ان الغالبة الساحقة لا تؤمنبأفكارهم ولا بوجودهم.
هؤلاء في الحقيقة يشبهون الفراشة الصغيرة التيوقفت على ظهرالفيل ثم ارادت ان تطير فقالت: انتبه لنفسك فإني اريد ان أطير،انها تظن بأن الفيل سيفقد توازنه إذا طارت عنه فجأة. كثيرهم الذين يفكرون علىهذا النمط.






#غاده_جمشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أحرقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته
- عبدالكلام وعقده النفسية
- الوجه الآخر للقضاء
- لا لتسييس القضاء الشرعي
- لن أتنازل عن المبادئ التي أنادي بها منذ العام 2001
- رأي القوى النسائية الشعبية ضروري في -الأحوال الشخصية-


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غاده جمشير - خطاب التخلف